علاج حصر البول
يعتمد علاج حصر البول، أو احتباس البول، أو الأسر البولي (بالإنجليزية: Urinary retention) على سبب حدوثه وعلى نوع حصر البول فيما إذا كان حادًا أو مزمنًا، وفيما يأتي بيان الطرق العلاجية المتبعة:
تفريغ المثانة
يتمثل إجراء تفريغ المثانة (بالإنجليزية: Bladder drainage) باستخدام قسطرةٍ بولية (بالإنجليزية: Urinary catheter) لتصريف البول وإخراجه في أسرع وقتٍ ممكنٍ لعلاج احتباس البول الحاد والمفاجىء، وذلك من خلال إدخال أنبوب رفيع ومرن إلى المثانة لتفريغها من البول، كما تُستخدم القسطرة البولية أيضًا في حالة حصر البول المزمن لكن قد لا تستدعي الحاجة دائمًا إلى استخدامها بشكلٍ فوري ومباشرٍ للشخص المعنيّ، وفيما يأتي بيان بعض أنواع القسطرة البولية المتبعة في مثل هذه الحالات:
- القسطرة المتقطعة: (بالإنجليزية: Intermittent catheter)؛ يتم استخدامها لتفريغ المثانة عندما تستدعي الحاجة ثم تتم إزالتها، ويمكن للمصاب في هذه الحالة وضع القسطرة بنفسه بعد أن يبين له مقدم الرعاية الطبية كيفية استخدامها.
- القسطرة المستقرة أو القثطار المستقر: (بالإنجليزية: Indwelling catheter)؛ حيث يتم ترك الأنبوب داخل المثانة لفترةٍ قصيرةٍ أو طويلة.
كما يشار إلى أنّ بعض الحالات تستدعي الاستمرار باستخدام القسطرة البولية إلى حين التمكن من علاج سبب مشكلة حصر البول، أما إذا تعذر علاج السبب الرئيسي لحصر البول المزمن أو إذا كان يتسبب بتضرر الكلى أو المثانة فقد يستدعي ذلك استخدام القسطرة البولية لمدةٍ طويلةٍ من الزمن.
إقرأ أيضا:أعراض التهاب حوض الكلى
الأدوية
قد يُشير الطبيب إلى استخدام بعض الأدوية للمساعدة على علاج المشكلة الصحية التي تُسبب حصر البول، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
- أدوية البروستات: وتشمل مجموعتين من الأدوية؛ الأولى لعلاج تضخم البروستات، ومن الأمثلة عليها: أدوية مثبطات اختزال ألفا 5 (بالإنجليزية: 5-Alpha reductase inhibitors)، مثل: فيناسترايد (بالإنجليزية:Finasteride)، ودوتاستيريد (بالإنجليزية: Dutasteride)، والمجموعة الثانية تشمل الأدوية التي تساعد على ارتخاء البروستات وعنق المثانة، مثل: أدوية حاصرات ألفا (بالإنجليزية: Alpha-blockers)؛ كتامسولوسين (بالإنجليزية: Tamsulosin)، وتيرازوسين (بالإنجليزية: Terazosin)، وألفوزوسين (بالإنجليزية: Alfuzosin)، وبالتالي فإن هذه الأدوية تحسن من تدفق البول وتسهل عملية التبول.
- أدوية علاج العدوى والالتهاب: ويشمل ذلك المضادات الحيوية أو أي أدوية أخرى تستخدم لعلاج عدوى المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary tract infection)، أو التهاب البروستات (بالإنجليزية: Prostatitis)، أو التهاب المثانة (بالإنجليزية: Cystitis).
الإجراءات والأجهزة الطبية
بناءً على السبب الرئيسي لحصر البول فقد يُوصي الطبيب باللجوء إلى بعض الإجراءات أو الأجهزة الطبية، ومنها ما يأتي:
- تنظير المثانة: (بالإنجليزية: Cystoscopy)؛ يمكن إجراء هذه العملية للكشف عن الحصوات أو الأجسام الغريبة في حال وجودها وإزالتها من المثانة أو من الإحليل، ويتم ذلك من خلال إدخال أنبوب مرن مُزوّد بإضاءة يُعرف بمنظار المثانة عبر الإحليل ليصل بعد ذلك إلى داخل المثانة.
- توسيع الإحليل: (بالإنجليزية: Urethral dilation)؛ يتم إجراء عملية توسيع الإحليل بإحدى طريقتين؛ الأولى تتضمن إدخال أنابيب يتزايد عرضها بالتدريج إلى داخل الإحليل، وذلك لتوسيع التضيّق الحاصل في الإحليل؛ مما يسمح لمزيد من البول بالتدفق، وتعتمد هذه الطريقة على فتح وتوسيع تضيق الإحليل ببطء، أما الطريقة الثانية فيقوم مبدؤها على إدخال أنبوب مرتبط ببالونٍ في نهايته إلى داخل الإحليل، ويتم نفخ البالون ليتمدد داخل منطقة التضيّق ويوسّع الإحليل.
- دعامات الإحليل: (بالإنجليزية: Urethral stent)؛ قد يستخدم الطبيب أحيانًا دعامةً لفتح تضيق الإحليل وزيادة تدفق البول؛ والدعامة هي أنبوبٍ صغيرٌ يتم إدخاله إلى الإحليل ثم يفتح هذا الأنبوب ويتوسع مؤديًا بدوره إلى فتح التضيق الموجود، وقد يُبقي الطبيب الدعامات بشكل دائم في الإحليل للحفاظ عليه مفتوحًا.
- العلاج بالليزر: لعلاج بعض حالات تضخم البروستات باستخدام شعاع قوي من الضوء؛ وذلك من خلال تقليل الانسداد الحاصل وإزالته.
- التبخير الكهربائي عبر الإحليل: (بالإنجليزية: Transurethral electrovaporization)؛ يقوم مبدؤه على استخدام الحرارة لتبخير منطقة من نسيج البروستات المتضخم.
- العلاج ببخار الماء عبر الإحليل: (بالإنجليزية: Transurethral water vapor therapy)؛ يُستخدم بخار الماء لتقليص تضخم البروستات.
- التحاميل المهبلية: (بالإنجليزية: Vaginal Pessary)؛ تُستخدم التحاميل المهبلية التي تكون على شكل حلقةٍ صلبة؛ للمساعدة على وقف تسريب البول في حالات القيلة المثانية أو فتق المثانة (بالإنجليزية: Cystocele) والتي تتمثل بتدلي المثانة، أو حالات فتق المستقيم (بالإنجليزية: Rectocele).
إقرأ أيضا:مرض الفشل الكلوي
الجراحة
قد يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية كخيارٍ أخير بعد فشل الأدوية والعلاجات الأخرى في تخفيف الأعراض، ومنها ما يأتي:
- استئصال جزءٍ من البروستات.
- إصلاح تضيق الإحليل أو ترميم النسيج الندبي في عنق المثانة.
- ترميم المثانة غير الطبيعية.
- استئصال الورم، أو الرحم غير الطبيعي، أو الجزء المتضرر من القرص المنفتق أو المنزلق (بالإنجليزية: Herniated Disc).
- إجراء عملية تحويل مجرى البول؛ لإعادة توجية التدفق الطبيعي للبول خارج الجسم.
- إصلاح وعلاج هبوط أعضاء الحوض.
نصائح لحالات حصر البول
لحالات حصر البول قد يُوصي الطبيب بتجربة تدابير وإجراءات الرعاية الذاتية إما وحدها وإمّا مع علاجاتٍ طبية كتلك المذكورة سابقًا، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
العلاج الطبيعي
يُنصح بأداء تمارين قاع الحوض والتي تعرف أيضًا بتمارين كيجل (بالإنجليزية: Kegel exercises)، والتي تتم ممارستها غالبًا لتقوية قاع الحوض والمساعدة على استرخائه أيضًا، وقد يساهم ذلك في علاج المشاكل المرتبطة بحصر البول أو تفريغ المثانة؛ إذ تساعد تمارين كيجل العضلات والأعصاب التي يستخدمها الإنسان لتفريغ المثانة على أداء وظيفتها بشكلٍ أفضل، ولإجراء هذه التمارين ينصح باتباع الإرشادات والنصائح الآتية:
إقرأ أيضا:ما هو سبب كثرة التبول- إيجاد عضلات قاع الحوض: وذلك بقبض نفس العضلات المستخدمة لقطع تيار البول أو منع خروج الغازات، وذلك فقط عند ممارسة هذه التمارين مع التأكد من عدم الحاجة للتبول آنذاك؛ فلا يصح أن تُسبب ممارسة هذه التمارين وقف تيار البول، وعند قبض تلك العضلات بشكلٍ صحيح سيشعر الشخص بأن الأعضاء التناسلية لديه قد سُحبت للأعلى وللداخل.
- تكرار التمارين بانتظام ولفترة كافية: إذ تحتاج هذه التمارين إلى الوقت الكافي والتكرار للحصول على أفضل نتيجة؛ لذلك يمكن أن تستغرق ممارسة التمارين مدة 3 أشهرٍ أو أكثر بشكلٍ منتظم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإفراط في ممارستها قد يؤدي إلى الشعور بالإعياء؛ لذلك ينصح بتجربة أدائها بطريقة “10-10-3-3” وهي كما يأتي:
- أداء 10 انقباضات.
- انقباض العضلات لمدة 10 ثوانٍ بالتناوب مع 10 ثوانٍ أخرى من الاسترخاء.
- أداء 3 مجموعات من الانقباضات 3 مراتٍ يوميًا.
- ممارسة التمارين لمدة 3 أشهر على الأقل.
تدريب المثانة
فيما يأتي بعض النصائح والإرشادات المتعلقة بتدريب المثانة لتخفيف الأعراض المرافقة لحصر البول:
- التفريغ المزدوج للمثانة، وذلك بالانتظار لفترةٍ قصيرةٍ بعد التبول ثم محاولة التبول مرةً اخرى؛ للتاكد من أنّ المثانة تم إفراغها بشكلٍ كاملٍ بعد التبول.
- التبول في أوقات محددة للمساعدة على منع امتلاء المثانة بشكلٍ كبير.
- أخذ وقت إضافي داخل دورة المياه لإرخاء المثانة وتفريغها بشكل تام.
- محاولة إرخاء العضلات المحيطة بالمثانة لتسهيل خروج البول عند السيدات، لذلك من الأفضل الجلوس على مقعد المرحاض أو الجلوس بوضعية القرفصاء بالكامل بدلًا من محاولة تجنب لمس المرحاض بعدم الجلوس عليه عند التبول؛ إذ لا يسمح ذلك للعضلات بالاسترخاء كاملًا وقد يترتب عليه عدم تفريغ المثانة بالكامل.