عيون

علاج صفار العين

علاج صفار العين

يحدث صفار العين عند ظهور الجزء الأبيض من العين أو ما يُعرف طبيًا بصُلبة العين (بالإنجليزية: Sclerae) باللون الأصفر، ومن الجدير بالذكر أنّ اصفرار العين يُعدّ إحدى علامات اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice) الذي يحدث نتيجة ارتفاع مستوى البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) في الدم، علمًا أنّ مركب البيليروبين ذو اللون الأصفر ينتج من عملية تحلل خلايا الدم الحمراء (بالإنجليزية: Red blood cells) القديمة، ففي الوضع الطبيعي يتم معالجة البيليروبين عن طريق الكبد ويتم إفرازه مع العصارة الصفراوية (بالإنجليزية: Bile) التي يُنتِجها الكبد قبل أن يتم طرحه خارج الجسم عبر البراز، ويُشار إلى أنه يمكن علاج صفار العين من خلال علاج الأسباب الكامنة وراء تراكم مادة البيليروبين في الدم، وفيما يأتي بيان بعض هذه الأسباب وكيفية علاجها:

 

يرقان ما قبل الكبد

يحدث يرقان ما قبل الكبد (بالإنجليزية: Pre-hepatic jaundice) نتيجة تكسر خلايا الدم الحمراء بشكلٍ مفرط، أي بشكل يفوق قدرة الكبد على الاقتران بالبيليروبين، وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع مستوى البيليروبين غير المقترن (بالإنجليزية: Unconjugated bilirubin) في الدم، مما يؤدي إلى حدوث اليرقان، علمًا أنّ البيليروبين المُقترن (بالإنجليزية: Conjugated bilirubin) يتم طرحه خارج الجسم بشكلٍ طبيعيّ، وفي سياق الحديث نذكر أنّ يرقان ما قبل الكبد يحدث دون وجود أي خلل في خلايا الكبد؛ أي أنّ الخلل يحدث قبل وصول البيليروبين إلى الكبد، ومن الأمثلة على ذلك حالات فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cell anemia)، والملاريا (بالإنجليزية: Malaria)، ويتم علاج يرقان ما قبل الكبد في العادة من خلال استخدام بعض الأدوية التي يصفها الطبيب بهدف علاج الحالة أو تخفيف الأعراض، فعلى سبيل المثال في حال المعاناة من فقر الدم المنجلي فقد يتضمن العلاج استخدام دواء هيدروكسي يوريا (بالإنجليزية: Hydroxyurea)، أو نقل الدم (بالإنجليزية: Blood transfusion)، أو معالجة الجفاف عن طريق الوريد في حال حدوثه.

إقرأ أيضا:أسباب صداع العين

 

اليرقان الكبدي

يحدث اليرقان الكبدي (بالإنجليزية: Intra-hepatic jaundice or hepatocellular jaundice) نتيجة حدوث خلل في الخلايا الكبدية، مما يُفقد الكبد القدرة على معالجة البيليروبين، ويشار إلى أنه في بعض الحالات قد يؤدي تضرر خلايا الكبد إلى تشمعه (بالإنجليزية: Cirrhosis)، ويترتب على ذلك الضغط على القناة الصفراوية مما يسبب تعرضها للانسداد، وبالتالي يتراكم البيليروبين المقترن وغير المقترن في الدم، وغالبًا ما يحدث هذا النوع من اليرقان في حال تضرر الكبد نتيجة التعرض لعدوى مثل التهاب الكبد الفيروسي (بالإنجليزية: Viral hepatitis)، ويمكن علاج هذه الحالة باستخدام مضادات الفيروسات (بالإنجليزية: Antiviral medications) بهدف علاج الالتهاب الفيروسي والتخلص من مسبب اليرقان، بالإضافة إلى حماية الكبد من المضاعفات الأخرى الناجمة عن عدوى الكبد، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن علاج تندب الكبد (بالإنجليزية: Liver scarring) الناجم عن شرب الكحول، أو التعرض للمواد الكيميائية، أو السموم التي تؤثر في وظائف الكبد عن طريق إزالة المسبب كالامتناع عن شرب الكحول، ويُشار إلى أنّه في حال تضرر الكبد بشكلٍ شديد فقد يحتاج المصاب إلى إجراء عملية زراعة الكبد (بالإنجليزية: Liver transplant)، إذ إنّ تضرر الكبد بشكلٍ شديد قد يؤدي في بعض الحالات إلى فشل الكبد (بالإنجليزية: Liver failure) في حال لم يتم استبداله.

 

يرقان ما بعد الكبد

يحدث يرقان ما بعد الكبد (بالإنجليزية: Post-hepatic jaundice) أو ما يُعرف باليرقان الانسدادي (بالإنجليزية: Obstructive jaundice) نتيجة وجود انسداد يمنع تصريف العصارة الصفراوية، مما يؤدي إلى تراكم البيليروبين المقترن في الدم، وتُعدّ الجراحة العلاج الأكثر شيوعًا ليرقان ما بعد الكبد، ويتم ذلك من خلال استئصال المرارة، وجزء من القناة الصفراوية (بالإنجليزية: Bile duct)، بالإضافة إلى جزء من البنكرياس، ويُشار إلى أنّ العلاج الجراحي قد يكون ضروريًا في بعض الحالات، وفيما يأتي بيان بعض الأمثلة على هذه الحالات:

إقرأ أيضا:كيف أعرف أن ضغط العين مرتفع
  • بعض أنواع السرطان.
  • التشوهات الخلقية.
  • انسداد القنوات الصفراوية.
  • حصى المرارة (بالإنجليزية: Gallstones).
  • تشوهات الطحال.

 

علاج الأسباب الأخرى لصفار العين

توجد بعض الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى اصفرار العين، وفيما ياتي بيان بعض هذه الأسباب وكيفية علاجها:

  • نزيف أسفل الملتحمة: (بالإنجليزية: Subconjunctival hemorrhage)، إذ يمكن استخدام الدموع الصناعية (بالإنجليزية: Artificial tears) لتخفيف الشعور بالخدش، ويُشار إلى أنّ معظم حالات النزف أسفل الملتحمة تختفي من تلقاء نفسها دون أي علاج.
  • فقر الدم الانحلالي: (بالإنجليزية: Hemolytic anemia)؛ ويتم معالجته من خلال تحديد سبب تحلل خلايا الدم الحمراء داخل الجسم.
  • داء البريميات: (بالإنجليزية: Leptospirosis)؛ يتم في العادة معالجة داء البريميات باستخدام المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotic).
  • التهاب البنكرياس: (بالإنجليزية: Pancreatitis)؛ يتضمن علاج التهاب البنكرياس إدخال المصاب إلى المستشفى بهدف تزويده بالرعاية الطبية المتخصصة.

 

نصائح وإرشادات لتخفيف صفار العين

توجد العديد من النصائح والإرشادات التي يمكن اتباعها للتقليل من أعراض اليرقان واصفرار العينين، وفيما يأتي بيان بعض هذه النصائح:

  • المحافظة على رطوبة الجسم.
  • تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة، بالإضافة إلى الامتناع عن تناول الأطعمة المصنعة والمعلبة.
  • تناول كمية كافية من الألياف، والتي يمكن الحصول عليها من الفواكه، والخضروات، والبقوليات، والحبوب الكاملة.
  • تناول الأطعمة البروتينية الخالية من الدهون، مثل الأسماك، والمكسرات، والبقوليات.
  • تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات المكررة مثل المخبوزات السكرية والحلويات.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • تجنب استخدام الأدوية غير المشروعة أو استخدام الأدوية بشكلٍ مفرط.
  • الامتناع عن شرب الكحول.

 

إقرأ أيضا:ما هي أسباب زغللة العين

دواعي مراجعة الطبيب

تجدر مراجعة طبيب العيون على الفور في حال ملاحظة تغير لون العينين إلى اللون الأصفر؛ ليقوم الطبيب بفحص العينين بشكل دقيق، ويُشار إلى أنه لا يجب تجاهل اصفرار العينين، فقد يكون سبب ظهور العينين باللون الأصفر مرض في الكبد أو بعض الاضطرابات الصحية الأخرى كما ذكرنا سابقًا، وقد يستدعي ذلك إحالة المصاب إلى طبيب باطني أو طبيب آخر، ومن الجدير بالذكر أنّ معرفة السبب في وقتٍ مبكر يساهم في حماية الجسم من المضاعفات الصحية الخطيرة كتلف الأعضاء، ومن الجدير بالذكر بأنّه في حال كان اصفرار العينين شديدًا فيجب مراجعة الطبيب على الفور، بالإضافة إلى ذلك تجدر مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن في حال ملاحظة ظهور بعض الأعراض بالتزامن مع اصفرار العينين، فقد يكون ذلك مؤشرًا على حالة صحية خطيرة، وفيما يأتي بيان هذه الأعراض:

  • ظهور البراز بلونٍ باهت، والبول بلونٍ داكن.
  • فقدان الوزن غير المبرر ودون سبب واضح.
  • فقدان الشهية.
  • حكة في الجلد.
  • التعب والإرهاق.
  • ظهور تورم في الساق أو البطن.
  • التقيؤ.
  • تغير لون البشرة، أو ظهور البشرة بلون أغمق من لونها الطبيعيّ.
  • الشعور بآلام شديدة في المفاصل، أو العضلات.
  • المعاناة من نزيف في الأنف.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
السابق
فوائد الشاي للعين
التالي
نسبة السكر الطبيعي للحامل