علاقة هرمون الدوبامين والاكتئاب
جدول المحتويات
الاكتئاب
الاكتئاب هو اضطراب في المزاج يسبّب شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الاهتمام بالأشياء التي حول الشخص، وهو مرض خطير يمكن أن يقود إلى تصرّفات عنيفة، حيث يُدعى ايضًا بالاضطراب الاكتئابي الأكبر، أو الاكتئاب السريري، وهو يؤثر في الأحاسيس وطريقة التفكير والتصرفات، ويمكن أن يؤدّي إلى مشاكل عاطفية وجسدية مختلفة، فقد يشعر الشخص بصعوبات في القيام بالأمور الروتينية البسيطة، وقد يشعر بأن كل ما في الحياة لا يستحق العيش، وهناك علاقة كبيرة بين هرمون الدوبامين والاكتئاب ، فالدوبامين ناقل عصبي يساعد في القيام بكثير من النشاطات الدماغية، ونقصه يسهم بحدوث الاكتئاب.
علاقة هرمون الدوبامين والاكتئاب
تمامًا وكأي مرض نفسي كبير، فإن الاكتئاب حالة معقّدة الأسباب يسهم في حدوثها عدّة عوامل مجتمعة، فالدّوبامين والسيروتونين يساهمان بشكل كبير في آلية حدوث الاكتئاب وتطوره، ولكن ينقص العلماء الكثير من التفاصيل حول هذه الآلية وأسباب حدوثها، والدّوبامين يلعب دورًا كبيرًا في الإحساس بالتفاؤل والحماس والسعادة عند تلقّي الجوائز، فعند العمل بجهد مستمر للوصول إلى هدف معيّن ثم الوصول إلى هذا الهدف، فإن الإحساس عند الوصول إليه سببه دفقة كبيرة من هرمون الدوبامين، ويمكن للأعراض الاكتئابية أن تكون بسبب انخفاض نسبة الدوبامين أو بسبب خلل في نظام الدوبامين ككل، هذا ويمكن أن يحدث هذا الخلل بسبب التعرض للتوتّر طويل الأمد أو الألم أو الرضوض النفسية والجسدية.
إقرأ أيضا:الغدة الدرقيةأسباب انخفاض هرمون الدوبامين
يمكن القول أن معظم أسباب انخفاض هرمون الدوبامين مجهولة، فبالرغم من أن بعض الأمراض تترافق مع انخفاض الدوبامين مما يسمح بدراستها وتحديد آليتها، إلا أنّ هذه الأمراض مجهولة السبب، ممّا يصعّب عملية التشخيص والعلاج الأولي أو الوقاية منها، فيقتصر العلاج فيها على العلاج العرضي برفع مستويات الدوبامين، ومن الأسباب التي ينخفض فيها هرمون الدوبامين ما يأتي:
- مرض باركنسون: وهو مرض تنكّسي يترافق مع تحطّم العصبونات المنتجة للدوبامين، فنقص الدّوبامين يسبّب الرجفان المميز لداء باركنسون، والشلل العضلي والحركة البطيئة وصعوبة بدء الحركات، ومن الصعب عادة تشخيص مرض باركنسون، ويصعب بشكل أكبر الوقاية منه أو التنبّؤ بحدوثه.
- متلازمة الساق المتململة: في هذه المتلازمة يحرّك الشخص قدميه أثناء النوم، وهي تنبّئ بنقص إنتاج الدوبامين في الدّماغ، ممّا يقود إلى الكثير من الحالات النفسية كالخوف من المجتمع واضطراب فرط الحركة نقص الانتباه ADHD، كما يمكن أن تنبّئ هذه المتلازمة بحدوث الأمراض القلبية الوعائية، ومن صفات هذه المتلازمة أن يقوم الشخص بتحريك قدمية ما يقارب 200 إلى 300 مرة أثناء الليلة الواحدة، ممّا يزيد من حاجة القلب للتسرّع والضغط للارتفاع، فتزداد نسبة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
- الإبداعية: قد يكون للأشخاص المبدعين القابلية الأكبر لتطوير نقص الاستجابة للدوبامين، فبالرغم من أنّهم يملكون نسبة كافية من الدوبامين إلا أن مستقبلات الدوبامين D2 في المهاد قليلة، وبذلك قد يكون لديهم قابلية لتطوير الفصام، والنسبة القليلة لمستقبلات D2 تقود إلى انخفاض قابلية الأشخاص لاستبعاد الأفكار جميعها، مما يجعلهم يفكرون في حلول لمشاكل لا يراها غيرهم من الناس، لكنّ هذا الأمر يقود إلى اضطرابات نفسية قد تنتهي بالفصام.
- المخدّرات: يمكن للمخدّرات التي تباع بشكل غير شرعي -مثل الميبريدين- أن تحتوي على مواد سامّة كيميائية تحطّم الخلايا العصبية التي تنتج بالدوبامين، مما يؤدّي إلى انخفاض مستوياته مع ما يرافق ذلك من أعراض ومشاكل بعيدة المدى.
أعراض انخفاض الدوبامين
هناك علاقة وثيقة بين انخفاض هرمون الدوبامين والاكتئاب ، ولكن هذا ليس كل ما في الأمر، فبما أن الدوبامين ناقل عصبي يساعد في نقل الإشارات العصبية، فإن نقصه أو غيابه يلعب دورًا كبيرًا في إحداث أعراض أو متلازمات أخرى، ومن ضمن الأعراض التي يمكن أن تشمل علاقة هرمون الدوبامين والاكتئاب ما يأتي:
إقرأ أيضا:ما هي الهرمونات- النوم المفرط: يمكن لخسارة بعض المواد الغذائية الهامة للجسم كالحديد والمغنيزيوم والزنك أن تؤثر في نقص الدوبامين، ممّا يقود إلى النوم المفرط، وهذا غالبًا ينتج عن نقص التحفيز اللازم للقيام بأي عمل من أعمال الحياة، فيشعر الشخص بعدم وجود الفائدة من أي شيء يقوم به، ويصعب عليه القيام بالأمور الروتينية، خصوصًا التمارين الرياضية.
- نقص الرغبة الجنسية: يقود نقص الدوبامين إلى نقص الرغبة الجنسية أو الليبيدو بشكل كبير، فمعظم الاضطرابات النفسية تسبّب ذلك.
- ازدياد الوزن السريع: بما أن مستويات الدوبامين المنخفضة تقود إلى إنتاج الرغبة للسكّريات والكحول والدّهون المشبعة، وهذا يؤدّي غالبًا إلى زيادة الوزن السريعة، خصوصًا مع ترافق تناول هذه المواد مع قلة الحركة والنشاط، ويُضاف إلى مشكلة الوزن الزائد أنّ السكريات والدهون المشبعة تزيد من خفض مستوى الدوبامين بشكل أكبر ممّا يزيد من حالة الاكتئاب والإرهاق.
- صعوبة التركيز: يمكن لانخفاض بسيط في نسبة الدوبامين أن يلعب دورًا في التقليل من تركيز الشخص وقدرته على التفكير بفعالية.
أفضل الطرق الطبيعية لرفع مستوى الدوبامين
هناك الكثير من الطرق والمواد الغذائية الطبيعية التي تسهم في رفع مستوى الدوبامين إلى مستويات طبيعية عند الذين يعانون من انخفاضه، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل القيام بأي إجراء من شأنه رفع الدوبامين، من هذه الإجراءات ما يأتي:
إقرأ أيضا:ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب- تناول الكثير من البروتينات.
- تناول القليل من الدهون المشبعة.
- تناول البروبيوتيك، وهي مواد تعمل على إعادة بناء الفلورا الطبيعية في الجسم.
- تناول البقول كالفاصولياء والفول.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري ومستمر.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم كل يوم، وهو ما يُقدّر بحوالي 7 إلى 9 ساعات يوميًا للبالغين.
- الاستماع إلى موسيقا الاسترخاء والتي تبعث الراحة النفسية عند الشخص.
- التأمّل أو كما يُدعى بالإنجليزية Meditation.
- الحصول على ما يكفي من ضوء الشمس الطبيعي كل يوم.
- تناول المتمّمات الغذائية كالفيتامينات، ولكن يجب إخبار الطبيب قبل تناولها.