الحمّام المغربي
الحمّام المغربيّ هو حمامٌ تاريخيٌّ، نَشأ خلال الإمبراطورية الرّومانيّة، وأصبح من العادات والتّقاليد المُتّبعة في المغرب، ويُشبه المُنتجعات الصّحيّة في الزّمن الحالي إلى حدٍّ كبيرٍ، وهو جزءٌ حيويٌّ من أسلوب حياة المَغارِبة، إذْ يَرتاده المغربيون بشكل أسبوعيّ؛ للتّمتّع بمزاياه الصّحيّة والجماليّة، بالإضافة إلى أهميّته الاجتماعيّة التي تَتمحور حول اللّقاءات النّسائيّة، وتجهيز العرائس قَبْل الزّفاف، ويعمل الحمام فوائد كالسّاونا، ويُفصل إلى قِسمين أو ثلاثة أقسام من مُستويات البُخار السّاخن، وذلك بالبدء بتنظيف الجسم بالماء الدّافئ، ثُمّ عمليّة التّدليك والتّنظيف والتّقشير؛ لإزالة السّموم من البشرة، والشّعور بالانتعاش، والاسترخاء، والحصول على بشرةٍ ناعمةٍ كبشرة الأطفال.
فوائد الحمّام المغربي
للحمام المغربيّ فوائدُ عديدةٌ للصّحة والبشرة، ومنْها:
- تنظيف الجسم.
- العلاج بالرّوائح (بالإنجليزية: aromatherapy).
- إزالة السّموم من البشرة.
- زيادة الدّورة الدّمويّة.
- تنعيم وتنقيّة البشرة.
- تحفيز جهاز المناعة.
- الاسترخاء والتّخفيف من التّوتر.
- إرخاء العضلات المُتعبة.
- إزالة طبقة خلايا الجلد الميّت.
- التّخفيف من السّيليوليت.
المكونات الجماليّة المغربية
تُوجد مكوّنات جماليّة أساسيّة عديدة تُستخدم في الحمّام المغربيّ من قِبَل النّساء المغربيّات، وأبرزها هي:
- الصابون المغربي: يُعتبر الصّابون المغربي الأسود من الطّقوس التّقليديّة في الحمام المغربيّ التي لا يُستَغنى عنها، ويُعدّ من أهمّ المُكوّنات الجماليّة في المغرب، وله فوائد في علاج بعض الأمراض الجلديّة، وهو مضادٌ للميكروبات، ويزيل السّموم والجلد الميّت من البشرة، ويُرطّبها، ويُنظفّها بِعُمقٍ، ويُقلّل من علامات الشّيخوخة فيها، ويتكوّن هذا الصّابون من الزّيتون الأسود المَهروس، وزيت الزّيتون، وملح البوتاس القابل للذّوبان في الماء، ليَتشكّل معجونٌ زُبديّ القوام، ويَتميّز الصّابون المغربيّ بمحتواه الغنيّ بفيتامين E.
- الطين المغربي: الطّين المغربيّ من أكثر المكوّنات الجماليّة شعبيّةً لدى المغاربة، وهو عبارةٌ عن رواسبَ عضويّةٍ قديمةٍ، في عُمق جبال الأطلسي، وبالتّحديد في المناطق الشّماليّة الشّرقيّة من المغرب، ويُستخدم كقناعٍ للبشرة والشّعر، ويَعمل كمُنظّفٍ ومُزيلٍ للسّموم، ومُرطّبٍ، وذلك بِسبَب مُحتواه العالي من السّيليكا، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، ويمكن خَلطه بماء الورد، أو ماء زهر البرتقال، للحصول على القوام المطلوب؛ لأنّه عادةً ما يأتي على شكل مسحوقٍ، أو طوبٍ صغيرٍ.
- ليفة القفاز المغربية: تُدعى اللّيفة المغربيّة بكيس القفاز، وهي مُصمّمة للاستخدام في الحمّامات المغربيّة التّقليديّة، وهي عبارةٌ عن نسيجٍ متينٍ وقويٍّ، يُستخدم في تقشير البشرة، بعد تغطية الجسم بالصّابون المغربيّ، ولا يُنصح باستخدامها على بشرة الوجه.
- زيت الأركان: يُنْتَج زيت الأركان من شجرة الأركان (أركانيا سبينوزا)، والتي تُزرع حصريّاً في المغرب، في مَنْطقة وسط الجنوب تُدعى بوادي السوس، تفصلها الصّحراء عن المحيط الأطلسيّ، ويُستخدم كمرهمٍ موضعيٍّ؛ للحصول على فوائده العديدة، ومنْها:
- يعالج البشرة الجافة.
- يعالج حبّ الشّباب.
- يعالج الصّدفيّة.
- يعالج آلام المفاصل.
- يعالج الالتهابات الجلديّة.
- يعالج الأكزيما.
- يعالج التّجاعيد.
- يعالج تساقط الشّعر وجفافه وتقصّف أطرافه.
- مضادٌ للاكتئاب.
- مُرطّبٌ قويٌّ للبشرة.
- يَعمل على تلاشي علامات تَمدّد الجلد.
طريقة عمل الحمّام المغربي
الحمام المغربيّ له طقوسٌ خاصةٌ عُمرها قرون، ويُمكن عمل حمام شبيه للحمام المغربيّ في المنْزل، والطّريقة هي:
إقرأ أيضا:كيف أصبح أجملالمكونات:
- الطّين المغربي.
- زبادي.
- ماء.
- عسل(اختياري).
- الصّابون المغربي.
- منشفة، أو قفاز التّقشير.
- ماء الورد.
طريقة التحضير: تتمثل طريقة التحضير فيما يلي:
- البِدء بتحضير الطّين المغربيّ، إذ يمكن أنْ يأتي على شكل كتلةٍ حجريّةٍ، لذلك يتم تكسير الكُتلة إلى قطعٍ صغيرةٍ؛ لتسهيل تنعيمه.
- ثُمّ تُوضع قِطع الطّين في وعاءٍ، ويُضاف إليه الزّبادي والماء، وفقاً للتّعليمات المذكورة على عُبوّته، والزّبادي يحتوي على خصائص مقشّرةٍ للبشرة، ومضادةٍ للبكتيريا والفطريات، ويمكن إضافة العسل إلى الطّين؛ لأنّ العسل مُغذٍّ للبشرة، ثُمّ يُمزج الطّين جيّداً.
- بعد ذلك يُملأ الحمام بالبخار عن طريق إغلاق باب الحمام ونوافذه بعد أن يُملأ الحوض بالماء الساخن؛ لأنّ البُخار يَفتح المسام مما يُهيّئ البشرة لامتصاص فوائد الصّابون والطّين المغربيّ، مع الحرص على شرب الماء؛ لمنع الجفاف، ويمكن إبقاء منشفة باردة على الجبهة، أو الرّقبة في حالة الشّعور بالدّوخة، ويجب مغادرة الحمام عِنْد الشّعور بالضّعف أو الغثيان.
- الجلوس والاسترخاء في البخار مدّة 10-15 دقيقة، قَبْل الدّخول في الحوض.
- عِنْد الدّخول في الحوض يجب الانتظار مدّة 5-10 دقائق قَبْل البدء بتدليك وتقشير البشرة.
- بعد نَقْع الجسم في حوض الاستحمام، يُدّلك الجسم بالصّابون المغربي من الرّجلين إلى الكتفين بحركاتٍ دائريّةٍ؛ لتدليك الصّابون إلى داخل المسام، وفي حالة تطبيق الصّابون على الوجه يجب تَجنّب مَنْطقة العينين والفَمّ، وفي حالة البشرة الجافة يُطبّق المرطّب على الجسم؛ لحمايته من التّهيّج، عدا ذلك فإنّ الصابون المغربي مناسب لجميع أنواع البشرة.
- ثُمّ يُقشّر الجسم بالمِنْشفة، أو قفاز التّقشير، وذلك بفرك الجسم بحركاتٍ تَتّجه إلى أعلى وأسفل الجسم وبشكلٍ قاسٍ، لكن ليس بالقوة التي تُؤلم البشرة، مع الأخذ بالعلم أن هذه الخطوة تزيد من نشاط الدّورة الدّمويّة، وتُخفّف من السّيلوليت، ثُمّ يُشطف الجسم بالماء الدّافئ.
- بعد ذلك، يُفرَك الطّين على الجسم، مع التّركيز على المناطق الخشنة من البشرة خارج حوض الاستحمام، ويمكن تطبيقه على الوجه مع تَجنّب العينين، ويُترك على البشرة مدّة 5-10 دقائق؛ حتى تمتص البشرة المعادن المنظّفة في الطّين.
- ثُمّ يُشطف الجسم من الطّين، ويُفضّل أخذ دشّ بارد لإعادة إغلاق مسام البشرة، ويُجفّف الجسم بلطفٍ دون فركه بالمِنْشفة؛ لأن الفرك بقسوة سيزيل المعادن المُنظّفة عن البشرة، وسيجعلها خَشنة.
- وأخيراً، يُوضع ماء الورد على قطعة قماشٍ جافةٍ، ويُطبّق على البشرة؛ لأنه يحتوي على خصائص مُبَرّدةٍ للبشرة، ويُخفّف من الالتهاب، والزّيوت، بالإضافة إلى رائحته الزّكيّة.
- ويمكن تطبيق زيت الأركان بعد الحمام المغربيّ؛ لترطيب البشرة.