أدوية التنحيف
تُعَدُّ السُّمنة من المشاكل الصحّية المُزمِنة، وتُعرَّف بأنَّها: الحالة التي يكون فيها مُؤشِّر كُتلة الجسم (بالإنجليزيّة: Body mass index) يُعادل 30، أو أكثر، ويلجأ المصابون بالسُّمنة عادة إلى اتّباع حميات غذائيّة، وزيادة النشاط البدنيّ؛ من أجل خسارة الوزن الزائد على المدى الطويل، إلّا أنّه في بعض الأحيان تكون هذه التغييرات في نمط الحياة غير كافية لتقليل الوزن، أو الحفاظ عليه؛ لذلك يُمكن أن يلجأ الأطبّاء إلى وصف بعض الأدوية، كجزءٍ من برنامجِ المُحافظة على الوزن، وتختلف آليّات عمل الأدوية الخاصّة بالسُّمنة، وزيادة الوزن؛ حيث إنَّ بعضها يُعزِّز الشعور بالشَّبع، ويُقلِّل الشعور بالجوع، أمَّا بعضها الآخر، فإنَّه يُقلِّل امتصاص الجسم للدُّهون.
فوائد مُنظِّم السكّر للتنحيف
يَستخدم البعض دواء ميتفورمين (بالإنجليزيّة: Metformin)؛ للتنحيفِ، وهو الدواء الذي يُستخدَم في تنظيم مُستويات السكّر في الدم عند مرضى السكّري من النوع الثاني، وتُشير بعض الدراسات إلى أنَّ هذا الدواء يُساعد البعض على تقليل الوزن، إلّا أنّه من الجدير بالذكر أنَّ الطريقة التي يؤدّي فيها وظيفته ما زالت غير واضحة، حيث تُشير إحدى النظريّات إلى أنَّه يُقلِّل الشهيّة، ممّا يدفع الشخص إلى تناوُل كمّيات أقلّ من الطعام؛ إذ إنَّه يُغيِّر طريقة استخدام الجسم، وحِفظه للدُّهون، عِلماً بأنَّ بعض الدراسات الأُخرى أشارت إلى أنَّ هذا الدواء لا يُعَدُّ حلّاً سريعاً لخسارةِ الوزن؛ وذلك لأنّه قد تبيّن أنّ خسارة الوزن حصلت بشكلٍ تدريجيّ مدّةً تتراوح بين سنة إلى سنتين، وكان مُتوسِّط الوزن الذي فُقِد يتراوح بين 1.8-3كغم، على الرغم من أنَّ النتائج اختلفت من شخصٍ إلى آخر، ومن جهةٍ أُخرى، فإنّ تناوُل الميتفورمين دون اتّباع نظام غذائيّ صحيّ، أو مُمارسة التمارين الرياضيّة قد يُؤدِّي إلى عدم إنقاص الوزن؛ وقد يعود سبب ذلك إلى تعزيز الميتفورمين لحرق السُّعرات الحراريّة أثناء مُمارسة التمارين الرياضيّة، كما يُمكن أن يستردَّ الشخص الوزنَ المفقود إذا توقَّف عن تناوُلِ هذا الدواء، ولكن تجدر الإشارة إلى أنَّ ما يُميِّز هذا الدواء عن غيره من أدويةِ السكّري أنّه إذا لم يُساعد على تقليلِ الوزن، فإنّه لا يُسبِّب زيادته.
إقرأ أيضا:فوائد الميرمية للتنحيفويُمكن أن يَصف الأطبّاء هذه الأدوية للمُصابين بالسكّري من النوع الثاني، أو بمُقدِّمات السكّري (بالإنجليزيّة: Prediabetes)، أو المُصابين بزيادة الوزن، والسُّمنة؛ لتنظيمِ مُستويات السكّر، أو تقليل الوزن، ويُحدِّد الطبيب عادةً الجُرعةَ المُناسبةَ للشخص؛ حيث يبدأ بجُرعة صغيرة، ثمّ يرفعها تدريجيّاً خلال عدَّة أسابيع؛ وذلك لتقليل الآثار الجانبيّة التي يُمكن أنّ يُسبِّبها الدواء، ومن الجدير بالذكر أنَّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة لم توافق على استخدام دواء الميتفورمين لتقليل الوزن؛ ولذلك لا تُوجَد معلومات كافية تُثبت فعاليّته في ذلك، عِلماً بأنَّ خسارة الوزن عند تناوُل هذا الدواء قد تكون غير ناتجة عنه؛ إذ إنّها يُمكن أن تحدث بسبب بعض المشاكل الصحّية الأُخرى، مثل: الاكتئاب، والقلق، والسرطان، والمشاكل الهضميّة، وغيرها من الأمراض، أو قد تحدث بسبب تناوُل أدوية أخرى، كأدوية العلاج الكيميائيّ، وعلاج الغدَّة الدرقيّة الذي يزيد الأَيض، وغيرها من الأدوية.
الآثار الجانبيّة لمُنظِّم السكّر
يُمكن أن تُسبِّب حبوب الميتفورمين بعض الآثار الجانبيّة، كالغازات، والغثيان، والإسهال، وآلام، وحرقة المعدة، وفي حالاتٍ نادرة قد تُسبِّب العديد من الآثار الأكثر خطورة، مثل الإصابة بالحُمّاض اللاكتيكيّ (بالإنجليزيّة: Lactic acidosis)، عِلماً بأنَّ الأشخاص الأكثر عُرضة لذلك هم الذين يتناولون الكحول، أو الذين يُعانون من مشاكل في الكبد، أو أمراض الكلى، بالإضافة إلى أنَّه يُمكن أن يُسبِّب انخفاض مُستوى السكّر في الدم بشكل غير آمن، حيث تحتاج هذه الحالة إلى علاج فوريٍ حتى لا تُسبِّب فُقدان الوعي، أو النَّوبات، أو الموت، ومن الأعراض التي تدلُّ على انخفاض السكّر: النُّعاس، والصُّداع، والتهيُّج، والجوع، وغيرها من الأعراض.
إقرأ أيضا:كيف تحافظ على وزنك في رمضاننصائح أخرى للتنحيف
كشفت الدراسات عبر السنوات الماضية عن أنّ هنالك عدَّة طُرُق تُساعد على تقليل الوزن، ومنها:
- شُرْب كمّيات كافية من الماء: حيث يمكن لشُرب الماء أن يُعزِّز عمليّة الأَيض بنسبة 24-30% خلال مدّة تتراوح بين ساعة إلى ساعة ونصف، ممّا يُساعد على حرق السُّعرات الحراريّة، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنَّ شُرب نصف لتر من الماء قبل تناوُل الوجبة، يُساعد على التقليل من السُّعرات الحراريّة التي يتمّ تناوُلها، كما يُقلِّل الوزن بنسبة تصل إلى 44%.
- تناوُل البَيض: تُشير بعض الدراسات إلى أنَّ تناوُل البيض على وجبة الإفطار بدلاً من حبوب الإفطار، يُساعد على تقليل الوزن، والدُّهون في الجسم؛ حيث يُعَدُّ البَيْض مصدراً جيّداً للبروتين.
- شُرب الشاي الأخضر: حيث يحتوي الشاي الأخضر على مُضادَّات الأكسدة، مثل الكاتيشين (بالإنجليزيّة: Catechins)، والتي يُعتقَد بأنَّها تتشارك مع مادّة الكافيين؛ لزيادة حرق الدُّهون.
- الصيام المُتقطِّع: تُشير بعض الدراسات إلى أنَّ الصوم المُتقطِّع يُساعد على تقليل الوزن بشكل مُشابه لاتّباع نظام تحديد السُّعرات الحراريّة بشكل مُستمرّ.
- تناوُل مُكمِّلات الغلوكومانان (بالإنجليزيّة: Glucomannan): حيث ربطت العديد من الأبحاث بين استخدام ألياف الغلوكومانان، وخسارة الوزن؛ وذلك لأنّ هذه الألياف تمتصُّ الماء، وتبقى في الأمعاء لفترة، ممّا يزيد الشعور بالشَّبع، ويُساعد على تقليل كمّية السُّعرات الحراريّة التي يتمّ تناوُلها.
- الامتناع عن تناوُل السكّر المُضاف: حيث ربطت بعض الدراسات بين تناوُل السكّر المضاف، وزيادة خطر الإصابة بالسُّمنة، والسكّري من النوع الثاني، وأمراض القلب.
- تناوُل كمّيات قليلة من الكربوهيدرات: أشارت بعض الدراسات إلى أنَّ تقليل الكربوهيدرات يمكن أن يُساعد على تقليل الوزن من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف، كالنظام الغذائيّ قليل الدُّهون، ومن الجدير بالذكر أنَّه يُنصَح أيضاً بتقليل تناوُل الكربوهيدرات المُكرَّرة؛ وذلك لأنّها تساعد على رَفع مُستوى السكّر في الدم، وتزيد الشعور بالجوع، وتزيد تناوُل الطعام.
- تناوُل مُكمّلات البروبيوتيك: حيث تُساعد البكتيريا الموجودة في مُكمِّلات البروبيوتيك على تقليل كُتلة الدُّهون في الجسم.
- مُمارسة التمارين الرياضيّة: حيث تُساعد مُمارسة التمارين الهوائيّة (بالإنجليزيّة: Aerobic Exercise) على زيادة حرق الدُّهون، كما وُجِدَ أنَّها مفيدة للتخلُّص من الدُّهون المُتراكمة في منطقة البَطن، ومن جهةٍ أخرى، فإنَّ تمارين رَفْع الأثقال تُساعد على زيادة الأَيض، والوقاية من خسارة الكُتلة العضليّة.