قصص دينية

قصة سعيد بن زيد

العشرة المبشرون بالجنة

بشّر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في حياته كثيراً من الصحابة من الرجال والنساء بدخولهم الجنة، إلا أنه ذكر عشرة منهم في حديث واحد خاصّ بهم، وهم الذي أطلق عليهم اسم العشرة المبشرون بالجنة واشتهروا بذلك، والحديث الذي بشّر به الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هؤلاء العشرة بالجنة حديث صحيح، وهو قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (عشَرةٌ في الجنَّةِ : أبو بكرٍ في الجنَّةِ، وعُمَرُ في الجنَّةِ، وعُثمانُ في الجنَّةِ، وعلِيٌّ في الجنَّةِ، والزُّبيرُ في الجنَّةِ، وطَلحةُ في الجنَّةِ، وابنُ عوفٍ في الجنَّةِ، وسعدٌ في الجنَّةِ، وسعيدُ بنُ زيدٍ في الجنَّةِ، وأبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ في الجنَّةِ).

وهؤلاء العشرة مقطوع بدخولهم الجنّة، لما ثبت من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولورود الإشارة في القرآن الكريم على ذلك، والعشرة جميعاً من السابقين الأولين في دخول الإسلام وهم جميعاً من قريش كذلك، وربما كان إفراد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لهم في تبشيرهم بالجنة بحديث واحد أن ذلك كان في مناسبة واحدة أو في مجلس واحد، والثابت أنهم خير الأمة جميعاً بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأفضلهم الخلفاء الراشدون الأربعة: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

سعيد بن زيد

هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وهو ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وزوج أخته فاطمة، يُكنّى بأبي زيد، أسلم مع زوجته فاطمة في بداية بعثة محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وأولى فترات الإسلام، وذلك قبل إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أسلم عمر في بيت سعيد بن زيد. كان سعيد -رضي الله عنه- من أفاضل الصحابة المهاجرين، ومن أوائلهم في الهجرة، وقد شهد مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- جمع المعارك والغزوات عدا غزوة بدر؛ لأن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان قد أرسله مع طلحة لتحسّس أخبار قريش على طريق الشام، وهو من العشرة المُبشَّرين بالجنة، وقد كان جريئاً في حق الله لا يخاف في الله لومة لائم، ومن ذلك أنّه سمع مرةً رجلاً في الكوفة يشتم عليّاً بن أبي طالب كرم الله وجهه، فأنكر عليه ذلك بشدّةٍ ونهاه عنه.

إقرأ أيضا:قصة سيدنا ابراهيم

قصة سعيد بن زيد

كان سعيد بن زيد رضي الله عنه مستجاب الدعوة، فقد ادّعت عليه امرأة تدعى أروى بنت أويس مرّة أنه ظلمها واعتدى على ملكها، ورفعت فيه إلى مروان بن الحكم وهو والي المدينة حينها، فنفى سعيد ذلك عن نفسه، وأراد أن تظهر براءته من هذا الفعل أمام المسلمين، فدعا الله -عز وجل- وقال: (اللهُمّ إن كانت عليّ كاذبةً فاعمِ بصرها، واقتلها في أرضها، وأَظهِر لي نوراً مُبيناً للمسلمين)، فشاء الله -عز وجل- أن تموت تلك المرأة بوقوعها في حفرة في أرضها بينما هي تمشي، وأمّا موته -رضي الله عنه- فقد كان سنة واحد وخمسين للهجرة، وعمره حينها بضعة وسبعون عاماً، وقد توفّي في قصره بالعقيق، إلا أنّه حُمِل إلى المدينة ودُفِن فيها بعد أن صلّى عليه المسلمون في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

فضل سعيد بن زيد

ورد في فضل سعيد بن زيد أن معاوية أمر مروان بن الحكم بأخذ البيعة لابنه يزيد من أهل المدينة لولاية العهد، إلا أنه تريّث قليلاً في ذلك، فسأله بعضهم عن سبب تأخره فقال: (حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع؛ فإنّه سيد أهل البلد، وإذا بايع بايعوا)، وقد أوذي -رضي الله عنه- في سبيل الله إيذاءً كبيراً، منه ما وقع عليه من عذاب عمر بن الخطاب قبل إسلامه؛ حيث كان يوثّقه ويعذبه عذاباً كبيراً حتى يرجع عن إسلامه، وقد ولّاه أبو عبيدة بن الجراح نيابة دمشق بعد أن فتحها، أمّا عن مواقفه في ميادين القتال والجهاد فقد كانت حازمة مشرّفة، وقد أشار خالد بن الوليد يوم معركة اليرموك بأن يكون سعيد بن زيد في قلب صفوف المسلمين، فكانت له اليد البيضاء في تلك المعركة.

إقرأ أيضا:قصة سيدنا زكريا

فضل الصحابة رضوان الله عليهم

للصحابة رضوان الله عليهم أفضال كثيرة ومناقب عديدة، ووردت في ذلك أحاديث عديدة للرسول صلّى الله عليه وسلّم، منها ما يأتي:

  • أخبر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن أفضل القرون بين الأمم أجمعين هو قرن الصحابة -رضوان الله عليهم- فقال: (خيرُ الناسِ قَرْنِي، ثُمَّ الثانِي، ثُم الثالِثُ، ثُمَّ يَجِيءُ قَومٌ لا خيرَ فِيهِمْ).
  • الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا الواسطة بين الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وأمته؛ فمن خلالهم نُقلت الشريعة الإسلامية إلى الأمة.
  • الصحابة -رضوان الله عليهم- عملوا واجتهدوا كثيراً في نشر الإسلام، وتحقيق الفتوحات الكبيرة.
  • الصحابة -رضي الله عنهم- سبب كبير في نشر الفضيلة بين المسلمين؛ من صدق وأخلاق وآداب، فقد توفرت هذه الخصال فيهم كما لم تتوفر في غيرهم، وقد امتدحهم الله -عز وجل- في القرآن الكريم، فقال: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، كما قال فيهم أيضاً: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا).
السابق
قصة مريم العذراء
التالي
قصة سيدنا يعقوب