قصص دينية

قصص من تاريخ الإسلام

قصص من تاريخ الإسلام

يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من القصص التي لها أثر كبير في النفوس، حيث تعطي الفوائد والدروس من أحداثها، فيأخذ الإنسان العبرة من الماضي ويسترشد بها في حاضره ومستقبله، لذلك سيتم ذكر قصص من التاريخ الإسلامي في هذا المقال.

قصة خديجة والوحي

إنّ قصة خديجة رضي الله عنها من القصص المهمة التي يجب معرفتها، ومعرفة موقفها من نزول الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكيفية تلقّيها لخبر نبوّته، فقد عاد الرسول الكريم من غار حراء وهو في حالة من الهلع والخوف، فجلس إلى خديجة وأخبرها بما جرى معه في الغار، وحدّثها عن جبريل بأنه رسول من الله، فما كان من أم المؤمنين إلا أن هدّأت من روعه بقولها: (أَبْشِرْ يَا ابْنَ عَمِّ وَاثْبُتْ فَوَالَّذِي نَفْسُ خَدِيجَةَ بِيَدِهِ! إنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ نَبِيَّ هَذِهِ الأُمَّةِ)، وقد دلّ قولها هذا على علمها بوجود نبي من الله إلى هذه الأمة، ثمّ ذهبت إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل لتقصّ عليه ما جرى مع سيدنا محمد الذي لم يشكّك بهذه القصة، وإنما أكّد على ما قالته له أمُّ المؤمنين خديجة.

قصّت خديجة ما قاله ورقة بن نوفل لها عن صفات نبي الأمة، وأن هذه الصّفات تنطبق على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم وعلى ما جرى له في غار حراء، وكان لما أخبرته به وقعٌ طيبٌ عليه فذهب عنه الخوف، فقد صدّقت أم المؤمنين خديجة زوجها فيما قاله، فهو الصّادق الأمين الذي سمعت عن فترة طفولته وشبابه أحداثاً لا تحصل مع البشر العاديين.

إقرأ أيضا:إعراض قوم عاد

قصة وحشي بن حرب

عندما كان حمزة بن عبد المطلب عمّ رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- يقاتل المشركين في موقعة أحد، قتله وحشي غدراً ليتمّ عتقه من سيّده، وبعد أن أسلم وحشي على يدي محمد صلى الله عليه وسلم قتلَ مسيلمة الكذاب تكفيراً عن قتله لحمزة قبل إسلامه، وذلك لأن النّبي تأثّر لمقتل عمه، فتلك القصّة تظهر مدى عظمة وسماحة النبي الكريم وأنّ الإسلام يَجُبّ ما قبله، فلا يؤاخذ الإنسان بما فعله قبل إسلامه.

قصة سلمان الفارسي

بدأت قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحقيقة منذ أن حبسه والده في بيته حباً فيه، وكان يعتنق دين المجوسية ويحرص على إبقاء النار مشتعلةً، وبقي كذلك حتى ذهب ذات يوم لتفقّد ضيعة والده فرأى كنيسة، فأعجب بما يفعله المصلون بها وبقي عندهم حتى نهاية اليوم، وعندما عاد إلى والده أخبره بما رأى وأخبره بأنّ دين النصارى خير من دينهم، فحبسه والده وأوثق قدميه بالحديد، إلا أنّ سلمان لم يستسلم وظلّ يبحث عن النّصارى حتى علِم أنّهم متّجهون نحو الشّام، فتمكّن من التخلّص من وثاقه، وذهب معهم إلى الشّام ليقابل الأُسْقُف في الكنيسة، فخدمه وتعلّم منه، إلى أن اكتشف أنه كان يأخذ صدقات النّاس لنفسه، وأخبر النّاس بذلك بعد وفاته.

ظلّ سلمان متتبعاً للحقيقة باحثاً عن أفضل دين؛ فانتقل إلى الموصل، ثمّ إلى نصيبين، ثمّ عمورية، وأخيراً أراد الذهاب إلى أرض العرب لما قيل له عن رجل صالح مبعوث بدين إبراهيم عليه السّلام وله علامات النّبوة، فأراد التّأكد من ذلك، فأخذه تجار من كلب ليوصلوه إلى أرض العرب، فباعوه إلى يهودي، ومنها انتقل إلى المدينة، وبقي كذلك حتى وجد سيدنا محمد في قباء، فقرّب إلى النّبي الصّدقات ووجده يعطيها لمن هو أحق بها، ثم تأكد من ختم النبوة، فرأى صدقه وأمانته وعلم أنه النّبي المرسل فأسلم له، وأصبح سلمان بطلاً من الأبطال المسلمين، وقد أظهر عبقريته بفكرة حفر الخندق لحماية المدينة من الكفار الذين عجزوا عن عبوره.

إقرأ أيضا:قصة طالوت وجالوت

قصة عدل عمر

عمر بن الخطاب هو الخليفة العادل الذي سطّر بصفاته أسمى معاني العدالة، ومن قصص عدله في خلافته: أنّ أمير جيشه الذي كان متجهاً نحو فارس، قد أمر أحد جنوده بأن ينزل في نهر شديد البرودة حتى ينظر طريقاً لعبور الجيش، وبعد دخول ذلك الرجل النّهر بدأ بالصّراخ من شدة برودة النّهر: “يا عمراه يا عمراه”، حتى مات من شدة برودته، وعندما بلغ ذلك عمر قال: “يا لَبَيَّكَاه يا لَبَّيْكَاه”، وأمر بعزل أمير الجيش، ومن الجدير بالذكر أنّه يوجد العديد من القصص التي تدلّ على عدل عمر بن الخطاب ورحمته بين الناس.

لقد علّمنا الفاروق عمر بن الخطاب أنّ الأمن يأتي من العدل، لذلك كان رضي الله عنه لا يأخذ جنداً لحمايته وهو خليفة المسلمين، ولم تكن عصاه تؤدب الثّائرين، ولم يكن اسمه يربك الناس، فكان بسيطاً وسمحاً، وعزيزاً في جاهليته، وعظيماً في إسلامه، لذلك كانت دولته عظيمة وأمته قوية، وكان الإسلام مزدهراً وساطعاً في عهده، ففي أحد الأيام وجده سفير أحد الدول العظمى نائماً أسفل شجرة، وقد وضع تحت رأسه نعليه دون خوف، فمن يحكم دولته بالعدل يأمن نفسه وينام قرير العين.

قصة وامعتصماه

تعود قصة وامعتصماه إلى فترة حكم المعتصم بالله إبراهيم بن هارون الرّشيد، الذي تولى خلافة المسلمين بعد وفاة أخيه المأمون، حيث سمع قصة امرأة شريفة وقعت في الأسر في مدينة عمورية عند أحد علوج الرّوم، الذي صفعها على وجهها فصرخت مستنجدة بالمعتصم بالله بقولها: “وامعتصماه”، فما كان من المعتصم إلا أن ترك الكأس الذي كان بيده وقال (والله لا شربته إلا بعد فك الشّريفة من الأسر وقتل العِلج)، وفي صباح اليوم التّالي انطلق نحو عمورية غازياً في يوم بارد مثلج، وخرج بجيشه بسبعين ألف فرس أبلق، وحاصر عمورية حتى فتحها قسراً، ودخلها قائلاً: “لبيكِ لبيكِ”، حتى وصل إلى ذلك العلج وقتله وفك أسر تلك المرأة الشريفة.

إقرأ أيضا:قصة طالوت وجالوت
السابق
تلخيص قصة أصحاب الكهف
التالي
قصة آثر الرسول فيها أصحابه على نفسه