البُردة
يقول البوصيري:
محمدٌّ سـيدُ الكــونينِ والثقَلَـيْنِ
-
-
-
-
-
- والفريقـين مِن عُـربٍ ومِن عَجَـمِ
-
-
-
-
نَبِيُّنَـا الآمِرُ النَّــاهِي فلا أَحَــدٌ
-
-
-
-
-
- أبَـرُّ في قَــولِ لا منـه ولا نَعَـمِ
-
-
-
-
هُو الحبيبُ الــذي تُرجَى شـفاعَتُهُ
-
-
-
-
-
- لكُــلِّ هَوْلٍ مِن الأهـوالِ مُقتَحَمِ
-
-
-
-
دَعَـا الى اللهِ فالمُسـتَمسِـكُون بِـهِ
-
-
-
-
-
- مُستَمسِـكُونَ بِحبـلٍ غيرِ مُنفَصِـمِ
-
-
-
-
فــاقَ النَّبيينَ في خَلْـقٍ وفي خُلُـقٍ
إقرأ أيضا:أجمل شعر مدح-
-
-
-
-
- ولم يُـدَانُوهُ في عِلــمٍ ولا كَـرَمِ
-
-
-
-
وكُــلُّهُم مِن رسـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ
-
-
-
-
-
- غَرْفَا مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـمِ
-
-
-
-
وواقِفُـونَ لَدَيــهِ عنـدَ حَدِّهِــمِ مِن
-
-
-
-
-
- نُقطَةِ العلمِ أو مِن شَكْلَةِ الحِكَـمِ
-
-
-
-
فَهْوَ الـــذي تَمَّ معنــاهُ وصورَتُهُ
-
-
-
-
-
- ثم اصطفـاهُ حبيباً بارِيءُ النَّسَــمِ
-
-
-
-
مُنَـزَّهٌ عـن شـريكٍ في محاسِــنِهِ
إقرأ أيضا:أبيات شعر المتنبي في المدح-
-
-
-
-
- فجَـوهَرُ الحُسـنِ فيه غيرُ منقَسِـمِ
-
-
-
-
دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ
-
-
-
-
-
- واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـمِ
-
-
-
-
وانسُبْ الى ذاتِهِ ما شـئتَ مِن شَـرَفٍ
-
-
-
-
-
- وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَـمِ
-
-
-
-
فــاِنَّ فَضلَ رســولِ اللهِ ليـس له
-
-
-
-
-
- حَـدٌّ فَيُعـرِبَ عنـهُ نــاطِقٌ بِفَمِ
-
-
-
-
لو نـاسَـبَتْ قَـدْرَهُ آيـاتُهُ عِظَمَـاً
إقرأ أيضا:أبيات شعر المتنبي في مدح نفسه-
-
-
-
-
- أحيـا اسمُهُ حين يُـدعَى دارِسَ الرِّمَمِ
-
-
-
-
لم يمتَحِنَّــا بمـا تَعيَــا العقولُ بـه
-
-
-
-
-
- حِرصَـاً علينـا فلم نرتَـبْ ولم نَهِمِ
-
-
-
-
أعيـا الورى فَهْمُ معنــاهُ فليسَ يُرَى
-
-
-
-
-
- في القُرْبِ والبُعـدِ فيه غـيرُ مُنفَحِمِ
-
-
-
-
كـالشمسِ تظهَرُ للعينَيْنِ مِن بُــعُدٍ
-
-
-
-
-
- صغيرةً وتُكِـلُّ الطَّـرْفَ مِن أَمَـمِ
-
-
-
-
وكيفَ يُــدرِكُ في الدنيــا حقيقَتَهُ
-
-
-
-
-
- قَــوْمٌ نِيَــامٌ تَسَلَّوا عنه بـالحُلُمِ
-
-
-
-
فمَبْلَغُ العِــلمِ فيه أنــه بَشَــرٌ
-
-
-
-
-
- وأَنَّــهُ خيرُ خلْـقِ الله كُـــلِّهِمِ
-
-
-
-
وكُــلُّ آيٍ أتَى الرُّسْـلُ الكِـرَامُ بِهَا
-
-
-
-
-
- فــانمـا اتصَلَتْ مِن نورِهِ بِهِــمِ
-
-
-
-
فـاِنَّهُ شمـسُ فَضْلٍ هُـم كــواكِبُهَا
-
-
-
-
-
- يُظهِرْنَ أنـوارَهَا للنــاسِ في الظُّلَمِ
-
-
-
-
أكــرِمْ بخَلْـقِ نبيٍّ زانَــهُ خُلُـقٌ
-
-
-
-
-
- بالحُسـنِ مشـتَمِلٌ بالبِشْـرِ مُتَّسِـمِ
-
-
-
-
كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبـدرِ في شَـرَفٍ
-
-
-
-
-
- والبحرِ في كَــرَمٍ والـدهرِ في هِمَمِ
-
-
-
-
كــأنَّهُ وهْـوَ فَرْدٌ مِن جلالَتِــهِ
-
-
-
-
-
- في عسـكَرٍ حينَ تلقاهُ وفي حَشَــمِ
-
-
-
-
كـــأنَّمَا اللؤلُؤُ المَكنُونُ في صَدَفٍ
-
-
-
-
-
- مِن مَعْــدِنَيْ مَنْطِـقٍ منه ومبتَسَـمِ
-
-
-
-
لا طيبَ يَعــدِلُ تُرْبَـا ضَمَّ أعظُمَهُ
-
-
-
-
-
- طوبى لمُنتَشِـقٍ منـــه ومـلتَثِـمِ
-
-
-
-
أبــانَ مولِدُهُ عن طِيــبِ عنصُرِهِ
-
-
-
-
-
- يـــا طِيبَ مُبتَـدَاٍ منه ومُختَتَـمِ
-
-
-
-
يَــومٌ تَفَرَّسَ فيــه الفُرسُ أنَّهُـمُ
-
-
-
-
-
- قَــد أُنـذِرُوا بِحُلُولِ البُؤسِ والنِّقَمِ
-
-
-
-
وبـاتَ اِيوَانُ كِسـرَى وَهْوَ مُنْصَدِعٌ
-
-
-
-
-
- كَشَـملِ أصحابِ كِسـرَى غيرَ مُلتَئِمِ
-
-
-
-
والنارُ خـامِدَةُ الأنفـاسِ مِن أَسَـفٍ
-
-
-
-
-
- عليه والنهرُ سـاهي العَيْنِ مِن سَـدَمِ
-
-
-
-
وسـاءَ سـاوَةَ أنْ غاضَتْ بُحَيرَتُهَـا
-
-
-
-
-
- وَرُدَّ وارِدُهَـا بــالغَيْظِ حينَ ظَـمِي
-
-
-
-
كــأَنَّ بالنـارِ ما بالمـاءِ مِن بَلَـلٍ
-
-
-
-
-
- حُزْنَـاً وبـالماءِ ما بـالنار مِن ضَـرَمِ
-
-
-
-
والجِنُّ تَهتِفُ والأنــوارُ ســاطِعَةٌ
-
-
-
-
-
- والحـقُّ يظهَـرُ مِن معنىً ومِن كَـلِمِ
-
-
-
-
عَمُوا وصَمُّوا فــاِعلانُ البشـائِرِ
-
-
-
-
-
- لم تُسمَعْ وبـــارِقَةُ الاِنذارِ لم تُشَـمِ
-
-
-
-
مِن بعـدِ ما أخبَرَ الأقوامَ كــاهِنُهُم
-
-
-
-
-
- بــأنَّ دينَـهُـمُ المُعـوَجَّ لم يَقُـمِ
-
-
-
-
وبعـد ما عاينُوا في الأُفقِ مِن شُـهُبٍ
-
-
-
-
-
- مُنقَضَّةٍ وَفـقَ مـا في الأرضِ مِن صَنَمِ
-
-
-
-
حتى غَــدا عن طـريقِ الوَحيِ مُنهَزِمٌ
-
-
-
-
-
- مِن الشـياطينِ يقفُو اِثْــرَ مُنهَـزِمِ
-
-
-
-
كــأنَّهُم هَرَبَــا أبطــالُ أبْرَهَـةٍ أو
-
-
-
-
-
- عَسكَرٌ بـالحَصَى مِن راحَتَيْـهِ رُمِي
-
-
-
-
نَبْذَا به بَعــدَ تسـبيحٍ بِبَـطنِهِمَــا
-
-
-
-
-
- نَبْـذَ المُسَبِّحِ مِن أحشــاءِ ملتَقِـمِ
-
-
-
-
جاءت لِــدَعوَتِهِ الأشـجارُ سـاجِدَةً
-
-
-
-
-
- تمشِـي اِليه على سـاقٍ بــلا قَدَمِ
-
-
-
-
كــأنَّمَا سَـطَرَتْ سـطرا لِمَا كَتَبَتْ
-
-
-
-
-
- فُرُوعُهَـا مِن بـديعِ الخَطِّ في الَّلـقَمِ
-
-
-
-
مثلَ الغمــامَةِ أَنَّى سـارَ ســائِرَةً
-
-
-
-
-
- تَقِيـهِ حَرَّ وَطِيـسٍ للهَجِــيرِ حَمِي
-
-
-
-
وما حوى الغـــارُ مِن خيرٍ ومِن كَرَمِ
-
-
-
-
-
- وكُــلُّ طَرْفٍ مِنَ الكفارِ عنه عَمِي
-
-
-
-
فالصدقُ في الغــارِ والصدِّيقُ لم يَرِمَـا
-
-
-
-
-
- وهُم يقولون مـا بالغــارِ مِن أَرِمِ
-
-
-
-
ظنُّوا الحمــامَةَ وظنُّوا العنكبوتَ على
-
-
-
-
-
- خــيرِ البَرِّيَّـةِ لم تَنسُـجْ ولم تَحُمِ
-
-
-
-
وِقَـــايَةُ اللهِ أغنَتْ عَن مُضَــاعَفَةٍ
-
-
-
-
-
- مِنَ الدُّرُوعِ وعن عــالٍ مِنَ الأُطُمِ
-
-
-
-
ما سـامَنِي الدَّهرُ ضيمَاً واسـتَجَرتُ بِهِ
-
-
-
-
-
- اِلا ونِــلتُ جِـوَارَاً منه لم يُـضَمِ
-
-
-
-
ولا التَمســتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِن يَـدِهِ اِلا
-
-
-
-
-
- استَلَمتُ النَّدَى مِن خيرِ مُسـتَلَمِ
-
-
-
-
لا تُنكِـــرِ الوَحْيَ مِن رُؤيَـاهُ اِنَّ لَهُ قَلْبَاً
-
-
-
-
-
- اِذا نــامَتِ العينـانِ لم يَنَـمِ
-
-
-
-
وذاكَ حينَ بُلُــوغٍ مِن نُبُوَّتِــــهِ
-
-
-
-
-
- فليسَ يُنـكَرُ فيهِ حـالُ مُحتَلِــمِ
-
-
-
-
تبــارَكَ اللهُ مــا وَحيٌ بمُكتَسَـبٍ
-
-
-
-
-
- ولا نــبيٌّ على غيــبٍ بمُتَّهَـمِ
-
-
-
-
كَــم أبْرَأَتْ وَصِبَـاً باللمسِ راحَتُهُ
-
-
-
-
-
- وأطلَقَتْ أَرِبَــاً مِن رِبــقَةِ اللمَمِ
-
-
-
-
وأَحْيت السَــنَةَ الشَّــهباءَ دَعوَتُهُ
-
-
-
-
-
- حتى حَكَتْ غُرَّةً في الأَعصُرِ الدُّهُـمِ
-
-
-
-
بعارِضٍ جادَ أو خِلْتَ البِطَـاحَ بهــا
-
-
-
-
-
- سَـيْبٌ مِنَ اليمِّ أو سَـيْلٌ مِنَ العَرِمِ
-
-
-
-
دَعنِي وَوَصفِيَ آيـــاتٍ له ظهَرَتْ
-
-
-
-
-
- ظهُورَ نـارِ القِرَى ليـلا على عَـلَمِ
-
-
-
-
فالــدُّرُ يزدادُ حُسـناً وَهْوَ مُنتَظِمُ
-
-
-
-
-
- وليس يَـنقُصُ قَــدرَاً غيرَ مُنتَظِمِ
-
-
-
-
فمَــا تَطَـاوُلُ آمــالِ المدِيحِ الى
-
-
-
-
-
- مـا فيـه مِن كَرَمِ الأخلاقِ والشِّيَمِ
-
-
-
-
آيــاتُ حَقٍّ مِنَ الرحمنِ مُحدَثَــةٌ
-
-
-
-
-
- قــديمَةٌ صِفَةُ الموصـوفِ بالقِـدَمِ
-
-
-
-
لم تَقتَرِن بزمـــانٍ وَهْيَ تُخبِرُنــا
-
-
-
-
-
- عَنِ المَعَـــادِ وعَن عـادٍ وعَن اِرَمِ
-
-
-
-
دامَتْ لدينـا ففاقَتْ كُــلَّ مُعجِزَةٍ
-
-
-
-
-
- مِنَ النَّبيينَ اِذ جــاءَتْ ولَم تَـدُمِ
-
-
-
-
مُحَكَّـمَاتٌ فمــا تُبقِينَ مِن شُـبَهٍ
-
-
-
-
-
- لــذي شِـقَاقٍ وما تَبغِينَ مِن حِكَمِ
-
-
-
-
ما حُورِبَت قَطُّ الا عــادَ مِن حَرَبٍ
-
-
-
-
-
- أَعـدَى الأعـادِي اليها مُلقِيَ السَّلَمِ
-
-
-
-
رَدَّتْ بلاغَتُهَــا دَعوى مُعارِضِهَـا
-
-
-
-
-
- رَدَّ الغَيُورِ يَـدَ الجــانِي عَن الحُرَمِ
-
-
-
-
لها مَعَــانٍ كَموْجِ البحرِ في مَـدَدٍ
-
-
-
-
-
- وفَـوقَ جَوهَرِهِ في الحُسـنِ والقِيَمِ
-
-
-
-
فَمَـا تُـعَدُّ ولا تُحـصَى عجائِبُهَـا
-
-
-
-
-
- ولا تُسَـامُ على الاِكثــارِ بالسَّأَمِ
-
-
-
-
قَرَّتْ بَهـا عينُ قارِيها فقُلتُ لــه
-
-
-
-
-
- لقـد ظَفِـرتَ بحَبْـلِ الله فـاعتَصِمِ
-
-
-
-
كــأنَّها الحوضُ تَبيَضُّ الوُجُوهُ بِـهِ
-
-
-
-
-
- مِنَ العُصَاةِ وقَــد جاؤُوهُ كالحُمَـمِ
-
-
-
-
وكـالصِّراطِ وكـالميزانِ مَعدَلَــةً
-
-
-
-
-
- فالقِسطُ مِن غيرِهَا في النـاسِ لم يَقُمِ
-
-
-
-
لا تَعجَبَنْ لِحَسُـودٍ راحَ يُنكِرُهَــا
-
-
-
-
-
- تجاهُلا وَهْـوَ عـينُ الحـاذِقِ الفَهِمِ
-
-
-
-
قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ
-
-
-
-
-
- ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ المـاءِ مِن سَــقَمِ
-
-
-
-
يـا خيرَ مَن يَمَّمَ العـافُونَ سـاحَتَهُ
-
-
-
-
-
- سعيَــا وفَوقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُـمِ
-
-
-
-
ومَن هُــوَ الآيـةُ الكُبرَى لمُعتَبِـرٍ
-
-
-
-
-
- ومَن هُـوَ النِّعمَــةُ العُظمَى لِمُغتَنِمِ
-
-
-
-
سَرَيتَ مِن حَـرَمٍ ليــلا الى حَرَمِ
-
-
-
-
-
- كما سَـرَى البَدرُ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ
-
-
-
-
وبِتَّ ترقَى الى أن نِلـتَ مَنزِلَــةً
-
-
-
-
-
- مِن قابَ قوسَـيْنِ لم تُدرَكْ ولَم تُـرَمِ
-
-
-
-
وقَـدَّمَتْكَ جميعُ الأنبيـاءِ بهـــا
-
-
-
-
-
- والرُّسْـلِ تقديمَ مخـدومٍ على خَـدَمِ
-
-
-
-
وأنتَ تَختَرِقُ الســبعَ الطِّبَاقَ بهم
-
-
-
-
-
- في مَوكِبٍ كُنتَ فيـه صاحِبَ العَـلَمِ
-
-
-
-
حتى اذا لم تدَعْ شَــأْوَاً لمُســتَبِقٍ
-
-
-
-
-
- مِنَ الـــدُّنُوِّ ولا مَرقَىً لمُســتَنِمِ
-
-
-
-
خَفَضْتَ كُــلَّ مَقَامٍ بالاضـافَةِ اِذ
-
-
-
-
-
- نُودِيتَ بالـرَّفعِ مثلَ المُفرَدِ العَــلَمِ
-
-
-
-
كيما تَفُوزَ بِوَصْــلٍ أيِّ مُســتَتِرِ
-
-
-
-
-
- عَنِ العُيــون وسِـــرٍّ أيِّ مُكتَتِمِ
-
-
-
-
فَحُزتَ كُــلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشـتَرَكٍ
-
-
-
-
-
- وجُزْتَ كُــلَّ مَقَــامٍ غيرَ مُزدَحَمِ
-
-
-
-
وجَـلَّ مِقـدَارُ مـا وُلِّيتَ مِن رُتَبٍ
-
-
-
-
-
- وعَزَّ اِدراكُ مــا أُولِيتَ مِن نِعَــمِ
-
-
-
-
بُشـرَى لنا مَعشَـرَ الاسـلامِ اِنَّ لنا
-
-
-
-
-
- مِنَ العِنَايَـةِ رُكنَــاً غيرَ منهَــدِمِ
-
-
-
-
لمَّـا دَعَى اللهُ داعينــا لطــاعَتِهِ
-
-
-
-
-
- بـأكرمِ الرُّسْلِ كُنَّـا أكـرَمَ الأُمَـمِ
-
-
-
-
راعَتْ قلوبَ العِـدَا أنبـــاءُ بِعثَتِهِ
-
-
-
-
-
- كَنَبـأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْــلا مِنَ الغَنَـمِ
-
-
-
-
مـا زالَ يلقــاهُمُ في كُـلِّ مُعتَرَكٍ
-
-
-
-
-
- حتى حَكَوْا بالقَنَـا لَحمَا على وَضَـمِ
-
-
-
-
وَدُّوا الفِرَارَ فكــادُوا يَغبِطُونَ بـه
-
-
-
-
-
- أشـلاءَ شـالَتْ مَعَ العُقبَـانِ والرَّخَمِ
-
-
-
-
تَمضِي الليـالي ولا يَدرُونَ عِدَّتَهَـا
-
-
-
-
-
- ما لم تَكُن مِن ليــالِي الأُشهُرِ الحُـرُمِ
-
-
-
-
كـأنَّمَا الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سـاحَتَهُم
-
-
-
-
-
- بكُــلِّ قَرْمٍ الى لَحمِ العِــدَا قَـرِمِ
-
-
-
-
يَجُـرُّ بحـرَ خميسٍ فَوقَ ســابِحَةٍ
-
-
-
-
-
- يـرمي بمَوجٍ من الأبطــالِ ملتَـطِمِ
-
-
-
-
مِن كُــلِّ منـتَدِبٍ لله مُحتَسِـبٍ
-
-
-
-
-
- يَسـطُو بمُسـتَأصِلٍ للكُفرِ مُصطَـلِمِ
-
-
-
-
حتى غَدَتْ مِلَّةُ الاسـلامِ وَهْيَ بهـم
-
-
-
-
-
- مِن بَعــدِ غُربَتِهَا موصولَةَ الرَّحِـمِ
-
-
-
-
مَكفولَـةً أبـدَاً منهـم بِـخَيرِ أَبٍ
-
-
-
-
-
- وخيرِ بَعـلٍ فــلم تَيْتَـمْ ولم تَئِـمِ
-
-
-
-
هُمُ الجبـالُ فَسَـلْ عنهُم مُصَادِمَهُم
-
-
-
-
-
- مــاذا لَقِي منهم في كُـلِّ مُصطَدَمِ
-
-
-
-
وَسَـلْ حُنَيْنَاً وَسَـلْ بَدْرَاً وَسَلْ أُحُدَا
-
-
-
-
-
- فُصـولُ حَتْفٍ لَهم أدهى مِنَ الوَخَمِ
-
-
-
-
المُصدِرِي البِيضِ حُمرَاً بعد ما وَرَدَتْ
-
-
-
-
-
- مِنَ العِــدَا كُلَّ مُسْوَدٍّ مِن الِّلمَـمِ
-
-
-
-
والكاتِبينَ بِسُــمرِ الخَطِّ ما تَرَكَتْ
-
-
-
-
-
- أقــلامهُمْ حَرْفَ جِسمٍ غيرَ مُنعَجِمِ
-
-
-
-
شـاكِي السـلاحِ لهم سِيمَى تُمَيِّزُهُم
-
-
-
-
-
- والوَرْدُ يمتـازُ بالسِّيمَى عَنِ السَّـلَمِ
-
-
-
-
تُهدِي اليـكَ رياحُ النَّصرِ نَشْـرَهُمُ
-
-
-
-
-
- فتَحسِبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كُلَّ كَمِي
-
-
-
-
كــأنَّهُم في ظُهورِ الخَيْلِ نَبْتُ رُبَـاً
-
-
-
-
-
- مِن شَـدَّةِ الحَزْمِ لا مِن شـدَّةِ الحُزُمِ
-
-
-
-
طارَتْ قلوبُ العِدَا مِن بأسِـهِم فَرَقَاً
-
-
-
-
-
- فمـا تُـفَرِّقُ بين البَهْـمِ والبُهَـمِ
-
-
-
-
ومَن تَـكُن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ اِن
-
-
-
-
-
- تَلْقَهُ الأُسْـدُ في آجــامِهَا تَجِمِ
-
-
-
-
ولَن تَــرى مِن وَلِيٍّ غيرَ منتَصِـرٍ
-
-
-
-
-
- بِــهِ ولا مِن عَــدُوٍّ غيرَ مُنعَجِمِ
-
-
-
-
أَحَــلَّ أُمَّتَـهُ في حِـرْزِ مِلَّتِــهِ
-
-
-
-
-
- كالليْثِ حَلَّ مَعَ الأشـبالِ فِي أَجَمِ
-
-
-
-
كَـم جَدَّلَتْ كَـلِمَاتُ الله مِن جَدَلٍ
-
-
-
-
-
- فيه وكـم خَصَمَ البُرهانُ مِن خَصِمِ
-
-
-
-
كفــاكَ بـالعلمِ في الأُمِّيِّ مُعجَزَةً
-
-
-
-
-
- في الجاهـليةِ والتــأديبَ في اليُتُمِ
-
-
-
-
خدَمْتُهُ بمديــحٍ أســتَقِيلِ بِـهِ
-
-
-
-
-
- ذُنوبَ عُمْر مَضَى في الشِّعرِ والخِدَمِ
-
-
-
-
اِذ قَـلَّدَانِيَ ما تُخشَـى عـواقِبُـهُ
-
-
-
-
-
- كــأنني بِهِــمَا هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ
-
-
-
-
أَطَعتُ غَيَّ الصِّبَا في الحالَتَيْنِ
-
-
-
-
-
- ومــا حَصَلتُ الا على الآثـامِ والنَّـدَمِ
-
-
-
-
فيـا خَسَــارَةَ نَفْسٍ في تِجَارَتِهَـا
-
-
-
-
-
- لَم تَشتَرِ الدِّينَ بـالدنيا ولم تَسُـمِ
-
-
-
-
ومَن يَبِــعْ آجِـلا منه بـعاجِلِـهِ
-
-
-
-
-
- بِينَ لـه الغَبْنُ في بَيْـعٍ وفي سَـلَمِ
-
-
-
-
اِنْ آتِ ذَنْبَـاً فمــا عَهدِي بمُنتَقِضٍ
-
-
-
-
-
- مِنَ النَّبِيِّ ولا حَبـلِي بمُنصَـــرِمِ
-
-
-
-
فـــاِنَّ لي ذِمَّةً منــه بتَسـمِيَتِي
-
-
-
-
-
- مُحمَّدَاً وهُوَ أوفَى الخلقِ بــالذِّمَمِ
-
-
-
-
اِنْ لم يكُـن في مَعَـادِي آخِذَاً بِيَدِي
-
-
-
-
-
- فَضْلا والا فَقُــلْ يــا زَلَّةَ القَدَمِ
-
-
-
-
حاشــاهُ أنْ يَحْرِمَ الرَّاجِي مَكَارِمَهُ
-
-
-
-
-
- أو يَرجِعَ الجــارُ منه غيرَ مُحـتَرَمِ
-
-
-
-
ومُنذُ أَلزَمْتُ أفكَـــارِي مَدَائِحَهُ
-
-
-
-
-
- وجَدْتُـهُ لخَلاصِي خــيرَ مُلتَـزِمِ
-
-
-
-
ولَن يَفُوتَ الغِنَى منه يَــدَاً تَرِبَتْ
-
-
-
-
-
- اِنَّ الحَيَـا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأَكَـمِ
-
-
-
-
ولَم أُرِدْ زَهرَةَ الدنيـا التي اقتَطَفَتْ
-
-
-
-
-
- يَــدَا زُهَيْرٍ بمـا أثنَى على هَـرِمِ
-
-
-
-
يــا أكرَمَ الخلقِ ما لي مَن ألوذُ به
-
-
-
-
-
- سِـوَاكَ عِنـدَ حُلولِ الحادِثِ العَمِمِ
-
-
-
-
ولَن يَضِيقَ رسـولَ اللهِ جاهُكَ بي
-
-
-
-
-
- اذا الكريمُ تَجَلَّى بــاسمِ مُنتَقِـمِ
-
-
-
-
يا نَفْـسُ لا تَقنَطِي مِن زَلَّةٍ عَظُمَتْ
-
-
-
-
-
- اِنَّ الكَبَـائِرَ في الغُفرَانِ كـالَّلمَـمِ
-
-
-
-
لعَـلَّ رَحمَةَ رَبِّي حينَ يَقسِــمُهَا
-
-
-
-
-
- تَأتِي على حَسَبِ العِصيَانِ في القِسَمِ
-
-
-
-
يا رَبِّ واجعَلْ رجائِي غيرَ مُنعَكِسٍ
-
-
-
-
-
- لَدَيْـكَ واجعلْ حِسَابِي غيرَ مُنخَرِمِ
-
-
-
-
والطُفْ بعَبدِكَ في الدَّارَينِ اِنَّ لَـهُ
-
-
-
-
-
- صَبرَاً مَتَى تَـدعُهُ الأهـوالُ ينهَزِمِ
-
-
-
-
وائذَنْ لِسُحْبِ صلاةٍ منك دائِمَةٍ
-
-
-
-
-
- عـلى النبِيِّ بِمُنْهَــلٍّ ومُنسَـجِم
-
-
-
-
ما رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ البَانِ رَيحُ صَبَـا
-
-
-
-
-
- وأَطرَبَ العِيسَ حادِي العِيسِ بالنَّغَمِ
-
-
-
-
ثُمَّ الرِّضَـا عَن أبي بَكرٍ وعَن عُمَرَ
-
-
-
-
-
- وعَن عَلِيٍّ وعَن عثمـانَ ذِي الكَرَمِ
-
-
-
-
والآلِ والصَّحبِ ثُمَّ التَّابِعِينَ فَهُـمْ
-
-
-
-
-
- أهلُ التُّقَى والنَّقَى والحِلْمِ والكَـرَمِ
-
-
-
-
وُلد الهدى فالكائنات ضياء
يقول أحمد شوقي:
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
-
-
-
-
-
- وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
-
-
-
-
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
-
-
-
-
-
- لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
-
-
-
-
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
-
-
-
-
-
- وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
-
-
-
-
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
-
-
-
-
-
- بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
-
-
-
-
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ
-
-
-
-
-
- وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
-
-
-
-
أتانا نبيٌّ بعد يأس وفترة
يقول بجير بن زهير المزني:
أتانا نَبِيٌّ بعدَ يأسِ وَفَترَةٍ
-
-
-
-
-
- منَ اللَهِ والأوثانِ في الأرضِ تُعبَدُ
-
-
-
-
وشقَّ لَهُ من اسمِهِ لجلالِهِ
-
-
-
-
-
- فَذُو العرشِ محمُودٌ وهذا مُحَمَّدُ
-
-
-
-
وأشركَه في ذكره جَلَّ ذِكرُهُ
-
-
-
-
-
- تَخَلَّدَ في الجناتِ فِيمَن يُخَلَّدُ
-
-
-
-
أَغرُّ عليهِ للنبوةِ خاتمٌ
-
-
-
-
-
- منَ اللَهِ مشهودٌ يلوحُ ويشهَدُ
-
-
-
-
منع الرقاد بلابل وهموم
يقول عبد الله بن الزبعري:
فَاليَومَ آمَنَ بِالنَبيِّ مُحَمَدٍ
-
-
-
-
-
- قَلبي وَمُخطئُ هَذِهِ مَحرومُ
-
-
-
-
مَضَتِ العَداوَةُ وَاِنقَضَت أَسبابُها
-
-
-
-
-
- وَدَعَت أَواصِرُ بَينَنا وَحُلومُ
-
-
-
-
فَاِغفِر فِدَىً لَكَ وَالِداي كِلاهُما
-
-
-
-
-
- زَلَلي فَإِنَّكَ راحِمٌ مَرحومُ
-
-
-
-
وَعَلَيكَ مِن عِلمِ المَليكِ عَلامَةٌ
-
-
-
-
-
- نُورٌ أَغَرُّ وَخاتِمٌ مَختومُ
-
-
-
-
أَعطاكَ بِعدَ مَحَبَةٍ بُرهانَهُ
-
-
-
-
-
- شَرَفاً وَبُرهانُ الإِلَهِ عَظيمُ
-
-
-
-
وَلَقَد شَهِدتُ بِأَنُّ دينَكَ صادِقٌ
-
-
-
-
-
- حَقٌّ وَأَنكَ في العِبادِ جَسيمُ
-
-
-
-
وَاللَهُ يَشهَدُ أَنَّ أَحمدَ مُصطَفى
-
-
-
-
-
- مُستَقبِلٌ في الصالِحينَ كَريمُ
-
-
-
-
قَرمٌ عَلا بُنيانُهُ مِن هاشِمٍ
-
-
-
-
-
- فرعٌ تَمَكَّنَ في الذُرى وَأُرومُ
-
-
-
-