روايات

كتاب كسالى في الوادي الخصيب

كتاب كسالى في الوادي الخصيب

 

«لكنَّه كان في نفس الوقت خائفًا بشدَّة من هذا العالَم المجهول الشديد الأذى، والمليء بالمعاناة الدائمة، والنُّذُر المظلِمة التي تدفعه أن يدخل في مغامرةٍ عابرة كهذه؛ فإحساسه بخَوَره يحطِّمه، ويلقي به دائمًا في عالَم الكسل العريق، حيث نما شخصًا خاملًا في منزل الأسرة، يحوطه أمانٌ أكثرُ عدميةً من الموت.»

في هذه الرواية يروي لنا «ألبير قصيري» قصةَ عائلةٍ كرَّست حياتَها وحياةَ أبنائها لفعل اللاشيء. فالجميع في هذا البيتِ الريفي الصغير ينامون طَوال الوقت؛ الأب وأبناؤه الثلاثة: «رفيق» و«جلال» و«سراج»، والعم «مصطفى». وعندما يستيقظون يتكاسلون حتى عن فعلِ أبسطِ أمورهم، وتتولَّى «هدى» الخادمةُ إدارةَ البيت وتنظيمَ أموره. لكنَّ حياتهم المستقِرة تتعرَّض للتهديد عندما يسمع الابن الأصغر «سراج» أنَّ على الإنسان أن يعمل، وأنَّ بعض الناس يضبطون المنبِّه ليستيقظوا في الصباح ويذهبوا إلى وظائفهم! فكرةٌ كهذه جعلت أشقَّاءه يتشكَّكون في نسبِه إلى العائلة، لمجرَّد أنه تحدَّث بها. تزداد الأمورُ تعقيدًا عندما يقرِّر «سراج» الذهابَ إلى المدينة للعمل، ويقرِّر الأبُ الزواجَ مرةً أخرى، فيسعى الجميع إلى إحباطِ هذه الزيجة كي تبقى الأمورُ على ما هي عليه.

 

 

عن المؤلف

ألبير قصيري: روائيٌّ وكاتبٌ مصري. من أشهرِ الأدباء الفرانكفونيِّين العرب، يلقِّبه النقادُ عادةً ﺑ «فولتير النيل».

إقرأ أيضا:كتاب البارون ساكن الأشجار

وُلد «ألبير سليم قصيري» في ٣ نوفمبر عام ١٩١٣م لأبوين من أصولٍ شامية ينتميان إلى طائفةِ الروم الأرثوذوكس، والتحق بمدارس الفرير ثم الليسيه، وتعرَّف هناك إلى الثقافة الفرنسية. عاش حياةً بوهيمية في وسط البلد في القاهرة، وانضمَّ إلى جماعة «الفن والحرية»، وهي جماعةٌ أدبيةٌ يسارية تقرَّب فيها إلى رواد السُّريالية في مصر، مثل «جورج حنين»، و«رمسيس يونان»، و«كامل التلمساني» وغيرهم. ثم تنقَّل بعد ذلك بين أوروبا وأمريكا إلى أن استقرَّ أخيرًا في باريس عام ١٩٤٥م، وهناك عاش طَوال عمره مصريًّا يكتب بالفرنسية عن المهمَّشين والبسطاء في مصر.

كان يرى أن «الإنسان الكسول وحدَه مَن يستطيع التأمُّل في الحياة»؛ لذا اعتنق «الكسل الهانئ» مذهبًا له؛ فعاش حياةً انطوائيةً ينام النهارَ ويسهر الليل، ويسكن غرفةً ثابتةً في فندق لا لويزيان، لم يغيِّرها طَوال عمره؛ إيمانًا منه بأن التملُّك هو ما يجعل منَّا عبيدًا. اعتاد الجلوس على مقعدٍ ثابت في مقهى كافيه دو فلور؛ حيث تعرَّف فيه إلى كبارِ الكتَّاب الفرنسيِّين؛ على رأسهم «سارتر»، و«جان جينيه»، و«ألبير كامو». ولم يبدِّل «قصيري» روتينَه الصارمَ حتى إنه رفض تسلُّم جائزة؛ لأن موعدَ حفلتها كان في العاشرة صباحاً!

كتب ثماني روايات نالت شهرةً كبيرةً وتحوَّل بعضها إلى أعمالٍ سينمائية؛ أبرزها «شحاذون ومعتزون»، و«العنف والسخرية»، و«ألوان العار»، و«كسالى في الوادي الخصيب»، ومُنح العديد من الجوائز على مجمل أعماله، منها «الجائزة الكبرى للفرنكوفونية» عن الأكاديمية الفرنسية عام ١٩٩٠م، و«جائزة البحر المتوسط» عام ٢٠٠٠م، و«جائزة بوسيتون» عام ٢٠٠٥م.

إقرأ أيضا:كتاب وردة

توفِّي في باريس عام ٢٠٠٨م عن ٩٤ عاماً.

 

 

السابق
كتاب نجمة أغسطس
التالي
كتاب وردة