أقمار كوكب زحل
جدول المحتويات
يبلغ عدد أقمار كوكب زحل* 82 قمرًا، حيث تم التأكد من وجود 53 قمرًا منهم فقط وتسميّتهم، أما البقيّة فلم يتم التأكد من وجودها بعد، لتتراوح أحجامها من أقمار حجمها أكبر من حجم كوكب عطارد كالقمر تيتان، وأقمار صغيرة الحجم تشبه حجم الساحة الرياضيّة تقريباً، ومن الجدير بالذكر أنّ أغلب أقمار كوكب زحل يعد حجمها أصغر بكثير من قمر كوكب الأرض، ومع ذلك تُساهم بعض الأقمار في الحفاظ على ترابط حلقات كوكب زحل معًا، وذلك من خلال جاذبيّة الأقمار التي تمنع المواد التي تتكون منها الحلقات، كالأحجار الجليديّة، والغبار من الانفصال عن الحلقات أو الطفو بعيدًا عنها، إذ تعمل على تجميعها ومنعها من الانتشار، ويُطلق على هذه الأقمار “أقمار الرُعاة”؛ لأن عملها يُشبه عمل الراعي في منع الخراف من الانفصال عن باقي القطيع،وفيما يأتي أبرز أقمار كوكب زحل:
قمر تيتان
تمًّ إكتشاف قمر تيتان (بالإنجليزية: Titan) عام 1655م في المنطقة الواقعة بعد خط الصقيع* (بالإنجليزيّة: Frost Line)، حيث تكون درجات حرارة السديم الشمسيّ باردة كما يجب لكي تتكاثف كلٍ من مركبات الهيدروجين ، مثل غاز الأمونيا، والميثان، والماء وتتحول إلى الجليديات وحبيبات جليديّة التي تكوّن منها القمر، لتصعد بعض الجليديّات والحبيبات الجليديّة لتشكل غلافه الجوي، ومن الجدير بالذكر أن تعرّض مركب الأمونيّا للأشعة الشمسيّة فوق البنفسجية لملايين السنين قد أدى إلى تفكك روابط المُركب، فنتج عن ذلك كل من غازيّ النيتروجين والهيدروجين، فتراكمت جزيئات النيتروجين الثقيلة في الغلاف الجوي، بينما انبعث غاز الهيدروجين من الغلاف الجوي نتيجةً لكتلته الخفيفة أو لخفة كتلة الأكسجين.
إقرأ أيضا:ما هي كتلة الارضيتميز قمر تيتان بغلافه الجوي الكثيف للغاية المتكون بشكلٍ أكبر من غاز النيتروجين، حيث تبلغ نسبة النيتروجين فيه 90%، أما ما تبقى فهو عبارة عن خليط من الأرجون، والميثان، والإيثان، والمركبات الهيدروجينيّة الأخرى، حيث تعد هذه المكونات هي السبب الرئيسي خلف ظهوره باللون الأحمر، وتعتبر درجة حرارة سطح القمر أعلى مما يجب أن تكون عليه مقارنة ببعده عن الشمس، ويعود السبب وراء ذلك إلى وجود ظاهرة الدفيئة، حيث يظن العلماء أنّ الوضع البيئيّ لقمر تيتان حاليًا يشبه الوضع البيئي لكوكب الأرض قبل تشكل الحياة، فيما يأتي بعض المعلومات الأخرى عن قمرالتيتان:
- يبلغ معدل قطر قمر تايتان حوالي 5150 كم.
- يبعد القمر عن كوكب زحل حوالي 1,221,830كم.
- يحتاج القمر 15.95 تقريباً يومًا أرضيًا* لكي يُكمل دورته حول كوكب زحل.
قمر ميماس
رَصَد العلماء قمر ميماس (بالإنجليزية: Mimas) عام 1789م،حيث يعتبر قمر ميماس أصغر جسم فلكيّ بين أقمار كوكب زحل، وأقربهم له مداريًا (مدارات)، ويتكون بشكلٍ أساسي من جليد الماء، وعلى الرغم من ذلك لا يتأثر بظاهرة ظاهرة التسخين المدي* أو تسخين المد والجزر (بالإنجليزية: Tidal Heating) كما أثرت على الأقمار الأخرى الأبعد، حيث لم يتم ملاحظة أي ذوبان للجليد على سطحه أو حدوث أي تغيرات أُخرى، فقد يعود السبب وراء هذا إلى وجود محيط سائل أسفل سطحه، وما تجدّر الإشارة إليه أنّ قمر ميماس يعتبر المسؤول عن تكوين الفجوة الواقعة بين حلقتي كوكب زحل التي أطلق عليها اسم حاجز كاسيني (بالإنجليزية: Cassini Division) كما يحتوي قمر ميماس على فوهة ضخمة على أحد جانبيه ناتجة عن تصادمات كادت تقسمه إلى نصفين وفيما يأتي بعض المعلومات الأخرى عن القمر:
إقرأ أيضا:متى يظهر نجم سهيل- يبلغ معدل قطر قمر ميماس حوالي 392 كم.
- يبعد القمر عن كوكب زحل حوالي185,520كم.
- يدور حول كوكب زحل لمرة واحد ة كل حوالي 0.9 يومًا أرضيًا.
قمر ديون
يتكون قمر ديون أو زحل الرابع (بالإنجليزية: Dione) الذي تم اكتشافه عام 1684م من نواة صخرية كثيفة محاطة بجليدٍ مائيّ، وغلاف جوي قليل الكثافة يتكون من الأكسجين، كما أن هناك احتمالية وجود محيط سائل أسفل سطحه، كما لاحظ العلماء أنّ وجود حُفر ومنحدرات على سطح من الخلف وليس على السطح الأماميّ المواجه للكوكب زحل أثناء دورانه، كما يتسم القمر بظاهرة التقييد المدّي أو الإنغلاق المداري (بالإنجليزية: Tidal Locking)، ويعتقد علماء الفلك أن التصادمات التي حدثت للقمر يمكن أن تكون قد جعلته يدور حول محوره، وفيما ياتي بعض المعلومات الأخرى عن القمر:
- يبلغ معدل قطر قمر ديون حوالي 1120 كم.
- يبعد القمر عن كوكب زحل حوالي 377,400 كم.
- يدور حول كوكب زحل لمرة واحدة كل حوالي 2.74 يومًا أرضيًا.
قمر إنسيلادوس
يتميز قمر إنسيلادوس(بالإنجليزية: Enceladus) الذي تم إكتشافه عام 1789م بأنّه أحد أكثر الأجرام سطوعًا في النظام الشمسيّ بسبب سطحه الجليديّ ، كما يحتوي على أكثر من 100 نبعُ ماءٍ ساخن في قطبه الجنوبي، نتيجةً لظاهرة التسخين المدّي التي تعمل على صهر بعض أجزاءه الجليديّة، بالإضافة إلى السماح للمواد الجليدية بالتدفق إلى الفضاء عبر خطوط تسمى “خطوط النمر” (بالإنجليزية: Tiger Stripes) – سطحه مُخطط- ، فتتجمع هذه الأجزاء الجليدية الصغيرة أو الحبيبات الجليديّة معًا بدورها لإنشاء حلقة كوكب زحل “E”، ويجدر الذكر أن هناك احتمالية لوجود حياة في المحيط الموجود أسفل سطح قمر إنسيلادوس، وفيما يأتي بعض المعلومات الأخرى عن القمر:
إقرأ أيضا:ما هو شكل الأرض- يبلغ معدل قطر قمر إنسيلادوسحوالي 498 كم.
- يبعد القمر عن كوكب زحل حوالي 2382 * 102 كيلو متر.
- يدور حول كوكب زحل لمرة واحدة كل حوالي 1.37 يومًا أرضيًا.
قمر إيابيتوس
يتميز قمر إيابيتوس (بالإنجليزية: Iapetus) بشكله الذي يشبه الجوز؛ بسبب انتفاخ مركزه إلى الخارج، وخط استوائه الذي يمتد على طوله نتوءات جبليّة الشكل، كما يتميز بتفاوت ألوان سطحه، كما يحتوي على جوانب قاتمة اللون، وأُخرى مضيئة تجعله يشبه رمز الين يانغ، وذلك بسبب تساقط الهيدروكربونات قاتمة اللون على سطحه منذ فترة طويلة، مما أدّى إلى انتشاره تدريجيًا، بالإضافة إلى امتصاصها للحرارة بشكلٍ أكبر، فمن المرجح أنّ مصدر تلك الهيدروكرونات تعود إلى القمر فوبي (بالإنجليزية: Phoebe) الموجود بالقرب منه، كما تعد بعض جباله -التي ربما قد تكوّنت من مواد قمر آخر- من أعلى الجبال في النظام الشمسي، كما يدرس العلماء الحركات الجليديّة التي تحدث على القمر مثل الانهيارات الأرضية بهدف مقارنتها مع الظواهر الشبيهة لها على كوكب الأرض،[٥] وفيما يأتي بعض المعلومات الأخرى عن القمر:
- تم اكتشاف قمر إيابيتوس عام 1671م.
- يبلغ معدل قطر قمر إيابيتوس 1460 كم.
- يبعد القمر عن كوكب زحل حوالي 3,561,300 كم.
- يدور حول كوكب زحل لمرة واحدة كل حوالي 79.33 يومًا أرضيًا.
قمر ريا
يعد قمر ريا (بالإنجليزية: Rhea) ثاني أكبر أقمار كوكب زحل الرئيسية، رغم أن حجمه لا يتجاوز نصف حجم قمر الأرض، ويفتقر القمر إلى وجود نواة في مركزه، حيث يتكون بأكمله من الجليد المختلط بمقدار ضئيل من الصخور، ويمتلئ سطحه بالحفر بشكلٍ كبير، أما غلافه الجويّ، فيتكون من الأكسجين، ويعتبر قليل الكثافة حيث تقل كثافته عن كثافة الغلاف الجوي لكوكب الأرض بحوالي 5 تريليون مرة، و يُعرف بأنه الغلاف الجوي الوحيد الذي يتكون من الأكسجين بالنظام الشمسيّ، حيث تُسهم الإشعاعات الصادرة عن الغلاف المغناطيسيّ لكوكب زحل بتحرير الأكسجين وثاني أكسيد الكربون من سطحه الجليديّ،[٥] وفيما يأتي بعض المعلومات الأخرى عن القمر:
- تم اكتشاف قمر ريا عام 1672م.
- يبلغ معدل قطر القمر حوالي 1530 كم.
- يبعد القمر عن كوكب زحل حوالي 527,040كم.
- يدور حول كوكب زحل لمرة واحدة كل حوالي 4.52 يومًا أرضيًا.
قمر هايبريون
تم اكتشاف قمر هايبريون(بالإنجليزية: Hyperion) عام 1848م، ويعد أحد أكبر أقمار كوكب زحل غير منتظمة وغير كروية الشكل، حيث يبلغ معدل نصف قطره حوالي 135 كم، فقد وصف شكله من حيث القطر باستخدام ثلاثة محاور، وهي : 410 * 260 * 220 كم، فقد فسر العلماء شكل قمر هايبريون الغريب بوضع احتماليّة أنه قد نتج عن بقايا قمرٍ قد تحطم بسبب اصطدامه بشكل عنيف،[٧] وتصل المسافة بين قمر هايبيريون وكوكب زحل إلى حوالي مليون وأربعمئة وواحد وثمانين ألفًا ومئة كيلو مترًا، بينما يحتاج حوالي 21.26 يومًا أرضيًا ليكمل دورته حوله.
تفوق كثافة قمر هايبيريون نصف كثافة الماء بقليل، وذلك لأنه يتكون من جليد الماء الذي تصل مساميته إلى أكثر من 40%، بالإضافة إلى مواد أخرى أقل كثاقة، كجليد الميثان، وثاني أكسيد الكربون، وهذا يعني أن قمر هايبيريون ليس إلا كومة كبيرة من التراكمات التي تشكلت من الجليديّات والصخور الصغيرة دون وجود جاذبيّة كافية لكي تضغط هذه التراكمات معًا.
قمر تثيس
اكتشف العالم الفلكي جيوفاني دومينيكو كاسيني قمر تثيس أو زحل الثالث (بالإنجليزية: Teyths) عام 1684م، وتمت تسميته نسبةً إلى الإله تايتان في الأساطير اليونانية، يُعرف بأنه القمر المنتظم الرئيسي لكوكب زحل، ويتميز بالتفاف صدعٍ أخدوديّ حول الجزء الأكبر من محيطه، ويتكون بشكلٍ رئيسي من جليد الماء النقي، وعليه فإن كثافته تساوي كثافة الماء أي 1.0 غم/سم3، ويصل طول قطره إلى 1066 كم.
يدور قمر تيثس حول كوكب زحل مرةً كل حوالي 1.9 يومًا أرضيًا عبر مدارٍ دائري يبعد عن كوكب زحل مسافة مئتان وأربعة وتسعين ألفًا وستمئة وستون كيلومترًا، أي أنه يقع ضمن حدود حلقة زحل الباهتة المعروفة باسم “E”، ومن الجدير بالذكر أن حركة قمر تيثس مقيّدة في رنين مداري* (بالإنجليزيّة:orbital resonance ) بحركة القمر الأقرب له ميماس، وعليه عندما يكون تيثس قد أكمل دورته حول زحل، يكون ميماس قد أكمل دورتين، ولوحظ أن تيثس يواجه زحل دائما بنفس الوجه، بينما يقابل وجهه الآخر قمر ميماس.
- زُحَل: أحد كواكب المجموعة الشّمسيَّة، وترتيبه السَّادس قُربًا من الشّمس، يسبقه المشتري، ويليه أورانس، تدور حوله عشرة أقمار، وثلاث حلقات من الأجرام الصّغيرة.
- خط الصقيع: المسافة التي تفصل بين الشمس وغيرها من الكواكب، إذ يصبح الإشعاع الشمسيّ فيها خافتاً جداً، بحيث لا يتحول الجليد الموجود بالكواكب الأخرى إلى بخار.
- اليوم الأرضيّ: مقدار الوقت الذي يستغرقه كوكب الأرض للدوران بالكامل وإجراء دورة كاملة واحدة حول محوره أو نفسه، إذ يعادل 23 ساعة و 56 دقيقة.
- التسخين المديّ أو تسخين المد والجزر : توليد الحرارة بسبب الاحتكاك الناتج عن قوى المد والجزر القوية التي يمارسها جسم ضخم للغاية على جسم يتحرك حوله في مدار بيضاوي الشكل.
- الرنين المداريّ: حدوث تأثير جاذبيّ دوريّ متبادل عند دوران جرمان أو جسمان على بعضهما البعض، مما يساهم بتحديد البنيّة الديناميكيّة للنظام الشمسيّ، وللمحافظة على استقرارهم وعدم اصطدامهم بالجسيّمات الأخرى بعد حدوث ، ويعود ذلك للفترات المدارية للجرمين ويكونان بنسب عددية صحيحة صغيرة يُرمز لها بp و q.