عدد أقمار كوكب المشتري
يعتقد العلماء أنّ عدد أقمار كوكب المشتري 79 قمراً، وهو أكبر عدد من الأقمار التابعة لنفس الكوكب ضمن كواكب المجموعة الشمسيّة، ومع ذلك فلم يحصل إلّا 53 قمراً منها على اسم بعد أن تأكّد وجودها، أمّا باقي الأقمار الـ 26 فلا تزال بحاجة لتأكيد وجودها لتحظى بأسماء رسميّة، ومن أشهر أقمار المشتري المؤكدّة وأكثرها أهميّة للعلماء أقمار غاليليو وهي أول أقمار يتمّ اكتشافها خارج الأرض.
سبب امتلاك المشتري عدد كبير من الأقمار
تُعدّ كتلة كوكب المشتري الكبيرة من الأسباب التي تُساعد على وجود الكثير من الأقمار التي تدور حوله، حيث إنّ كتلته تزيد عن كتلة كوكب الأرض بأكثر من 300 مرّة، فهو عملاق غازيّ هائل الحجم، ونظراً لوجود علاقة طرديّة بين كتلة الجسم وقوة مجال جاذبيته يتمتّع المشتري بجاذبيّة عالية تُمكّنه من جذب الكثير من الأقمار، ولكن هذا ليس السبب الوحيد الذي يُمكّن كوكب المشتري من الاحتفاظ بأقماره، فهناك العديد من الكواكب العملاقة التي توجد خارج المجموعة الشمسيّة ولكنّها لا تمتلك إلّا القليل من الأقمار إن وجدت؛ وذلك لأنّها تكون قريبةً من نجومها التي تفوقها حجماً، لذلك عندما يقترب الكوكب من نجمه بالقدر الكافي فإنّ النجم سوف يجذب أقماره، أمّا كوكب المشتري فيتمتّع بمسافة كبيرة تفصله عن الشمس الأمر الذي يُقلّل من قوة جاذبيّة الشمس ويحدّ من قدرتها على جذب أقمار المشتري.
إقرأ أيضا:سرعة دوران الأرضيُمكن تشبيه المجال المغناطيسي لكوكب المشتري بمغناطيس عملاق، ويُعتقد أنّ هذا المجال ينشأ من التيارات الدواميّة الناتجة عن دوران الهيدروجين المعدني السائل في الغلاف الجوي أثناء دوران كوكب المشتري، فالمجال المغناطيسي للمشتري أقوى بعشرين مرّةً من المجال المغناطيسي على الأرض، أمّا سبب وجود الهيدروجين في حالة السيولة بدلاً من الحالة الغازيّة فيعود للضغط المرتفع الذي يُسيل غاز الهيدروجين.
كيفية اكتشاف أقمار المشتري
اكتشف العالم غاليليو أقمار المشتري الأربع الأكثر تألّقاً والتي سُمّيت باسمه عام 1610م، وهي أول أجرام يتمّ اكتشافها في النظام الشمسي باستخدام التلسكوب، وفي عام 1892م اكتشف إدوارد إيمرسون بارنارد القمر الخامس “أمالثيا” باستخدام التلسكوب أيضاً، أمّا باقي الأقمار ففد تمّ اكتشافها من خلال الصور الإلكترونيّة الملتقطة بواسطة التلسكوبات الأرضيّة أو بواسطة كاميرات مُركّبة على مسبار الفضاء فوياجر، وقد مُنحت أقمار المشتري الستين الأولى التي تمّ اكتشافها أرقاماً رومانيّةً حسب ترتيب اكتشافها، ويعتقد العلماء أنّ هناك العديد من أقمار المشتري التي توجد على مسافات بعيدة لم يتمكّن العلماء من اكتشافها حتّى الآن.
أنواع أقمار المشتري
صنّف العلماء أقمار المشتري إلى نوعين، أقمار نظاميّة لها مدارات تقدميّة أيّ أنّها تدور مع اتجاه دوران المشتري وأقمار غير نظاميّة، وتُقسم الأقمار النظاميّة إلى أقمار داخليّة وأقمار رئيسيّة، أمّا الأقمار غير النظاميّة فإمّا أن تكون ذات مدارات تقدميّة أو تراجعيّة أيّ أنّها تدور عكس اتجاه دوران المشتري.
إقرأ أيضا:أهمية ضوء القمرالأقمار النظاميّة
يمتلك كوكب المشتري ثمانية أقمار نظاميّة لها مدارات دائريّة تقريباً وهي نوعان؛ الأقمار الداخليّة وتُسمّى مجموعة أماثليا ولها دور في السيطرة على نظام حلقات المشتري، أمّا النوع الثاني فهو أقمار غاليليو أو الأقمار الرئيسيّة، وتضم بعض أكبر الأجسام الفلكيّة في المجموعة الشمسيّة.
الأقمار الداخليّة
يوجد أربعة أقمار صغيرة الحجم يبلغ قطرها أقل من 200 كم تُعتبر من الأقمار الداخليّة (بالإنجليزية: Inner moons) لكوكب المشتري، ولها دور في استمرار حلقاته، حيث يُساعد قمر ميتيس وقمر أدراستيا على استمرار الحلقة الرئيسيّة، بينما يُساعد قمر أمالثيا وقمر ثيبي على بقاء الحلقات الخارجيّة الخافتة، ويبلغ قطر مدار الأقمار الداخليّة 200,000 كم، ولديها انحراف مداري أقل من نصف درجة، ومن أهم خصائص الأقمار الداخليّة ما يأتي:
- قمر ميتيس: (بالإنجليزية: Metis): هو القمر الأكثر قرباً لكوكب المشتري حيث يبعد عنه مسافة 128,000 كم، وقد تمّ اكتشافه عام 1979م بواسطة مسبار الفضاء فوياجر، وتمّت تسميته عام 1983م على اسم ميتيس الزوجة الأولى لزيوس، ويبلغ قطره 40 كم تقريباً، وهو مُقيّد مديّاً مع كوكب المشتري -يظل مواجهاً له أثناء دورانه حوله-، ويتميّز بشكله غير المنتظم حيث إنّ أحد أقطاره يبلغ ضعف أصغر قطر له.
- قمر أدراستيا (بالإنجليزية: Adrastea): هو أصغر أقمار المشتري الداخليّة، وهو ثاني الأقمار من حيث البُعد عن المشتري حيث تفصل بينهما مسافة 129,000 كم، ويُعرف أيضاً باسم المشتري الخامس عشر.
- أمالثيا (بالإنجليزية: Amalthea): هو القمر الثالث من حيث البُعد عن المشتري، وقد اكتشفه العالم إدوارد إيمرسون بارنارد في التاسع من أيلول عام 1892م، وسُمّي باسم أمالثيا وهي حورية ذُكرت في الأساطير اليونانيّة، ومن ميزاته وجود حفر كبيرة وتلال على سطحه، أمّا من حيث التركيب فيُعتقد أنّه يتكوّن من جليد مساميّ يحتوي على مواد متعددة.
- ثيبي (بالإنجليزية: Thebe): هو القمر الداخلي الرابع من حيث البُعد عن المشتري، ويُعرف أيضاً باسم المشتري الرابع عشر، ويتميّز بلونه المحمر، وشكله غير المنتظم، واحتوائه على حفر كبيرة وجبال عالية، ويتركّب من جليد مساميّ يحتوي على مواد متعددة.
أقمار غاليلو
تُعتبر أقمار غاليليو (بالإنجليزيّة: Galilean Moons) أقمار كوكب المشتري الأربع الرّئيسيّة التي اكتشفها العالم غاليليو عام 1610م، وكان يُعتقد في البداية أنّها نجوم، ولهذه الأقمار أهميّة علميّة حيث إنّها أثبتت في ذلك الوقت أنّ الأرض ليست مركز الكون، وبالتالي ليس بالضرورة أن تدور جميع الأجرام السماوية حولها،، وأقمار غاليلو هي كالآتي:
إقرأ أيضا:كم عدد أقمار كوكب المريخ- القمر آيو (بالإنجليزية: Io): هو أكثر الأجرام الفلكيّة نشاطاً بركانياً في المجموعة الشمسية، حيث تنشط فيه البراكين التي تُغذّيها المواد السليكانيّة المنصهرة الساخنة، وله مدار إهليلجي نوعاً ما، ويتميّز بسطحه المُغطّى بأنواع متعددة من الكبريت الملوّن، ونظراً لتعرّض القمر آيو لجاذبية المشتري الهائلة تتولّد فيه حرارة كافية لتبخير الماء من سطحه تماماً.
- قمر أوروبا (بالإنجليزية: Europa): هو قمر يُغطّي سطحه طبقة من الجليد يُعتقد وجود ماء تحتها، كما يعتقد العلماء بوجود مناطق صالحة للسكن في قمر أوروبا؛ لاحتوائه على ماء يبلغ ضعف كمية الماء التي توجد على سطح الأرض، ويُبرّر هذا الاعتقاد اكتشاف العلماء وجود أشكال حياة في أماكن متطرفة في الأرض، مثل المناطق القريبة من البراكين الجوفيّة، والمشابهة نوعاً ما للظروف السائدة على قمر أوروبا.
- قمر غانيميد (بالإنجليزية: Ganymede): وهو أكبر أقمار النظام الشمسي، حيث يفوق كوكب عطارد حجماً، كما أنّه القمر الوحيد في المجموعة الشمسيّة الذي يمتلك مجالاً مغنطيسياً داخليّ المنشأ.
- قمر كاليستو (بالإنجليزية: Callisto): يُعتبر سطح كاليستو واحداً من الأسطح الأكثر قدماً، وهو مُغطّى تقريباً بالفوهات البركانية، ويُشير وجود بعض الفوهات البركانية الصغيرة جداً على سطحه إلى وجود نشاط سطحي حديث.
الأقمار غير النظامية
تفصل مسافة كبيرة بين أقمار المشتري غير النظاميّة (بالإنجليزيّة: Irregular moons) والكوكب نفسه، وتتميّز هذه الأقمار بصغر حجمها وبوجود ميل في مدارها حول المشتري، ويُعتقد أنّ هذه الأقمار تشكّلت من تحطّم أجرام أكبر أُسرت بتأثير جاذبية المشتري، وقد تمّ اكتشاف 16 قمراً منها منذ عام 2003م إلّا أنّها لم تحظَ بأسماء رسميّة بعد، وتُقسم الأقمار غير النظاميّة إلى عدّة مجموعات متشابهة في التركيب والعناصر المداريّة مثل نصف المحور المداري والميل المداري، وتحمل كلّ مجموعة اسم أكبر أقمارها.
سُمّيت مجموعة هملايا على اسم القمر هملايا (بالإنجليزية: Himalia) وهو أكبر أقمار المجموعة، وخامس أكبر أقمار كوكب المشتري، حيث يبلغ نصف قطره 85 كم، ويُعتقد أنّ أصل قمر هملايا كويكب تمّ أسره بتأثير جاذبية المشتري ثمّ تعرّض لاصطدام أدّى إلى تكوين ثلاثة أقمار أخرى وهي الأقمار ليدا، وليسيثيا، وإلارا، وتدور جميع هذه الأقمار بمدارات تقدميّة بنفس اتجاه دوران المشتري.
تُسمّى مجموعة كارم على اسم القمر كارم (بالإنجليزية: Carme) الذي يبلغ نصف قطره 23 كم، ويُعتقد أنّ أقمار هذه المجموعة لها أصل مشترك فهي تشترك في لونها الأحمر، كما أنّها تدور حول المشتري بمدارات رجعيّة بعكس اتجاه دوران الكوكب، أمّا أقمار مجموعة أنانك (بالإنجليزية: Ananke) فتتميّز بلونها الرمادي، ومداراتها الرجعيّة حيث إنّها تدور عكس اتجاه دوران المشتري، وقد سُمّيت بهذا الاسم نسبةً لقمر أنانك الذي يبلغ نصف قطره 14 كم، والذي يُعتقد أنّه كوكب تمّ أسره بتأثير جاذبية المشتري ثمّ تحطّم ليُكوّن الأقمار الـ 15 الأخرى.
تُسمّى مجموعة باسيفي (بالإنجليزية: Pasiphae) نسبةً لقمر باسيفي ذي النصف قطر 30 كم، والذي يُعتقد بأنّه كويكب جذبه كوكب المشتري بتأثير جاذبيّته العالية، وتعرّض لسلسلة من التصادمات المتعددة ممّا أنتج مجموعةً من الأقمار المتنوعة التي تتراوح ألوانها ما بين الأحمر إلى الرمادي، وجميع مدارات أقمار هذه المجموعة تراجعيّة، كما تشمل الأقمار غير النظاميّة أيضاً أقماراً منفردةً لا تُشكّل جزءاً من مجموعة معينة ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
- قمر ثيميستو (بالإنجليزيّة: Themisto): وهو القمر الأقرب للمشتري من بين الأقمار غير النظاميّة ذات المدارات التقدميّة.
- قمر كاربو (بالإنجليزية: Carpo): وهو القمر الأبعد عن المشتري من بين الأقمار غير النظاميّة ذات المدارات التقدميّة.
- قمر S/2011 J 1 و قمر S/2003 J 12: وهما القمران الأقرب للمشتري من بين جميع الأقمار ذات المدارات التراجعيّة.
- قمر S/2003 J 2: وهو القمر الأبعد من ضمن جميع أقمار المشتري.
كوكب المشتري
يُسمّى كوكب المشتري (بالإنجليزيّة: Jupiter) بهذا الاسم نسبةً إلى جوبيتر ملك الآلهة في الأساطير الرومانيّة، ويشتهر بأنّه أكبر كواكب النظام الشمسي حجماً حيث إنّ حجمه ضعف حجم كوكب الأرض بـ 1300 مرّة، ونظرياً يُمكنه أن يستوعب بداخله جميع كواكب النظام الشمسي، وهو ثاني كواكب المجموعة الشّمسيّة تألّقاََ في سماء الأرض بعد الزهرة، والخامس من حيث البُعد عن الشمس، حيث يبلغ متوسط المسافة بين كوكب المشتري والشمس 5.2 وحدة فلكيّة، أيّ أكثر من خمسة أضعاف المسافة بين الأرض والشمس.
يتميّز الغلاف الجوي لكوكب المشتري بأنّه الأكبر من بين أغلفة جميع كواكب المجموعة الشمسيّة، إذ إنّه يتكوّن من الهيدروجين والهيليوم اللذَين يوجدان بنسب مماثلة تقريباً لما يوجد في الشمس، ويحتوي أيضاً على كميات قليلة جداً من الأمونيا والميثان والماء، علماً أنّ نسبة الهيدروجين في الغلاف الجوي تُقارب 90%، وهي نسبة عالية إذ لا يُمكن للبشر التنفس فيه.