الصابون
يُعدّ الصّابون من المنتجات التي لا يمكن الاستغناء عنها في حياتنا اليوميّة، فلا يمكن الشعور بالنظافة التامة إلّا عند غسل اليدين بالماء والصّابون، ويوجد الصّابون بأشكال تجاريّة كثيرة، منها: قوالب الصّابون الصّلبة، أو الصّابون السّائل، أو الصّابون على شكل رغوة، وغيرها، ولا تقتصر أشكال الصّابون على ذلك المستخدم لغسل الأيدي، بل يوجد الكثير من منتجات الصّابون، مثل: شامبو الشّعر، وصابون الاستحمام، وصابون غسل الأطباق، وصابون الحلاقة، والصّابون المستخدم لغسل الملابس وغيرها الكثير من المنتجات التي تتوفّر بعبوات وأشكال وروائح مُتعدّدة، وبالرغم من توفّر الصّابون بأشكاله المختلفة في الأسواق التجاريّة إلّا أنّ الكثير من النّاس يُفضّلون صنع الصّابون في المنزل، وهناك من يفكّر على الأقل بإذابة بواقي الصّابون لصنع صابون جديد.
عند غسل الأيدي بالماء وحده، نلاحظ أنّ النّتائج لا تكون مرضية تماماََ، وأننا لن نتمكن من تنظيف الأيدي من الزّيوت والأوساخ العالقة بها، ويعود ذلك لأنّ التّوتر السّطحي يمنع الماء من التّغلغل في الجلد، فمن هنا تبرز حاجتنا إلى الصّابون، وينتج الصّابون كمنتج ثانويّ عند حدوث تفاعل كيميائي بين الدّهون الحيوانيّة والزّيوت النّباتيّة مع مادة قلويّة مثل أملاح الصّوديوم، ويتكوّن الصّابون من سلسلة هيدروكربونيّة، أي أنّها تتكوّن من ذرات الهيدروجين والكربون، ويكون أحد طرفيّ هذه السلسلة محباََ للماء (بالإنجليزيّة: Hydrophilic)، أمّا الطّرف الثّاني فيكون كارهاََ للماء (بالإنجليزيّة: Hydrophobic)، وعند استخدام الصّابون والماء لغسل اليدين يرتبط الطّرف المحب للماء مع الماء، بينما يرتبط الطّرف الآخر بالأوساخ والزّيوت التي تغطي البشرة، وبذلك يعمل الماء على شطف الأوساخ والزّيوت بسهولة، ويترك البشرة نظيفة.
إقرأ أيضا:صناعة الساعاتوينصح الخبراء باستخدام مرطبات البشرة بانتظام بعد غسلها باستخدام الصّابون، لأنّ الصّابون يحتوي على مكوّنات قويّة التّأثير يمكن أن تتسبب بخسارة البشرة للكثير من الزّيوت الطبيعيّة فيها ممّا يجعلها عرضة للجفاف، كما أنّها قد تهيّج الجلد الحساس، وتزيد من تفاقم بعض المشاكل الجلديّة في حال وجودها.
إذابة الصابون
يُفضّل البعض استخدام بقايا الصابون التي لم يعد ممكناً استخدامها لإنتاج صابون جديد بأشكال مختلفة بدلاََ من رميها، ولذلك لا بدّ من إذابة الصّابون ليصبح قابلاََ للتشكيل، أو لاستخدامه على شكل صابون سائل، ويُذاب الصّابون باستخدام المايكرويف، أو باستخدام الغاز.
إذابة الصابون باستخدام المايكرويف
يُذاب الصابون باستخدام المايكرويف اعتماداََ على مبدأ علمي هو قانون شارل، والذي ينصّ على أنّ ارتفاع درجة حرارة الغازات يُؤدّي إلى زيادة حجمها، ويحتوي الصّابون العادي بداخله على ماء وهواء، وعند تسخينه يتبخّر الماء، ويسخن الهواء ويتمدّد، ولأنّ الصّابون أصبح ليّن القوام بعد تسخينه يصبح من السّهل على الغازات المتمددة أن تندفع إلى الخارج ويتمدد الصّابون بدوره ويتحوّل إلى رغوة، ويذاب الصّابون باستخدام المايكرويف باتباع الخطوات الآتيّة:
- إزالة الغلاف عن قطعة الصّابون.
- وضع قطعة الصّابون على منديل ورقي، أو بداخل صحن آمن للاستخدام داخل المايكرويف، وإدخاله إلى المايكرويف.
- تشغيل المايكرويف لمدّة تتراوح بين 1.5-2 دقيقة ومراقبته وهو يذوب.
- ترك الصّابون ليبرد لمدّة دقيقة أو دقيقتين قبل محاولة لمسه.
- استخدام الصّابون كالمعتاد، فهو سيحتفظ بقدرته على التنظيف بالرغم من تحوله إلى شكل رغوي.
إذابة الصابون باستخدام غاز المطبخ
يذاب الصّابون باستخدام غاز المطبخ باتباع الخطوات الآتيّة:
إقرأ أيضا:ما هو زيت البرافين- تجميع بقايا الصّابون في المنزل، ويُفضّل اخيار الأنواع التي لها رائحة متقاربة لتكون النّتيجة مرضية والحصول على رائحة جميلة، كما يمكن اختيار صابون دون رائحة عند الرّغبة بإضافة عطر له رائحة مُحددّة بعد الانتهاء من تحضير الصّابون.
- تقطيع الصّابون إلى رقائق صغيرة الحجم باستخدام المبشرة، أو محضرة الطّعام.
- تسخين ماء مُقطّر في قدر حتّى يبدأ بالغليان (يحتاج ما بين 226.8- 283.5 غرام من بقايا الصّابون إلى 3.8 لترات من الماء تقريباََ).
- وضع قطع الصّابون في الماء مع التّحريك المستمر حتّى تبدأ قطع الصّابون بالذّوبان، ويعتمد الوقت الذي تستغرقه عملية الإذابة على حجم قطع الصّابون، فالقطع الصّغيرة تحتاج إلى وقت أقل، والعكس صحيح.
- ترك الصّابون فترة تتراوح بين 12-24 ساعة ليصبح كثيفاََ مع التّحريك بين فترة وأخرى.
- خفق الصّابون باستخدام الخفاقة للحصول على قوام سلس ومتجانس، ويمكن إضافة القليل من الماء إذا كان المزيج جامد القوام، كما يمكن إضافة الزّيوت العطريّة إلى المزيج حسب الرّغبة.
- وضع الصّابون في موزع الصّابون، ويمكن حفظ ما يتبقى في أواني زجاجيّة لاستخدامها لاحقاََ.
إعادة تدوير الصابون المُذاب
بعد إذابة الصابون يُمكن إعادة تدويره والاستفادة منه كالآتي:
- بينما يتمّ تسخين الصابون لتذويبه تُقاس كميّة الزيت العطري المراد استخدامها للتعطير بالتناسب مع كميّة الصابون المُستخدم ودرجة قوّة الرائحة، وتُضاف للصابون.
- يمكن إضافة الملوّنات للصابون في حال الرغبة أو الحاجة لذلك، مع الانتباه والحرص على أن تكون هذه الأصباغ آمنة للاستخدام على الجلد، ويُفضّل أن تكون أصباغ طبيعيّة.
- يتمّ تحريك خليط الصابون والمُعطّر والصبغة بلطف لمزجها معاً دون تكوّن الفقاعات فيه.
- بعد الانتهاء يُصب الصابون في القالب المُراد استخدامه ببطء، ويوضع في مكان بحيث لا يتمّ تحريكه، ومن الممكن وضعه في الثلاجة للإسراع في عملية تبريده وتصلّبه، ولكن لا يوضع بالمُجمّد.
- عندما يصبح الصابون صلباً بما فيه الكفاية تتمّ إزالته من القالب، ويُمكن استخدامُه على الفور.
طريقة صنع الصابون
يمكن صنع الصّابون الصّلب في المنزل باتباع الخطوات الآتيّة:
إقرأ أيضا:أحدث ماكينات الخياطة- توفير المواد اللازمة لصناعة الصّابون، وهي:
- 4 كغ من الدّهون، أو الزّيوت.
- 350 غ من محلول صنع الصّابون ( هيدروكسيد الصوديوم).
- 750 مل من الماء.
- 500 مل من عصير الليمون.
- 7.5 مل من العطر.
- تسخين الدّهون في قدر مُغطى على نار متوسطة حتّى تذوب، مع تحريكها بين الحين والآخر.
- رفع القدر عن النّار وترك الدّهون لتصبح حرارتها أقل من درجة الغليان، عندها نضيف إليها مقداراََ مساوياََ لها من الماء، ويُعاد القدر إلى النّار ويُترك حتّى يغلي المزيج، ثمّ يُرفع عن النّار، ويُغطى ويُترك ليلة كاملة.
- رفع الدّهون من القدر، والتّخلص من السّوائل، وكشط المادة اللزجة غير الدهنيّة التي تكوّنت أسفل الدّهن.
- تقطيع 2.75 كغ من الدّهون إلى قطع صغيرة، ووضعها في وعاء كبير (في حال استخدام زيوت نقيّة مثل زيت الزّيتون أو زيت جوز الهند يمكن تخطي هذه الخطوة).
- وضع الماء في وعاء غير معدنيّ، وإضافة محلول هيدروكسيد الصّوديوم إليه، ومزج المكوّنات معاً حتّى يذوب المحلول (يُفضّل تنفيذ هذه الخطوة خارج المنزل، أو في مكان جيد التهويّة، والانتباه لأنّ التّفاعل سيؤدي إلى ارتفاع حرارة المزيج).
- إضافة قطع الدّهون الصّغيرة إلى مزيج الماء ومحلول هيدروكسيد الصّوديوم بشكلٍ تدريجيّ، مع التّحريك المستمر حتّى تذوب الدّهون.
- إضافة عصير الليمون والعطر إلى المزيج حسب الرّغبة، وتحريك المزيج حتّى يتجانس، ثمّ يُصب الصّابون في القوالب ويُقطّع عندما يصبح متماسكاََ.
- ترك الصّابون لمدّة ساعة تقريباََ حتّى يتصلّب، ثمّ يُلفّ في قماش قطني نظيف، ويمكن تخزين هذه القطع لمدّة 3-6 أشهر في مكان بارد وجيد التّهوية.