كيفية ثوران البركان
يشير مصطلح البركان (بالإنجليزية: Volcano) إلى فوّهةٍ أو فتحة في قشرة الكرة الأرضية تنبثق من خلالها الحمم البركانية التي تتكوّن نتيجة اندفاع مادة تُسمّى الصهارة (بالإنجليزية: Magma) نحو سطح الأرض، وهي عبارة عن مادة متدفّقة كثيفة تتشكّل في أعماق الأرض بسبب ذوبان بعض الصخور ببطء تحت درجات الحرارة العالية هناك، ثمّ ترتفع للأعلى، وتتجمّع في حجراتٍ صهارية (بالإنجليزية: Magma Chambers) نظرًا لكونها أخفّ وزنًا من الصخور الصلبة المحيطة بها، وفي النهاية تندفع عبر الفوّهات والشقوق باتّجاه سطح الأرض مكوّنةً ما يُسمّى بالحمم البركانية (بالإنجليزية: Lava)، ويمكن أن يكون الثوران البركاني على شكل انفجار أو انبثاق بركاني، ويجدر الذكر أنّ هناك حوالي 1,500 بركان نشط حول العالم.
الانبثاق البركاني
يحدث الانبثاق البركاني (بالإنجليزية: Effusive Eruptions) حين تكون لزوجة الماغما منخفضة للدرجة التي تسمح للغازات بأن تتحرّر منها بسهولة، وخاصّة مع ارتفاع الماغما ببطء شديد عبر القناة أو الأنبوب البركاني نحو السطح، ولأنّ الصهارة في هذه الحالة لزجة لا تمتلك القدرة على التدفّق، فإنّها بمجرد أن تصل إلى السطح ستتراكم لتشكّل قمماً من الحمم البركانية، وعليه يعدّ الثوران البركاني في هذه الحالة خفيفاً وهادئاً نوعاً ما، ولذلك فإنّه نادرًا ما يتسبّب بموت الكائنات الحية نظرًا لحركته البطيئة، والتي تمنح البشر الوقت لإخلاء المكان قبل حدوثه، إلّا أنّ هذا لا ينفي التدمير الذي يمكن أن يتسبّب به هذا النوع من البراكين للمباني والطرق، وفيما يأتي أهمّ خصائص الانبثاق البركاني:
إقرأ أيضا:ما هو كسوف الشمس- يحدث الانبثاق البركاني عادةً في ظروف تكون فيها الماغما قليلة اللزوجة والغازات، إذ تتراوح الصخور الصهارية المتكوّنة عنها بين صخور بازلتية وصخور الأنديزيت.
- يبدأ الانبثاق البركاني عادةً بنوافير من النيران تتشكّل نتيجة تحرّر الغازات المذابة.
- إذا انبثقت الماغما على طول شقّ، فإنّها ستؤدّي إلى حدوث ثوران يُطلق عليه اسم (Curtain of Fire).
- يُطلق على الحمم البركانية التي تنتج عن الانبثاق البركاني تحت الماء اسم اللابا الوسادية (بالإنجليزية: Pillow Lavas).
- يمكن أن يتسبّب الانبثاق البركاني بتشكيل براكين درعية (Shield Volcanoes) محدودة الانحدار، كتلك الموجودة في جُزُر هاواي.
الانفجار البركاني
يحدث الانفجار البركاني (بالإنجليزية: Explosive Eruption) حين تندفع الماغما الأكثر برودة ولزوجة باتّجاه سطح الأرض كالأنديزيت (بالإنجليزية: Andesite)، بينما تتراكم الغازات المذابة تحت السطح نظرًا لصعوبة تحرّرها مع الماغما شديدة اللزوجة، فينتج عن ذلك زيادة في الضغط، ممّا يؤدّي بدوره إلى خروج الغازات على شكل انفجارات يصحبها تطاير لشظايا من الصخورٍ المتفجّرة والحمم البركانية إلى الهواء، وتكون الحمم البركانية في مثل هذه الحالة أكثر كثافةً ولزوجة، لذا يكون من الصعب أن تتدفّق إلى أسفل المنحدر البركاني بسهولة، ونتيجةً لذلك تتشكّل براكين طبقية (Composite volcanoes) شديدة الانحدار، مثل البركان الموجود في تشيلي.
تعدّ الثورات الصهارية التدفّقية (بالإنجليزية: Phreatomagmatic) أحد أنواع الانفجار البركاني، وتحدث نتيجة لانفجار الصهارة في الماء، ومن الأمثلة على ذلك الانفجار البركاني الذي حدث في جبل إيافيالايوكل (Ejyafjallajökull eruption) عام 2010م، فقد كانت المرحلة الثانية من تكوّنه عبارة عن ثورة فريتوماجماتيك تشكّلت نتيجة انفجار الصهارة أسفل الجليد، كما يمكن اعتبار بعض البراكين الغائصة (submarine volcanoes) مثالًا آخر على الثورات الصهارية التدفّقية بشرط أن تكون الماغما غنية بالغازات، ومن الجدير بالذكر أنّ التدفّق البركاني الفتاتي (pyroclastic flows) الناتج عن الانفجارات البركانية يستطيع تدمير كلّ ما يعترض طريقه أثناء تدفّقه إلى أسفل المنحدر البركاني، كما يتسبّب بإطلاق الرماد البركاني للأعلى في الغلاف الجوي.
إقرأ أيضا:أقوى الزلازل في تاريخ البشرية