نقصان الوزن
تُعدّ النحافة أو نقصان الوزن الناجمة عن خسارة الدهون صحية، وبالمقابل فإنّها قد تكون مضرّة بالجسم في حال كانت ناتجة عن سوء التغذية، أو الحمل، أو غيرها من المشاكل الصحيّة، وتُصنَّف النحافة في حال كان مؤشر كتلة الجسم أو اختصاراً الـ BMI أقلّ من 18.5، وبالإضافة إلى ذلك يمكن استخدام قياسات نسبة الدهون لتقييم حجم الجسم؛ حيث يُفضَّل أن تتراوح نسبة الدهون لدى النساء ما بين 10-13%، وما بين 2-5% عند الرجال كحدٍ أدنى للحفاظ على أداء الوظائف الأساسية للجسم، في حين يمكن لامتلاك نسبة دهون أقلّ من ذلك أن يكون مُضرّاً بالصحّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ نقصان الوزن في هذه الحالة هو السبب الرئيسي وراء الرغبة في زيادة الوزن، إلّا أنّ البعض لا يقعون تحت تصنيف النحافة ولكن يرغبون في زيادة الكتلة العضليّة لديهم وبالتالي زيادة وزنهم، ويجدر التنبيه إلى تشابه المبادئ والإرشادات لزيادة الوزن، سواءً كان الشخص نحيفاً، أو يُعاني من صعوبةٍ في زيادة الكتلة العضلية.
هل يمكن زيادة الوزن 10 كيلو في أسبوع
من الجدير بالذكر أنّه لا يمكن زيادة 10 كيلوغراماتٍ في أسبوعٍ واحد؛ وذلك لأنّ عملية زيادة الوزن من الكتلة العضلية تُعدّ عملية بطيئة وتحتاج إلى أشهر أو سنوات، كما أنّ زيادة الوزن أو اكتساب الكتلة العضليّة لدى بعض الناس هو بنفس صعوبة خسارة الوزن لدى البعض الآخر.
إقرأ أيضا:أسباب زيادة الوزن المفاجئةوتتراوح زيادة الوزن الطبيعيّة والصحيّة بين 0.45-0.9 كيلوغرام في الأسبوع، ولذلك فإنّ اكتساب 10 كيلوغرامات قد يحتاج إلى ما لا يقلّ عن 10 أسابيع أو أكثر؛ وذلك بسبب اختلاف الزيادة في الوزن في الأسبوع الواحد عند معظم الأشخاص، ومع وجود زيادة في الوزن خلال فترة عدّة أسابيع أو شهر فإنّ الشخص نحو تحقيق هدف زيادة بالوزن، وتجدر الإشارة إلى أنّ إضافة بعض أنواع الأطعمة إلى النظام الغذائي يساهم في تسهيل الوصول لزيادة الوزن وبشكل صحيّ.
كيفية زيادة الوزن 10 كيلو في أسبوع
اتّباع نمط غذائي صحي
فيما يأتي ذكرٌ لبعض الإرشادات الغذائية التي يُنصح باتّباعها لزيادة الوزن بواقع 10 كيلو في الأسبوع:
- زيادة السعرات الحرارية المُستهلكة: من أهمّ الأمور التي يجب اتّباعها عند الرغبة بزيادة الوزن هي زيادة كمية السعرات الحرارية المُتناولة؛ أي بتناول كميّةٍ أكبر منها مقارنةً مع ما يحتاجه الجسم، ولكن لا بدّ من التأكد من الحصول على الاحتياجات الأساسيّة، فبعد حساب السعرات الأساسيّة التي يحتاجها الجسم والتأكد من الحصول عليها يجب إضافة ما يقارب 300-500 سعرة حرارية إضافية في حال الرغبة بزيادة الوزن بشكلٍ بطيء، أو 700-1000 سعرة حرارية لزيادة الوزن بشكلٍ أسرع.
- زيادة تناول البروتين: يجب الحصول على كميّةٍ تتراوح بين 1.5-2.2 غرام من البروتين لكلّ كيلوغرام من وزن الجسم عند الرغبة بزيادة الوزن، كما يمكن زيادة هذه الكميّة إلى كميّةٍ أعلى من ذلك في حال كانت الاحتياجات من السعرات الحراريّة عاليةً جداً، وتكمن أهميّة البروتينات في دورها ببناء العضلات، فمن الشائع أنّ الأشخاص الذين يُعانون من نقصان في الوزن يمتلكون كتلةً عضليّةً ودهنيّةً منخفضة، ولذلك يجب التركيز على استعادتهما معاً.
- ومن أهمّ مصادر البروتينات الغذائية؛ اللحوم، والبيض، والأسماك، ومنتجات الألبان، والمكسرات، والبقوليات، إضافةً إلى توفر مكمّلات البروتين؛ مثل بروتين مصل اللبن (بالإنجليزيّة: Whey protein) وذلك في حال وجود صعوبة في الحصول على كميّاتٍ كافيةٍ من البروتين من النظام الغذائيّ.
- تناول كميات مناسبة من الكربوهيدرات والدهون الصحية: يُنصح بتناول كميات كبيرة من الأطعمة العالية بالكربوهيدرات والدهون عند الرغبة بزيادة الوزن، حيث يجب إضافة كلٍّ من الكربوهيدرات، والدهون، والبروتين إلى كل وجبة غذائية خلال النظام الغذائيّ.
- استهلاك المشروبات ذات السعرات الحرارية العالية: يُنصح باستهلاك الحليب، والعصير، أو العصائر المُحضّرة باستخدام الحليب كامل الدسم، والفواكه والخضراوات الطازجة بدلاً من بعض المشروبات؛ كالصودا، والشاي، والقهوة؛ حيث إنّها تزوّد الجسم بالسعرات الحرارية والعناصر الغذائية بكميات أكبر من المشروبات الأخرى، ويمكن تعزيز كمية السعرات الحرارية في هذه المشروبات من خلال بعض الإضافات؛ مثل: المكسرات، والفواكه المجمّدة أو المجفّفة، وزبدة الفول السوداني، وبذور الكتان، والأفوكادو.
- الحرص على استهلاك الوجبات الخفيفة الغنية بالسعرات الحرارية والعناصر الغذائية: يُنصح بتناول الوجبات الخفيفة الغنيّة بالسعرات الحراريّة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض الأمثلة على الوجبات الخفيفة المناسبة لزيادة الوزن:
- المكسرات؛ كالفول السوداني، واللوز، وجوز عين الجمل، والمكاداميا (بالإنجليزيّة: Macadamia)، وغيرها.
- الفواكه المجفّفة؛ كالتمر، والزبيب، والبرقوق المجفف (بالإنجليزيّة: Prunes)، وغيرها.
- الحبوب الكاملة؛ كالأرز الأسمر، والشوفان.
- الدهون والزيوت؛ كزيت الزيتون البكر الممتاز وزيت الأفوكادو.
- اللحوم؛ مثل: لحم العجل والضأن، والدجاج، مع الإشارة إلى أنّه يُنصح باختيار القطع التي تحتوي على كميّة دهون أعلى.
- منتجات الحليب كاملة الدسم؛ كالحليب، والقشدة، والأجبان، واللبن.
- البطاطا، والبطاطا الحلوة، واليام (بالإنجليزيّة: Yams)؛ وهو من أنواع البطاطا.
- الأفوكادو، وحليب جوز الهند.
- الشوكولاتة الداكنة، وزبدة الفول السوداني، والجرانولا (بالإنجليزيّة: Granola)؛ وهو مزيجٌ من حبوب الشوفان المطحونة مع المكسرات والعسل.
- نصائح أخرى: نذكر منها الآتي:
- تناول 5 إلى 6 وجبات في اليوم.
- شرب السوائل قبل الوجبات أو بعدها؛ ممّا يساعد على ترك مساحة أكبر لاستهلاك الطعام في المعدة أثناء الوجبة.
- تناول الأطعمة كاملة الدسم بدلاً من القليلة بالسعرات الحرارية.
- المتابعة مع أخصائي التغذية لوضع نظام غذائي لزيادة الوزن بطريقة صحية ويحتوي على الأطعمة المفضلة.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم؛ أي ما يُقارب 6-8 ساعات خلال الليل.
- خفض مستوى التوتر؛ حيث إنّه يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول (بالإنجليزيّة: Cortisol) الذي يمكن أن يزيد الوزن بشكل غير صحي أو يُسبّب خسارة الوزن المُكتسب، ويُنصح بممارسة التأمل، أو الحصول على جلسة تدليك، أو قضاء المزيد من الوقت بممارسة الهوايات والأنشطة المفضلة.
- محاولة الإقلاع عن العادات السيئة؛ كالتدخين أو التقليل منها.
- تحديد أهداف منطقية؛ حيث إنّه الجوء إلى الحلول الصعبة والسريعة يمكن أن يُرهق الجسم ويضرّ بالصحة، ولذلك يجب البدء بأهداف سهلة وبسيطة، ومن ثمّ زيادتها بشكل تدريجيّ.
- تناول الطعام عند عدم الشعور بالجوع.
- استخدام المنبّه؛ للتذكير بتناول الطعام كل ساعتين.
- الاستعداد لما قد تسببه زيادة تناول الطعام من الانتفاخ والغازات.
ممارسة تمارين المقاومة
يمكن لممارسة التمارين الرياضية أن يساعد على زيادة الوزن، بدلاً من خسارته، ولزيادة الوزن يُنصح بالتقليل من ممارسة التمارين الهوائية التي يُلجأ إليها في حال الرغبة بحرق الدهون وشدّ عضلات الجسم، ولكن يمكن ممارسة هذا النوع من التمارين باعتدال من أجلّ شدّ العضلات، والحصول على شكل الجسم المرغوب به، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن لتمارين المقاومة أن تساعد على زيادة الوزن من خلال بناء الكتلة العضلية، كما أنّها قد تُحفّز الشهية، ممّا يؤدي إلى تناول كميات أكبر من الطعام، وبالتالي زيادة الوزن.
إقرأ أيضا:كيف تستخدم الحلبة لزيادة الوزنأسباب النحافة
فيما يأتي ذكرٌ لبعض الأسباب التي تؤدي إلى النحافة:
- العامل الوراثي: ترتفع سرعة معدّل الأيض أو حتى تنخفض نسبة الشهية لدى بعض الأشخاص بشكل وراثي، ممّا يعني أنّهم أقلّ عُرضةً لزيادة الوزن مقارنةً بالآخرين.
- فرط ممارسة النشاط البدنيّ: حيث تؤدي الزيادة الكبيرة في مستوى النشاط البدني إلى حرق كميّةٍ أكبر من السعرات الحراريّة مقارنةً بمن هم أقلّ نشاطاً؛ بالتالي في حال الرياضيين، أو من يمارس التمارين بكثرة، أو من يحتاجون إلى أداء نشاط بدني عالٍ بحسب متطلبات ظروفهم، فإنّ كمية السعرات الحرارية اليومية التي يحتاجونها لتزويد الجسم بحاجته من الطاقة هي أكبر مقارنةً بمن هم أقل نشاطاً.
- الأمراض: توجد العديد من الحالات المرضية التي تزيد من الإصابة بالنحافة؛ مثل: السرطان، ومشاكل الغدة الدرقية، وأمراض الجهاز الهضمي؛ كمتلازمة القولون العصبي وداء كرون (بالإنجليزيّة: Crohn’s disease)، والسكري، ولذلك يُنصح في هذه الحالة باستشارة الطبيب لتحديد الأعراض وتشخيص المرض بالطريقة الصحيحة.
- بعض أنواع الأدوية: يمكن لبعض أنواع الأدوية أن تسبّب الغثيان وخسارة الوزن، أو تقليل الشهية مما يؤدي إلى نقصان الوزن.
- التوتر والإجهاد: يمكن للتوتر والشعور بالقلق المستمر الناتج في بعض الحالات كضغط العمل، وغيرها أن يؤثر في مستوى الشهية، ممّا يؤدي إلى نقصان الوزن.
- المشاكل النفسية: يمكن للاكتئاب، والقلق، وغيرها من الحالات الصحية النفسية أن تتعارض مع مستوى الشهية واتباع الأنماط الصحية لتناول الطعام، ممّا يؤدي إلى التأثير في وزن الجسم.
- المشاكل المتعلّقة بمظهر الجسم: يمكن للأفكار الخاطئة عن شكل الجسم أو مظهره أن تتحول إلى حالة اضطرابات الأكل التي قد تؤدي إلى حدوث مشاكل في الوزن، وحدوث نقص في العناصر الغذائية داخل الجسم.
- التدخين: يمكن للتدخين أن يُثبّط الشهية، ممّا يجعل المدخنين أكثر عُرضةً للنحافة مقارنةً بغيرهم.