كيف أطور مهاراتي

كيف أجذب الناس بكلامي

فن جذب الآخرين

توصّل الحكماء إلى حقيقةٍ مهمةٍ وضعوها قاعدةً أساسيةً للنجاح في ميادين العلاقات الإنسانية، والظفر بمحبّة النّاس وودّهم؛ وذلك من خلال المشاهدات والملاحظات التي لديهم؛ وهي أنّ الانسان يجب أن يُحبّ لأخيهِ ما يُحبّ لنفسهِ، فمن سار على هذه القاعدة حقق نجاحاً واسعاً في حياتهِ على جميع الأصعدةِ، أما من غفِل عن هذه القاعدة، ولم يكترث بها، فقد أخفق في علاقاتهِ، ومعاملاتهِ؛ فتعاليم الدين وتاريخ العظماء يحثّ الانسان على التعامل بحبٍّ مع الآخرين، والعمل على جذب انتباههم إليه؛ وذلك بالمعاملةِ الحسنةِ، وهذا ما اتّفق عليه علماء النفس ورجال الدين؛ فالإنسان كائنٌ اجتماعيٌّ لا يستطيع أن يعيش وحيداً دون الآخرين، ومن عاش منفرداً وحيداً بعيداً عن الآخرين، فقد أورد نفسه في موارد التهلكة.

طريقة جذب الناس بالكلام

ذكر نيدو كوبين العديد من الوسائل التي تُساعد الفرد على جذب انتباه الآخرين إليهِ بكلامه منها:

  • اختيار الكلمات المناسبة: إنّ للكلمات أثرٌ في انعكاس صورة الشخص لدى الآخرين، فهي إما أن تكون سبباً في نجاحهِ وتفوّقهِ، وإمّا أن تكون سبباً في تدميرِ ذاته وفشله، وتُعتبَر الكلمات هي الأداة التي يستخدمها الفرد في علاقاتهِ؛ فهي وسيلة التواصل مع الآخرين في شتى مجالات الحياة المختلفة، والتي يعتبرها رجال المال والأعمال الوسيلة التي يتم من خلالها تسويق السلع والمنتجات، وتُستعمل كذلك لتوجيه الأفراد المكلفين بالأعمال، وبالتالي هي الأداة التي من خلالها يتم كسب المال، وتؤثّر الطريقة التي يستخدم فيها الشخص كلماتهِ على رأي الناس فيه، فمن يستخدم لغة قوية، وذات سلاسة في العبارات، ويسير على قواعد اللغة، يكون تأثيره على الآخرين ويجذب انتباههم بطريقة أكبر من الشخص الذي يستخدم قواعد ركيكة في عباراتهِ.
  • الاهتمام بلغة الجسد: يتواصل الفرد مع الآخرين عند جلوسهِ معهم بلغة تواصل خالية من الكلمات تُدعَى لغة الجسد، فالحالة النفسية للإنسان، وملابسهِ، ومجوهراته، وتعابير وجهه، وطبيعة صوته، كلّها مؤشرات تُعطي معلومات حول الحالة الاجتماعية للفرد، أو الحالة المالية، أو العائلية، أو نوع الجنس؛ فصوت الإنسان يدل على أشياء تتجاوز حدوده الكلمات، فهو يدل على جنسية الفرد، وإقليمه، ونغمة الصوت تدل على مدى فرح الإنسان وحزنهِ، وهل هو يشعر بالإثارة أم يشعر بالملل.
  • الإصغاء الجيد: الإصغاء الجيد من قِبَل الفرد يوفر العديد من الفوائد للشخص مثل: الاستفادة ممّا سمِعَهُ الإنسان، وبالإصغاء الجيد يُظهر الاهتمام لمن يتحدّث أمامه، والإصغاء يدل على أن الشخص يُشرك الآخرين بعملية التواصل التي لا تتم بالأذنين فقط، فإن أصغى الشخص بأذنيه فقط، لم تتم عملية التواصل بشكلٍ فعّال، أما المستمع الجيد فإنّه يُبقي أعينهُ مفتوحة أثناء عملية الإصغاء، يقول جيروم: (لا يعبأ أي شخص بالتحدث إلى مستمعٍ ليس لديه نية للسماع).
  • اختيار طريقة العرض المناسبة: يُعتبر اختيار الفرد طريقة عرضه لموضوع معين الوسيلة التي من خلالها يتم ارسال المعلومات والرسائل للآخرين، والهدف من ذلك الوصول إلى أقصى درجات الاستفادة من المعلومات، وجذب الآخرين، ولذلك؛ ينبغي لمن أراد أن يُرسل رسائل معينة، أو توضيح معلومة ما أن يختار الوسيلة الأكثر فعالية، والأكثر تأثيراً على الجمهور المستمع، ومن النصائح التي تُساعد الإنسان على اختيار الوسيلة المناسبة، اختيار الوسيلة التي تتوافق مع الصورة التي يُريد الفرد عرضها وتوضيحها، ومن النصائح أيضاً أن تكون الوسيلة مناسبة للجمهور الذي سيتم عرض المعلومات عليه، وكذلك يجب أن تُناسب الوسيلة المستخدمة الهدف الذي من أجله تم إرسال الرسالة.
  • التغلب على العقبات: من المناسب جداً أن يجعل المتحدث الجوّ ملائماً لطرح موضوعٍ ما؛ لينسجم الجمهور المستمع مع ما يُقدّمه من معلومات، فالصوت يجب أن يكون رائعاً، والتوقيت الذي تم اختياره يجب أن يكون مثالياً، وكذلك الوسائل السمعيّة والبصرية يجب أن تكون متوافقة مع بعضها البعض، وبهذه الطريقة تُصبح الأدوات المستخدمة أكثر تأثيراً، والخطاب أكثر جاذبية، ويبقى الجمهور مُشاركاً للمُتحدّث طوال فترة حديثهِ، وقد يحدث أن يجد الشخص بعض العقبات في طريق نجاحه؛ إلّا أنّ المتحدث الناجح والبارع يتوقع العقبات التي قد تعترضه أثناء الحديث، ويحاول تلافيها أو إيجاد الحلول المناسبة لها.

ويُضيف عاطف عمارة في كتابه أسرار الشخصية المؤثرة بعضاً من الأمور التي تُساعد الفرد على جذب انتباه الناس إليه، منها ما يلي:

إقرأ أيضا:كيف أكون مبدعاً
  • إطلاق القوة الكامنة: يمتلك الجميع القوى الخارقة التي تجعل أصحابها يتميزون بالمواهب الخاصّة والقدرات العديدة، فهي ليست كما كان يُعتقد سابقاً أنّها منحةٌ لفئةٍ معينةٍ من البشر وهبها الله لهم دون غيرهم، بل هي قوى موجودة لدى النفس البشرية تأتي بالتدريب والمِران المستمرّ، والتي تتمثل في إطلاق القوة الموجودة داخل الانسان، فتُعطيه القدرة على قراءة أفكار الآخرين والتأثير فيهم وجذب انتباههم؛ إلّا أنّ هذه القوى تختلف درجاتها من شخصٍ إلى آخر، فهي تعتمد بالدرجة الأولى على ما يمتلكه الانسان من مواهب وقدرات، ويعتمد ثانياً على قدرة الإنسان على تنمية هذه المواهب والقدرات التي لديه، فإهمال الإنسان لقدراتهِ يؤدي إلى ضمورها وضعفها وخمولها، فتبقى كامنةً داخل النفس البشرية.
  • السيطرة على الذات، على الفرد إن أراد أن يكون مؤثّراً على الآخرين وجاذباً لانتباههم السيطرة على ذاتهِ بالدرجة الأولى، وهو ما يُدعى بالإيحاء الذاتي؛ حيث يعمل الفرد على التحكم في لسانه من حيث الفصاحةِ، والوضوحِ في اللغةِ والفكر، والتميز بالبلاغةِ، والقدرةِ على التعبير والموضوعية في الطرح، واستغلال كافة الوسائل والطرق المتاحةِ؛ للتأثير في الآخرين ، وجذبهم إليه، وبالتالي العمل على تحقيق الأهداف المطلوبة بكلّ هدوءٍ وثباتٍ، فهذا حال العظماء وأصحاب الهمم العالية الذين استطاعوا تحقيق ذاتهم.

لماذا الاهتمام بجذب انتباه الآخرين

ذكر العديد من المشاهير أقوالاً ذات قيمة في أهمية إجادة مهارة التحدث أمام الآخرين وجذب انتباههم، منها ما يلي:

إقرأ أيضا:كيف تصبح متحدثاً بارعاً
  • يقول دوسكو دروموند: (لو قُدّر عليّ أن أفقد كل مواهبي وملكاتي، وكان لي اختيارٌ في أن أحتفظ بواحدة فقط، فلن أتردد في أن تكون هذه هي القدرة على التحدث؛ لأنني من خلالها سأستطيع أن أستعيد البقية بسرعة).
  • يقول زج زجلر: (سواء أرضينا أم أبينا، فإنَّ الذين يُحسنون الحديث أمام الناس، يعتبرهم الآخرون أكثر ذكاء، وأنَّ لديهم مهارات قيادية مُتميزة عن غيرهم).
  • يقول باهيا بن باكودا: (اللسان قلم القلب، ورسول العقل).
  • يقول توني والكر: (هدفك إعطاء الحضور معلومات تنفعهم، إذا كنت فعلاً تؤمن بذلك فعندها سيتأثر الجمهور بك).
  • يقول دايل كارنيغي: (الخطاب رحلة ذات هدف، ويجب أن تكون ذات تميز).

الحديث المؤثر طريق النجاح

حديث الفرد المؤثر والجذاب يؤدي إلى النجاح من خلال الطرق التالية:

  • نجاح الفرد وسعادتهِ تعتمد على مقدرتهِ في التعبير عن نفسه؛ ولذلك عليه الاهتمام بطرق تحسين كلامه والارتقاء به.
  • ممارسة المحادثة مع الأشخاص الغرباء عن طريق الأسئلة البسيطة الواضحة.
  • المتحدث الجيد لا يخشى أن يكون سخيفاً في حديثه مع الآخرين، فعليه التوقف عن البحث عن الكمال في حديثه.
  • اعتماد الأسئلة في الحوار مع الآخرين لاستخراج ما لديهم من معلومات، ولجعل حديثهم أكثر متعة.
  • تشجيع الطرف الآخر بالتحدث عن نفسه ورغباته وأبرز اهتماماته الشخصية.
  • استخدام الشخص طريقة (أنا أيضاً) في الحديث مع الآخرين؛ لإشعارهم بالتطابق معهم ولكسب اهتمامهم.
  • التحدُّث عن النفس يكون فقط في حالة سؤال الطرف الآخر؛ لأنّه لو أراد أن يعرف شيئاً لسأل عنه.
السابق
فوائد ماء الزهر للجسم
التالي
كيف أذاكر بدون ملل