الملل عند المذاكرة
يتحدّث الكثير من الأشخاص عن مجموعةٍ من المشكلات التي تواجههم أثناء المذاكرة، والتي يسعَون جاهدين ليجدوا حلاً سريعاً لها، ومن هذه المشكلات إصابة الشخص بالملل عند البدء بالمذاكرةِ، فهذه المشكلة تنعكسُ على استمراريتهِ في المذاكرة لوقتٍ أطول، كما تُقلّل من مقدرته على التركيز والحفظ السليم، في هذا المقال سيتم عرض الحلول وأبرز الطرق المفيدة للتخلُّص من الملل وتأثيرهِ السلبي على الشخص.
كيفية المذاكرة بدون ملل
الإرادة القوية تغلب الملل
يتّفق الجميع على أنّ الإرادة القوية لها دورٌ كبيرٌ في إحراز النجاح الذي يتمناه الشخص، ولها دورٌ في تحقيق الأهداف التي يضعها الانسان أمام عينيه، ليواصل مشوار العمل والتطور والنجاح، ومن هنا جاءت أهمية الإرادة القوية في التغلب على الملل أثناء العمل، والانغماس بالمذاكرةِ، فلا يجد الانسان الوقت الكافي لضياعهِ، فهو ذو إرادةٍ قوية صلبة، وعزيمةٍ تدفعهُ للمواصلة، والعمل بما هو مقتنعٌ به، حتى ينتهي من إنجاز ما عليه من واجبات.
التعامل مع المواد الدراسية بذكاء
إنّ فشل الكثير من الطلبة في دراستهم يعود إلى عدم قابلية الطالب لتعلّم لمادة التي يدرسها، فالمادة عنده أحد ثلاث أسباب، وهذه الأسباب الثلاثة إذا اعتقد الطالب بوجود واحدةٍ منها في المادة الدراسية فمن المؤكد أنّه لن ينجح ويتفوق فيها، وهذه الأسباب تجتمع في كلمةٍ واحدةٍ وهي كلمة ألم، وتعني كلمة (ألم) ما يلي:
إقرأ أيضا:كيف يمكن أن أثق في نفسي- الألف: هي كلمة (أكره)، وهذه الكلمة يردّدها الكثير من الطلبة حول المواد الدراسية، فهم لا يدرسون مادةً معينةً لأنّهم يكرهونها، فإذا درسوها أصابهم الملل.
- اللام: وهي كلمة (لا تهمني)، وهذه العبارة تتكرّر باستمرار؛ حيث يُردد الطالب: المادة لا تهمني لأنّني لن أستفيد منها، أو أنا لا أحبّ مُدرّسها، فهي لا تعنيني.
- الميم: وتعني (مستحيل)؛ فالطالب يجد أنّه من المستحيل أن يفهم مادةً معينة لأنّها صعبةٌ جداً، فيشعر بالضيقِ والمَلَلِ كلّما أقدم على دراستها؛ لأنّه وضع في تفكيرهِ استحالة فهمها، أما حلّ هذه المشكلات، أو الأسباب الثلاثة التي تُبعد الطالب عن الدراسة بحماسةٍ ودافعية، فيُمكن ذلك من خلال التفكير الصائب مع النفس وبكلّ جديّةٍ وحيادية في المواد، وأن يسأل الطالب نفسه هذه المادة لماذا أدرسها، ويبدأ بتدوين الفوائد التي يجدها من هذه المادة، وثمرات المعرفة التي يجنيها بعد دراستها وتعلُّم ما فيها، نأخذ على سبيل المثال مادة الأحياء؛ حيث يسأل الطالب نفسه ما الاستفادة التي سأجدها في مادة الأحياء؟ فيجد الكثير من الفوائد؛ كتقوية إيمان الإنسان بالله، ومعرفة أسرار جسم الإنسان، وكيفية عمل أعضائه، وكيفية التعامل مع هذا الجسد، وأثر البيئة المحيطة عليه، والأضرار التي قد تُحدّق بالجسدِ، وهكذا، بعد ذلك يجد الطالب أنّ هذه المادة ذات قيمةٍ عاليةٍ، بل من الممتع دراستها بكلّ سهولةٍ ويسر، ويمكن الاستفادة منها بدون كللٍ أو مللٍ.
أسرار المذاكرة بلا ملل
يذكر إبراهيم الفقي مجموعةً من الأسرارِ والمفاتيح التي تدفع الإنسان للنجاح والتقدُّم بدون مللٍ، وهذه الأسرار تجعل من الشخص إنساناً مجتهداً، متفوّقاً في حياتهِ، ومن هذه الأسرار ما يلي:
إقرأ أيضا:كيف تصبح مدرباً ناجحاً- الالتزام بالخطط الموضوعة، يقول زيج زيجلار: (يفشل الناس أحياناً، وليس ذلك بسبب نقص القدرات، ولكن بسبب النقص في الالتزام)، إنّ نجاح الفرد في حياتهِ ونجاحه في تحقيق ما يُريد يعود إلى قوة الالتزام لديه، فالعزيمة والإصرار هي مفتاح نجاح الفرد وتميُّزه، فهذا توماس أديسون رغم أنّه فشل في محاولاتٍ كثيرةٍ قبل أن يتوصّل إلى اختراع المصباح الكهربائي؛ إلا أنّ فشله في المرات العديدة لم يمنعهُ من الاستمرار في عملهِ، وقد حاول الجميع التثبيط من عزيمته، ونعتوه بالفاشل، إلا أنّه استمر في عمله وكان يُردد دائماً أنّه اكتشف 9999 تجربة غير ناجحة أثناء محاولة اختراع المصباح الكهربائي، وبعد جهدٍ كبير، استطاع توماس تحقيق الحلم الذي يسعى إليه بقوّة الالتزام التي تحلّى بها، وها هو العالم أجْمَع يذكر توماس بنجاحهِ وإنجازه الكبير.
- الصبر، فعدم الصبر يؤدي إلى الفشل؛ لأنّه غالباً ما يجد العقبات والتحديات في طريق تحقيق أهدافهِ، فإن لم يكن يتميّز بالصبر، سيضطر للتخلي والتنازل عن أمنياته، يقول أندرو كارنجي: (الإنسان الذي يمكنه إتقان الصبر يمكنه إتقان أي شيء آخر)، ويقول نورمان فينسين بيل: (لا تيأس فعادة ما يكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب)، فعلى من أراد النجاح وتحقيق أحلامه أن يكون مرناً صبوراً ينتهز الفرص لحل مشاكله والتغلب عليها، والاستمرار بالجدّ والعمل للوصول إلى القمة.
القاعدة الأمينية في المذاكرة
يختار الطلبة عند البدء بالمذاكرة أي المواد الدراسية يبدأ؛ حتى لا يُصيبه الملل والكسل بعد فترة قصيرة، ويبدأ التساؤل أي المواد أبدأ حتى لا أقع في مشكلةِ الملل والفتور، هل هي المواد السهلة أم المواد الصعبة. هنا يتوجب على الطالب أن يتّبع القاعدة الأمينية في المذاكرة والتي تساعدهُ على الخروج من هذه المشكلة، أمّا آلية عمل هذه القاعدة؛ فهي تعتمد على تركيز الطلبة عند البدء بالمذاكرة، فبعضهم عندما يبدأ المذاكرة يكون التركيز لديه ضعيفاً، ومن ثمّ مع الوقت يزداد هذا التركيز لديه تدريجياً، فهؤلاء الطلبة عليهم البدء بالموادِ السهلة للمذاكرة، وإذا وجدوا أنّ التركيز لديهم قد ازداد يبدؤوا بالمواد الصعبة، أما الفئة الأخرى من الطلبة؛ وهم الذين تكون دراستهم في بدايتها بتركيزٍ عالٍ، وبشيءٍ من الحماسة والاندفاع، هؤلاء عليهم أن يستغلوا هذا التركيز في الحفظ ، وأن يبدؤوا بالمواد الصعبة التي تحتاج منهم مجهودٍ وحفظٍ كبيرين، وبعد ذلك يأخذ بدراسة المواد السهلة التي تحتاج إلى تركيزٍ أقل.
إقرأ أيضا:كيف تكون محترماً بين الناسحقيقة ذاكرة الإنسان
إنّ آلية عمل الذاكرة لدى الكائن الحي أنّها تسمح للإنسان بأن يكون على اتصالٍ مع ماضيه دون أن يراهُ أمامه، وإنّما يرى ما تركه الماضي من أثرٍ في دماغهِ، فيستحضره له. يقول بيرغسون: (إنّ الحياة النفسية، تتجاوز في معظم الحالات الحالة الدماغية)، وتبلغ الذاكرة ذروتها ونشاطها في بداية عمر الإنسان، وتكون في أفضل حالٍ لها ما بين عمر الثانية عشر وعمر الرابعة عشر، وكلما تقدّم الإنسانُ في العمرِ، فإنّ ذاكرتهُ تضعف، وأما طرق تحسين الذاكرة؛ فيكون بالعمل المنتظم الذي يعتمدُ على توزيع الأوقات بين الراحةِ والعمل.