عيون

كيف أعرف أن ضغط العين مرتفع

كيف أعرف أن ضغط العين مرتفع

يمكن بين الأعراض التي تظهر على المصاب والاختبارات التي يعتمدها الطبيب المختص للكشف عن مشكلة ضغط العين المرتفع (بالإنجليزية:Ocular Hypertension) بشيء من التفصيل فيما يأتي:

 

أعراض ضغط العين مرتفع

في الحقيقة إنّ ارتفاع ضغط العين لا يرافقه ظهور أية أعراض واضحة لدى أغلب المصابين، مثل احمرار العين أو الشعور بالألم في إحدى العينين أو كلتيهما، لذلك يُوصى الشخص بإجراء فحص أو اختبار ضغط العين بين الفينة والأخرى، ولا سيّما إذا كان الشخص مُعرضّا لخطر المعاناة من مشكلة ارتفاع ضغط العين، وذلك للحفاظ على سلامة العين والوقاية من أي ضرر من الممكن أن يتسبب به الضغط المرتفع، بما في ذلك الأضرار المحتملة على العصب البصريّ، ومن الجدير بالذكر أنّ ضغط العين المرتفع يُعرّف وفق المعايير التالية:

  • ارتفاع ضغط داخل العين عن 21 مم زئبقي في عين واحدة، أو كلتا العينين، لقراءتين منفصلتين باستخدام أداة تُسمى مقياس توتر العين (بالإنجليزية: Tonometer)، الذي سيتم شرحه لاحقًا.
  • خلو العصب البصري من أي تلف.
  • عدم وجود أي علامة من علامات الإصابة بداء الزرق أو ما يُعرف بالجلوكوما (بالإنجليزيّة: Glaucoma)، وهو مرض يصيب العين وغالبًا ما يرتبط بارتفاع ضغط العين الذي يسبب تلفًا في العصب البصري، مما قد يسبب مشاكل في القدرة على الإبصار.
  • التأكد من خلو العين من أية مشاكل أو أمراض أخرى قد ينتج عنها ارتفاع ضغط العين.

 

إقرأ أيضا:أسباب رفة العين اليسرى

اختبار ضغط العين

قد يصعُب على الشخص معرفة ما إذا كان مصابًا بارتفاع ضغط العين دون إجراء الفحوصات الخاصة لدى طبيب العيون، وفي الواقع تتمّ عمليّة فحص ضغط العين من خلال قيام طبيب العيون بإجراء فحص شامل للعين، يتضمن إجراء فحص ضغط العين الذي يُسمى فحص توتر العين (بالإنجليزية: Tonometry test)، وفي الحقيقة ثمّة العديد من الطرق المستخدمة لقياس توتر العين، سيتم بيانها بالتفصيل.

 

قياس توتر العين بالتسطيح

يُعرف اختبار قياس توتر العين بالتسطيح (بالإنجليزية: Applanation tonometry) بأسماء أخرى، منها اختبار جولدمان (بالإنجليزية: Goldmann)، ويُعدّ هذا الاختبار دقيقًا جدًا، ويتم فيه قياس الضغط في العين بقياس القوة اللازمة لتسطيح القرنية، وعادةً ما يُطلب هذا الاختبار بعد الكشف عن ارتفاع ضغط العين عند إجراء اختبار آخر بسيط مثل قياس توتّر العينِ بالنَّفْث الهَوائيّ (بالإنجليزية: Air-puff tonometry) التي ستُبيّن لاحقًا، حيث يُستخدم مسبارٌ صغير لتسوية جزء من القرنية بلطف، بالإضافة إلى مِجهر المِصْبَاحِ الشِّقِّيّ (بالإنجليزية: Slit lamp microscope) للنظر داخل العينين، وفيما يأتي بيان آلية ذلك:

  • يبدأ الطبيب بإجراء الاختبار بإضافة بضع قطرات من المخدر إلى سطح العين، حتى لا يشعر الشخص بمقياس توتّر العين أثناء إجراء الاختبار، من ثمّ يلجأ إلى إضافة صبغة الفلورسين (بالإنجليزية: Fluorescein) التي يتم تطبيقها كَقطرة أو داخل شريط من الورق على سطح العين ليسهّل عليه رؤية القرنيّة.
  • يُثبّتُ ذقن الشخّص على دعامة مبطّنة، ويُطلب منه التحديق المباشر في المجهر الشقّيّ سابق الذكر.
  • يجلس الطبيب أمام الشخص بشكلٍ مباشرٍ ويُسلّط ضوءًا ساطعًا إلى عينه.
  • يبدأ الطبيب بعدها بتوجيه المسبار ليلامس سطح العين بلطف، وإبعاده عنها ليقرأ أخيرًا قيمة الضغط الذي قام المسبارُ بقياسهِ والذي يدلّ على قيمة ضغط العين.
  • يُوصى الشخص بعد إجراء الاختبار بألّا يفرك عينيه لمدّة 30 دقيقة حتى يزول تأثير المخدر.

 

إقرأ أيضا:أضرار عملية الليزك

قياس تَوَتُّر العَين التسَنُّنيّ الإلكتروني

في الحقيقة يُستخدم مقياس تَوَتُّر العَين التسَنُّنيّ الإلكتروني (بالإنجليزية: Electronic indentation tonometry) للتحقق من ارتفاع ضغط العين، وبالرغم من دقّته العالية، إلا أنّ من الممكن ملاحظة بعض الاختلافات بين نتائج مقياس توتر العين التسنني الإلكتروني ونتائج قياس توتر العين بالتسطيح. ويمكن بيان آلية قياس ضغط العين بهذه الطريقة فيما يأتي:

  • يضع الطبيب أداة تشبه القلم ذات طرف مستدير مباشرةً على القرنية، من ثم تظهر قراءة ضغط العين على لوحة كمبيوتر صغيرة.
  • يُخدِّر الطبيب العين كما في الطريقة السابقة من خلال إضافة قطرات من المخدر إليها حتى لا يشعر الشخص بالأداة التي يتم إدخالها أثناء الاختبار.
  • يطلب الطبيب من الشخص المعنيّ أن يحدّق للأمام مباشرةً أو للأسفل في بعض الأحيان.
  • يوجّه الطبيب أداة القياس لتُلامس سطح العين بلطف، ويأخذ عدّة قراءات لكل عين، ويجدر بالذكر أنّه سيتم سماع صوت نقر في كل مرة يتم فيها أخذ قراءة، كما يُصدر الجهاز صوت صفير بعد الحصول على عدد كافٍ من القراءات الدقيقة.
  • تظهر متوسط قراءات ضغط العين التي تم قياسها على لوحة العرض في الجهاز.
  • يوصى الشخص كما في طريقة القياس السابقة بعدم فرك عينيه لمدة 30 دقيقة حتى زوال أثر المخدر.

 

إقرأ أيضا:أسباب انحراف العين

قياس التوتّر غير المتّصل (قياس ضغط الهواء)

تقيس طريقة قياس التوتّر غير المتصل (بالإنجليزية: Noncontact tonometry) أو كما تُعرف بقياس ضغط الهواء (بالإنجليزية: Pneumotonometry) أو طريقة النّفث الهوائي ضغط العين من خلال تسطيح القرنية عن طريقة نفث الهواء عليها، وفي الحقيقة هذه الطريقة لا تعدّ الطريقة المثلى لقياس ضغط العين، ولكنّها تعتبر طريقة بسيطة نسبيًّا حيث تقيس ضغط العين بدون ملامسة سطحها ودون الحاجة إلى قطرة التخدير، مما يجعلها طريقةً مناسبةً لقياس ضغط العين لدى الأطفال. ويمكن بيان آليتها فيما يأتي:

  • يطلب الطبيب من الشخص إراحة ذقنه على دعامة مبطنة والتحديق بشكلٍ مباشرٍ في الجهاز.
  • يسلّط الطبيب موجة نفث الهواء إلى عين الشخص، ويشعر الشخص في هذه اللحظة ببعض البرودة والضغط الخفيف كما يمكنه أيضًا سماع صوت نفث الهواء.
  • يقيسُ الجهاز مقدار ضغط العين من التغير في الضوء المنعكس عن القرنية حيث يؤدي تسليط الهواء إلى تحريك الضوء.
  • يلجأ الطبيب أحيانًا إلى تكرار الاختبار أكثر من مرة للعين الواحدة.

 

تحليل نتائج قياس ضغط العين

يختلف ضغط العين الطبيعي من شخصٍ لآخر، وتكون القراءة في الغالب في أعلى مستوياتها بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة، كما تكون في العادة عند النساء أعلى من الرجال، وكذلك تزيد قراءات ضغط العين نوعًا ما مع التقدم في العمر، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن الحصول على النتائج بشكل فوري، وفي حال أظهرت نتائج قياس ضغط العين أنّ ضغط العين مرتفع، يراقب الطبيب الضغط بشكل مكثف ودوري، كما يُمكن أن يوصي باستخدام قطرات يومية لخفض ضغط العين، بالإضافة إلى إجراء بعض الاختبارات الأخرى للنظر، وكذلك معرفة التاريخ المَرَضيّ وأيّة أعراض أخرى يعاني منها المريض حتى يستطيع تكوين نظرة شاملة عن صحة العين وسلامتها، وفي العادة يقيمّ الطبيب ارتفاع ضغط العين وفقًا لقيمة الضغط حسب الآلية التالية:

  • ضغط العين بين 22-25 ملم زئبقي: في هذه الحالة يُعيد الطبيب فحص ضغط العين في غضون 2-3 أشهر، وفي حال بقِيَ ارتفاع الضغط في حدود 3 ملم زئبقي من القراءة الأولى، يحدد الطبيب موعدًا آخر بعد ستة أشهر، بحيث تشمل الزيارة إلى جانب فحص ضغط العين كلًّا من فحص المجال البصري (بالإنجليزية: Visual field testing)، وفحص العصب البصري (بالإنجليزية: Optic nerve)، حيث يتحقق فحص المجال البصري من وجود نقاط ضعف أو صعوبة في الرؤية في أي من المناطق التي تقع ضمن مجال رؤية المصاب، خاصةً في مجال الرؤية المحيطية، ويُعبّر مصطلح الرؤية المحيطية عن المدى الكامل الذي يمكن للشخص رؤيته من الجانبين دون تحريك عينيه.
  • ضغط العين بين 26-27 ملم زئبقي: هنا يُعيد الطبيب إجراء فحص ضغط العين بعد نحو أسبوعين أو ثلاثة من الزيارة الأولى، وفي حال بقِيَ الضغط مرتفعًا ضمن حدود 3 ملم زئبقي من القراءة الأولى، يحدد الطبيب زيارات دورية كل 3-4 أشهر للمريض، وكلما انخفضت القراءة تزيد الفترة الفاصلة بين الزيارات الدورية، ويتم إجراء كل من فحص المجال البصري وفحص العصب البصري مرة واحدة سنويًّا على الأقل.
  • ضغط العين يصل إلى 28 ملم زئبقي أو أكثر: يوصي الطبيب في هذه الحالة باستخدام الأدوية، ويحدد الطبيب مراجعة للمريض لمتابعة مدى فعالية العلاج، وفي حال ثبتت فعاليته، يتم تحديد زيارات دورية لفحص عين المريض كل 3-4 أشهر.

 

ارتفاع ضغط العين وداء الزَرَق

يُعتبر الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط العين أكثر عُرضة للإصابة بالجلوكوما أو داء الزرق مقارنة بغيرهم من الأفراد، فقد يتطور ارتفاع ضغط العين عن المستوى الطبيعي إلى مراحل متقدمة يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بداء الزرق أو الجلوكوما كما ذكرنا سالفًا، وذلك بسبب تأثير ضغط العين المرتفع على العصب البصريّ مما قد يتسبب بإلحاق الضرر أو التلف به، والذي من الممكن أن يتطور لاحقًا إلى فقدان البصر في بعض الحالات، وعلى الرغم من هذه العلاقة المباشرة بين ارتفاع ضغط العين والجلوكوما، إلا أنّهما يعتبران حالتين مختلفتين، حيثُ إنّ ارتفاع ضغط العين لا يعني بالضرورة تأثّر العصب البصريّ أو ضرره، بينما في حالة الجلوكوما يكون العصب البصريّ متضررًا أو تالفًا ويكون ضغط العين طبيعيًا أو مرتفعًا، مما يؤدي إلى ملاحظة المصاب انخفاضًا في مجال النظر أو تضررًا في قدرته على الرؤية المركزية في المراحل المتقدمة من الحالة.

 

ملخص حول ضغط العين المرتفع

يعرّف ارتفاع ضغط العين بأنّه ارتفاع في ضغط السوائل داخل العين (بالإنجليزية: Intraocular pressure) واختصارًا (IOP) عن المستوى الطبيعي؛ بحيث تتجاوز قراءة ضغط العين 21 ملم زئبقيّ، وفي الحقيقة تنتج هذه الزيادة التي من الممكن أن تبدأ بشكل تدريجي في العادة أو مفاجئ في بعض الأحيان الأخرى عن مشكلة في نظام حركة وتصريف سائل الخلط المائيّ (بالإنجليزية: Aqueous humour) المسؤول عن غسل وترطيب العين وتغذية أجزائها، الأمر الذي يؤدي إلى خلل في التوازن بينَ كمية السائل التي تنتجها العين والكمية التي يتمّ تصريفها منها.

السابق
أسباب رفة العين اليسرى
التالي
علاج ضعف النظر طبيعياً