تنظيم الحياة الزوجية
تتطلّب الحياة الزوجيّة السعيّدة والاستقرار الأسريّ الكثير من الجهد، والعمل، والمثابرة في سبيل نجاح الزواج وتحقيق الأهداف المُشتركة التي يطمح لها الزوجان، بالتالي لا بدّ لهما من تنظيم حياتهما الزوجيّة ووضع الأهداف الثابتة والمُتجدّدة التي تضمن لهما الاستقرار والسعادة أثناء المرور بمراحل الزواج المختلفة، كما تجعل الحياة الزوجية حيويّة وبعيدة عن الروتين والملل، وتُقرّب الزوجين أكثر، وتجعلهما يعملان معاً بجد ويتشاركان الخطوات الثابتة لتنظيم حياتهما في جميع مجالاتها والتخطيط لها، سواء المجالات الماديّة، أو العاطفيّة، أو الاجتماعيّة، أو النفسيّة، وجعل الحياة ذات قيمة ومعنى، وغير فوضويّة، بحيث لا تؤثر على سعادتهما وعلاقتهما المستقبليّة في ظل وجود الأبناء، وزيادة المسؤوليّة التي تقع على كليهما.
كيفية تنظيم الحياة الزوجية
لا يوجد شخص مُنظم دون اجتهاد، فعلى الشخص تنظيم حياته من خلال محاولة تغيير عاداته وطريقة تخطيطه للأمور، ووضع الأهداف والسعي من أجلها، لجعل حياته مُرتّبة ومنظمة، والأمر ذاته ينطبق على الحياة الزوجيّة السعيدة، فهي تحتاج إلى تنظيم وتخطيط مُشترك من قبل الزوجين، فالحياة قبل الزواج بمفردك، تختلف عن الحياة بوجود شريك دائم يساندك في جميع المواقف والظروف ويتشاركها معك، وهناك بعض الخطط والطرق التي تُنظم الحياة الزوجيّة، ومنها ما يأتي:
وضع القوانين العائليّة الخاصّة
هناك بعض الأمور والقوانين العائليّة الخاصة التي سيكون من الجيّد اتفاق الزوجين عليها، والتواصل مسبقاً حولها، ومنها ما يأتي:
إقرأ أيضا:كيف أشغل نفسي بشيء مفيد- الاحترام المتبادل بين عائلتي الزوجين: من الرائع تواصل كلّ من الزوجين مع عائلة شريكه، وأن يكون على وفاق معهم، فوالدا الزوج والزوجة طرفان أساسيّان في العائلة، سيتشارك الزوجان معهما الأوقات الجميلة والاحتفالات السعيّدة، واللحظات المهمة في حياتهما، بالتالي يجب الاتفاق على ضرورة الترحيب بهما ومعاملتهما بودّ وحب، حتّى تستمر الحياة دون مشاكل أسريّة قد تؤثر لاحقاً على سعادة الزوجيّن.
- تحديد أيام العطل التي يُمكن قضاؤها مع العائلتين: يُمكن للزوجين الاتفاق وتوزيع أيام العطل، وترك أيام خاصة بهما للراحة والاستجمام، ثمّ زيارة عائلة الزوجة في أيام معيّنة، وترك أيام أخرى لزيارة عائلة الزوج.
- مشاركة بعض الاحتفالات مع العائلتين: تعتبر مشاركة الأوقات السعيدة مع العائلة فرصةً جيّدةً يتقرب بها كلا الزوجين من عائلة شريكه، ويقضي معهم لحظات جميلة قد لا تتكرر، لكن يجب على الزوجين الاتفاق على ذلك مُسبقاً وترتيب ودعوة العائلات على الاحتفالات بطريقة تُناسب كليهما، وترك مساحة خاصة لهما للاحتفال معاً بشكل خاص في بعض المُناسبات.
اختيار منزل الزوجين
يحتاج الزوجان منزلاً خاصاً يعيشان فيه، وقد يكون الأمر مرتبطاً بشكلٍ كبيرٍ بإمكانياتهما الماديّة، وفي حال عدم قدرة الزوجيّن على امتلاك منزلٍ خاص بهما، يتطلب الأمر التوفير، وعمل خطة مشتركة حول رغبتهما بوضع أولويّة شراء منزل الأحلام المُستقبلي، والعيش به سويّاً ضمن الميزانيّة الماليّة لهما.
إقرأ أيضا:كيفية حفظ العسلمناقشة رغبة الزوجين في إنجاب الأطفال
غالباً ما يكون قرار الإنجاب شيئاً خاصاً يتحدث به الزوجان ويُقررانه أحياناً قبل الزواج، وسيكون من المحبط أن يرغب أحد الزوجين بإنجاب طفل بينما يؤجل الطرف الآخر ذلك، وهنا يأتي دور التواصل الجيّد بين الزوجين لإقناع الطرف الآخر برغبته، والوصول لقرار مشترك حول التوقيت المناسب لإنجاب طفل، بما يُناسب ظروف الزوجين المختلفة، كالظروف الماديّة، أو عمل الزوجة أحياناً.
الاهتمام بالأهداف الصحيّة وتجنب إهمالها
يجب الاعتناء بصحة الأسرة وجعلها ضمن أولويات الحياة الزوجيّة، وبالطبع لكلّ من الزوجين نوعيّة من الأغذية التي تختلف عن الآخر، وأساليب عناية شخصيّة بصحته، أو تمارين خاصة للحفاظ على لياقته، لكن على الزوجين مشاركة الاهتمامات والمشاكل الصحيّة معاً، والاتفاق على أسلوب حياة صحي للأسرة، بما في ذلك نوعيّة الأطعمة، أو طريقة لخسارة الوزن، أو غيره بما يدعم ويُحافظ على صحتهما معاً.
تنظيم الشؤون الماليّة والتخطيط لها معاً
إنّ من الضروري الوصول إلى خطة زوجيّة مشتركة حول الشؤون الماليّة للأسرة، وطريقة ادخار أو إنفاق المال، أو وجود حساب مشترك أو منفصل لكلّ من الزوجين، فأحياناً قد تكون الشؤون الماليّة أحد أسباب الخلاف الزوجي، بالتالي يجب مُناقشة الزوجين لبعضهما في حال امتلاك أحدهما لبعض الديون أو المُستحقات الماليّة الخاصة، وإيجاد طريقة لسدادها، وتحديد أولويات الزوجين المالية من شراء المنزل، أو سداد الديون، مع عدم إهمال الحاجات الأساسيّة للأسرة، والفواتير الشهريّة التي يجب عليهما تسديدها، إضافةً إلى تغيير الأولويات الماليّة في حال وجود الأطفال حيث ستزداد المسؤوليّة، والحاجات الأسريّة الواجب توفيرها.
إقرأ أيضا:كيف تغير روتينك اليوميإيجاد طرق للتواصل الجيد والتكيف بين الزوجين
قبل البدء بالتخطيط ووضع الأفكار لتنظيم الحياة الزوجيّة لا بدّ من أن يكون كلا الزوجين قادرين على التعامل مع بعضهما كرفاق درب وشركاء حياة، وإيجاد أساليب للتواصل معاً واختيار أساليب الحوار الهادف، واستخدام النقاش البنّاء في سبيل الاستمرار معاً رغم الصعوبات والعقبات التي ستواجههما، فتنظيم الحياة الزوجيّة يتطلب تشاركهما معاً، وتكيّفهما نفسيّاً وجسديّاً في سبيل ذلك، بعد فقدان كلّ منهما استقلاليّته التي كان يتمتع بها في السابق.
تحديد الأهداف الأساسيّة والتخطيط المشترك بين للزوجين
يجب على الزوجين توزيع المهمام بينهما، وتكليف كلّ طرف بالمسؤوليات والواجبات حسب قدرته، بما في ذلك الأعمال المنزليّة اليوميّة والروتينيّة، والأعمال الأخرى خارج المنزل، أو الواجبات الاجتماعيّة الخاصة، إضافةً لتحديد الأهداف الرئيسيّة لعلاقتهما، وهي الحفاظ على المودّة والعاطفة القويّة والحب بينهما، في سبيل تعزيزها ودعمها لاحقاً، بالإضافة إلى تشارك الطموحات التي يرغب الزوجان بتحقيقها سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل، مع ضرورة المساواة بينهما في العمل وتحمّل كلّ منهما للمسؤوليّة.
نصائح لحياة زوجية ناجحة
يحلم الزوجان بعد انتهاء حفل الزفاف بقضاء حياة زوجيّة سعيدة مع الشريك الذي اختار ارتباط قلبه به، وقضاء حياته معه، ومُشاركته لحظات الحب، والسعادة، والحزن، والفرح، والجنون، وهناك بعض النصائح التي قد تكون بمثابة مفاتيح لتنظيم الحياة والمحافظة على الزواج السعيد الناجح، ومنها ما يأتي:
- اعتماد الصراحة بين الزوجين، وتبادل الاحترام عند الحديث، مع ضرورة مشاركتهما للمشاعر والأفكار المختلفة سواء كانت في إطار الأسرة أو تربية الأطفال، أو الأمور الشخصيّة، والأفكار العامة.
- إظهار الاهتمام والشكر الدائم بين الزوجين على أبسط الحاجات والأعمال اليوميّة، وتوضيح مدى سعادة كلّ منهما بوجود الطرف الآخر في حياته.
- تعزيز الثقة بين الزوجين، وبنائها في سبيل تقويّة العلاقة بينهما، وتوطيدها، والاستمرار بالحياة الزوجيّة دون شكوك، أو خوف من المستقبل.
- التسامح بين الزوجين، وضرورة مغفرة كلّ منهما لأخطاء الآخر، فالحياة الزوجيّة مسيرة طويلة تحتوي على الكثير من الصعوبات والمشاكل التي يجب على الزوجين تجاوزها معاً، ولا يُمكن ذلك إذا وقف كلّ منهما على خطأ الآخر ونظر إلى نفسه بمثاليّة، فجميعنا نُخطئ ونطمح بمغفرة الآخرين لنا.
- تقبّل الاختلافات والتناقضات بين الزوجين، خاصةً عند الوقوع في المشاكل، وغضب أحدهما، حيث يجب على كلّ منهما إعطاء الطرف الآخر فرصةً لتوضيح موقفه، وبيان وجهة نظرة، ثمّ الحكم على الموقف بعدلٍ وإنصاف، إضافةً إلى ضرورة انسحاب أحدهما وابتعاده قليلاً إذا ساء الأمر، ثمّ العودة ومُناقشة الأمور بهدوء بعد أخذهما قسطاً من الراحة.
- إعطاء كلّ من الزوجين مساحةً خاصة لإيجاد نفسه والخروج عن الروتين اليومي، وأخذ قسط من الراحة بعيداً عن مشاكل الأسرة، بحيث يمكنه الخروج وحده، أو الالتقاء بزملائه وأصدقائه، مع عدم إهماله لشريكه وإعطائه الحق في مرافقته والخروج معه.
- تبادل الهدايا بين الزوجين، فالهدية تُعمق مشاعر الحب بينهما، وتوطد العلاقة، وتُظهر اهتمام كلا الطرفين بالشريك، مع ضرورة انتقاء الهدايا التي يُحبها الشريك بجهدٍ وعنايّة؛ لإسعاده أكثر.