المذاكرة
يحاول الكثير من الأهل متابعة دراسة أبنائهم في المرحلة المدرسيّة، وخاصّة الابتدائيّة لأنّها مرحلة التأسيس، فيلجؤون لمساعدتهم في المذاكرة. إذ تُعرف المذاكرة بأنّها نوع من أنواع التعلّم المقصود، الذي يهدف لفهم المادة الدراسيّة، ثمّ حفظها لاسترجاعها بكفاءة عالية. والمذاكرة مبنية على مجموعة من الطرق والأساليب التي تُستخدم لتحضير الدروس والواجبات بالإضافة إلى الاستعداد للامتحانات، لكنّ البعض يجد صعوبةً في إقناعِ الطفلِ بالدراسة خاصةً مع وجود الكثير من الملهيات في زمننا هذا، فيتبع طرقاً قد لا يجني منها سوى المزيد من العناد والبعد عن الدراسة، لذا لا بدّ من معرفة الأساليب الصحيحة التي تُتبَّع مع الأبناء لتشجيعهم على المذاكرة.
مساعدة الأبناء على المذاكرة
يمكن مساعدة الأبناء في الدراسة، والتغلّب على تمنعهم عنها، ورفع أدائهم وتحصيلهم الدراسيّ، من خلال تنظيم مجموعة من عادات الاستذكار للأبناءِ، التي تُعدّ سلوكاً يوميّاً يُستخدم في الدراسة، مبنيّاً على عدد من الطرق والاستراتيجيّات والأساليب المختلفة، التي يتم استخدامها في الاستذكار اليوميّ أو الاستذكار للامتحان، وفيما يأتي مجموعة من النصائح التي تساعد الأبناء على الدراسة:
وسائل نفسيّة
إنّ العامل النفسيّ يلعب دوراً محوريّاً في عملية المذاكرة، لذا لا بدّ من الانتباه لمجموعةٍ من النقاطِ التي يمكن للأهل اتباعها لتحسينِ المذاكرة لدى الأبناء:
- التشجيع والدّعم: يتأثر الأبناء بعبارات التشجيع لأي جهود يبذلونها في المذاكرة، مما يجعلهم يرغبونَ بالانتظامِ على فعلِ ذلكَ الشيء الذي حصلوا على المدح لأجله. كما يمكن تقديم الدعم اللفظيّ لهم في المواد التي يجدونَ صعوبةً في دراستها، كتوضيح أنّها صعبة ولكنهم يستطيعونَ إحراز النجاح فيها.
- التقليل من الانتقاد: يعبّر الأهل عن ضيقهم عندما يجدونَ أبناءهم يقصرونَ في دراستهم، ويظهر ذلك إمّا لفظيّاً وإما عن طريق تعابير الوجه. وكلّ تلكَ الانتقادات تؤثّر سلباً في الطفل، وتؤدّي لشعوره بالإحباط، وعدم الاهتمام بالدراسة. فبدلاً من النقد يفضَّل تقديم اقتراحاتٍ لتحسين المذاكرة.
- تقديم الحوافز: فالمذاكرة عادةً ليست أمراً ممتعاً للأطفالِ، فإذا تمّ تحديد مكافأة لهم مرتبطةً بإنجازهم الدراسيّ، كمشاهدة التلفاز أو الحصول على الهدية ما أو ممارسة لعبة يحبونها، فإنّ ذلكَ يحفزهم ويساعدهم على الالتزام بالواجبات المطلوبة منهم إنجازها.
- تحديد روتين معيّن: من خلال تحديد وقت محدد للدراسة، يكون قد ارتاحَ فيه الطفل من المدرسة، بحيث يغلق التلفاز ويخلق جوّاً من الهدوء يمارس فيه كلّ فرد من أفراد الأسرة نشاطاً تعليميّاً معيّناً كالقراءة. ويمكن تحديد مجموعة من الأماكن للدراسة بحيث يصبح الطفل مرتبطاً بروتين دراسيّ، يسهّل عليه المذاكرة.
- فهم أهميّة الاستراحة: فالأطفال لا يستطيعونَ الدراسة أكثر من 10-15 دقيقة -قد تختلف حسب العمر- يفقدونَ بعدها تركيزهم. فلا بدّ من إعطائهم استراحة يتجولونَ فيها، وتقديم شيء من الطعام والشراب لهم.
وسائل تعليميّة
يمارسُ الأهلُ عمليّةَ المذاكرة من خلال تحفيظ المعلومات وتكرارها عدّة مراتٍ بهدفِ حفظها، وتعدّ هذه الطريقة غير فعالة غالباً، وقد تؤدّي لحفظ المعلومات دونَ فهمها، أو نسيانها بعد استخدامها. كما أنّ هذه الوسيلة تسبب المللَ السريع لدى الأطفال، وتقلل رغبتهم في المذاكرة. لذا لا بدّ من اتباع وسيلة مسليّة تحفّز الطفل على الدراسة. ويختلف أنواع الأطفال من حيث الوسيلة التي تحفزهم على الدراسة، فمنهم من يتعلّم سماعيّاً، أو بصريّاً، أو حركيّاً، ويمكن دمج هذه الأساليب كلّها معاً.
إقرأ أيضا:كيف أجعل بنتي جريئة- تعلّم سماعي: عندما يكون الطفل أكثر قدرة على اكتساب المعلومات وفهمها من خلال الاستماع، تكون لديه ميول استماعيّة. ويمكن اتباع بعض الطرق لمساعدته وتحفيزه على المذاكرة ومنها:
- تسجيل الطفل لقراءته والاستماع إليها مع والديه لمراجعتها.
- استخدام الأغاني والقوافي والكلمات الترابطيّة لمساعدته على الحفظ.
- إيجاد تسجيلات للكتب المدرسيّة المعتمدة، حتى يستطيع أن يستمع إليها.
- تعليمه طريقة التحدث مع نفسه كوسيلة لحلّ المسائل في المجالات المختلفة.
- تعلّم بصري: يتحفّز بعض الأطفال إلى المذاكرة عند إضافة المزيد من الصور والألوان والعناصر البصرية المختلفة، ويمكن استخدام هذه الطرق لتشجيع الطفل على الدراسة:
- استخدام الألوان المختلفة لتدوين الملاحظات، أو لكتابة المفاهيم الرئيسيّة، وتلوين الجمل المهمّة.
- جذب انتباهه للصور المقدمة في الكتاب قبل البدء بقراءته، وإضافة صور لمخيلته؛ حتى تساعده على فهم المعلومات وربطها بهذه الصور.
- عمل جدار للدراسة، بحيث يقوم برسم ملصق كلّ أسبوع لما يريد أن يتعلمه ويعلقه على ذلك الجدار.
- صناعة بطاقات تعليميّة توضح حقائق رياضيّة أو مفردات رئيسيّة.
- مشاهدة فيلم وثائقيّ للأطفال يحتوي على المعلومات التي يرغب الطفل بتعلمها.
- تعلّم حركيّ: يتصف بعض الأطفال بكثرة الحركة، ويكونونَ من النوع الذي يحبّ التعلم عن طريق الحركة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
- تعلّم الرياضيات كالجمع والطرح باستخدام الأيدي.
- استخدام مكعبات للحروف، فيقوم الطفل بترتيبها وتعلّم والأبجدية والتهجئة من خلالها.
- عدم تقييد الطفل بالجلوس للدراسة، والسماح له بالمذاكرة وهو مستلقٌ أو أثناء تنقله في الغرفة.
- القراءة بتحويل الفقرات لنوع من الإلقاء أو مشهد من مسرحيّة.
- مساعدته على دراسة العلوم من خلال عمل مشاريع متنوّعة.
مساعدة الأبناء وقت الامتحان
معظم الأطفال لا يحبونَ الامتحانات، ويتهربونَ من التحضير لها؛ خوفاً منها، فيأتي دور الأهل لمساعدة أطفالهم على التحضير للامتحان. وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن للأهل اتباعها وقت الامتحان:
إقرأ أيضا:كيف أجعل ابني يركز- التوضيح للطفل بأنّ الامتحان هو وسيلة لتقييم الطالب، وطريقة لتحديد إذا ما كانَ الطالب بحاجة للمزيد من المساعدة في موضوعٍ ما. وهو ليس شيئاً مصيريّاً ولا يحدد إذا كانَ الطفل ذكيّاً أم لا، وذلك يساعده على تخطّي الخوف من الفشل.
- الاجتماع مع المعلّم لمعرفة مستوى الطفل ومعرفة طبيعة الامتحان لمساعدة الطفل على اجتيازه بنجاح.
- تهيئة مكان هادئ ومناسب للطفل أثناء فترة امتحاناته، وإشعاره بالاهتمام والتقدير.
- تعليم الطفل بعض الأساليب التي يمكنه اتباعها في الامتحان، مما يزيد ثقته بقدرته على النجاح.
- عدم إشعار الطفل بالنقص في حال حصوله على علامة سيئة في الامتحان.
أسباب ضعف دافعية الطفل للمذاكرة
ضعف الدافعيّة حالة تصيب الطفل بسبب مجموعة من العوامل، تعطيه شعوراً بعدم الرغبة بالمذاكرة، وفقدان الحماس والطاقة الإيجابيّة للدراسة. ومن الأسباب المهمّة التي تسبب ضعف الدافعيّة لدى الطفل هي قلّة الاهتمام والرعاية التي يحصل عليها من الأهل، بحيث يكون الأهل مشغولينَ بأمورٍ أخرى، ولا يلاحظونَ تفوّق الطفل في مدرسته أو تراجعه. وعدم ثقة الآباء بأبنائهم وإشعارهم بعدم قدرتهم على تحسين مستواهم قد يكونان سبباً لإحباط الطفل وتثبييط عزيمته، كما أنّ بعض الأطفال يعانونَ من ضعف الثقة بأنفسهم إمّا بسبب الدلال الزائد أو بسبب قسوة الأهل، ممّا يجعلهم انطوائيّين وغير قادرينَ على التفاعل مع المعلمينَ والطلاب، فبذلك تكون رغبتهم في الدراسة ضعيفة.
إقرأ أيضا:كيف أعلم طفلي الحروف