تعريف القمل
القمل هو اسمٌ يدلُّ على فصيلةٍ من الحشرات صغيرة الحجم جداً، وهي تُشتهر بأنَّها تعيشُ عالة على الكائنات الحيَّة، حيثُ تتغذَّى على دم الإنسان والحيوانات الأخرى، وغالباً ما تعيش على فروة الرأس لتمتصَّ منها الدماء على الدَّوام، كما أنَّها قد تعيش على أيِّ جزءٍ من جلد الإنسان، وبسبب حجمها شديد الصِّغر فإنَّه من الصَّعب رؤيتها كما أنه يصعب الإمساك بها والتخلُّص منها. تتسبَّب حشرات القَمْل بحكَّة شديدة لعائلها، وقد تُؤدِّي دوراً في نقل بعض الأمراض عدا عن أضرارها الطُّفيليَّة الأخرى.
يُصنَّف القمل إلى فصيلتين أساسيَّتين، هُما القمل الماضغ (أو قمل الطُّيور)، والقمل الماصّ. ولدى قمل الطيور فم قويٌّ يُمكِّنه من مضغ الطعام، وينتشر كطفيليٍّ يتغذَّى على بقايا الموادِّ العضويَّة المَوجودة على جسم عائله، إذ يعيشُ بين ريش جسم أنواعٍ عديدةٍ من الطيور أو على شعرها وجلدها، وهو ينتشرُ أيضاً في الكثير من الحيوانات الأليفة التي تعيشُ في المُدن والمزارع، إلا أنَّه لا يقتربُ أبداً من الإنسان. من جهةٍ أخرى، لدى القمل الماصِّ فمٌ مُجهَّزٌ لاختراق الجلد وامتصاص جسم العائل، كما أنَّ كلَّ واحدةٍ من سيقانه مُزوَّدة بمخلبٍ قويٍّ يُمكِّنه من التشبُّث جيداً بشعْر عائله، وهذا القمل هو الذي يعيشُ على جسم الإنسان.
كيف تتخلَّصُ من بيض القَمْل؟
هناك العديد من الطرق المتبعة والتي يمكن اللُّجوء إليها من أجل التخلُّص من بيض حشرات القمل، المُثبَّت بمنابت الشعر في فروة الرأس. في غالب الأحوال، يُنصَح باستعمال أيِّ نوعٍ من أنواع العلاج مرَّتين، حيثُ تأتي المرَّة الثانية بعد مُدَّة تتراوح من سبعة إلى تسعة أيَّام، والهدفُ منها هو ضمانُ القضاء على البيُوض التي كانت باقيةً بعد موت الحشرات البالغة، والتي قد تكونُ فقست بعد انتهاء العلاج الأول وموت الحشرات الأخرى.
إقرأ أيضا:أسباب رائحة الشعر الكريهةثمَّة وسائلُ مُختلفةٌ يُعتَمدُ عليها لإبادة القمل، منها العقاقير الطبية التي تُبَاع في الصيدليات والمنتجة خصِّيصاً لقتل القمل، وهي تباع على شكل شامبوهات للرأس تستخدم قبل الاستحمام، ولا يُنصَحُ باستعمال أكثر من مستحضرٍ طبيٍّ واحدٍ في الوقت نفسه لتلافي أي مُضاعفات. من جهةٍ أخرى، يُمكن التخلّص من القمل بتمشيط الشَّعر بفرشاةٍ مُخصَّصة لإزالة القمل من الرأس (تتوفَّر في بعضِ المتاجر الخاصَّة بالحيوانات الأليفة)، والتي يجبُ فرك الشعر بها مرَّة كلَّ يومينِ أو ثلاثة، وتكرارُ ذلك حتى تختفي جميعُ آثار القمل.
يُعتَبر تجفيف الشَّعر بالهواء السَّاخن أيضاً وسيلة فعَّالة للقضاء على بيض القمل، فهو يُدمِّر مُعظم البيوض بسبب الحرارة العالية وتجفيفِ الرُّطوبة، كما يقتلُ عدداً كبيراً من الحشرات البالغة، إلا أنَّ الاستفادة منهُ تتطلَّب تكرار استخدامه كلَّ بضعةٍ أيامٍ للقضاء على أيِّ بيوضٍ جديدة تضعها القملاتُ البالغة.
بعد القضاء على القمل الموجود على فروة الرأس لن تكون هُنَاك حاجة لاتخاذ أي إجراءاتٍ أخرى، فالقمل الذي يعيشُ بعيداً عن جسم الإنسان (في الملابس مثلاً أو أجزاءٍ من المنزل) لن يستطيع البقاء على قيد الحياة طويلاً دُون معيل، وسيموت خلال أيَّام معدودة، وفي حال الرَّغبة بالحذر الشَّديد فمنَ المُمكن غسلُ الملابس وغلي مُستلزمات الشعر، من أمشاطٍ وفراشٍ للشعر، في الماء السَّاخن، فذلك سيكونُ كفيلاً بتأمين الحماية منها.
طرق تقليديّة للتخلّص من القمل
تُوجد أيضاً بعضُ الوصفات التقليديَّة التي يشيعُ استعمال للتخلّص من القمل، ومنها:
إقرأ أيضا:التخلص من الصيبان نهائياً- وصفة الخل مع زيت الزيتون: إذ تُوضَع كمية متساوية من الخلّ وزيت الزيتون في صحن أو وعاء ويُخلطان جيِّداً، ثمّ يُفرَكُ الشعر بهذا الخليط، ويُترك عليهِ مُدَّة نصف ساعةٍ قبل الاستحمام، ويُغْسَلُ الشعر ويُمشَّط بالفرشاة المُخصَّصة لإزالة القمل.
- وصفة زيت شجرة الشاي: فهذا الزيت قادرٌ على القضاء على القمل بإصابته بشللٍ عصبيٍّ إذا ما لامسه، ولذلك يُنصَحُ بوضع بعض القطرات (حوالي 3 إلى 4 قطرات) في الشامبو ومن ثمّ يتمُّ غسل الشعر جيداً به، وتمشيطهُ – عند الانتهاء – بالمشط المُخصَّص لإزالة القمل.
- وصفة الخلّ: إذ يتم في هذه الوصفة نقع الشعر بمزيج الخل مدّة خمس دقائق، ومن ثمّ تنشيفه بالمنشفة، وبعد ذلك يتم استخدام المشط المُخصّص.
الصِّفات الأحيائيَّة للقمل
يتراوح طول ذكر القَمْل ما بين مللِّيمترين إلى 3.5 مللِيمترات، وأما الأنثى فمن 3.5 إلى 4.5 ملم. رأس هذه الحشرةُ مخروطيُّ الشكل وطويلٌ قليلاً، ويتَّصل به زوجٌ من قرون الاستشعار، لكنها تفتقرُ تقريباً إلى العُيون (فهي إمَّا ضامرةٌ أو غير موجودة)، ويختلفُ شكلُ فمها من النَّمط الثاقب الماصِّ إلى الفكِّ الماضغ حسبَ فصيلتها. وهي لا تمتلك أيَّ أجنحة، ولدى كلِّ واحدةٍ من أرجلها مخلبٌ معقوف يُشبه الخطَّاف ليُساعدها على التشبًّث بجسم ضحيَّتها. وتتنفَّس هذه الكائنات عبرَ ثُقوبٍ تنتشر على جوانب بطنها.
إقرأ أيضا:فوائد الخل للقملدورة حياة القمل
تتألَّف دورة حياة القَمْل من عِدَّة مراحل، يُمكن تقسيمها إلى ثلاثٍ أساسيَّة:
- مرحلة البيض: تُفضِّل مُعظم أنواع القمل وضع بيضها على منابت الشَّعر على جسمِ الكائن المُضيف، إذ تقوم القملة بإفراز مادَّة لزجة تجعل بيضها يلتصقُ بخصلات الشعر، وخاصة في منطقة ما خلفَ الأذنين ومؤخرة الرأس من جهة العُنُق، كما يُمكن أن يُوضع البيض في ثنايا ملابس الإنسان. ويكون شكل بيض القمل على شكل قطراتٍ بيضاء تشبه دمع العين، وتُسمَّى “الصِّئبان”. يفقس بيض القمل بعد مرور ستة إلى عشرة أيَّامٍ على وضعه، ويُمكن أن تبقى قشرة البيضة في بعض الأحيان مُعلَّقةً بالشعر بعد الفقس، ويصعبُ تمييز ما إذا كانت تحتوي على جنين القمل أم لا.
- مرحلة الحورية: تخرجُ الحوريّة من بيضة القمل (الصئبان)، وتبدو شبيهةً بالحشرة البالغة إلا أنَّ لونها أبيض أو شفَّاف، وهي تتغذّى على دم فروة الرأس، وتعيشُ مُدَّة 10 أيام إلى 20 يوماً، تمرُّ خلالها بعدَّة انسلاخاتٍ لغلافها الخارجي تُهيِّئها للبُلوغ.
- مرحلة الحشرة البالغة: حيثُ تتطوَّر الحوريّة لتُصبح قَمْلَةً مُكتملة النموّ. ويتميَّز القملُ البالغ بلونه البني أو الرمادي وبسرعته العالية جداً لذلك فهو صعبُ الإمساك، ويعيشُ القمل لمدّة ثلاثين يوماً على جسمِ مُعيله، قد يضعُ خلالها عدداً يتراوحُ من 200 إلى 300 بيضة.
أضرارُ القمل
تعتبر مشكلة القمل شائعةً نسبياً بينَ الناس، ومن مخاطرها أنَّها تُصبح مُعديةً بسُهولة، فعند تشارك الأغراض الشخصيَّة (مثل مشط الشَّعر، أو مقصِّ الشعر، أو القُبَّعات) يُصبح من السَّهل انتقالُ القمل من شخصٍ إلى آخر، كما أنَّه قد ينتقلُ على الفور من مُجرَّد التلامس مع الأشخاص الآخرين، وخُصوصاً مع شعر رأسهم لأنَّه يجذبُ أنواعاً مُحدَّدة من هذه الحشرات، وبالنَّظر إلى طبيعة هذه العدوى فإنَّها تبلغُ ذروتها لدى الأطفال الصِّغار (في الحضانة أو المدرسة الابتدائية)، وذلك لميلهم الكبير نحوَ اللَّعب والاحتكاك بكثرةٍ وتبادُلِ الأغراض. وللقَمْل مضارٌّ عديدة، فعدا عن أعراضه من الحكَّة الشديدة وما سواها، فهو قد يكون سبباً في نقلِ أمراضٍ خطيرة، من أشهرها وأكثرها سوءاً مرض التيفوس، وكذلك حُمَّى الخنادق وداء القمل.