كيف تتم عملية تجميل الأنف
يتم إجراء عملية تجميل الأنف أو رأب الأنف (بالإنجليزية: Rhinoplasty) بطريقتين وهما استخدام الجراحة المغلقة، حيث يتم إخفاء الشقوق داخل الأنف، أو الجراحة المفتوحة، حيث يتم إجراء شق عرضي عبر العُمَيْد (بالإنجليزية: Columella)؛ وهو الشريط الفاصل بين فتحتي الأنف، ويتم من خلال هذه الشقوق رفع الجلد الذي يغطي عظام الأنف والغضاريف برفق، مما يتيح إعادة تشكيل بنية الأنف، وفي الحقيقة تستمر عملية تجميل الأنف لمدة ساعة إلى ساعتين تقريباً إلا أنّها قد تستمر لفترة أطول في بعض الحالات الأكثر تعقيداً كما في حال إعادة إجراء عمليات تجميل الأنف (بالإنجليزية: Revision rhinoplasty)؛ والتي تتمثل بالخضوع لعملية تجميل لاحقة للأنف عند عدم الحصول على النتائج المطلوبة أو حدوث مشاكل في التنفس بعد عملية التجميل الأولى، ومن الجدير بالذكر أنّ عملية تجميل الأنف لا تتضمن خطوات ثابتة تُجرى بها جميع العمليات بل تختلف خطوات إجراء العملية باختلاف الهدف من إجرائها، وشكل الأنف، ويمكن بشكل عام بيان خطوات إجراء عملية تجميل الأنف كما يأتي:
التخدير
يمكن إجراء عملية تجميل الأنف في المستشفى أو في عيادة جراحية خارجية، فإذا كان الإجراء بسيطاً يمكن أن يستخدم الطبيب التخدير الموضعي جنباً إلى جنب مع التخدير عبر الوريد؛ عن طريق إعطاء الخاضع للعملية دواءاً يخدره ويهدئه، لكنّه يبقيه يقظاً دون أن يفقده الوعي، ولكن غالباً ما يلجأ الطبيب لوضع الخاضع للعملية تحت التخدير العام مما يسبب فقدان الوعي بشكل كامل خلال العملية، وينبغي التنويه إلى أنّ الطبيب هو من يحدد نوع التخدير الذي ستُجرى العملية من خلاله، وبغض النظر عن نوع التخدير المُستخدم في العملية، يتم حقن المريض موضعياً باستخدام مزيج من الليدوكائين (بالإنجليزية: Lidocaine) والإيبينيفرين (بالإنجليزية: Epinephrine) كخطوة إضافية لتخدير الأنف وتقليل النزيف، وسنتحدث بشيء من التفصيل عن أنواع التخدير المختلفة التي تُستخدم في إجراء عملية تجميل الأنف:
إقرأ أيضا:إخفاء عيوب الوجه بالمكياج- التخدير الموضعي مع التخدير عبر الوريد: (بالإنجليزية: Local anesthesia with IV sedation)، يتم خلال هذه الطريقة حقن مادة مخدرة في الوريد تسبب فقدان الوعي دون تثبيط التنفس، وترتبط بهذه الطريقة بعض السلبيات من بينها أنّ المريض قد لا يفقد الوعي بشكل كامل، مما قد يسبب حركة الخاضع لتجميل الأنف بشكل مفاجئ أثناء العملية، أو تشوّشه واضطرابه، مما قد يؤثر سلباً في سير العملية الجراحية.
- التخدير العام: يُعدّ التخدير العام أكثر أنواع التخدير المستخدمة في إجراء عملية تجميل الأنف، حيث إنّه يقلل من احتمالية النزيف، وحركة الخاضع للعملية وانزعاجه، مما يؤدي إلى نتائج تجميلية أفضل، ويتميز التخدير العام باستخدام جهاز التنفس الصناعي مما يساعد الطبيب على ضبط عمق التخدير للحفاظ على انخفاض ضغط الدم، وتتضمن سلبيات التخدير العام احتمالية حدوث الغثيان والقيء بعد العملية الجراحية، إلا أنه يمكن تقليل فرصة الإصابة بالقيء بعد العملية الجراحية عن طريق التقليل من استخدام المسكنات الأفيونية أو الناركوتية (بالإنجليزية: Narcotics) التي تساهم في حدوث القيء كأحد آثارها الجانبية أيضاً.
شق العملية
يتم إجراء عملية تجميل الأنف بطريقتين: الجراحة المغلقة أو بالجراحة المفتوحة كما أسلفنا، ومما يميز عملية تجميل الأنف بالإجراء المغلق عدم ظهور أي شق خارجي للجراحة، وبالتالي تجنب حدوث ندب مرئية للفرد، إلا أنّ السلبيات المرتبطة بهذه الطريقة تتضمن صعوبة تغيير موضع جلد، كما يجب إجراء العملية بأكملها من خلال الفتحات الجراحية الضيقة ذات الرؤية المحدودة، إضافة إلى احتمالية تشويه الغضاريف الأنفية نظراً لأنّ الوصول إلى بعض أجزاء الأنف يتطلب شداً كبيراً للجلد الأنفي، وعلى العكس من عملية تجميل الأنف بالإجراء المغلق، فإنّ الإجراء المفتوح أو ما يعرف بالشق الخارجي يتضمن إجراء شق صغير كالجسر بين شقي الأنف الأيمن والأيسر، ويساهم هذا الشق الصغير الذي يصل طوله إلى 4-5 ملم في إمكانية طي جلد الأنف إلى الأعلى على غرار فتح غطاء محرك السيارة مما يساعد على رؤية الهيكل العظمي السفلي للأنف دون وجود عوائق، إضافة إلى الرؤية المباشرة لإطار الأنف بأكمله تقريباً، مما يقلل من تشوه الغضاريف الأنفية إلى الحد الأدنى.
إقرأ أيضا:أدوات التجميلتعديل شكل الأنف
تتم عملية إعادة تشكيل الأنف من خلال تقليل حجم الأنف وجعله أصغر عن طريق إزالة بعض الغضاريف والعظام، أو جعل الأنف أكبر عن طريق أخذ الغضاريف من الحاجز الأنفي أو الأذنين، والعظام من الوركين أو الكوع أو الجمجمة واستخدامها في بناء الأنف، كما قد تتضمن تغيير شكل الأنف عن طريق كسر عظم الأنف وإعادة ترتيب الغضروف، أو تغيير الزاوية بين الأنف والشفة العليا، وينبغي أن يتم تقليص حجم الجلد الموجود فوق الأنف أو تمديده إلى شكله الجديد حسب التغييرات التي تمت على الأنف. وقد يتضمن تعديل شكل الانف تنفيذ مجموعة متنوعة من الإجراءات للحصول على الشكل والحجم المطلوب للأنف، ومن بين أكثر التعديلات شيوعاً تعديل الأنف الذي يبدو كسنام الجمل من خلال إزالة العظام والغضاريف من سطح الأنف لخلق صورة جمالية أكثر إرضاء للشخص، أو تعديل الطرف العريض للأنف من خلال إزالة الغضاريف في الطرف الأنفي واستخدام الخيوط الجراحية لتقليل حجم الغضاريف الأنفية، أو تعديل شكل الأنف الملتوي من خلال مجموعة من التقنيات، بما في ذلك فغر العظم؛ والذي يتمثل بكسر عظام الأنف ومن ثم خلق مزيد من التناظر على المنظر الأمامي للأنف.
تصحيح الحاجز الأنفي المنحرف
قد يجرى تصحيح للحاجز الأنفي المنحرف وتقويمه لتحسين التنفس أثناء عملية تجميل الأنف، ولكن ينبغي التنويه إلى أنّ هذه الخطوة تُجرى فقط إذا اقتضت الحاجة لذلك؛ أي في حال وجود مشاكل في الحاجز الأنفي.
إقرأ أيضا:طريقة مكياج العيون الكبيرةإغلاق شق العملية
يتم إغلاق شق العملية بعد انتهاء الجراحة وظهور الأنف بمظهر مرضٍ بالنسبة للجراح، ويتم وضع الجبائر عادة خارج الأنف للحفاظ على استقراره أثناء عملية الشفاء المبكرة، وفي الحالات التي يتم فيها أي إجراء جراحي على الحاجز الأنفي يتم تثبيت دعامات داخل الأنف أيضاً في معظم الحالات، وفي بعض الحالات يمكن أن يعمد الطبيب إلى عمل شقوق إضافية في التجاعيد الطبيعية لفتحتي الأنف لتعديل حجمها إن اقتضت الحاجة.
انتظار النتائج
يُلاحظ تراجع التورم الأولي في غضون أسابيع قليلة، بينما قد يستغرق الشكل النهائي لمحيط الأنف الجديد بالكامل لمدة تصل إلى عام، وخلال هذا الوقت، قد يلاحظ الشخص تغيرات تدريجية في مظهر الأنف حتى الوصول إلى الشكل النهائي للأنف، وبعد ذلك يمكن مراجعة الطبيب لأي تعديلات إضافية في حال عدم الرضا بالنتيجة النهائية للعملية، ومن الجدير بالذكر أنّه وعلى الرغم من ديمومة النتائج النهائية لعملية تجميل الأنف إلا أنّ التقدم في العمر يمكن أن يسبب حدوث بعض التغييرات التدريجية البسيطة والطبيعية في الأنف، ويقتضي التنويه إلى أنّ نمط الحياة الصحي والحماية من أشعة الشمس يساعد على الحفاظ على نتائج العملية الجراحية والمظهر الجديد.
كيفية التحضّر لعملية تجميل الأنف
تتضمن النصائح والتعليمات الخاصة بالتحضر لعملية تجميل الأنف ما يلي:
- تجنب استخدام الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، وغيرها من الأدوية المضادة للالتهابات اللاستيرويدية (بالإنجليزية: NSAIDs)، ومكملات فيتامين E لمدة أسبوعين قبل الجراحة، والتحدث مع الطبيب في حال استخدام مميعات الدم وطلب مشورته حول الوقت المناسب للتوقف عن استخدامها، ومن الجدير بالذكر أنّ تناول الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) إضافة إلى الفيتامينات اليومية لا يؤثر في عملية تجميل الأنف ويستطيع الشخص استخدام هذه الأدوية والفيتامينات حسب الحاجة.
- الامتناع عن التدخين لمدة أسبوعين قبل الجراحة وبعدها، حيث يبطئ التدخين عملية الشفاء، ويمكن أن يؤدي إلى تندّب الأنف بعد العملية الجراحية.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس قبل أسبوعين من الجراحة، واستخدام واقٍ شمسي بمعامل حماية لا يقل عن 30.
- تجنب التعرض لمواد مثيرة للتحسس قبل العملية وبعدها، وفي حال كان الشخص يعني بشكل مستمر من الحساسية الموسمية فيُنصح بتحديد موعد العملية في الوقت من السنة الذي تكون فيه أعراض الحساسية الموسمية قد اختفت.
- شراء بعض المستحضرات الطبية لاستخدامها بعد الجراحة مثل: بخاخات الأنف المالحة، ومرهم الفازلين، ودواء ملين لتجنب الإمساك الناتج عن التخدير العام وفترة الراحة المطلوبة بعد الجراحة.
- الامتناع عن جميع أنواع الطعام والشراب بدءاً من منتصف الليل قبل الجراحة.
- الترتيب مع شخص ما لمرافقة الخاضع للعملية إلى المنزل بعد العملية الجراحية حيث لا يُسمح للفرد بقيادة السيارة أو المغادرة بمفرده.
- ارتداء ملابس فضفاضة تلائم الجبهة وتجنب الملابس التي قد تضايق الأنف عند لبسها أو خلعها.
- ترك الأشياء الثمينة في المنزل وعدم ارتداء المجوهرات بنفس يوم العملية الجراحية.
- تجنب وضع مكياج للوجه أو العين، وتجنب طلاء الأظافر بنفس يوم العملية الجراحية.
- ارتداء النظارات في حال الرغبة بذلك، وتجنب لبس العدسات اللاصقة في نفس يوم العملية الجراحية.
التقييم الطبي قبل عملية تجميل الأنف
يتضمن التقييم الطبي الأولي قبل إجراء عملية تجميل الأنف مناقشة العوامل المهمة التي تحدد احتمالية نجاح العملية، ومن هذه العوامل ما يلي:
- التاريخ الطبي: يُعدّ السؤال الأكثر أهمية ضمن التاريخ الطبي ذلك المتعلق بالدوافع الكامنة وراء إجراء الجراحة، والهدف منها، كما أنّ الطبيب يستفسر عند التاريخ الطبي المتعلق بأي أمراض وإجراءات طبية خضع لها الشخص، مثل: وجود تاريخ لانسداد الأنف، والجراحات التي خضع لها، والأدوية التي يتناولها، فقد تحول الإصابة ببعض المشاكل الصحية دون الخضوع لعملية تجميل الأنف كما هو الحال مع المرضى الذين يعانون من اضطرابات النزيف مثل: الهيموفيليا.
- الفحص البدني: يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني كامل، يتضمن الفحوصات المخبرية مثل: اختبارات الدم، إضافة إلى فحص ملامح الوجه، وداخل الأنف وخارجه، ومن الجدير بالذكر أنّ الفحص البدني يساعد الطبيب على تحديد التغييرات التي يجب إجراؤها كما يحدد كيف يمكن أن تؤثر الخصائص البدنية للشخص في نتائج العملية مثل: سمك الجلد، أو قوة الغضروف الموجود في نهاية الأنف، إضافة إلى تحديد تأثير عملية تجميل الأنف في التنفس.
- الصور الفوتوغرافية: يتم التقاط صور عديدة لأنف الشخص من زوايا مختلفة، وقد يستخدم الجراح برنامج الكمبيوتر لمعالجة الصور لمناقشة أنواع النتائج الممكنة مع الفرد الراغب بالخضوع لعملية تجميل الأنف، كما تُستخدم هذه الصور لتقييم شكل الأنف قبل العملية وبعدها.
- مناقشة التوقعات: يجب أن يتحدث الشخص مع طبيبه حول الدوافع والتوقعات المنوطة بعملية تجميل الأنف، وإذا كان ذقن الشخص صغيراً، فقد يتحدث الجراح مع الشخص عن إجراء عملية جراحية لتكبير الذقن، وذلك لأنّ الذقن الصغير يزيد الشعور بكبر حجم الأنف.
أضرار عملية تجميل الأنف
من المخاطر والآثار الجانبية المترتبة على الخضوع لعملية تجميل الأنف ما يلي:
- المخاطر والآثار الجانبية المترتبة على التخدير.
- النتفاخ وتورّم الوجه.
- الإصابة بالعدوى وتلوّث موضع إجراء العملية.
- الشعور بالألم أو تنميل الجلد في موضع إجراء العملية.
- تأخرالتئام جرح العملية، أو ظهور ندبة ظاهرة على الأنف في موضع شق العملية ما لم يتم الإلتزام بنصائح الطبيب.
- عدم الرضا والاقتناع بالشكل الجديد للأنف والحاجة لإجراء عملية أخرى لتغيير شكل الأنف مرة أخرى في بعض الحالات النادرة.
- صعوبة أو ضيق التنفس.
- بعض المضاعفات الصحية النادرة التي قد تحدث نتيجة خطأ في إجراء العملية مثل ثقب الحاجزالأنفي.
ما بعد تجميل الأنف
يثبت الطبيب بعد العملية لاصقاً طبياً أودعامة للأنف، أوكليهما لمدة أسبوع من الزمن تقريباً، ويُتوقع أن يلاحظ الخاضع للعملية انتفاخاً وتورّماً وظهور بعض الكدمات حول العينين، والتي ما تلبث أن تبدأ بالتحسن بعد انقضاء اليوم الثالث من العملية في العادة، إلا أنّ التورم والانتفاخ يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى أسبوعين، مع احتمالية بقاء قدر قليل جداً من الانتفاخ في المنطقة لمدة تصل إلى ستة أشهر إلى سنة، ويمكن بعد مرور السنة من إجراء العملية الحكم وتقييم الشكل النهائي للأنف بعد العملية، ويُذكر أنّه من المهم الامتناع عن ممارسة أي أنشطة شاقة أو مجهدة لمدة 3-6 أسابيع بعد العملية، ولكن بإمكان الخاضع للعملية العودة للعمل والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية خلال أسبوعين أو ثلاثة دون ظهور أي كدمة على الوجه تدل على إجرائهم لعملية تجميل الأنف.