مهنة الطيران
تُعدّ مهنة الطيران من المهن الممتعة التي توفّر للطيارين القُدرة على السفر حول العالم والاستمتاع بمشاهدة العديد من المواقع والمعالم الجميلة، ولكن حتّى يستطيع الطيار تحقيق النجاح في هذه المهنة يجب عليه أن يمتلك ثقة كبيرة بنفسه، وشجاعة، وصبراً، وتحملاً للضغط الناتج عن مهنته هذه سواء كان طياراً مدنياً أو عسكرياً؛ حيث يجب على الطيار المدنيّ المساهمة في تحقيق النقل السريع والآمن للنّاس عند تنقلهم في الطائرة، أمّا الطيار الحربيّ فيجب عليه توفير الحماية لحدود وطنه والدفاع عنه.
كيف يصبح الإنسان طياراً
يهتمّ الكثير من الأشخاص بمهنة الطيران، ويسعون إلى البحث عن الطُرق والوسائل التي تُساعدهم على العمل بها، وفيما يأتي معلومات عن كيفية ذلك:
- الانتساب إلى تعليم جامعي: هي الخطوة الأولى التي تُساعد الشخص على أن يُصبح طياراً، فيترتب عليه الالتحاق بالجامعة للحصول على درجة جامعيّة في مجال الطيران؛ حيث تهتمّ الشركات المُتخصصة بالطيران -وتحديداً التجاريّ والمدنيّ- بتوظيف الطيارين الحاصلين على درجة جامعيّة في مرحلة البكالوريوس، كما تُساعد مجموعة من التخصصات الجامعيّة مثل علوم الحاسوب، والهندسة الميكانيكيّة، وهندسة الطيران على توفير مهارات تعليميّة مُناسبة للطيارين.
- تحقيق ساعات من الطيران: هي حاجة الطيار للمشاركة في تدريبات لا تقل عن حوالي 250 ساعة من التجارب المُتخصصة بالطيران، ويُساعد ذلك على حصول الطيار على معلومات عن أنواع الطائرات المتنوعة، واكتساب المهارات والخبرة المناسبة للمشاركة في رحلات الطيران.
- الحصول على رخصة طيار: هي الخطوة التي تأتي بعد تحقيق الطيار لمجموعة من ساعات الطيران المناسبة؛ حيث يجب على الطيار التقدّم للحصول على رخصة في الطيران، والمعتمدة على المشاركة بمجموعة من الاختبارات، مثل: فحص السمع والرؤيا، والتأكد من عدم وجود حاجات بدنية خاصة قد تُؤثّر في أداء الطيار، كما يترتب على الطيار تقديم امتحان كتابيّ حول المعلومات الخاصة بالطيران، وتشمل أيضاً اختبار المهارات الخاصة به.
- المشاركة في امتحانات إضافيّة: فقد يحتاج الطيار إلى تقديم مجموعة من الشهادات، مثل تقديم شهادة صلاحية خاصة بالطيران، وشهادات صحية وطبيّة، كما تهتمّ بعض شركات الطيران بالحصول على شهادات معتمدة على اختبارات ذات طبيعة نفسيّة للطيارين.
- بداية المهنة كطيار: بعد الانتهاء من جميع الإجراءات والخطوات السابقة يصبح الطيار جاهزاً للعمل كطيار، ولكن يجب إدراك أنّ شركات الطيران المشهورة والكُبرى لا توظّف الطيارين حديثي التخرج، بل تختار الطيارين الذين شاركوا برحلات تصل إلى حوالي 4000 ساعة من الطيران؛ لذلك يعمل أغلب الطيارين الجُدد كطيارين مُساعدين؛ بهدف الحصول على خبرة في مجال الطيران، كما يبدأ معظم الطيارين الجُدد حياتهم في العمل ضمن طائرات الهليكوبتر أو الطائرات المُستأجَرة قبل الالتحاق بعمل رسمي ضمن إحدى الشركات المُتخصصة بالطيران التجاريّ.
تاريخ الطيران
يعود التاريخ القديم للطيران إلى اكتشاف الصين في سنة 400 ق.م للطائرات الورقيّة؛ ممّا عزّز تفكير الإنسان بالطيران؛ حيث استخدم الصينيون هذا النوع من الطائرات في المناسبات الدينيّة الخاصة بهم، ومع مرور الوقت ازداد اهتمام البشريّة بفكرة الطيران كالطيور، وتقريباً في سنة 887م حاول المُفكّر العربيّ عباس بن فرناس الطيران عن طريق صناعة جناحين، وتُعدّ محاولته المحاولة الأولى للطيران في تاريخ البشريّة، ولاحقاً ساهم الرسام ليوناردو دافنشي في تقديم حوالي 100 تصميم ورسم خاص بالطيران، ونشر أول دراسات حول ذلك في عام 1480م، وأطلق على آلته الطائرة اسم أورنيثوبتر، وهي مشابهة لطائرة الهليكوبتر المستخدمة في العصر الحالي.
إقرأ أيضا:كيف أنظم ساعاتي الدراسيةتمكّن كلّ من الأخوين جوزيف وجاك اختراع أول منطاد طائر بالاعتماد على اندفاع تيار الهواء الساخن؛ عن طريق استخدام الدخان المُنبعث من شعلة ناريّة، وتجميعه في كيس حريري مُعلّق على سلة؛ ممّا يؤدي إلى ارتفاع المنطاد وطيرانه، وسُجِّلَت أول رحلة في المنطاد بسنة 1783م، وشاركت فيها مجموعة من البط والديوك والأغنام، ووصل ارتفاع المنطاد إلى ما يقارب 6000 قدم، وحقّقت هذه الرحلة نجاحاً أدّى إلى إرسال أول رحلة مأهولة بالنّاس في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه.
خلال الفترة الزمنيّة بين سنة 1799م وسنة 1850م حرص جورج كايلي على البحث عن وسيلة تُساعد الإنسان على الطيران، فصمّم مجموعة من التصميمات الخاصة بالطائرات الشراعيّة، كما اهتمّ بإضافة تطوّرات إلى هذا النوع من الطائرات، مثل تغيير تصميم أجنحتها، وإضافة ذيل للطائرة حتّى تستطيع الاستقرار أثناء التحليق، ولاحقاً استطاع المهندس ليلينثال تصميم طائرة شراعيّة قادرة على الطيران، كما درس الديناميكا الهوائيّة وألّف كتاباً عنها في عام 1889م، وفي عام 1891م تمكّن عالم الفلك لانغلي من تصميم طائرة تعتمد على البخار، واستطاعت الطيران حتّى انتهاء وقودها.
كانت أول رحلة حقيقيّة في الطائرة؛ من خلال الأخوين رايت، فتناوب كلّ منهما في التحليق، ولكن كانت طائرتهما تعاني من عدم استقرار مع صعوبة في السيطرة عليها، فحرص الأخوان رايت على إعادة تصميم طائرتهما وتطويرها، وتمكّنا في سنة 1905م من تحقيق أول رحلة طيران استمرت حوالي 39 دقيقة حتّى انتهى الغاز الخاص بالطائرة.
إقرأ أيضا:كيف أتخذ القرار المناسبأنواع الطائرات
تُقسم الطائرات وفقاً لاستخدامها إلى نوعين، وهما:
إقرأ أيضا:كيف تكون مصوراً محترفاً- الطائرات المدنيّة: هي جميع أنواع الطائرات التي لا تُستخدَم في المجالات العسكريّة، وتتكوّن من الطائرات التجاريّة، وطائرات الأعمال، والطائرات الخاصة، فتُستخدَم الطائرات الخاصة في الرحلات الجويّة الشخصيّة، بينما تُستخدَم الطائرات المُتخصصة بالأعمال في الرحلات التي تُوفّر إيرادات ماليّة لأصحابها، أمّا الطائرات التجاريّة تُستخدَم في شحن المواد ونقل الركاب.
- الطائرات العسكريّة: هي الطائرات المُصمّمة للمشاركة في تقديم الخدمات للعمليات العسكريّة، وتشمل طائرات مقاتِلة تُشارك في الحروب الجويّة، وطائرات قاذفة تهتمّ بتوجيه الضربات لمجموعة من الأهداف على سطح الأرض، والطائرات المُتخصصة بالنقل العسكريّ.