الحمد لله تعالى الذي هدانا لهذا الدين القيم على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، إن من نعم الله على الناس أنه أرسل لكل أمة رسولاً ونبياً ليرشدهم إلى الطريق الصحيح بعد انحرافهم وضلالهم ، فيبذل الرسول كل ما لديه من وسائل و حيل لهدايتهم ومنهم من كان يسلك الطريق المستقيم ومنهم من يتكبر ويتجبر ويبقى في ضلاله .ومن أسباب إرسال الله تعالى للرسل لتقام الحجة على الأمم يوم القيامه عندما يحاسب الإنسان بما عمل في الدار الدنيا ويجازى من عمل صالحاً واتبع الرسل وسلك طريق الهداية ، ويعذب من اختار طريق الضلال و العصيان .
عندما أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل أيدهم بمعجزات وأدلة لإثبات الرساله وإقناع الناس بها فمنهم من استجاب لهذه المعجزات ولان قلبه ومنهم بقي مكذباً ولذلك حق عقاب الله لهم في الدنيا وينتظرهم عذاب أكبر في الأخره بما كسبت أيديهم، حيث أن الجزاء من جنس العمل ، وقد أنزل الله تعالى عذاباً بما يتناسب مع كل أمة وظروفها . من الأقوام التي أرسل لها الرسل وبعد طغيانها أنزل فيها العذاب : قوم ثمود وقد أرسل الله لهم صالح عليه السلام فأخذ يدعوهم بكل ما لديه من أساليب ولكن لم يتبعه إلا قلة قليله، إذ كان قوم ثمود أصحاب قوة وعمل ورزقهم الله كثيراً من الطيبات لو أنهم اطاعوا نبي الله لكان حقاً على الله إرضاءهم ولكنهم تكبروا وتجبروا ، و في أحد الأيام خرجوا يدعون آلهتهم في عيد لهم وطلبوا من صالح عليه السلام أن يخرج معهم فيدعوا الهته- يريدون ان يقيموا الحجة عليه- حيث طلبو منه ان يخرج لهم من الصخرة ناقة جوفاء عشراء ، ووعدوه بأنه إذا نفَذ ما طلبوا منه سوف يؤمنون به ، فدعا سيدنا صالح ربه أن يؤيده بهذه المعجزه ليؤمن به قومه فأيده الله تعالى و أخرج من الصخرة ناقة حسب ما طلبوا فآمن معه سيدهم ، وطلب منهم صالح عليه السلام أن يتركوا الناقة ولا يمسوها بسوء، لها يوم تشرب وهم لهم يوم آخر ، ولكنهم _والله أعلم ما يدور في أنفسهم قرروا قتل الناقة للتخلص منها وهناك قصص مختلفة عن سبب القتل ، كما قرروا تحدي الله تعالى وطلبوا من صالح أن يرسل الله عليهم العذاب إن كان صادقاً .
إقرأ أيضا:رجع بخفي حنينوقرر الله انزال العقاب بهم لتجبرهم في الأرض ، فأمهلهم في دارهم ثلاثة أيام كما وعدهم صالح ففي اليوم الأول أصبحت وجوههم صفراء وفي اليوم الثاني أصبجت وجوهم محمرة وفي اليوم الثالث تحولت وجوههم الو وجوه مسودة ، وقد ظنوا أنهم نجوا من عقوبة الله فقعدوا ينتظرون في اليوم الرابع ما يحل بهم إلى أن عذبهم الله بالصيحة نزلت عليهم من السماء وأخذت الأرض ترتجف بشدة من تحت أرجلهم إلى خرجت أرواحهم إلى خالقها . أما صالح عليه السلام والمؤمنون معه فقد أنجاهم الله من عذابه.
إقرأ أيضا:رواية سقف الكفاية