ثروات طبيعية

كيف كان الناس يحصلون على الماء قديماً

حفر الآبار

يُعتبر الماء أحد أهم العوامل في استقرار المجتمعات منذ القدم، إذ يرتبط تطور أنظمة المياه بنمو المدن، ويعد حفر الآبار الضحلة الطريقة المبتكرة الأولى في الحصول على الماء، ومع ازدياد الحاجة إلى الماء تم حفر الآبار الأكثر عمقاً، حيث أنشأ سكان المدن في حوض نهر إندوس الآبار المبنية من الطوب في عام 2500 قبل الميلاد، كما تمّ حفر آبار الماء في الصين القديمة بعمق يصل إلى 500 متر.

بناء الأنفاق وقنوات المياه

بنى الإنسان القديم الأنفاق المنحدرة في التلال المحتوية على المياه الجوفية، والتي يُعتقد أنها أنشئت في بلاد فارس القديمة أي قبل حوالي 700 عام قبل الميلاد، حيث يمر الماء خلال الأنفاق والقنوات المفتوحة من سفوح الجبال عن طريق الجاذبية إلى المدن، وبالتالي فقد أصبحت واسعة الانتشار في جميع أنحاء المنطقة، ولا يزال بعضها موجوداً إلى اليوم، وقد استمرت طهران العاصمة الإيرانية في استخدام كامل إمدادات المياه من نظام القنوات حتى عام 1933م.

توجيه إمدادات الماء

زادت محاولات توجيه إمدادات الماء من مصادره البعيدة نتيجةً لتطور المجتمعات الحضرية، وقد كان من أبرز أنظمة نقل المياه القديمة القنوات المائية التي بنيت في الفترة الواقعة بين 312 قبل الميلاد و455م في جميع أنحاء إمبراطورية روما، حيث صُممت قنوات الماء بشكل ممتد من منطقة بعيدة كالأنهار، والبحيرات، وقد اشتملت القناة الرومانية القديمة على سلسلة من القنوات الموجودة تحت الأرض أو فوقها، وكان أطول هذه القنوات أكوا مارسيا التي كان بناؤها في عام 144 قبل الميلاد بطول يقدّر بحوالي 92 كم، كما كانت جميع القنوات المجمعة التي تزود روما على هيئة خنادق أو أنفاق مغطاة، ومدعومةً بأروقة متألفة من مستوىً واحد أو أكثر من الجرانيت الضخم والأقواس المدهشة.

إقرأ أيضا:بحيرة كونستانس

التحكم في تدفق الماء

نجحت بلاد ما بين النهرين ومصر في التحكم بطريقة تدفق الماء، إذ إن بقايا أعمال ري ما قبل التاريخ لا زالت موجودة إلى الآن، وقد كان بناء القنوات في مصر القديمة مسعىً رئيسي للفراعنة وخدمهم، حيث كانت أول واجبات حكام الأقاليم هي حفر قنوات الماء وإصلاحها.

حقائق حول الماء

يغطي الماء 71% من مساحة أرض العالم، وبهذا فإنّ الماء يعدّ من أكثر الموارد الطبيعية المتوفرة من حيث الحجم، وتشكّل مياه المحيطات أكثر من 97% من مياه الأرض، والتي تكون معتدلة الملوحة، فهي تحتوي على عدد من المعادن، مثل الملح، وتعرف باسم المياه المالحة، كما توجد المياه العذبة بنسبة 2.78%، والتي تُستخدم من قبل الإنسان والحيوان، إضافةً إلى استخدامها في الزراعة، مما يعني أن الماء المالح أكثر وفرة من المياه العذبة، والذي يؤدي إلى زيادة المشكلة العالمية في الموارد المائية، والتي يسعى البشر على إيجاد الحلول لها.

إقرأ أيضا:محطات تنقية المياه
السابق
استخدام الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء
التالي
بحيرة كونستانس