التلوث البيئي

كيف نحافظ على البيئة

كيفيّة المحافظة على البيئة

تُعد عمليّة المحافظة على البيئة وحمايتها من أهم الأمور التي يجب على الإنسان أخذها بعين الاعتبار، وذلك للحدّ من تدمير النُظم البيئية بشتى أنواعها، والتدهور البيئيّ الذي يهدد بدوره كلاً من صحة الحيوانات، والبشر، والنباتات على المدى الطويل بفعل الأنشطة البشريّة، وبهذا فإن جميع القرارات المُتخذة من قِبل البشر تؤثر على البيئة بشكل أو بآخر سواء كانت تتعلق بأغذيتهم، أو مُشترياتهم، أو كيّفيّة التنقل وغيرها.

 

دور مؤسسات المجتمع في الحفاظ على البيئة

أصبحت قضية التلوث البيئي أمراً يؤرّق العالم بأكمله؛ لما لها من تبعات على المدى القريب والبعيد، لذلك يجب على جميع المؤسسات التكاتف للحد من هذا التلوث وتوعية الناس لمدى خطورة هذا الأمر، وفيما يأتي دور بعض هذه المؤسسات:

  • دور مراكز الأبحاث العلميّة: يوجد لمراكز الأبحاث العلميّة دور مهم في تقديم حلول للمشاكل التي تعاني منها البيئة، ومحاولة اكتشاف طرق بديلة وصديقة للبيئة عوضاً عن الطرق المسببة لتدهورها، إذ لا يتوقف عمل هذه المؤسسات على تقدير الملوثات البيئيّة ومدى ضررها على البيئة.
  • دور الهيئات الإعلامية: يكمن دور الإعلام في توعية الناس لمخاطر التلوث البيئيّ وأثره على صحة الكائنات الحية بأجمعها، وذلك عن طريق عرض برامج توعويّة تُرشد الأفراد حول كيفيّة التعامل مع البيئة بشكل صحيح، بالإضافة لتسليط الضوء على كيفيّة إعادة تدوير المُخلفات والتخلص منها.
  • دور المؤسسات التعليميّة: يتم ترجمة دور المؤسسات التعليميّة من مدارس، وجامعات، وكليّات وغيرها عن طريق تضمين المناهج الدراسيّة بمحتوى متخصص يتحدث عن البيئة، وكيفيّة المحافظة عليها، وغيرها من الأنشطة المنهجية واللامنهجية التي تزيد من وعيّ الطلاب ومسؤوليتهم تجاه البيئة.
  • دور الجهات الإداريّة: تقع المسؤوليّة الأكبر في المحافظة على البيئة على عاتق المؤسسات الحكوميّة، وذلك بوضع قوانين صارمة، ونظام مراقبة لطبيعة المواد الكيميائية المُستخدَمة في الصناعات، وإدارة مسببات الملوثات بشكل سليم، فقد سنّت بعض الدّول المتقدمة قوانين تمنع من استعمال المواد الكيميائية السامة التي تؤثّر سلباً على الإنسان والكائنات الحية.

دور الأفراد في المحافظة على البيئة

يتمثّل دور الأفراد في المحافظة على البيئة في العديد من الإجراءات والسلوكيات، ومنها ما يأتي:

إقرأ أيضا:بعض خصائص الهواء ومكوناته
  • التعليم المستمر وزيادة المعرفة فيما يتعلق بأهمية الحفاظ على البيئة وقيمة الموارد الطبيعية، بالإضافة لمساعدة الآخرين في ذلك.
  • التكثيف من زراعة الأشجار؛ لأنَّها تُنتِج الغذاء والأكسجين، كما أنَّها تُساعد على توفير الطاقة وتنقية الهواء بالإضافة إلى دورها في مُكافحة التغيُر المناخي والعمل على تنظيمه.
  • صيد أنواع الأسماك والمأكولات البحرية المُستدامة -التي تُصاد وتُربى- واختيارها بدلاً من أنواع السمك الأُخرى.
  • تَجنُب إلقاء المواد الكيميائيّة المنزليّة في المُسطحات المائية والمجاري المائية.
  • الحفاظ على الموارد المائية والتقنين من استخدامها، لتقليل الجريان السطحي لمياه الأمطار ومياه الصرف الصحي التي ينتهي بها الأمر في المُحيطات.
  • الالتزام بمجموعة من الأساليب والطرق المنزليّة لحماية البيئة التي يمكن من شأنها حماية البيئة، والحفاظ عليها، ومنها ما يأتي:
    • استخدام الغسّالة عندما تمتلئ بالملابس فقط؛ لما لذلك من أثر يتمثل في توفير 3,785 لتراً من الماء شهرياً.
    • تجنَّب الريّ عند الظهيرة، خاصة عندما يكون الجو حاراً وجافاً.
    • تقنين استخدام الأكياس البلاستيكيّة، أو الورقيّة، واستخدام الأكياس القماشيّة القابلة لإعادة التدوير بدلاً منها.
    • استبدال المصابيح القديمة بالمصابيح المُوفِرة للطاقة (بالإنجليزية: LED lamp) لما توفره من استهلاك للطاقة، بالإضافة إلى أنّ مدة صلاحيتها تدوم لفترة أطول.
    • تقليل فترة الاستحمام، فمن خلال ذلك يمكن للشخص توفير ما يُقارب 568 لتراً من الماء شهريًا.
    • عدم تفعيل خيار التجفيف المستخدم في آلة غسل الأطباق؛ فذلك يوفّر الطاقة بشكل ملحوظ.
    • تجميع مياه الأمطار وحفظها ببراميل خاصة لاستخدامها في عمليّة ريّ النباتات.
    • التخلّص من المواد السامة والمحتوية على عنصر الزئبق في مناطق مخصصة تحددها الدولة، لما لها من أثر على البيئة وغيرها.
    • ضبط إعدادات الثلاجة لتكون درجة الحرارة فيها بين 2 أو 3 درجة سيلسيوس، وضبط قسم التجميد لتكون درجة الحرارة فيه -15 كحد أقصى.
    • شراء الأثاث المستعمل بدلاً من الجديد؛ لما له من أثر في تقليل كمّيات الأشجار المقطوعة.
    • إغلاق فتحات، وأبواب المنازل خصوصاً في الغرف غير المستخدمة للمحافظة على درجة حرارة ثابتة فيها.
    • لف سخان الماء بواسطة بطانية معزولة، كي لا يفقد الخزان حرارته.
    • استخدام الأكواب المصنوعة من الزجاج، أو السيراميك بدلاً من تلك المصنوعة من الورق.
    • فصل الأجهزة غير المستخدمة من القابس الكهربائي حتى عند إيقاف تشغيلها؛ نظراً لما تستهلكه الأجهزة من طاقة.
  • الانضمام للمتطوعين ونشر الوعي البيئيّ: يُعدُّ العمل التطوعي من أكثر الأعمال الفعّالة التي تساهم في الحفاظ على النظام البيئي سواء كان ذلك من قبل مجموعة من الأشخاص المتطوعين والمتبرعين بجهدهم ووقتهم، أو عن طريق المُنظمات غير الربحيّة، وفيما يأتي بعض الطرق التطوعيّة التي تساهم في تقليل التلوث البيئيّ:
    • الانضمام لإحدى المُنظمات البيئيّة القانونيّة غير الربحيّة، كما يمكن الانضمام لمجموعة أشخاص هدفهم هو المحافظة على البيئة، وتقليل التلوث البيئي.
    • زيادة الوعي البيئي، وتوضيح خطورة السلوكيّات البشريّة الخاطئة على البيئة، وذلك عن طريق وسائل الإعلام، والصحف، والمدونات، ومواقع التواصل الاجتماعيّ، كما يمكن عمل محتوى رقمي لمقاطع فيديو تبين مدى خطورة التلوث البيئي.
  • الحدّ من انبعاث الكربون: تؤدي بعض سلوكيات البشر الخاطئة إلى انبعاث العديد من الغازات السامّة التي تضر الصحة والبيئة، وفيما يأتي بعض الأساليب التي تحد من ذلك:
    • استخدام مواد تنظيف قابلة للتحلل: يعد استخدام مواد التنظيف القابلة للتحلل أو المتوافقة حيويًا بكونها أقل ضرراً بالبيئة، حيث يجب تجنب استعمال الكلور والبوراكس، والمواد المضادة للجراثيم، لأنها تتسبب بالعديد من المخاطر البيئيّة، واستبدالها بمواد تنظيف أقل ضرراً وتأثيراً على البيئة.
    • استخدام وسائل النقل المناسبة: يُفضل استخدام وسائل النقل المناسبة التي تستهلك الوقود الأحفوري بشكل مقتصد وأقل من وسائل النقل الأُخرى، حيث يمكن المشي أو الانتقال عبر دراجة هوائية في حال كانت المسافة قصيرة كبديل عن السيارة، كما يمكن استخدام وسائل النقل الجماعي والقطارات للمسافات الطويلة.

وسائل أخرى للمحافظة على البيئة

أدّى ظهور العديد من المشاكل البيئّية، واستمرار انبعاث الغازات الدفيئة، وظاهرة الاحتباس الحراري إلى أهميّة نشر وزيادة الوعي بضرورة الحدّ من التلوث، والمحافظة على البيئة، والتقليل منه، ذلك عن طريق:

إقرأ أيضا:وسائل المحافظة على البيئة
  • الحد من تلوث الهواء: يُمكن الحدّ من تلوث الهواء من خلال:
    • تقليل انبعاثات السيارات واستهلاك الوقود، ذلك من خلال استخدام وتركيب قِطَع تستهلك طاقة بشكل أقل، والتشجيع على المشي، أو ركوب الدراجات الهوائيّة، مع التأكيد على أهميّة وجود ممرات مُخصصة لها.
    • استخدام أجهزة مكافحة للتلوث وقادرة على إزالة الملوثات بواسطة امتصاصها وترشيحها وتصفيتها في المصانع.
    • إجراء بعض المزارعين لعملية الحرق المحكوم أو حرق تقليل الأخطار (بالإنجليزية: Hazard reduction burning) أي حرق الأعشاب الضارّة، والحشائش، والشُجيرات الكثيفة بوقت وأشهر معينة، بحيث تكون كميّة الأدخنة الناتجة وتأثيرها أقل ما يمكن، وما تجدّر الإشارة إليه أهميّة مراعاة القيود البيئيّة والالتزام بها، كي لا تندلع هذه الحرائق بشكل أكبر، ويصعب السيطرة عليها.
  • مُعالجة مياه الصرف الصحي: تُشير هذه النقطة إلى أهميّة إزالة شوائب مياه الصرف الصحيّ ومعالجتها سواء كانت مياه للشرب أو مياه السباحة وغيرها، كي لا تصل إلى طبقات المياه الجوفيّة، أو المسطحات المائيّة الطبيعيّة من أنهار، وبحار، ومُحيطات.
  • إدارة النفايات الصلبة: تُعد عمليّة تقليل حجم النفايات الصلبة من أهم الخطوات لتسهيل التعامل معها، واستخلاص بعض المواد منها، أو إعادة استخدامها وتدويرها، وذلك عن طريق مجموعة من الطرق ومنها ما يأتي:
    • ترميد النفايات: (بالإنجليزية: Incineration)، يتم بعملية ترميد النفايات أو حرقها التخلص من النفايات عن طريق حرقها، إذ يُجمع الرماد الناتج عن هذه العمليّة في مكبّات النفايات، وتتم إدارته على أنّه من المواد الخطرة والسامة والتحكم فيها بعناية فائقة، بالإضافة لتزويد المحارق بأجهزة تحكُّم مخصصة بتقليل الانبعاثات الناتجة عن عمليّة الحرق.
    • التسميد: (بالإنجليزية: Composting)، تُساهم الميكروبات والكائنات الدقيقة في تحليل النفايات العضويّة، مما ينتج عن ذلك سماداً يُستخدم في زيادة خصوبة التربة وتحسينها، مما يُقلل ما يقارب 50% من النفايات العضويّة.
    • مَكبات النفايات الصحي: (بالإنجليزية: Sanitary landfill)، يَخضع تصميم وبناء المَكَب الصحي لنظام مُراقبة، وذلك لضمان عدم وصول النفايات إلى المياه السطحية، أو الجوفية، وتُعد من أكثر الطُّرق شيوعاً في التخلُّص من النفايات.
  • إدارة النفايات الخَطِرة: يتم التخلص من النفايات الخَطِرة الناتجة من عمليّات التصنيع أو التقليل من حجمها لضمان حماية صحة الإنسان والبيئة، وذلك عن طريق تعزيز إعادة التدوير السليم بيئياً والحفاظ على الموارد أو معالجتها أو دفنها أو حرقها استناداً لمجموعة من الإجراءت والمعايير الوقائيّة.
  • إعادة التدوير: تعمل بعض النفايات كبديل للمواد الخام النادرة، مثل البترول، والغاز الطبيعي، والفحم، والخامات المعدنية، والأشجار، حيث تُجمع وتُعالَج لتصنيع مواد جديدة، أو لإعادة استخدامها، ومن المواد التي يُمكن إعادة تدويرها الورق، والمعادن، والزجاج، والبلاستيك.

أهميّة الحفاظ على البيئة

تكمن أهميّة الحفاظ على البيئة في العديد من الأمور واسعة النطاق التي توجب الحفاظ عليها، ومن هذه الأمور:

إقرأ أيضا:ما هو التلوث الحراري
  • المُحافظة على صحة المجتمع وأفراده، ويتحقق ذلك بتوافر العوامل البيئية الجيدة بما في ذلك الهواء، والماء، والتربة، بالإضافة إلى المساحات المفتوحة والموارد الوفيرة، مما يضمن صحة الأفراد، وتسهم في بناء مجتمع صحيّ.
  • المُحافظة على الموارد الطبيعيّة، وضمان الموارد الكافية من المصادر المائية لجميع أفراد المجتمع، ونظافة المُستنقعات والمسطحات المائية التي تُغذيها، فهذه المسألة لا تتعلق بحماية البيئة فقط إنّما هي مسألةٌ ضرورية لنوعية حياة أفضل.
  • تحسين جودة الحياه ونوعيتها، إذ تمتاز البيئة النظيفة بقدرتها على التقليل من التوتر، وتشجيع التفاعل فيما بين الأفراد، إذ يُسهم هذا الأمر في تحسين الجاذبية البيئيّة للمجتمع، مما يؤدي إلى نوعية حياة أفضل للجميع .
  • تعزيز الطابع الجماليّ في المجتمع، إذ يُساهم العيش في وسط الأماكن المليئة بالجمال الطبيعيّ على تحسين نوعية الحياة، وإعطاء الأفراد شعور بالأمل وتحفيز شعور الفخر بداخلهم، مما يُشجع هذه الأمر على المحافظة على بيئة المجتمع.
  • جذب مشاريع جديدة صديقة للبيئة والحفاظ على الاقتصاد، حيث تُعدُّ المجتمعات التي تعتني بالبيئة، وتحافظ عليها منطقة جذّابة للعيش والسكن، والعمل فيها، وخاصةً بالنسبة للشركات الخضراء التي تتعلق أعمالها بالحفاظ على البيئة.
  • استقطاب السياح، والمقيمين، والكائنات الحيّة، إذ يبحث بعض الأشخاص على أماكن تكون في جودة بيئة عالية، ومجتمعات تمتاز بطبيعتها الخلّابة، وينطبق الأمر أيضاً على الكائنات الحية، فعلى سبيل المثال، تأتي الطيور بشكلٍ خاص إلى محميّات الحياة البريّة، لما تجده من ظروف بيئيّة ملائمة لاستمرارية حياتها.
  • حماية المجتمع من الكوارث البيئيّة، فقد ساهم التدمير الواسع لسواحل المستنقعات في ولاية لويزيانا الأمريكيّة بشكلٍ كبير في النصف الثاني من القرن العشرين في تدمير مدينة نيو أورلينز على يد إعصار كاترينا في 2005 م، كما من المُمكن أن تؤدي إزالة الأخشاب من على سُفوح التلال إلى إنزلاقات طينيّة تُحمَل وتدفن فوق المجتمعات السكنيّة.
  • المحافظة على الأنظمة البيئيّة المُختلفة، فأي خلل بالأنظمة البيئيّة يؤدي لظهور العديد من المشاكل والظواهر البيئيّة على اختلافها، مثل، الاحترار العالميّ، و اختفاء بعض أنواع الكائنات الحيّة وغيرها.
  • حماية الأنواع المهدّدة بالانقراض، إذ تساهم عمليّة حماية البيئة والمحافظة على نظافتها إلى حماية موائل الحيوانات، ومواطن النباتات، وبالتالي المساعدة في الحفاظ عليها من الأخطار.
  • منع وردع الأفراد من اتخاذ الإجراءات قد تضر بمصلحتهم، ذلك عن طريق سن مجموعة من القوانين تمنعهم من التصرف بالعديد من السلوكيّات، ومنها: بناء المنازل في السهول الفيضيّة وفي المنحدرات المتآكلة، مما يُشكل عواقب وخيمة عليهم.
  • المحافظة على تاريخ المجتمع، وحماية المناطق والمواقع التاريخيّة، إذ يُعد هذا الأمر من أهم الأمور للحفاظ على حضارات الأمم وعلى الذاكرة الاجتماعيّة.
السابق
مصادر تلوث الهواء
التالي
أسباب تلوث البيئة وحلولها