طرق المحافظة على البيئة من التلوث
تتنوّع طرق المحافظة على البيئة من التلوث، وتختلف تبعاً لدور من يقوم بها، فيقع هذا الأمر على كاهل الأفراد، والمجتمع، وأصحاب الصناعات المختلفة، كالآتي:
دور الصناعات في مكافحة التلوث
حتى تتمكن الدول المصنعة من إيجاد الحلول للملوثات الناتجة عن عمليات التصنيع، يجب عليها التمييز بين أنواع الملوثات، والتي تُصنّف بناءً على عدة فروقات؛ منها:
- حسب مصدر التلوث: هناك نوعان من مصادر التلوث التي تنتج عن عمليات الصناعة، وهي:
- المصدر الثابت: هو المصدر محدد المكان مثل المصانع، ويمكن السيطرة على نفاياتها ومعالجتها بفعالية.
- المصدر غير الثابت: هو المصدر غير محدد المكان مثل المنازل، والتي يصعب التحكم بملوثاتها.
- حسب الاستخدام: وتتعدد أنواعها، ومنها: المخلفات الكيماويات الزراعية، والمخلفات العضوية وغير العضوية، وغيرها.
التعامل مع الملوّثات الصناعية
يمكن تقليل آثار التلوث الناتجة عن الصناعات -والتي تنتج عن المصادر الثابتة- من خلال تقليل استهلاك المُنتجات التي تُسبّب التلوث، ومعالجة النفايات الناجمة عن الصناعات والتخلّص منها بشكل مُناسب، وتتفاوت دول العالم في طرق معالجتها للمياه الملوثة الناتجة عن عمليات الصناعة، إذ قامت الدول المتقدمة ببناء أنظمة فعالة لمُعالجة مثل هذه الملوثات، في حين أنّ أغلب البلدان النامية لا تتوفر فيها مثل هذه المحطات.
إقرأ أيضا:بحث عن التلوث الإشعاعيتعمل الحكومات على وضع قيود وإصدار وقوانين خاصة بالبيئة تقلل من إنتاج الملوّثات وتراقب تنفيذها، مثل فرض الضرائب على الشركات المنتجة للملوثات، أو تطبيق نظام الحد الأقصى والتجارة (بالإنجليزية: Cap-and-trade System) الذي يحدد مقدار الانبعاثات الملوّثة المسموح به، أو تطبيق تقنيات تقليل الملوثات، وتُشير الدراسات إلى أنّ استخدام هذه التقنيات يزيد من الكفاءة، والأداء المالي للشركات الصناعية بنسب تتراوح بين 5-8% على مدار 5 أعوام.
التعامل مع الملوّثات الزراعية
تُعدّ المواد الكيميائية الزراعية مثل المبيدات الحشرية من المواد السامة المُسبّبة لتلوّث البيئة، كما تُعدّ المُذيبات العضوية أيضاً من المواد السامة الضارة بالبيئة، ويمكن معالجة المواد الكيميائية العضوية بسهولة؛ لأنّها تتجمع في شبكات الصرف الصحي، لذا يجب تطوير محطات المعالجة في مختلف دول العالم، كما يجب البحث عن بدائل لإنتاج مزورعات غير ملوثة.
هناك العديد من الأمور التي ينبغي تنفيذها عند حدوث التلوث الناتج عن تراكم المواد السامة الزراعية، كتقليل استخدامها في تلك المنطقة، ومراقبة المنطقة لضمان عدم تلوثها في المرات القادمة، والتخلص من الملوثات غير العضوية السامة حتى لو تواجدت بنسب ضئيلة؛ وهي المواد غير الفلزية مثل: الأمونيا، والسيانيد، والمعادن الثقيلة كالنحاس، والزئبق، والكادميوم، وتُصنّف الملوثات غير العضوية على أنّها ملوثات ذات مصدر ثابت، أي يمكن السيطرة عليها باستخدام طريقة التحلل الحيوي التي تستخدم الميكروبات والفطريات والتي تُعرف بطريقة المعالجة الكهروحركية (بالإنجليزية: Electrokinetic Treatment)، حيث تستخدم هذه الطريقة الكهرباء لتقليل نسبة أيونات المعادن الثقيلة، وتحويلها إلى رواسب على شكل عناصر.
إقرأ أيضا:موضوع قصير عن تلوث البيئةلا بدّ من وضع بعض القيود على الشركات الزراعية التي تستخدم مثل هذه الملوثات، منها:
- تحديد نسبة وجود المواد السامة في هذه الملوثات.
- تحديد نسب السماح بتراكمها في البيئة.
- استخدام الطرق المُناسبة لمُعالجة هذه السموم أثناء تصنيع المواد، ووضع هذه المواد ضمن نظام يفرض ضرائب على الشركات تبعاً لكمية السمية الموجودة في منتجاتها.
- إدراج العديد من المواد إلى قائمة المواد الخطِرة لمُحاولة إلغاء استخدامها.
- الانتقال إلى مواد بديلة أقل سميّة.
- محاولة تنظيف المناطق الملوثة من خلال اتباع برامج لحماية البيئة، مثل برنامج (Superfund) الأمريكي.
دور الأفراد في مكافحة التلوث
يستطيع الأفراد المُساهمة في الحفاظ على البيئة من خلال اتباع العديد من الإجراءات البسيطة، منها:
- التركيز على استخدام المواد التي يُمكن استخدامها أكثر من مرة؛ كعلب الماء الزجاجية، وعبوات الطعام التي يُمكن استخدامها كبديل عن الأكياس البلاستيكية ومواد التغليف، وشراء عبوات كبيرة من المشروبات صالحة لإعادة الاستخدام وإعادة تعبئتها أولاً بأول في عبوات؛ لتوفير استهلاك علب المشروبات المختلفة التي قد تُلحق ضرراً بالبيئة، ولا ينحصر أمر استخدام مثل هذه المواد على الأطعمة والمشروبات فقط، بل يُمكن تحرّي ذلك في العديد من الأدوات الأخرى كاستخدام البطاريات القابلة لإعادة الشحن.
- توفير استخدام المنتجات الورقية واستهلاكها، إذ يُمكن استعارة الكتب من المكتبات بدلاً من شرائها، واستخدام أوراق تغليف الهدايا التي يُمكن استخدامها مرة أخرى، ومحاولة تقليل استخدام ورق التنشيف من خلال استخدام قطع القماش القابلة للغسل.
- تجنُّب شراء المنتجات التي تدخل مادة زيت النخيل في تصنيعها، فهذه المادة يتمّ الحصول عليها من خلال إزالة العديد من الأشجار والغابات الموجودة في دولتي ماليزيا وإندونيسيا.
- ترشيد استهلاك الماء والكهرباء بشتى الطرق المُمكنة، كإغلاق صنابير المياه عند عدم استخدامها، وري المزروعات في ساعات الصباح أو المساء؛ لتقليل نسبة تبخر المياه منها، وإغلاق الأجهزة الكهربائية وفصلها عن مقابس الكهرباء بعد الانتهاء من استخدامها.
- التركيز على استخدام المبيدات الصديقة للبيئة، سواء تلك الخاصة بالأعشاب أو الحشرات، ومحاولة تقليل استخدام مواد التنظيف الكيميائية في أعمال المنزل، واستخدام تلك التي يتمّ استخراجها وتصنيعها من النباتات.
- تشجيع الصناعات والمنتجات المحلية الصديقة للبيئة.
- تفعيل طرق إعادة تدوير المواد من خلال وضع صناديق يتمّ فيها فصل النفايات المنزلية القابلة لإعادة التدوير، ومعرفة ما هي المواد التي يُمكن تدويرها مجدداً، وتلك التي لا تقبل التدوير.
- التركيز على استخدام وسائل النقل العامة، وركوب الدراجة الهوائية، أو حتى المشي إن أمكن؛ لتقليل نسبة إطلاق الوقود الأحفوري إلى الهواء.
- صيانة المركبات بشكل دوري؛ لتجنُّب تسُرّب الوقود.
- استخدام أنواع الدهانات الصديقة للبيئة، واستخدام الأسمدة الطبيعية كنشارة الأخشاب بدلاً من الأسمدة الكيميائية.
دور المجتمع الدولي في مكافحة التلوث
ضمنت العديد من الدساتير الخاصة بالدول الحق لمواطنيها في العيش في بيئة صحية، فضلاً عن العديد من الاتفاقيات التي أبرمت من قِبل المُجتمع الدولي للتصدي لظاهرة تلوث البيئة ومعالجتها، كاتفاقية باريس للمناخ التي عُنيت بحل مشكلتي تغيّر المناخ وتلوث الهواء، بالإضافة إلى اتفاقية التنوع البيولوجي التابعة للأمم المُتحدة، والتي نتج عنها ما يُعرف بأهداف أيشي، وقد تطرقت هذه الاتفاقية إلى المطالبة بتقليل التلوث البيئي، وبذلت العديد من الجهود الدولية في مجالات معالجة طبقة الأوزون، وتقليل استخدام المبيدات والمواد الكيميائية السامة بشكل تدريجي، وقد عُنيت جمعية الأمم المتحدة للبيئة بوضع العديد من المبادئ الأساسية التي يجب العمل ضمن أُطرها لمكافحة تلوث البيئة، وحدد المدير التنفيذي للجمعية إريك سولهيم (بالإنجليزية: Erik Solheim) أهمّ 5 نقاط يجب البدء بالعمل فيها، وهي الآتي:
إقرأ أيضا:تعريف النفايات- وجود قيادة سياسية وشراكات، إذ يضمن الاتفاق العالمي الخاص بالتلوث مشاركة القوى السياسية والقطاع الخاص في الحد من التلوث البيئي ومنع حدوثه، إضافة إلى دمج إجراءات المنع مع عمليات التنمية واستراتيجيات التجارة.
- وجود سياسات صحيحة تنفّذ التشريعات البيئية، وتقيّم حجم الخطر الذي يُمثله التلوث، بالإضافة إلى إبرامها العديد من الاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف.
- وجود نهج جديد لإدارة الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ومن أولوياته خفض إنتاج النفايات ومعالجتها بشكل سليم، بالإضافة إلى تشجيع الإنتاج المُستدام، وزيادة كفاءة الموارد.
- وجود حجم استثمارات كبير في المجالات الصناعية الصديقة للبيئة، مما يخفف من حدوث التلوث، كما يزيد من تمويل الأبحاث الخاصة بالتلوث ومراقبته والسيطرة عليه.
- وجود وعي وعمل جادّين، إذ يجب أن يكون الجميع على وعي وإلمام بما يستطيعون فعله للتقليل من تلوث البيئة، إضافة إلى التزامهم بمكافحة التلوث بكل صدق وتفان في القطاعين العام والخاص.
تعريف التلوث وأنواعه
يُعرّف التلوث (بالإنجليزية: Pollution) أو ما يُعرف بالتلوُث البيئي بأنّه إدخال أيّ شكل من أشكال المادة أو أيّ نوع من أنواع الطاقة المختلفة كالطاقة الإشعاعية، أو الحرارية، وغيرها إلى البيئة المحيطة بالإنسان بطريقة لا يُمكن التخلص منها، أو تخفيفها، أو تخزينها، أو إعادة تدويرها، ويعدّ التلوث مشكلة لها العديد من الآثار السلبية على الإنسان، والحيوان، والبيئة.
هناك عدّة أنواع للتلوث؛ منها التلوث الرئيسي كتلوث الماء، وتلوّث الهواء، وتلوث الأرض، والتلوث الذي ظهر حديثاً كالتلوث البلاستيكي، والتلوث الضوئي، والتلوث الضوضائي، والتلوّث الحراري الذي قد ينتج عن المياه الساخنة التي تُنتجها محطات توليد الكهرباء، ويؤثر في الأحياء المائية، بالإضافة إلى التلوث الإشعاعي الذي ينتج عن تحلّل المواد المُشعّة، والتلوّث الكيميائي الذي ينتج عن المواد الكيميائية التي يتمّ رشّها في الأراضي الزراعية كالمبيدات والأسمدة، وتُشير الأبحاث العلمية إلى أنّ هناك بعض المواد الكيميائية عديمة اللون والرائحة تبقى نشطة في التربة، والهواء، والماء حتى بعد مضي فترة زمنية طويلة على استخدامها.
آثار تلوث البيئة
تتعدد أنواع التلوث البيئي الموجودة في عصرنا، فهي لا تنحصر في تلك الصورة النمطية التي تتمثل بانبعاثات الوقود الأحفوري وانبعاثات الكربون على أنّهما المصدر الوحيد للتلوث، إذ يوجد التلوث الكيميائي، والتلوث الإشعاعي الكهرومغناطيسي الذي قد لا يأخذه البعض على محمل الجِد، وقد يكون لمعرفة الآثار التي تترتب على أنواع التلوث أثر إيجابي للحد من هذه المُشكلة، والسعي إلى حلها، وفيما يأتي بعض هذه الآثار:
- زيادة درجة حرارة كوكب الأرض: أو ما يسمى بالاحتباس الحراري (بالإنجليزية: Global Warming)، إذ يحدث بسبب تشكُل غازات تحيط بالأرض، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث تغيّرات كارثية في حالة الطقس، منها زيادة تركيز غاز الميثان في الجو بسبب ذوبان قمم الجليد في القطبين.
- زيادة مرض الحساسية: يعود ذلك إلى أنّ غاز ثاني أكسيد الكربون يتسبب في إنتاج المزيد من حبوب اللقاح لبعض أنواع الأشجار بشكل أكبر من السابق، مما يؤدي إلى تفشي مرض الحساسية، وبالرغم من أنّ محطات الطاقة الإشعاعية تُستخدَم كحل لمشكلة انبعاث غاز أول أكسيد الكربون من محطات توليد الطاقة التي تعتمد على حرق الفحم، إلّا أنّ هذا الحل يُنتِج بدوره العديد من الأمراض التي قد تُصيب الإنسان خاصة للأشخاص الذين يسكنون حول هذه المحطات.
الأسباب الرئيسية لتلوث البيئة
يُعدّ تلوث البيئة من المشاكل المؤرقة الممتدة منذ قرن من الزمان وحتى يومنا الحالي، ولم تلقَ هذه المُشكلة اهتماماً فعالاً منذ بدايات ظهورها، فقد تفاقم هذا التلوث وأدّى إلى العديد من المشاكل الكبيرة التي يواجهها كوكبنا، وهناك العديد من الأسباب المسببة للتلوث، منها:
- الانبعاثات التي تصدر من الوقود الأحفوري ووسائل النقل المختلفة ومحطات توليد الطاقة والمصانع، وقد أدّت هذه الملوثات إلى وجود ما يُعرف بالضباب الدُخاني الذي يحيط بطبقة الأوزون، وهو عبارة عن طبقة من الضباب تتكون نتيجة تفاعل نواتج احتراق الوقود الأحفوري مع الحرارة وضوء الشمس.
- إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الجو من العديد من المصادر، كمحطات توليد الطاقة ووسائل النقل المُختلفة، وقد أدّى قطع الغابات وازدياد عدد سكان الأرض إلى زيادة تركيز مستوى هذا الغاز في الهواء.
- تفريغ المنشآت الصناعية نفاياتها في مصادر المياه المختلفة كالأنهار، والبحيرات، والبرك، إذ تُعدّ هذه المياه الملوثة بفعل النفايات أحد مصادر تغذية العديد من النباتات والتي تُصبح بدورها طعاماً للإنسان، الأمر الذي ينتج عنه حدوث مشاكل صحية سببها الأول التلوث المائي.
- الإشعاعات المختلفة التي تُعدّ سبباً مهماً من أسباب التلوث البيئي، حيث تمر الأشعة فوق البنفسجية خلال طبقة الأوزون الهشة وتصل إلى الأرض، ويؤدي تعرُض الإنسان لكميات كبيرة من هذه الأشعة إلى إصابته بالعديد من الأمراض المختلفة، كما يُعدّ الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر عن العديد من الأجهزة كالهواتف المحمولة، والأجهزة اللوحية واللاسلكية، والحواسيب المحمولة شكلاً آخر من أشكال التلوث الإشعاعي.