التلوث البيئي

كيف يؤثر الإنسان على البيئة

الإنسان والبيئة

تؤثّر البيئة والتغيّرات التي تطرأ عليها على الإنسان بمختلف مجالات حياته بشكل مستمرّ، فمثلاً يؤدّي التغيّر في درجات الحرارة ومعدّل هطول الأمطار إلى حدوث تراجع في إنتاج المحاصيل الزراعية، أو فسادها، أو ضرورة اللجوء إلى تغيير نوعها، كما قد تدفع التغيّرات البيئية والمناخية بالإنسان للانتقال والهجرة من مكانٍ إلى آخر، أو تغيير أساليب معيشته، بالإضافة إلى العديد من التغيّرات الأخرى التي تطرأ على السلوكيات الفردية والجماعيّة على حدٍّ سواء، وفي المقابل تساهم الأنشطة البشرية بالتأثير على البيئة على مدى السنين من خلال الممارسات والسلوكيات المختلفة كاستخدام الأراضي لأغراض الزراعة، أو البناء والتحضّر، إلى جانب الاستخدامات التجاريّة، وغيرها.

كيفية تأثير الأنسان على البيئة

تأثيرات الإنسان السلبية على البيئة

يشكّل الإنسان جزءاً من النظام الإيكولوجي، وبالتالي فهو يؤثّر من خلال أنشطته المختلفة على وظائف هذا النظام، إذ تساهم الممارسات البشرية الخاطئة في إحداث خلل في مرونته، وذلك من خلال انقراض أنواع كثيرة من الكائنات الحيّة ممّا يساهم بانخفاض التنوّع البيولوجي، إلى جانب استغلال الموارد الطبيعيّة، والتسبّب في التلوّث، وتغيير استخدامات الأراضي، بالإضافة إلى التأثير على العناصر المناخية، وهذا بدوره يلحق الضرر بتوازن النظام الإيكولوجي، ويطلق الكثير من العلماء على الفترة الزمنية التي يعيشها البشر حالياً اسم عصر الأنثروبوسين (بالإنجليزية: Anthropocene Era) التي تعني الفترة الجديدة للإنسان نظراً للتأثير البشري الحالي الكبير على جيولوجيا كوكب الأرض ونظمه البيئية.

إقرأ أيضا:التوازن البيئي وكيفية المحافظة عليه

 

التأثيرات المباشرة على البيئة

ينجم عن الأنشطة البشريّة المختلفة عدد من الآثار السلبيّة المباشرة على مختلف النظم الإيكولوجيّة لكوكب الأرض، ويمكن ذكرها على النحو التالي:

النشاط البشريّ التأثير على النٌظم الإيكولوجيّة
النموّ السٌكّاني يسبّب ارتفاع عدد سكان الأرض زيادة في استهلاك الموارد المحدودة.
الاستهلاك المفرط ارتفاع معدّل استهلاك الفرد للموارد في المجتمعات الصناعيّة عن استهلاك الفرد في المجتمعات الفقيرة.
التقدّم التكنولوجي التطوّر في استخدام التكنولوجيا والتقنيات المختلفة دون الأخذ بعين الاعتبار آثارها على البيئة.
الحصاد المباشر يسبّب الحصاد المباشر فقدان كميات كبيرة من الغابات المطيرة، إلى جانب القضاء على العديد من أشكال الطبيعة والكائنات الحية التي تعيش فيها.
التلوّث يؤدّي تلوّث الأرض، والهواء، والماء، والتلوّث النووي إلى إحداث آثار سلبية كبيرة على النظم الإيكولوجيّة.
التغيّرات الجويّة تحدث التغيّرات الجويّة بسبب انبعاث كميات كبيرة من غازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، إلى جانب استنفاذ طبقة الأوزون الستراتوسفيرية.

التأثيرات غير المباشرة على البيئة

يلخّص الجدول التالي بعض أهمّ الآثار السلبية غير المباشرة للأنشطة البشريّة المتنوّعة على البيئة والأنظمة الإيكولوجيّة:

إقرأ أيضا:موضوع تعبير عن المحافظة على البيئة
النٌظم الإيكولوجيّة الأنشطة البشريّة
إنتاج التربة أدّت الممارسات الزراعية إلى خسارة كبيرة في التربة السطحية نتيجة لترك التربة مكشوفة ومعرّضة للظروف الجوية.
التحكّم في دورة المياه أثّر قطع الغابات على اختلال جريان المياه السطحي، ممّا أدّى إلى حدوث الفيضانات، وزيادة تعرية التربة.
تصريف النفايات يؤدّي الجريان السطحي للمياه من الحقول الزراعية، ونفايات مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى زيادة تلوّث المياه.
تدفّق الطاقة تسبّب بعض المخلّفات الناتجة عن الصناعة والمحطات النووية بإحداث تلوّث حراريّ في البيئة، كما يؤدّي انبعاث الغازات الدفيئة الناتجة من حرق الوقود الأحفوري إلى زيادة درجة حرارة كوكب الأرض.
إعادة تدوير المواد الغذائيّة صعوبة استرجاع بعض المواد المفيدة إلى البيئة بسبب استخدام مواد التعبئة والتغليف التي لا تتحلّل، بالإضافة إلى حرق النفايات والتخلّص منها بوضعها في مدافن القمامة.

تأثيرات الإنسان الإيجابية على البيئة

يوجد العديد من التأثيرات الإيجابية للأنشطة البشريّة على البيئة والنٌظم الإيكولوجيّة على الرّغم من التأثيرات السلبية السابق ذكرها، إذ يقوم الإنسان بالعديد من الممارسات التي تساهم في الحفاظ على التنوّع البيولوجي، وحماية بعض الأنواع من الانقراض، بالإضافة لمنع استنزاف الموارد، والتي يمكن تلخيصها على النحو التالي:

إقرأ أيضا:ما هو التلوث الضوئي
  • إعادة التدوير: تقوم الطبيعة بإعادة تدوير كلّ شيء في النظام الإيكولوجي، إذ يتمّ إعادة تدوير النباتات الميتة من خلال تحلّلها داخل التربة لتكوين عناصر ومواد للاستفادة منها في إنتاج نباتات وأشجار جديدة مرة أخرى، ويسير الإنسان على هذا النهج من خلال إعادة تدوير واستخدام المنتجات القديمة لصنع منتجات جديدة دون الحاجة لاستنزاف موارد من الطبيعة، وبالتالي الحفاظ على النظم الإيكولوجيّة.
  • الحفاظ على الحياة البريّة: بنى الإنسان مجموعة من محميات الحياة البرية والحدائق الوطنيّة بمساعدة الحكومات والجهات المختصّة بهدف الحفاظ على عدد كبير من النظم البيئيّة في كافّة أنحاء العالم، وبالتالي المساهمة في إبقاء الحيوانات والنباتات البريّة بعيداً عن خطر الانقراض.
  • بناء المساحات الخضراء والمفتوحة: ألزمت عدد من الدول والمجتمعات الأشخاص والمستثمرين بتخصيص أراضي ومساحات خضراء مفتوحة في المنازل والمباني التجاريّة الخاصّة بهم، بالإضافة لتخصيص طرق وجسور خاصّة لمساعدة الحيوانات كالغزال وغيره بالتنقّل في المناطق الحضرية دون التعرّض لخطر الموت بفعل السيارات، وهذه الممارسات جميعها من شأنها المحافظة على توازن النظام البيئي.
  • قوانين حماية البيئة: وُضعت عدد من القوانين البيئيّة التي تفرض سياسات مختلفة على الشركات بهدف حماية النظام الإيكولوجي من إلحاق الأضرار به من خلال منعها من التخلّص من المخلفات الصناعيّة على سطح الأرض أو في المجاري المائيّة، كما فُرضت قوانين تُلزم شركات الأخشاب بإعادة زراعة مناطق الغابات، وبالتالي المساهمة في الحفاظ على النظام الإيكولوجي واستمرار تجديده.
السابق
مراحل معالجة مياه الصرف الصحي
التالي
حلول التلوث