البقدونس
البقدونس هو نوع من أنواع الأعشاب التي نشأت في منطقة البحر الأبيض المتوسط في جنوب إيطاليا، وفي تونس، والجزائر، ويعرف البقدونس علميّاً باسم بيتروسلينوم هورتنس (بالإنجليزية: Petroselinum Hortense)، كما يُعرف أيضاً باسم بيتروسلينوم كريسبوم (بالإنجليزية: Petroselinum Crispum)، وهو ينتمي إلى أسرة نباتات أبياسي (بالإنجليزية:Apiaceae)، والجدير بالذكر أنّه نبات استوائي يحتاج إلى أشعة الشمس كي ينمو بالإضافة إلى درجة عالية من الرطوبة، وهو نوع من أنواع الأعشاب الشعبية التي تُستخدَم في الطهي وتضفي نكهة مميزة للأطباق، وقد زرع الإنسان البقدونس لأكثر من نحو ألفي عام، واستخدمه اليونان في احتفالاتهم، كما استخدمه الرومان في مجالات أخرى مختلفة، وقد كان البقدونس يُستخدَم بداية في المجالات الطبية المختلفة، كما استُخدم كغذاء أيضاً.
وينقسم البقدونس إلى نوعين، النوع الأول يحمل ورقة مجعدة، أما الآخر فيحمل ورقة مسطحة، ولا يقتصير استعماله على الأوراق فقط؛ إذ تُستخدَم جذوره أيضاً خاصةً في المأكولات الأوروبية، ويرتبط البقدونس بالعديد من الخرافات والأساطير في الثقافات الأوروبية القديمة؛ حيثُ يعتقد الإغريق أنّه منبثق عن دم البطل اليوناني أرتشيموروس، ومنذ ذلك الوقت ارتبط ذكر البقدونس بالموت والدمار، وبقي كذلك إلى العصور الوسطى والتي بدأ فيها إضافة البقدونس إلى الأدوية وارتبط بالصحة وأصبح أكثر شعبية.
كيفية زراعة البقدونس
لزراعة البقدونس يجب اتباع الخطوات الآتية:
إقرأ أيضا:كيف تزرع الحبة السوداء- اختيار نوع البقدونس الذي يُراد زراعته؛ حيث يوجد نوعان منه، وهما: نوع ورقته مسطحة، ونوع ورقته مجعدة، كما يجب تحديد طريقة الزراعة فيما إذا كانت ستتم عن طريق البذور وفي التربة، أو من خلال الزراعة من نفس البقدونس في وعاء.
- تحديد مكان زراعة البقدونس؛ فعلى الرغم من نمو البقدونس بشكل جيد في الوعاء أو في التربة وأنّ نموّه لا يتطلب بيئة خاصة به؛ إلّا أنّه يحتاج حتى ولو جزء قليل من أشعة الشمس؛ لذلك يُفضّل زاعته في مكان تصل إليه أشعة الشمس.
- اختبار التربة وتجهيزها، ويمكن اختبارها بالمراكز أو الأماكن الخاصة بذلك، وتُعدّ التربة المثالية لزراعة البقدونس تلك التي يتراوح رقمها الهيدروجيني بين 6-7، كما يمكن دمج التربة العضوية مع المُغذّيات بنسبة 50%؛ لتشكيل تربة ناجحة لزراعة البقدونس.
- نقع بذور البقدونس في الماء والصابون؛ حيث يتم إضافة بضع قطرات من الصابون السائل إلى الماء الدافئ ومن ثم نقع البذور فيهما، فيساعد الماء والصابون على تكسير الغلاف القاسي للقشرة؛ مما يساعد على نموها بشكل أسرع.
- شطف البذور من الصابون ونقلها إلى وعاء آخر باستعمال مصفاة صغيرة، ومن ثم وضعها في ماء دافئ تصل حرارته إلى 105 فهرنهايت، وتركها 24 ساعة ليتم امتصاص الماء الدافئ ومواصلة عملية الإنبات.
- تجفيف البذور ووضعها على ورقة شمع لتجف، وعندما تجف تماماً تصبح جاهزة للزراعة.
- زراعة البذور في التربة المجهزة، ولتسريع نمو البذور يمكن زراعتها في وعاء خاص قبل حلول فصل الربيع بنحو 6 أسابيع إلى 12 أسبوعاً، ثم نقلها إلى التربة بعد أن تنمو قليلاً؛ مما يجعلها تزهر سريعاً بعد نقلها، والجدير بالذكر أنّه عادة يتم زراعة البذور في شهر مارس أو أبريل.
- حفر ثقوب في التربة لنقل البذور إليها، ويفضل أن تكون المسافة بين الثقب والآخر نحو 25.4-30.5سم؛ أي ما يعادل 10-12 بوصة، كما يُفضّل أن تكون الثقوب في صفوف منتظمة وليست عميقة جداً؛ حيث يجب تغطية البذور بحدود نصف بوصة فقط.
- ري البذور بانتظام، ويجب ريها بالمياه مرة على الأقل في كلّ أسبوع، أما في أوقات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، فيجب زيادة عدد مرات الري في الأسبوع، وفي حال تمت زراعتها في أوعية، فيلزم أن تبقى التربة رطبة كي لا تتعرّض للجفاف.
- التخلص من الأعشاب الضارة والتي تعيق نمو البقدونس بدورها، والتي تعمل على الاستيلاء على الطاقة القادمة من أشعة الشمس، وعليه فإنه يجب إبقاء التربة رطبة؛ للحد من فرصة نمو الأعشاب الضارة التي قد تختلط مع البقدونس، والحرص على انتزاعها والتخلص منها فور ظهورها.
- الحرص على وجود نبتة واحدة فقط كل 8 إلى 10 بوصة، وفي حال وجدت بذور أو نبتة نامية خلال هذه المسافة، فيجب إزالتها ونقلها إلى موقع آخر، كما يجب تسميد البقدونس مرة واحدة في كل شهر لمساعدته على النمو بالشكل السليم.
- حصاد البقدونس عند اكتمال نموه، ويمكن معرفة ذلك إذا كان كل عرق يحتوي على ثلاثة أوراق فأكثر، ويتم حصاده من خلال قص الأجزاء الواقعة فوق سطح التربة.
القيمة الغذائية للبقدونس
تحتوي أوراق البقدونس على الكربوهيدرات، والدهون، والبروتين، كما تعطي طاقة عالية، وهو مصدر غني بالمركبات المتطايرة، مثل: الليمونين، وألفا ثيوجين، واليوجينول، والميريستيسين، أما الفيتامينات التي يشتمل عليها، فهي: فيتامين أ، وفيتامين ب6، وفيتامين ب12، وفيتامين ك، وفيتامين هـ، وفيتامين ج، بالإضافة إلى احتوائه على الكالسيوم، والحديد، والمغنيسيوم، والمنغنيز، والفوسوفور، والبوتاسيوم، والزنك، والنحاس.
إقرأ أيضا:مفهوم الزراعة التقليديةووفقاً لدراسات وبيانات وزارة الزراعة الأمريكية للمواد الغذائية، فإن عشرة أغصان من البقدونس تحتوي على 205% من حاجة الجسم من فيتامين ك، بالإضافة إلى 22% من احتياجه من فيتامين ج، و17% من فيتامين أ، كما تحتوي على الآتي:
- 4 سعرات حرارية.
- 0.3غ من البروتين.
- 0.6غ من الكربوهيدرات.
- 0.1غ من الدهون.
- 0.3غ من الألياف.
- 0.1غ من السكريات.
الفوائد الصحية للبقدونس
يعود تناول البقدونس بفوائد عديدة على صحة الفرد، ومن هذه الفوائد ما يلي:
- الوقاية من سرطان الجلد: حيث يساعد الميريسيتين الموجود في البقدونس على الوقاية من سرطان الجلد، كما توجد في البقدونس مادة الكلوروفيل والتي تمنع التأثيرات السرطانية الناتجة عن شوي الأطعمة على درجات حرارة عالية، فتناول الأعشاب الخضراء وخاصة البقدونس يمنع من تلك التأثيرات الناتجة عن الشوي، كما تساهم مادة الأبيجينين الموجودة في البقدونس على تقليل حجم الأورام السرطانية في الجسم.
- الوقاية من مرض السكري: فيكمن دور مادة الميريسيتين الموجودة فيه في خفض السكر في الدم وتقليل مقاومة الأنسولين، كما يقلّل من الدهون الزائدة في الجسم.
- الحفاظ على سلامة العظام: يحتوي البقدونس على فيتامين ك والذي يرتبط بالحفاظ على سلامة العظام؛ إذ إنّ قلّته في جسم الإنسان تؤدّي إلى ضعف في عظام الإنسان وسهولة كسرها، ويمكن للفرد الحصول على كفايته من فيتامين ك بتناول عشرة أغصان فقط من البقدونس، ويحسّن البقدونس من امتصاص العظام للكالسيوم وتقليل إفرازه في البول.
- الحد من التهاب المفاصل الروماتيدي: حيث يمتلك فيتامين ج وبيتا كاروتين الموجودَين في البقدونس خصائص مضادة لالتهاب المفاصل الروماتيدي، كما أنّ تناول البقدونس بانتظام يحد من ارتفاع حمض اليوريك في الجسم.
- الحد من الالتهابات المختلفة التي قد تحدث في الجسم: حيث يساعد البقدونس في تطهير الكبد، بالإضافة إلى الحد من الالتهابات الداخلية المختلفة والتهابات الكبد.
- الحماية من التهابات المسالك البولية: فيعمل كمدرّ للبول، ويحمي من حصى الكلى، وهو مطهّر عام للجسم عند تناول كوب من مغلي البقدونس يومياً.
- تعزيز مناعة الجسم: فاحتواء البقدونس على العديد من الفتيامينات يساعد في تقوية مناعة الجسم، مثلاً يعمل فيتامين أ على تقوية خلايا الدم البيضاء والخلايا اللمفاوية بشكل مباشر وزيادة تأثيرها، أما مادة الكلوروفيل فلها خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، ولها خصائص مضادة لمختلف أنواع الجراثيم.