البنزين والجازولين
البنزين مركب هيدوكربوني؛ أي أنّه يتكون فقط من ذرات الكربون والهيدروجين، ويحمل الصّيغة الجزيئية (C6H6)، يوجد البنزين بشكلِِ طبيعيّ في النّفط الخام، وهو سائل عديم الّلون، كما أنّه سريع التبخر والاشتعال، ويتميز برائحته الحلوة. كان البنزين يُستخدم على نطاق واسع كمذيب إلى أن عُرِفَ أنّه مسبّب للسرطان، أما الجازولين الذي يُستخدم في محطات الوقود فهو مزيج من المركبات الهيدروكربونيّة من ضمنها البنزين الذي يوجد بنسبة (1-4)% في الجازولين. يُضاف البنزين إلى الجازولين لرفع نسبة الأوكتان فيه؛ ممّا يُحسّن من قدرة محرك السّيارات على الاشتعال الذّاتي.
رائحة البنزين
لا يتّفق جميع البشر على رأيٍ واحد في ما يتعلق برائحة البنزين، فالبعض منا يحب رائحته ويشعر بالنّشوة عند استنشاقها، ولكن يوجد الكثير من النّاس الذين يعتقدون أنّ رائحة البنزين سيئة جداً، وهذا ينطبق على تقييمنا لكثير من الرّوائح؛ فمنا من يحب رائحة القرنبيط على سبيل المثال، بينما تثير رائحته الغثيان عند البعض الآخر، ولكن لماذا يحب البعض رائحة معينة قد يعتبرها الآخرون عاديّة إن لم نقل سيئّة بالنسبة لهم؟ في الحقيقة لا يوجد تفسير علمي لهذه الظّاهرة، يقول الدكتور آلان هيرش (بالإنجليزية: Dr. Alan Hirsch) طبيب الأعصاب والطّبيب النّفسيّ أنّ الفص الشّميّ هو جزء من الجهاز العصبيّ الطّرفيّ الذي يتحكّم في عواطفنا؛ أي أنّ رائحة البنزين قد ترتبط لدى البعض بذكريات سعيدة، وعند استنشاق رائحة البنزين أو الجازولين الذي يحتوي على البنزين يتم استدعاء هذه الذكريات فيشعر مجدّداً بالسعادة، وربما يحب البعض استنشاق رائحة البنزين اعتقاداََ منهم أنّها تخفف الملل، أو كوسيلة للهروب مؤقّتاََ من مشاكلهم، وربما يقرّر البعض أن يجرّبها لتقليد الأصدقاء، ولكنه يعتاد عليها، ويجب أن نقرّر هنا أنّ مجرد الاستمتاع برائحة البنزين أثناء تعبئة خزان السّيارة لا يُشكّل بالضرورة أي مشكلة، ولكن الخطورة في الإدمان على هذا النّوع من الاستنشاق الذي يُصبح شبيهاً بالإدمان على المخدرات أو الكحول، خاصّةً أنّ الحصول على البنزين أمراََ سهلاً ولا يُعدّ مخالفاً للقانون.
إقرأ أيضا:المراحل التي يمر بها النفططرق التّعرُّض للبنزين
يتعرّض الكثير منا للبنزين من خلال استنشاقه، أو ملامسته، وقد يحدث هذا عند العمل في أماكن تستخدِم البنزين، أو عند استخدام بعض المنتجات التي تحتوي على البنزين، أو نتيجة التّلوث، وفي ما يلي نستعرض أهم طرق التعرُّض للبنزين:
- أماكن العمل: من أماكن العمل التي قد يتعرّض فيها العمال لاستنشاق البنزين أو ملامسته؛ مصافي النّفط، ومصانع المطاط، والمصانع الكيميائيّة، والصناعات المرتبطة بالغازولين، ومصانع الأحذية، ومحطات الوقود، ورجال الإطفاء، وفنيو المختبرات، والمطابع.
- المنتجات التي تحتوي على بنزين: يوجد البنزين في بعض المنتجات، مثل: الدّهانات، ومواد التّشحيم، والأصباغ، والمنظفات، والمبيدات الحشريّة، والغراء، والمذيبات.
- التّلوث: يمكن استنشاق البنزين نتيجة التّعرّض لعوادم السّيارات، وانبعاثات المصانع، ومياه الصّرف الصّحي، ودخان السّجائر، كما يمكن أن يوجد في مياه الشّرب الملوّثة.
الحدود المسموحة من التعرض للبنزين
تسعى الكثير من المنظمات لتحديد نسب تعرّض البشر للبنزين، ومنها إدارة السّلامة والصّحة المهنيّة (OSHA) التي تقرر أنّ الحد الأعلى المسموح به للتعرض للبنزين في أماكن العمل هو جزء من مليون خلال متوسط يوم العمل، وخمسة أجزاء من مليون عند التّعرض للبنزين لمدة 15 دقيقة، وعند التّعرّض لتركيز أكبر من الموصى به لا بُدّ من توفير أجهزة الحماية الشّخصيّة للعمال مثل أقنعة التّنفس، وتحدّد وكالة حماية البيئة (EPA) متوسط نسبة البنزين المسموح بها في الجازولين (0.62٪) من حيث الحجم، وبحد أقصى (1.3٪)، وخمسة أجزاء من البليون في مياه الشّرب، كما تعتبر لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكيّة (CPSC) أي منتج يحتوي على (5٪) أو أكثر من وزنه من البنزين بأنّه منتج خطر؛ مما يتطلّب وضع العلامات التحذيريّة عليه.
إقرأ أيضا:كيف اكتشف النفطآثار التعرض قصير المدى للبنزين
تُضعِف المواد الهيدروكربونية في البنزين الجهاز العصبي للإنسان، وتظهر بعض الأعراض بعد ما يقرب من خمس دقائق على استنشاق البنزين، ومنها:
- السّعال.
- القيء.
- الارتباك.
- النّشوة.
- الشّعور بالخدر.
- الهلوسة.
- صعوبة في الكلام.
- تباطؤ ردود الفعل.
- الدّوخة.
- الشّعور بالخفة.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- ضعف العضلات.
- زيادة الرّغبة بالثّرثرة.
مخاطر الإدمان على استنشاق البنزين
من أبرز المخاطر التي يتعرّض لها المدمن على استنشاق البنزين ما يلي:
- تلف الدّماغ الدائم.
- مشاكل في الجهاز التّنفسي.
- ضعف جهاز المناعة.
- تشوهات في الدّم.
- تلف القلب.
- الصّداع المزمن.
- الشّعور الدّائم بالتّعب.
- تلف الكبد والكلى.
- نزيف الأنف.
- الإجهاض.
- اضطراب ضربات القلب.
- ولادة أطفال يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة.
- اضطراب ضغط الدّم.
- التهابات الرّئة.
- نزف الدّماغ.
- التّشنج.
- غيبوبة.
- مشاكل عائليّة وماليّة.
- الموت؛ حيثُ تشير التّقديرات أنّ 100 شخص توفي من استنشاق البنزين بين عامي (1981م – 2003م) في أستراليا وحدها.
أعراض إدمان استنشاق البنزين
من الأعراض التي يمكن التّعرف من خلالها على مدمني شم البنزين ما يلي:
إقرأ أيضا:الفرق بين محرك الديزل والبنزين- ظهور رائحة البنزين في النَّفَس والملابس.
- اهتزاز الجسم اللاإرادي.
- العدوانيّة.
- جنون الارتياب.
- فقدان الذّاكرة، وفقدان الوعي المؤقت.
- انعدام التّنسيق والحماقة.
- تقلُّب المزاج.
- فقدان الشّهية.
- عدم القدرة على النّوم.
- وجود فترات تتميّز بالرّغبة الشّديدة في الثّرثرة.
- عدم القدرة على الاستقرار في العمل.
- الشّعور الدّائم بالتّعب.
- طفح جلدي حول الأنف أو الفم.
- الكذب.
- عدم القدرة على تلبية الالتزامات الأسريّة والاجتماعيّة
- اضطراب الشّخصيّة.
أعراض انسحاب البنزين
يُسبّب الإدمان على استنشاق البنزين ضرراً كبيراً لعقل وجسد الإنسان، ولا يوجد طريقة لإنقاذ صحة الإنسان من المزيد من التّردي إلّا بالإقلاع التّام عن استنشاق البنزين، والبدء ببناء حياة جديدة، وقد تظهر بعض الأعراض عند التخلي عن استنشاق البنزين؛ إلّا أنّه يجب الاستمرار للوصول للتعافي الكامل، ومن أهم أعراض انسحاب البنزين من الجسم شيوعاً ما يلي:
- الأرق.
- القلق.
- التّهيج
- التّشوش الذّهني.
- تقلّب المزاج.
- نقص الشّهية.
- الاكتئاب.