ماذا سيحدث إذا أقلعت عن التدخين

 

الإقلاع عن التدخين

غالب المدخّنون يعلمون بالمخاطر الشديدة المرافقة لهذه العادة السيئة، من مخاطر صحية واجتماعية واقتصادية وغير ذلك، ولذلك فإنّه غالبًا ما يخطر على بال المدخّن فوائد الإقلاع عن التدخين، والفترة اللازمة للمدخّن كي يستطيع العودة لممارسة نشاطاته الطبيعية أو الحصول على شعور جديد فيما يخصّ حياته الصحية على الأقل، فالكثير ممّن يدخنون لا يعرفون سبل الاستمتاع في حياتهم في فترة الشباب دون تدخين، خصوصًا ممّن بدأوا التدخين في سنّ المراهقة أو حتّى قبل ذلك، ويجب أن يعلم المدخّن أنّ الإرادة هي السبيل الأساسي للتخلص من هذه العادة، وأنّ طريق الإقلاع عن التدخين يبدأ من تحديد السبب الرئيس للقيام بهذا الأمر، ولكن ماذا سيحدث إذا أقلعت عن التدخين؟، هذا ما سيتم الإجابة عنه في هذا المقال.

ماذا سيحدث إذا أقلعت عن التدخين؟

للإجابة بشيء من التفصيل عن سؤال: ماذا سيحدث إذا أقلعت عن التدخين؟، سيتم ذكر المراحل الآتية لآخر سيجارة تناولها الشخص بدءًا من اليوم الأول لذلك وحتّى 20 عامًا منها، فهذا الأمر يمكن أن يُساعد من يحاول الالتزام في إقلاعه عن التدخين بمعرفة الأضرار المرافقة للأمر ومدى استمرار الآثار والمشاكل التالية للتدخين، ومن الجدير بالذكر أنّ الذين استمرّوا في التدخين لفترات طويلة للغاية يمكنهم الإقلاع عن التدخين وتركه بالكامل عند وجود الخطة الواضحة، كما أنّه يجب معرفة أنّ الإقلاع عن التدخين لا يُعدّ أمرًا سهلًا، فقد يعاني الشخص من أعراض قصيرة المدى كخسارة الوزن والهياج والقلق والتوتر وغير ذلك، والبعض يمكن أن يحاول عدّة مرات قبل أن ينجح في هذا الأمر، ويمكن التواصل مع الطبيب من أجل الحصول على النصائح المختلفة للوصول إلى هذه الغاية.

إقرأ أيضا:أضرار النرجيلة على البشرة

ماذا سيحدث إذا أقلعت عن التدخين في أول يوم؟

بعد 20 دقيقة من آخر سيجارة تمّ تناولها يمكن أن تعود ضربات القلب إلى معدّلها الطبيعي، كما يبدأ الضغط الشرياني في الانخفاض، كما تتحسّن التروية الدموية بشكل عام. أمّا بعد 12 ساعة من آخر سيجارة، يمكن أن تبدأ نسبة كبيرة من أحادي أكسيد الكربون بالزوال، وهو أحد أبرز الغازات السامة التي ترتبط مع الخضاب الموجود في الكريات الحمراء ممّا يمنعها من وظيفتها في حمل الأكسجين، ممّا يؤدّي أيضًا إلى حاجة الدم لزيادة عدد الكريات الحمر وكمية الخضاب لتعويض هذا النقص، ولذلك يستطيع الجسم عند عدم إجباره على استنشاق هذا الغاز السام من التخلص منه بشكل أكثر فعالية.

ماذا سيحدث إذا أقلعت عن التدخين في أول أسبوع؟

تمامًا بعد أول يوم من الإقلاع عن التدخين أو الامتناع عنه، تبدأ نسبة حدوث الجلطة القلبية بالانخفاض، حيث يقوم التدخين برفع مستويات الكولسترول الضار وخفض نسبة الكولسترول النافع، كما يزيد من ضغط الدم ويرفع من نسبة تشكّل الخثرات الدموية، وبعد يوم واحد فقط من آخر سيجارة، يعود ضغط الدم إلى قيمه الطبيعية، كما ترتفع نسبة الأكسجين الموجودة في الدم، ممّا يزيد من قدرة الشخص على القيام بالتمارين الرياضية. وبعد مرور يومين من الإقلاع عن التدخين، يمكن أن يشعر الشخص بزيادة قدرته على الشمّ وعلى تذوّق الطعام، حيث يؤثر التدخين على النهايات العصبية المسؤولة عن هاتين الحاستين، ممّا يخفّف من قدرة الشخص على الشعور بهما. أمّا وبعد مرور ثلاثة أيّام من الإقلاع عن التدخين، تبدأ مستويات النيكوتين في الجسم بالانخفاض، وعلى الرغم من أنّ إزالة النيكوتين من الجسم يُعدّ أمرًا صحّيًا ومطلوبًا، إلّا أنّه يتسبّب بأعراض انسحاب النيكوتين Nicotine Withdrawal، ولذلك فإنّه وبعد مرور ثلاثة أيّام من الانقطاع عن التدخين، يبدأ الشخص بالشعور بتقلّبات المزاج والهياج والصداع الشديد والرغبة القوية للعودة للتدخين.

إقرأ أيضا:أفضل طريقة للإقلاع عن التدخين

ماذا سيحدث بعد عدّة أشهر من الإقلاع عن التدخين؟

بعد حوالي شهر واحد فقط من الإقلاع عن التدخين، يمكن أن تتحسّن الرئتان بشكل كبير جدًا، حيث تزداد فعاليتهما ويزداد الحيز الهوائي الذي يمكنهما استيعابه، وتبدأ أعراض السعال وضيق التنفس بالزوال في هذه الفترة، كما تزداد قدرة الشخص على تحمّل الجهد الرياضي المديد، وقد يشعر الشخص بتجدّد كبير في جهاز الدوران الدموي الذي يملكه، ولذلك يستطيع الركض لمسافات كبيرة والقفز لفترات طويلة نسبيًا، ويستمر هذا الأمر بالتحسن في فترة الثلاث أشهر الأولى التالية للإقلاع عن التدخين.

ماذا سيحدث بعد سنة من الإقلاع عن التدخين؟

تستطيع الرئتان من التحسن بشكل ملحوظ للغاية في غضون 9 أشهر من الإقلاع عن التدخين، حيث تبدأ الأهداب الرئوية -وهي المركّبات الصغيرة والتي تشبه الأشعار وتقوم بتنظيف القصبات الهوائية من المخاط وتُساعد في الحماية من الإنتانات التنفسية- بالتعافي من بقايا مركّبات التدخين التي تراكمت عليها، وقد يُلاحظ المدخّن أنّ نسبة حدوث الإنتانات التنفسية قد انخفضت مقارنة بالسابق بسبب شفاء هذه الأهداب وقدرتها على القيام بوظيفتها بشكل سليم. أمّا بعد عام كامل من التخلص من التدخين، ينخفض خطر حدوث الأمراض القلبية إلى النصف تقريبًا، كما يستمر هذا الخطر بالانخفاض بعد العام الأول. ^[٢]

إقرأ أيضا:فوائد الرياضة للمدخنين

ماذا سيحدث بعد سنوات من الإقلاع عن التدخين؟

تملك السجائر الكثير من السموم التي تؤدّي إلى تضيّق الشرايين من الجسم، وهي نفس السموم التي تزيد من نسبة حدوث الخثرات الدموية، وبعد خمس سنوات من الإقلاع عن التدخين، يبدأ الجسم في التخلص من هذه السموم، وتبدأ الشرايين بالتوسع من جديد، ممّا يخفض من خطر حدوث الجلطات القلبية والدماغية، وتبقى نسب حدوث هذه الأمراض بالانخفاض بعد 5 سنوات من ترك التدخين. وتنخفض نسبة حدوث سرطان الرئة عند المدخّن إلى النصف بعد 10 سنوات من الإقلاع عن التدخين، وذلك مقارنة مع شخص استمر في التدخين، بالإضافة إلى انخفاض نسبة حدوث سرطانات الفم والبلعوم والبنكرياس. كما ينقص خطر حدوث المرض القلبي إلى نسبة تقارب الشخص غير المدخّن بعد 15 سنة من ترك التدخين، ويحدث ذات الأمر فيما يخص سرطان البنكرياس. ويمكن أن تصل فترة التعافي من التدخين إلى عشرين عام كاملة، حيث تنخفض نسبة الوفيات الناتجة عن التدخين، والتي تتضمّن أمراض الرئتين والسرطانات وغيرها، إلى ذات النسبة التي يملكها الشخص الذي لم يُدخّن مطلقًا.

بعض الإحصائيات حول الإقلاع عن التدخين

بعد الإجابة عن سؤال: ماذا سيحدث إذا أقلعت عن التدخين؟، يمكن ذكر بعض الإحصائيات والأرقام فيما يخصّ الإقلاع عن التدخين، وهذه الإحصائيات جُمعت في الولايات المتحدة الأمريكية، وتمّ تدقيقها من قبل مركز مكافحة الأمراض واتّقائها، حيث يشير المركز إلى أنّ 7 من كل 10 أشخاص بالغين يدخّنون في الولايات المتّحدة كانوا قد حاولوا الإقلاع عن التدخين بالكامل في عام 2015، ومنذ عام 2002، أصبح عدد المدخّنين السابقين -أي الأشخاص الذين على قيد الحياة والذين أقلعوا عن التدخين- أكبر من عدد المدخّنين الحاليّين، وفيما يأتي بعض الأرقام حول الأشخاص الذين تركوا التدخين ليوم واحد على الأقل بهدف الإقلاع الكامل عن التدخين في عام 2015:

• أكثر من نصف الأشخاص في سنّ البلوغ.
• حوالي 66% من الأشخاص بأعمار 18 إلى 24 عام.
• حوالي 60% من الأشخاص بأعمار 25 إلى 44 عام.
• حوالي 50% من الأشخاص بأعمار 45 إلى 64 عام.
• حوالي 47% من الأشخاص بسنّ 65 عام أو أكبر.

بالإضافة إلى ذلك، تبلغ نسبة طلاب المدارس الثانوية الذين حاولوا الإقلاع عن التدخين في فترة أخر 12 شهر حوالي 45% من جميع المدخّنين في المدارس الثانوية.