خلق الله عزوجل هذا الكون الهائل ضمن نظام متناهي الدقة، فبالرغم من عِظمه، ومن كل ما هو موجود فيه إلا أنه يسير في نظام، وكذلك خلق الله جل وعلا الوقت الذي تنظم فيه جميع العمليات التي تحدث في هذا الكون، وجعل هذا الوقت منظم بشكل دقيق جداً، بحيث قسمه إلى ليل ونهار، وجعل لكل منهما وقت معين لظهورهما بحيث لا يطغى الليل على النهار، ولا يطغى النهار على الليل كما جاء في قوله تعالى : ” وآيةٌ لهمُ الليلُ نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون، والشمس تجري لمستقرٍ لها ذلك تقدير العزيز العليم، والقمرَ قدرناه منازلَ حتى عاد كالعرجون القديم، لا الشمسُ ينبغي لها أن تدرك القمرَ ولا الليلُ سابقُ النهار وكلٌ في فلكٍ يسبحون “.
الأرض كغيرها من باقي الأجرام السماوية السابحة في الفضاء متحركة في مسارات ثابتة تدعى الدورات، ولها دورتان : دورة حول الشمس، وينتج منها الفصول الأربعة وتستغرق هذه الدورة سنة كاملة، ودورة حول نفسها، ويعود السبب لنشأة الليل والنهار إلى دوران الأرض حول نفسها من الغرب إلى الشرق في زمن مقداره 24 ساعة، ولكن تكون هذه الحركة بطيئة جداً بحيث لا يشعر أي أحد بها، فيتكون النهار في الجهة المقابلة للشمس، والليل في الجزء البعيد عن الشمس، ونتيجةً لحركة الأرض البطيئة يتعاقب الليل والنهار بشكل منظم وتدريجي بحيث لا يطغى أي منهما على الآخر، وهذا من نعم الله عزوجل على الإنسان فقد جعل له النهار للقيام بأعماله والسعي وراء رزقه، وجعل له الليل لينام ويرتاح فيه من عناء النهار.
إقرأ أيضا:تخليص الإبريز في تلخيص باريزواستطاع الإنسان تقسيم كل من الليل والنهار إلى 12 ساعة منذ قديم الزمان، وعدد هذه الساعات لا تتغير بتغير الفصول بل وإنما يتغير طول الساعة نفسها فقط، لكن لم تكن هذه التقسيمات تعطى أرقاماً، فمن روائع اللغة العربية أن العرب استطاعوا من خلالها إعطاء كل من هذه الأقسام اسماً مناسباً، وفي هذا المقال سنذكر ساعات أو أقسام الليل كما تمت تسميتها عند العرب قديماً :
الساعة من الليل | التسمية |
---|---|
الساعة الأولى | الشاهد أو الشهادة أو الشفق |
الساعة الثانية | الغسق |
الساعة الثالثة | العتمة |
الساعة الرابعة | الفحمة أو السدفة |
الساعة الخامسة | لموهن أو الجهمة |
الساعة السادسة | القطع أو الحذوة |
الساعة السابعة | الجوشن أو الزلفة أو الجوسم |
الساعة الثامنة | الهتكة أو النهزة أو العبكة |
الساعة التاسعة | التباشير أو السحر |
الساعة العاشرة | الفجر الأول أو الفجر |
الساعة الحادية عشرة | الفجر الثاني أو الصبح أو المعرض |
الساعة الثانية عشرة | الفجر المعترض، أو الصباح أو الأسفار، وهي آخر ساعة من ساعات الليل |
وقد نجد بعض هذه التسميات مذكورةً في القرآن الكريم، ومنها السحر كما جاء في قوله تعالى : “وبالأسحار هم يستغفرون”، والمقصود بالسحر هو الثلث الأخير من الليل، وهو الوقت المبارك الذي يجاب فيه دعاء المسلم.
إقرأ أيضا:تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار