فروة الرأس
فروة الرأس هي الجلد الموجود في أعلى الرأس، وفي حال عدم وجود مشاكل تؤدي لفقدان الشعر فإنّه ينمو بشكل طبيعي على فروة الرأس، وفي الحقيقة يمكن للعديد من المشاكل الجلدية أن تؤثر في فروة الرأس، ولعلّ من بين أبرز الأعراض التي تُصاحب الكثير من الحالات الصحية المتعلّقة بفروة الرأس ما يُعرف بإيلام فروة الرأس (بالإنجليزيّة: Scalp tenderness)، ويمكن تعريف هذه الحالة بظهور عَرَض أو مجموعة من الأعراض التي تشمل؛ الألم عند اللمس، أو الالتهاب، أو التنميل، أو التهيّج، أو الحكة، أو الخفقان، أو الرقّة والحساسية في فروة الرأس كنوع من الاستجابة المناعية لأحد الحالات الطبية الموجودة فيها، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الشعور بألم فروة الرأس وأهمّها؛ طبيعة فروة الرأس الدهنية أو الجافة، والتوتر، والقلق، والاكتئاب، والمعاناة من بعض أنواع الحساسية، والربو، والعيش في منطقة ذات مناخ متقلّب أو بيئة باردة.
أسباب ألم فروة الرأس
يعود السبب وراء الشعور بألم فروة الراس إلى أحد الأسباب التالية:
- ممارسات حياتية: ومنها؛ عمل تسريحات الشعر الشادّة، وارتداء عصابات الرأس أو الخوذات، والاستخدام المستمرّ أو غير الصحيح لمنتجات الشعر مثل؛ الصبغة، واستخدام مجفّفات الشعر أو أدوات كوي ولفّ الشعر، وفرك أو استخدام فرشاة الشعر وهو مبلّل مما يؤدي إلى كسر بصيلات الشعر. وتجدر الإشارة إلى وجود عوامل أخرى قد تتسبب بألم فروة الرأس مثل؛ حروق الشمس، ولدغات الحشرات، وحب الشباب
- التهاب جُريبات الشعر: يحدث التهاب جُريبات الشعر (بالإنجليزيّة: Folliculitis) نتيجة إصابة بُصيلات أو جُريبات الشعر بالعدوى البكتيرية، أو الفيروسية، أو الفطرية، ويظهر الالتهاب على شكل بثرة حمراء تُسبّب الألم في فروة الرأس، وقد تحتوي على رأس أبيض وقشور.
- الثعلبة: هناك عدّة أشكال لفقدان الشعر التابع للثعلبة (بالإنجليزيّة: Alopecia) ومنها؛ الثعلبة البقعية التي تُسبّب الإيلام في فروة الرأس نتيجة تساقط بصيلات الشعر على شكل مجموعات دائرية من فروة الرأس، الأمر الذي ينتج عنه ظهور بقع فارغة من الشعر في فروة الرأس، وهناك الثعلبة الكليّة التي تتضمّن فقدان كل شعر الرأس.
- الألم العصبي القذالي: يُعدّ الألم العصبي القذالي (بالإنجليزيّة: Occipital Neuralgia) أحد أنواع الصداع، والذي يؤثر في الأعصاب الحسية التي تمتدّ من الجزء العلوي للرقبة إلى الجزء الخلفي من الرأس، ويظهر الألم على شكل نبض، أو وجع، أو حرق، أو طعن حادّ، ويمكن للألم أن يظهر على أحد جهتيّ الرأس أو كلتيهما، كما أنّه يمكن للألم الانتقال من موقعه إلى جانب الرأس، أو إلى الأمام باتجاه الجبهة، وفي الحقيقة يمكن أن يُصاحب الألم العصبي القذالي أعراض الصداع الأخرى مثل؛ الحساسية للضوء، والحساسية للصوت، وإيلام فروة الرأس، كما قد يعاني المصاب من زيادة في حدّة الألم عند تحريك الرقبة.
- صدفية فروة الرأس: (بالإنجليزيّة: Scalp Psoriasis) تُعتبر الصدفية حالة جلدية شائعة الحدوث، وطويلة الأمد، ويمكن أن تؤثر في فروة الرأس، وتظهر في هذه الحالة على شكل بقع أو لويحات حمراء سميكة ومتقشّرة في الجزء الخلفي من الرأس غالباً، كما يمكن أن تظهر في مناطق أخرى من فروة الرأس أو على كامل فروة الرأس، وتجدر الإشارة إلى أّنه قد تمتدّ صدفية فروة الرأس إلى ما بعد خط الشعر بقليل باتجاه الوجه، وتتميّز الصدفية التي تؤثر في فروة الرأس بوجود قشرة سميكة فوق الجلد الأحمر المتقشّر يكون لونها أبيض مائلاً للفضي عادةً، وفي الحقيقة قد تُسبب قشرة الرأس الشديدة الحرج للمصاب، بالإضافة إلى احتمالية وجود حكّة جلدية في فروة الرأس، والشعور بألم في فروة الرأس.
- الخرّاجات: يمكن أن تظهر تكتّلات ملساء وصلبة في بصيلات الشعر التي تقوم بتثبيت الشعر على فروة الرأس، وتُسمّى بالكيسات أو الخرّاجات، وعادةً تنمو ببطئ دون أن تُسبّب الأذى للمنطقة، ولكن في بعض الأحيان تتورم هذه التكتلات وتسبّب الألم في فروة الرأس، وقد يخرج منها سائل كثيف ذو رائحة كريهة.
- قمل الرأس: إنّ إصابة شعر الرأس بحشرة القمل صغيرة الحجم يؤدي إلى إثارة الحكة الشديدة في فروة الرأس، الأمر الذي قد ينتج عنه تقرّحات جلدية مؤلمة في فروة الرأس، وعادةً يرتبط بيض القمل بجسم الشعرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ القمل شديد العدوى ويمكن أن تبقى حشرة القمل على فروة الرأس حتى 30 يوماُ، بينما يمكن للبيوض أن تعيش فترة أطول من ذلك.
- سعفة فروة الرأس: هي عبارة عن عدوى فطرية شائعة بكثرة لدى الأطفال، تظهر على شكل بقع جلدية خالية من الشعر ومثيرة للحكة، وعادةً تزداد سوءاً مع الوقت، كما أنّها قد تُسبّب تقرّحات مؤلمة على فروة الرأس تكون مليئة بالسوائل تُدعى شهدة (بالإنجليزيّة: kerion).
- التهاب الجلد: يُعتبر التهاب الجلد أحد الحالات الشائعة والتي تتضمن ظهور الطفح الجلديّ، والحكة، والانتفاخ في الجلد، بالإضافة إلى احتمالية ظهور البثور، والقشور، ويعود السبب في ظهور هذه الأعراض في كثير من الأحيان إلى تلامس جلد فروة الرأس مع بعض المواد مثل؛ المعادن، والصابون، واللبلاب السام، ومستحضرات التجميل، وبعض منظفات الشعر، ومنتجات الشعر.
- التهاب الشريان الصدغي: يمثّل التهاب الشريان الصدغي أحد أشكال التهاب الأوعية الدموية الأكثر شيوعاً، وهو يُصيب الشرايين القريبة من منطقة الصدغ، والتي تنقل الدم من القلب إلى فروة الرأس، وفي الحقيقة يحدث التهاب الشريان الصدغي لدى الكبار في السن الذين تجاوزوا الخمسين سنة في الغالب، كما أنّ النساء أكثر عرضةً لهذا الالتهاب من الرجال، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تشخيص المرض من البداية لتفادي إصابة أوعية دموية أخرى، أو حدوث مضاعفات قد تصل للإصابة بالعمى، والسكتة الدماغية، ولعلّ من أهم الأعراض المصاحبة لالتهاب الشريان الصدغي هو الصداع المستمرّ النابضيّ على أحد أو كلا جانبيّ الرأس، بالإضافة إلى التعب، والحمى، وألم الفكّ، والإيلام في فروة الرأس أو الصدغين، ومشاكل الرؤية، وآلام العضلات.
- العلاج الكيميائي: يؤدي علاج مرض السرطان باستخدام أدوية العلاج الكيميائي إلى قتل الخلايا السرطانية سريعة النموّ في الجسم، وفي الحقيقة فإنّها لا تكتفي بذلك بل تؤثر في باقي خلايا الجسم سريعة النموّ أيضاً بما في ذلك خلايا جذور الشعر الموجودة في فروة الرأس، كما قد يشعر المريض بالإيلام في فروة الرأس، وعادةً ما يبدأ الشعر بالتساقط بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من بداية العلاج، ثم يعود بالنموّ من جديد بعد عدّة أسابيع من انتهاء العلاج.