الأسباب العامة لنقص كريات الدم البيضاء
نقص كريات الدم البيضاء (بالإنجليزية: Leukopenia)، وانخفاض تعداد خلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: Low white blood cell count)، وقلة الكريات البيضاء، جميعها مصطلحات تُستخدم للدلالة على انخفاض تعداد خلايا الدم البيضاء في الدم التي يتم إنتاجها في نخاع العظم. وعند الحديث عن الأسباب المحتملة لنقص عدد كريات الدم البيضاء، فإنّ معرفة العمليات التي تحدث داخل الجسم وما ينتج عنها من نقص في كريات الدم البيضاء لأمر مهم، وتشمل هذه العمليات ما يأتي:
- انخفاض الإنتاج: تتعدد العوامل المؤدية إلى انخفاض إنتاج كريات الدم البيضاء، إذ قد يكون ذلك ناتجًا عن مشاكل تؤثر في نخاع العظم، وقد يكون ناتجًا عن سوء التغذية ونقص العناصر المهمة لإنتاج كريات الدم البيضاء، بما في ذلك الفيتامينات، والبروتينات، والسعرات الحرارية.
- زيادة التحطيم: إذ تتحطم كريات الدم البيضاء وتتفكك بسرعة كبيرة بواسطة الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies) التي يتم إنتاجها في حال وجود بعض الاضطرابات كأمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune disorders)، ويُقصد بها المشاكل التي يُنتج فيها الجهاز المناعي أجسامًا مضادة تُحارب خلايا الجسم الطبيعة بدلًا من محاربة مُسببات الأمراض والعدوى.
- زيادة الاستهلاك: ويحدث هذا في حال إصابة الجسم بالعدوى وخاصة الشديدة منها كالإنتان ويُسمى أيضًا تعفن الدم (بالإنجليزية: Sepsis)، حيث يتم استهلاك مخزون الجسم من كريات الدم البيضاء لمحاربة العدوى بشكل يفوق الحدّ المعتاد.
- الاحتجاز: ويعني حبس وعزل خلايا الدم البيضاء وتراكمها في الطحال (بالإنجليزية: Spleen) نتيجة الإصابة بحالات مرضية معينة كتشمع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis).
الأمراض والحالات التي قد تسبب نقص كريات الدم البيضاء
قد ينجم نقص كريات الدم البيضاء عن أسباب وحالات عدة، يمكن بيانها على النحو الآتي:
إقرأ أيضا:فوائد وأضرار الثلج- العدوى: تُعد العدوى أحد الأسباب الشائعة لنقص تعداد كريات الدم البيضاء، وقد يحدث ذلك في مرحلة ما بعد العدوى في بعض أنواع العدوى أو خلال العدوى الحادة في بعض الحالات، وبشكل عام فإنّ أنواع العدوى التي تسبب انخفاضًا في كريات الدم البيضاء هي:
- العدوى الفيروسية التي تحدث نتيجة الإصابة بفيروس إبشتاين-بار (بالإنجليزية: Epstein Barr Virus)، والفيروس التنفسي المخلوي (بالإنجليزية: Respiratory Syncytial Virus)، وفيروس بارفو (بالإنجليزية: Parvovirus)، وفيروس الإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenzae)، والفيروس المضخم للخلايا (بالإنجليزية: Cytomegalovirus)، والفيروسات المسؤولة عن التهاب الكبد الوبائي أ (بالإنجليزية: Hepatitis A) والتهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، وفيروس الحصبة (بالإنجليزية: Measles Virus)، وفيروس حمى الضنك (بالإنجليزية: Dengue Fever)، وفيروس عوز المناعة البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus (HIV)).
- الأمراض الركتسية (بالإنجليزية: Rickettsia) مثل: داء لايم (بالإنجليزية: Lyme Disease)، وداء إيرليخ (بالإنجليزية: Ehrlichiosis)، وداء الأنابلازما، والحمى النمشية (بالإنجليزية: Typhus)، وحمى الجبال الصخرية المبقعة (بالإنجليزية: Rocky Mountain Spotted Fever).
- العدوى البكتيرية مثل: الإصابة ببكتيريا الشيغيلا (بالإنجليزية: Shigella)، وبكتيريا السلمونيلا (بالإنجليزية: Salmonella)، والبكتيريا المسببة للسعال الديكي (بالإنجليزية: Whooping Cough)، والبكتيريا المسببة لداء البروسيلات (بالإنجليزية: Brucellosis)، والبكتيريا المسببة للسل (بالإنجليزية: Tuberculosis)، وسلالات بكتيريا المتفطرات اللانموذجية (بالإنجليزية: Atypical mycobacteria)، والبكتيريا المسببة لحمى الببغاوات (بالإنجليزية: Pisttacosis).
- الطفيليات ومنها الملاريا (بالإنجليزية: Malaria).
- المشاكل المتعلقة بالنخاع العظمي: يُطلق على النخاع العظمي ما يُعرف بالمركز الإسفنجي للعظام وهو المسؤول عن صنع خلايا الدم، وإنّ وجود مشاكل في النخاع العظمي قد تضر بقدرته على إنتاج كريات الدم البيضاء، فعلى سبيل المثال تؤثر البيئة المليئة بالمواد الكيميائية كالبنزين والمبيدات الحشرية في قدرة النخاع العظمي على إنتاج كريات الدم البيضاء، وكذلك الحال مع بعض أنواع السرطان وعلاجاته الكيميائية والإشعاعية.
- أمراض المناعة الذاتية: حيث تتضمن هذه الأمراض مهاجمة الجسم لخلاياه الدموية البيضاء وتدمرها، ومن أبرز هذه الأمراض: الذئبة (بالإنجليزية: Lupus) والتهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis).
- سوء التغذية: يتسبب سوء التغذية بعدم الحصول على المستويات المطلوبة من الفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة لتصنيع كريات الدم البيضاء مثل: حمض الفوليك (بالإنجليزية: Folic Acid) وفيتامين ب 12 (بالإنجليزية: Vitamin B12)، ومن ناحية أخرى فإنّ تناول المنتجات الضارة كالكحول من الممكن أن يؤثر سلبًا في مخزون الجسم من العناصر الغذائية وتعداده من كريات الدم البيضاء.
- الاضطرابات المتعلقة بالطحال: إنّ إصابة الطحال بالعدوى، أو تعرضه لجلطة دموية، وأي مشكلة أخرى من الممكن أن تؤثر في أدائه وتؤدي إلى تضخمه، وبالتالي ينخفض عدد كريات الدم البيضاء في الجسم لأنّه أحد الأعضاء المنتجة لخلايا الدم البيضاء أيضًا، ومن أبرز مشاكل الطحال فرط نشاطه الذي يعني أن يدمر الطحال خلايا الدم البيضاء نتيجة لتضخمه مما يؤدي إلى نقص عددها وحدوث فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia).
- الغرناوية: وتُسمى أيضًا داء الساركويد (بالإنجليزية: Sarcoidosis) وهي أحد الأمراض المناعية التي تتسبب بإحداث التهابات في أجزاء صغيرة من الجسم خلال رد فعل مبالغ فيه من الجهاز المناعي، ويمكن أن يؤثر داء الساركويد في نخاع العظم، وبالتالي يؤدي إلى نقص كريات الدم البيضاء.
- الاضطرابات المتعلقة بالولادة: وهي الاضطرابات الخَلقية (بالإنجليزية: Congenital disorders) كمتلازمة كوستمان (بالإنجليزية: Kostmann syndrome).
العلاجات والأدوية التي قد تسبب نقص كريات الدم البيضاء
غالبًا فإنّ آلية العمل التي تؤثر بها الأدوية في عدد كريات الدم البيضاء مرتبطة بالجهاز المناعي للجسم، وبعض الأدوية على الجانب الآخر تتسبب في خفض عدد كريات الدم البيضاء عن طريق تثبيط نخاع العظم كأدوية العلاج الكيميائي للسرطان، وفيما يأتي ذكر للأدوية والعلاجات التي قد تتسبب بانخفاض عدد كريات الدم البيضاء:
إقرأ أيضا:أعراض التهاب المهبل- علاجات السرطان: وتشمل العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy)، والعلاج بالأشعة (بالإنجليزية: Radiation therapy)، وزراعة النخاع العظمي (بالإنجليزية: Bone marrow transplant).
- الأدوية الأخرى: نذكر منها ما يأتي:
- دواء كلوزابين (بالإنجليزية: Clozapine) وهو أحد أنواع مضادات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics).
- الأدوية المضادة للصرع مثل: فالبروات الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium Valproate) واللاموتريجين (بالإنجليزية: Lamotrigine).
- الأدوية المثبطة للمناعة والمستخدمة في عمليات زراعة الأعضاء مثل: دواء سيروليموس (بالإنجليزية: Sirolimus)، ودواء التاكروليمس (بالإنجليزية: Tacrolimus)، ودواء ميكوفينوليت موفيتيل (بالإنجليزية: Mycophenolate mofetil)، ودواء السيكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporine).
- دواء الإنترفيرون (بالإنجليزية: Interferon) المستخدم في علاج التصلب المتعدد (بالإنجليزية: Multiple sclerosis).
- الدواء المستخدم في علاج إدمان التدخين والمضاد للاكتئاب المعروف باسم البوبروبيون (بالإنجليزية: Bupropion).
- بعض المضادات الحيوية مثل: البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin) والمينوسيكلين (بالإنجليزية: Minocycline).
نقص كريات الدم البيضاء مجهول السبب
يُستخدم مصطلح مجهول السبب (بالإنجليزية: Idiopathic) عندما لا يكون سبب نقص كريات الدم البيضاء معروفًا على الرغم من إجراء الفحوصات الشاملة، ومثال ذلك قلة الخلايا المتعادلة (بالإنجليزية: Neutropenia) المزمن مجهول السبب.
أسباب نقص كريات الدم البيضاء حسب نوعها
قد لا يشمل نقص كريات الدم البيضاء جميع الأنواع، ففي بعض الحالات المرضية ينخفض نوع من أنواع الخلايا البيضاء في حين تبقى الأخرى ضمن مستوياتها الطبيعية، وهذا قد يساعد في الكشف عن وجود مرض معين والتنبؤ بشدته.
إقرأ أيضا:علاج الإنفلونزاقلة الخلايا المتعادلة
توجد طريقتان تتسببان بحدوث قلة الخلايا المتعادلة (بالإنجليزية: Neutropenia)، الأولى عدم قدرة نخاع العظم على إنتاج حاجة الجسم من هذه الخلايا، والأخرى سرعة استخدام الخلايا المتعادلة وتحطيمها بما لا يتوافق مع سرعة إنتاجها، وتندرج تحت هاتين الطريقتين أسباب عدة، يمكن ذكرها على النحو الآتي:
- العدوى المختلفة مثل: التهابات الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis)، والسل، وتعفن الدم، وداء لايم.
- الأدوية وخاصة العلاج الكيميائي الذي يُعد أكثر أسباب قلة الخلايا المتعادلة شيوعًا.
- السرطان، وأمراض نخاع العظم، وأمراض الدم الأخرى.
- سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن الضرورية لبناء الخلايا المتعادلة مثل: النحاس، وفيتامين ب 12، وحمض الفوليك.
- أمراض المناعة الذاتية مثل: داء كرونز (بالإنجليزية: Crohn’s Disease)، والذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
انخفاض تعداد الخلايا الحمضية
عادة لا يُعدّ انخفاض تعداد الخلايا الحمضية (بالإنجليزية: Eosinophils) مشكلة تؤثر في صحة الجسم، حيث تعوض أجزاء الجهاز المناعي الأخرى النقص، وعادة ما يتم الكشف عن انخفاض تعداد الخلايا الحمضية خلال إجراء تعداد الدم الكامل لأهداف أخرى، ومن أبرز الحالات المرضية المرتبطة بانخفاض تعداد الخلايا الحمضية متلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing syndrome)، وتعفن الدم، وأخذ أدوية الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids).
نقص الخلايا القاعدية
عادة ما يرتبط نقص الخلايا القاعدية (بالإنجليزية: Basophils) بحالات مرضية عدة، ومن أبرز هذه الحالات ما يأتي:
- أمراض الحساسية مثل: الشرية (بالإنجليزية: Utricaria)، والوذمة الوعائية (بالإنجليزية: Angioedema)، وصدمة الحساسية (بالإنجليزية: Anaphylaxis) التي تُسمى أيضًا التأق، وحالات التحسس الشديد.
- الاستخدام طويل الأمد للكورتيكوستيرويد واستخدامها بجرعات عالية.
- الإجهاد والتوتر.
- المرحلة الحادة من العدوى والالتهابات.
- فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) والتسمم الدرقي (بالإنجليزية: Thyrotoxicosis).
قلة اللمفاويات
قلة اللمفاويات (بالإنجليزية: Lymphocytopenia) هو مرض يقل فيه عدد نوع معين من خلايا الدم البيضاء يُعرف بالخلايا اللمفاوية (بالإنجليزية: Lymphocytes)، وتحدث قلة اللمفاويات نتيجة للعديد من الأمراض، والظروف، والعوامل التي قد تكون مكتسبة أو موروثة، ونعني بالمكتسبة أي تلك التي لم تكن موجودة عند الولادة، وإنّما تم تطويرها بعد ذلك، أما الموروثة فتعني تلك المحمولة على الجينات والمنقولة من الآباء إلى الأبناء، وفيما يأتي ذكر لأسباب قلة اللمفاويات بشكل أكثر تفصيلًا:
- الأسباب المكتسبة: تشمل الظروف، والأمراض، والعوامل المكتسبة كلًا مما يأتي:
- الأمراض الناجمة عن العدوى مثل: السل، والإيدز (بالإنجليزية: AIDS)، والتهاب الكبد الفيروسي، والحمى التيفية (بالإنجليزية: Typhoid fever).
- الذئبة وغيرها من أمراض المناعة الذاتية.
- استخدام أدوية الستيرويد (بالإنجليزية: Steroid).
- أمراض الدم مثل: سرطانات الدم، وداء هودجكن (بالإنجليزية: Hodgkin’s disease)، وفقر الدم اللاتنسجي (بالإنجليزية: Aplastic Anemia).
- علاج السرطان الإشعاعي والكيميائي.
- الأسباب الموروثة: وتشمل الأمراض الموروثة النادرة مثل: شذوذ دي جورج (بالإنجليزية: DiGeorge)، ومتلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrish syndrome)، ومتلازمة عوز المناعة المشترك الشديد (بالإنجليزية: Severe combined immunodeficiency syndrome)، ومتلازمة الرنح وتوسع الشعيرات (بالإنجليزية: Ataxia- telangiectasia).
انخفاض تعداد الخلايا الوحيدة
يحدث انخفاض تعداد الخلايا الوحيدة (بالإنجليزية: Monocyte) نتيجة أسباب عدة، ويُقال إنّ هناك انخفاض في عدد الخلايا الوحيدة إذا قل عددها عن 500 خلية لكل ميكرولتر من الدم، ومن أبرز أسباب انخفاضها ما يأتي:
- كبت نقي العظم (بالإنجليزية: Myelosuppression) الذي يحدث نتيجة للعلاج الكيميائي مع وجود نقص في الأنواع الأخرى من كريات الدم البيضاء الذي يُعرف بقلة الكريات (بالإنجليزية: Cytopenia).
- حدوث طفرة في الخلايا المكونة للدم.
- الأورام السرطانية مثل: لمفوما هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin’s lymphoma)، وابيضاض الدم الليمفاوي الحاد (بالإنجليزية: Acute lymphoblastic leukemia)، وسرطان الدم المشعر للخلايا (بالإنجليزية: Hairy Cell Leukemia).
- العدوى مثل: الإيدز، وفيروس إبشتاين-بار، والفيروسات الغدانية (بالإنجليزية: Adenovirus)، والسل الدخني (بالإنجليزية: Miliary tuberculosis).
- العلاج بالكورتيكوستيرويد والغلوبيولين المناعي (بالإنجليزية: Immunoglobulin).
- استئصال الأمعاء والمعدة.
- انخفاض تعداد الخلايا الوحيدة المؤقت الذي يحدث نتيجة تسمم داخلي، وأثناء غسيل الكلى، والإصابة بقلة العدلات الدورية (بالإنجليزية: Cyclic neutropenia).