نظرة عامة عن الطحالب
تُعرف الطحالب على أنّها كائنات شبيهة بالنباتات ذات تركيب بسيط يفتقر معظمها إلى وجود الأوراق، والسيقان، والجذور، والأنسجة الوعائية، والأزهار، بينما تحتوي جميع الطحالب على صبغة الكلوروفيل، وعادةً ما يُمكن العثور على الطحالب في البيئات المائية؛ كالبحيرات، والمحيطات، والفوّهات الحرمائية، والينابيع الحارّة القريبة من البراكين، وتوجد الطحالب بأشكال وأحجام مختلفة، فقد تتواجد في الطبيعة على شكل دياتوم وحيد الخلية أو ما يُسمّى بالطحالب الدقيقة، أو قد تتواجد بهيئات ضخمة متعددة الخلايا؛ كعشب البحر أو الطحالب البحرية، ويعود منشأ الطحالب إلى العصر ما قبل الكامبري، فقد تمّ العثور عليها في السجل الأحفوري منذ ما يُقارب ثلاثة مليارات سنة.
أهمية الطحالب في السلاسل الغذائية
تُعبّر كلّ من السلسلة الغذائية والشبكة الغذائية عن تدفّق الطاقة عبر النظام البيئي، فالسلسلة الغذائية تُظهر تدفّق الطاقة عبر علاقة خطيّة واحدة، أمّا الشبكة الغذائية فتُظهر التفاعلات المتعددة الحاصلة بين أنواع مختلفة من الكائنات الحية، لذا فإنّ الشبكات الغذائية تُعطي وصفاً أكثر واقعيةً لتدفّق الطاقة في النظام البيئي.
تلعب الطحالب دوراً مهمّاً في الشبكات والسلاسل الغذائية في النظام البيئي، فعلى غرار جميع الأنواع النباتية تُشكّل الطحالب أساس هذه الشبكات والسلاسل الغذائية، حيث إنّها تُشكّل الأساس للشبكات الغذائية المائية، وبالتالي أساس وجود جميع الكائنات البحرية تقريباً، بما في ذلك الحيتان، والفقمات، والأسماك، والسلاحف، والجمبري، والسلطعون، والمحار، والأخطبوط، ونجم البحر، والديدان، وتكمن أهمية الطحالب تحديداً في تصنيعها لجزيئات غذاء عضويّة باستخدام ثاني أكسيد الكربون والماء بوجود الطاقة المستمدة من أشعة الشمس خلال عملية البناء الضوئي، وهي الجزئيات التي تتغذّى عليها الكائنات البحرية، كما ينتج عن البناء الضوئي غاز الأكسجين كمنتج ثانوي تُحرّره الطحالب، ويُعتقد بأنّ الطحالب توفّر ما نسبته 30-50% من نسبة الأكسجين العالمية المتاحة لتنفس الإنسان والحيوانات البريّة.
إقرأ أيضا:فوائد العكوبدور الطحالب في السلاسل الغذائية
تُعتبر الطحالب كائنات ذاتية التغذية، حيث لديها القدرة على تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون والماء بوجود الضوء إلى سكريّات خلال عملية البناء الضوئي التي ينتج عنها غاز الأكسجين الضروري لتنفس الكائنات المائية، ونظراً إلى أنّ الطحالب تُشكّل أساس السلاسل الغذائية المائية، فإنّ بقيّة الكائنات المائية تعتمد عليها بشكل مباشر أو غير مباشر للبقاء على قيد الحياة.
تتعدّد أنواع الطحالب ومن أشهرها العوالق النباتية ذات الأحجام المجهرية، إذ تُشكّل هذه العوالق الأساس لجميع الشبكات الغذائية البحرية، فهي تُغذّي الأسماك الصغيرة والقشريّات، والتي تُعتبر غذاءً للحيوانات المائية الأكبر، وقد تمتد هذه السلاسل لتشمل الحياة البريّة لتنتهي بالحيوانات المفترسة أو الإنسان، والذي قد يتغذّى على الطحالب بشكل مباشر دون المرور بالسلسلة الغذائية كاملة، كما يستغل الإنسان بعض أنواع الطحالب في بعض الأغراض الصناعية والتجارية، أمّا الأنواع الأكبر حجماً من الطحالب فتُشكّل مصدراً غذائياً لعدد أقل من المستهلكات، ولكنّها تُساهم في الشبكات الغذائية بطريقة فعّالة عن طريق تحليل وتوفير المُغذيّات للتربة والكائنات الحية الصغيرة.
يوضّح الجدول الآتي مثالين لسلاسل غذائية إحداهما خاصة بالوحدة الأحيائية لبركة، والثانية خاصة بوحدة أحيائية محيطية، حيث تُشكّل الطحالب بدايتهما:
المستوى الغذائي | وحدة أحيائية لبركة | وحدة أحيائية محيطية |
---|---|---|
منتجات | الطحالب | العوالق النباتية |
مستهلك أول | يرقات الحشرات | العوالق الحيوانية |
مستهلك ثاني | سمك المنوة الصغير | الأسماك |
مستهلك ثالث | الضفدع | الفقمة |
مستهلك رابع | الراكون | سمك القرش |