الثعلبة والقرع
تُعدّ الثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia areata) مرضاً غير معدٍ، وليس له علاقة بتلف الأعصاب، فهو من الأمراض المناعية الذاتية؛ التي يهاجم فيها جهاز المناعة بصيلات الشعر ممّا يؤدي إلى سقوطها، وقد يأتي فقدان الشعر على عدة أشكال تتمثل بفقدان الشعر بشكلٍ رُقَعيّ، أو فقدان شعر فروة الرأس بالكامل، أو فقدان شعر الجسم بالكامل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشعر في حالة الإصابة بالثعلبة يمر بمراحل تتراوح بين النمو والسقوط، ولكن قد تطول فترة السقوط وتمتد لسنوات عديدة في بعض الحالات. أمّا القرع (بالإنجليزية: Favus) فيحدث نتيجة الإصابة بعدوى فطرية جلدية، تحدث تدميراً وتلفاً في الشعر، كما أنّ القرع قد يُصيب المناطق الخالية من الشعر، والأظافر كذلك، ومن الجدير بالذكر أنّ القرع يُصيب كلا الجنسين بمختلف الأعمار، لكنْ غالباً ما يتم الكشف عنه في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
الفرق بين الثعلبة والقرع
الأسباب
فيما يلي بيان لأسباب الإصابة بكل من الثعلبة والقرع:
- أسباب الثعلبة: في الحقيقة توجد عدّة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالثعلبة، بالإضافة للاستعداد والقابلية الجينية للإصابة بها؛ حيث إنّ إصابة أحد الوالديّن بالثعلبة تزيد من احتمالية إصابة الأبناء بها بنسبة 50%، كما ترتبط الإصابة بالثعلبة بمجموعة أخرى من الأمراض التي تزيد من احتمالية الإصابة بها وهي:
- أمراض مناعيّة أخرى كالبُهاق (بالإنجليزية: Vitiligo) والتهاب الغدة الدرقية.
- مرض الربو، وأمراض الحساسية كالإكزيما وحساسية الأنف (بالإنجليزية: Allergic rhinitis).
- أسباب القرع: يُعدّ القرع أحد أشكال عدوى الشعر الفطرية الشديدة، التي تنتج في أغلب الحالت عن جنس من الفطريات يُعرف بالشعورية الشونلاينيَّة (بالإنجليزية: Trichophyton schoenleinii)، ويُعدّ القرع مرضاً شديد العدوى، فقيام المصاب بحك منطقة سليمة من جسده قد يكون كافياً لنقل العدوى إليها، كما أنّها تنتقل بسهولة من شخص لآخر عن طريق الاتصال المباشر بشخص مصاب ولمس المنطقة المتأثرة بالعدوى، أو مشاركة الأغراض الشخصية مع الآخرين، وفي بعض الحالات النادرة قد تنتقل عن طريق الحيوانات المصابة بالعدوى.
الأعراض
فيما يلي بيان لأهم الأعراض المختلفة التي تظهر على المصابين بالثعلبة والمصابين بمرض القرع:
إقرأ أيضا:كيف تعتنين بشعرك- أعراض الثعلبة: يُرافق الإصابة بالثعلبة واحدة أو عديد من الأعراض الآتية نذكر منها:
- سقوط الشعر بشكل رُقعيّ، تظهر منطقة الصلع على هيئة رقعة واحدة، أو العديد من الرقاع الملساء الفارغة من الشعر بحجم قطعة معدنية على فروة الرأس، وقد يحدث تساقط الشعر في أي منطقة أخرى من الجسم مثل الحاجبين والرموش والذقن.
- سقوط الشعر في مناطق أوسع، فمع مرور الوقت قد يصل البعض إلى الصلع التام، أو في حالات نادرة قد يصل الأمر لسقوط شعر الجسم بشكلٍ كليّ.
- تغيّرات في الأظافر، فقد تظهر خطوط أو بقع بيضاء على أظافر القدمين واليدين وتكون خشنة الملمس، ضعيفةٌ وسهلة التكسر.
- أعراض القرع: يظهر القرع على هيئة قشور صفراء تتجمع في مجموعات تُشبه خلية النحل، وتخترق خصلة الشعر من الداخل، وتنتشر إلى محيطها، وتظهر الأعراض تِبعاً لمدى شدة الإصابة حيث تمر الإصابة بالقرع على ثلاث مراحل وهي كالآتي:
- المرحلة الأولى: احمرار والتهاب المنطقة المحيطة ببصيلة الشعر مع بقاء الشعر وعدم سقوطه.
- المرحلة الثانية: ظهور القشور الصفراء، وبدء تساقط الشعر.
- المرحلة الثالثة: تساقط هائل للشعر مع إصابة ما يُقارب ثلث فروة الرأس بالعدوى، بالإضافة إلى تندّب فروة الرأس.
العلاج
فيما يلي بيان لبعض الطرق العلاجية المتبعة لعلاج كل من الثعلبة والقرع:
إقرأ أيضا:كيف أعتني بشعري الدهني- علاج الثعلبة: في الحقيقة لا يوجد علاج شاف للإصابة بالثعلبة، وغالباً ما يعود الشعر للنمو من تلقاء نفسه، إلّا أنّ استخدام بعض العلاجات قد يُسرّعُ عملية نمو الشعر، ومن هذه العلاجات نذكر ما يلي:
- الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids)، إذ تقوم الكورتيكوستيرويدات بتثبيط عمل جهاز المناعة ممّا يسمح بنمو الشعر بشكلٍ أسرع مرة أخرى، حيث يتم إعطاء هذه المجموعة من الأدوية للبالغين المصابين عن طريق حقنها في المناطق المصابة كل ثلاثة إلى ستة أسابيع، وغالباً ما يبدأ الشعر بالنمو بعد مرور ما يُقارب أربعة أسابيع من إعطاء الحقنة الأخيرة، وتتوفر هذه الكورتيكوستيرويدات بأشكال صيدلانية أخرى كالمراهم والكريمات الموضعية التي تُعتبر الخيار الأفضل لعلاج الأطفال المصابين بالثعلبة، لكنّها تُعدّ أقل فعاليّة من الحقن.
- مينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil)، يُعدّ المسنوكسيديل من الأدوية التي يمكن أن يستخدمها البالغيون والأطفال على حدّ سواء، وغالباً ما يتم استخدامه بالتزامن مع علاجاتٍ أخرى، ويبدأ الشعر بالنمو بعد ما يُقارب ثلاثة أشهرٍ من بدء العلاج والذي يتم من خلال وضعه مرتين في اليوم على المناطق المصابة.
- أنثرالين (بالإنجليزية: Anthralin)، حيث يتم وضعه على المناطق المصابة لمدة 20-60 دقيقة، ثم غسله لمنع حدوث أي تهيّجٍ في المنطقة.
- دايفن سيبرون (بالإنجليزية: Diphencyprone)، حيث يتمّ تطبيقه على المنطقة المصابة، فينشأ عن ذلك حدوث رد فعلٍ تحسسيّ فيها، ممّا يُحفز الجهاز المناعي لإرسال خلايا دمٍ بيضاء إلى المنطقة المصابة، لتعمل على مقاومة الالتهاب فيها، فتقلل بذلك من مشكلة تساقط الشعر.
- علاج القرع: في الحقيقة يمكن القول إنّ القرع من الأمراض المزمنة؛ فقد تستمر الإصابة به لما يُقارب 10-20 عاماً، ويرتبط بخطورة كبيرة لتساقط الشعر وتندّب فروة الرأس، ممّا يجلعه مصدر قلقٍ في حال لم تتم معالجته بشكلٍ فعّال، ويمكن علاج القرع من خلال استخدام مضاد فطريات فموي؛ حيث يُعدّ دواء الغريسيوفولفين (بالإنجليزية: Griseofulvin) واحداً من أفضل العلاجات الفعالة، كما تمتلك بعض الأدوية الأخرى القدرة على التخلص من القرع كالتيربينافين (بالإنجليزية: Terbinafine)، والإيتراكونازول (بالإنجليزية: Itraconazole)، والفلوكونازول (Fluconazole)، بالإضافة إلى استخدام مراهم موضعية تحتوي على الكيتوكونازول (بالإنجليزية: Ketoconazole) أو كبريتيد السيلينيوم (بالإنجليزية: Selenium sulphide).