المجموعة الشمسية

ما سبب حدوث أطوار القمر

نظرة عامة حول أطوار القمر

يُعتبر قمر كوكب الأرض القمر الوحيد الذي يدور حولها، حيث يبعد عنها مسافة 384,400 كم، كما أنّه أصغر حجماً من الأرض إذ يبلغ عرضه أقل من ثلث عرض الأرض ويبلغ قطره 1,737.5 كم، ويدور القمر حول نفسه بنفس المعدل الذي يدوره به حول الأرض الأمر الذي يجعل جانباً واحداً منه فقط يُمكن رؤيته وهو الجانب الذي يواجه الأرض، وذلك من خلال سقوط ضوء الشمس على أجزاء مختلفة من سطح القمر وانعكاسه في أوقات مختلفة، فيظهر القمر بأشكال مختلفة في سماء الأرض مُشكّلاً ما يُسمّى بأطوار القمر (بالإنجليزية: Lunar phases).

يُمكن تعريف الطور القمري على أنّه جزء القمر الظاهر الذي يُمكن رؤيته من الأرض اعتماداً على مقدار ضوء الشمس المنعكس عن سطحه، ويتمّ تسمية الطور اعتماداً على ذلك إضافةً إلى مقدار التناقص أو التزايد في مقدار الجزء المرئي الذي يُمكن رؤيته من القمر في ذلك الوقت، وقد استُخدمت أطوار القمر على مرّ التاريخ كنوع من التقويم الزمني، حيث تمّ التعبير عن الأسابيع بعدد الأيام التي تفصل بين أطوار القمر الرئيسية وهي سبعة أيام، كما كانت كلّ دورة قمريّة تُمثّل شهراً.

سبب حدوث أطوار القمر

توجد العديد من المفاهيم الخاطئة في تفسير سبب حدوث أطوار القمر، أكثرها شيوعاً الاعتقاد بأنّ أطوار القمر ناتجة من ظل الأرض الواقع على سطح القمر عند وجودها بين القمر والشمس، وأنّ الأرض أكبر حجماً من القمر بالتالي ستحجب ضوء الشمس عنه، لكن هذا التفسير خاطئ فالقمر يظهر بدراً عند وقوع الأرض بين الشمس والقمر، ويُمكن تلخيص السبب الفعلي في ظهور أطوار مختلفة للقمر أثناء الشهر إلى استغراق القمر 27.3 يوماً للدوران حول الأرض و29.5 يوماً للدوران حول محوره، ممّا يجعل نفس الجانب من القمر يواجه الأرض دائماً، أيّ أنّ معدل دوران القمر حول نفسه يُقارب معدل دورانه حول الأرض وهذا ما يُسمّى بالدوران التزامني للقمر (بالإنجليزية: Synchronous rotation)، وعندما يدور القمر حول الأرض، تتعرّض أجزاء مختلفة منه لضوء الشمس أو تُصبح مُظلمةً في أوقات مختلفة، والتغيّر المُستمر في الإضاءة على سطح القمر يُسبّب ظهور أطواره المختلفة.

إقرأ أيضا:ما هي مجرة درب التبانة

أطوار القمر الثمانية

يمرّ القمر بثمانية أطوار مختلفة أثناء الشهر يُمكن تلخيصها على النحو الآتي:

  • الهلال المتزايد: (بالإنجليزية: Waxing Crescent moon)؛ وهو الطور الذي يبدأ بإضاءة الجزء الغربي من القمر مع بقاء باقي سطحه مُعتماً، ويستمر الجزء المُضاء بالازداياد تدريجياً لذلك سُمّي هذا الطور بالمتزايد.
  • الهلال المتضائل: (بالإنجليزية: Waning Crescent Moon)؛ وهو الطور الذي يحدث عند إضاءة الجزء الشرقي من القمر مع بقاء باقي سطحه مُعتماً ليبدو قريباً من شكل حرف (C)، ويستمرّ الجزء المُضاء بالتضاؤل تدريجياً لذلك سُمّي هذا الطور بالمتضائل.
  • طور الربع الأول: (بالإنجليزية: First Quarter Moon)؛ وهو الطور الذي يحدث عند إضاءة نصف الجزء الغربي من القمر مع بقاء باقي سطحه مُعتماً ليبدو قريباً من شكل حرف (D)، وأثناء هذا الطور يظهر القمر في السماء وقت الظهيرة ويغيب عند منتصف الليل .
  • طور الربع الأخير: (بالإنجليزية: Last Quarter Moon)؛ وهو الطور الذي يحدث عند إضاءة نصف الجزء الشرقي من القمر مع بقاء باقي سطحه مُعتماً، وأثناء هذا الطور يظهر القمر في السماء عند منتصف الليل ويغيب وقت الظهيرة.
  • الأحدب المتزايد: (بالإنجليزية: Waxing gibbous moon)؛ وهو الطور الذي يحدث عند إضاءة الجزء الغربي من القمر ليبدو قريباً من شكل البيضة مع بقاء باقي سطحه مُعتماً، ويستمر الجزء المُضاء بالازداياد تدريجياً.
  • الأحدب المتضائل: (بالإنجليزية: Waning gibbous Moon)؛ وهو الطور الذي يحدث عند إضاءة الجزء الشرقي من القمر ليبدو قريباً من شكل البيضة مع بقاء باقي سطحه مُعتماً، ويستمرّ الجزء المُضاء بالتضاؤل تدريجياً.
  • البدر: (بالإنجليزية: Full moon)؛ وهو الطور الذي يُمكن من خلاله رؤية وجه القمر المقابل للأرض كاملاً، ويحدث ذلك عندما يكون القمر والأرض والشمس على استقامة واحدة نسبياً، وتكون الأرض بينهما إذ يسمح ميلان محور دورانها حول الشمس عن محور دوران القمر حولها بمرور ضوء الشمس وانعكاسه عن سطح القمر ليبدو القمر بدراً كاملاً.
  • المُحاق: (بالإنجليزية: New moon)؛ وهو الطور الذي لا يُمكن خلاله رؤية القمر، ويحدث ذلك عندما يكون القمر والأرض والشمس على استقامة واحدة نسبياً، ويكون القمر بينهما ممّا يحجب ضوء الشمس عن وجه القمر المقابل للأرض، ليختفي القمر ويُصبح غير مرئيّ.

علاقة الكسوف والخسوف بأطوار القمر

يحدث الخسوف (بالإنجليزية: Lunar Eclipse) عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر، ممّا يحجب ضوء الشمس الساقط على القمر فيُغطّي ظلّ الأرض سطح القمر أو جزءاً منه، بينما يحدث الكسوف (بالإنجليزية: Solar Eclipse) عندما يكون القمر بين الشمس والأرض ممّا يحجب ضوء الشمس من الوصول إلى الأرض ويُغطّي ظلّ القمر سطح الأرض أو جزءاً منه، بالتالي قد يعتقد البعض أنّ الخسوف سيظهر عند كلّ طور بدر، وأنّ الكسوف سيظهر عند كلّ طور محاق، لكن مدار القمر حول الأرض يميل بمقدار 5 درجات عن مستوى مدار الأرض حول الشمس، وبالتالي لا تكون الكواكب على استقامة واحدة كافية لحدوث الكسوف أو الخسوف كلّ شهر.

إقرأ أيضا:شكل الكرة الأرضية

 

اختلاف شكل القمر حسب المنطقة والفصل

يختلف شكل طور القمر حسب اختلاف المنطقة التي يُمكن رؤيته منها على سطح الأرض حيث يظهر الطور في نصف الكرة الشمالي عكس الظاهر في نصفها الجنوبي، فعند ظهور طور الهلال المتضائل في سماء النصف الشمالي فإنّ طور الهلال المتزايد يظهر في سماء النصف الجنوبي، ويدور القمر بالقرب من خط استواء الأرض بالتالي ترى البلدان القريبة من خط الاستواء شكل الهلال على شكل ابتسامة، بينما قد يُرى الهلال في مناطق أخرى على شكل حرف (C)، بالتالي يختلف شكل طور القمر نفسه اعتماداً على دائرة العرض التي تقع عليها المنطقة، إضافةً إلى ذلك فشكل طور القمر يختلف حسب الفصل أيضاً فخلال فصل الشتاء يتجه القمر إلى الشمال الغربي ويتبع مساراً مستقيماً مع الأفق، أمّا خلال فصل الصيف فيظهر القمر في الجنوب الغربي ويتبع مساراً مائلاً عن الأفق.

إقرأ أيضا:معلومات عن الكرة الأرضية
السابق
كم عدد أقمار زحل
التالي
تأثير القمر على الإنسان