الطمث
الطمث، أو الدورة، أو الحيض، أو الدورة الطمثية (بالإنجليزية: Menstruation)، هي جزء من الدورة الشهرية التي تحدث عند الإناث، والتي يحدث خلالها نزيف مهبلي طبيعي يحتوي على الدم وجزء من النسيج المُبطّن للرحم، ولفهم الأمر لا بُدّ من بيان أنّ جسم الأنثى
يُحضّر نفسه للحمل بشكل شهري، ويؤدّي عدم حدوث الحمل إلى قيام الرحم بإسقاط أو ذرف بطانته إلى الخارج عبر المهبل، ومن الجدير بالذكر أنّ حدوث الطمث للمرة الأولى يبدأ من عمر 12 سنة تقريبًا إلّا أنّ هذا العمر يختلف من أنثى إلى أخرى، فقد يبدأ حدوث الحيض على عمر أصغر من ذلك أو أكبر وإنّ تأخر الطمث حتى عمر 15 سنة أمر طبيعي في الغالب لا يستدعي القلق، ويستمر حدوث الطمث شهريًّا إلى أن تصل الأنثى سن اليأس (بالإنجليزية: Menopause) الذي قد يكون في الفترة العمريّة ما بين أواخر الأربعينيات ومنتصف الخمسينات ويُشار إلى أنّ حدوث الطمث قد يتوقف في هذه المرحلة بشكلٍ مفاجىء في حالات قليلة، بينما في أغلب الحالات يُلاحظ انخفاض تكرار حدوثه على فترة تمتدّ لأشهرٍ أو سنوات قبل انقطاعه نهائيًّا.
الفرق بين الطمث والدورة الشهرية
بالرغم من استخدام الأفراد مصطلح الدورة في العادة للتعبير عن دم الحيض الذي يُذرف لعدة أيام في الشهر، إلا أنّ التعبير العلمي الدقيق يستخدم مُصطلح الدورة الشهرية لوصف مجموعة الأحداث المُتتابعة التي تحدث في جسم الأنثى بهدف تحضيره لاحتمالية حدوث الحمل بشكل شهري تقريبًا، حيث يبلغ متوسط الدورة الشهرية 28 يومًا، ولكن يمكن أن تتراوح هذه المدة ما بين 21-35 يومًا، ويُعدّ الطمث المتمثل بنزول الدم جزءًا من هذه الدورة، بحيث يحدّد أول يوم من أيام الطمث بداية الدورة الشهرية الجديدة.
إقرأ أيضا:ما هي أعراض نزول البويضة
كيف يحدث الطمث
تُعزى دورة الحيض وتتابع أحداثها إلى التغيرات في مستويات هرمونات الجسم الأنثوية ارتفاعًا أو نقصانًا، وتُعرّف الهرمونات على أنّها رسائل كيميائية، ومن الأمثلة على هذه الهرمونات: تلك التي يفرزها المبيضان، وأهمها هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) وهرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone)، بحيث يُفرز المبيضان والغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary gland) هذه الهرمونات خلال أوقات معيّنة خلال الدورة الشهرية، فتستجيب لها أعضاء الجهاز التناسلي بطرق معينة، فعلى سبيل المثال، تتسبّب هذه الهرمونات ببناء ونمو بطانة الرحم، مما يعني استعداده لاستقبال البويضة المُخصّبة في حال وجودها ومن ثمّ انغراسها فيه لتبدأ بالتطور، أمّا في حال عدم وجودها، فتتحلل البطانة ويبدأ نزف الدورة الشهرية المعروف بالطمث، وعادة ما تتطلب هذه العملية مدة تصل إلى ما يقارب الشهر، مما يُفسّر سبب نزول دم الطمث لدى الأنثى مرة واحدة تقريبًا بالشهر، وبعد ذلك تتكرر العملية مجددًا.
ومن الجدير بالذكر أنّ الهرمونات المسؤولة عن بناء بطانة الرحم هي ذاتها التي تتسبّب بانطلاق بويضة ناضجة من إحدى المبيضين شهريًا، وتُعرف هذه العملية بالإباضة أو التبويض (بالإنجليزية: Ovulation)، إذ تنتقل البويضة عبر أنبوب رفيع يُدعى قناة فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tube) لتصل إلى الرحم، ففي حال وجود الحيوان المنوي (بالإنجليزية: Sperm cell) في الرحم يحدث التلقيح فتتكون البويضة المُخصّبة، وترتبط البويضة المُخصّبة بجدار الرحم، لتتطور عبر الوقت وتُصبح جنينًا، أمّا في حال عدم تخصيب البويضة فإنّ ذلك يؤدّي إلى تحلّل البطانة كما ذكرنا وحدوث النزف الطبيعي المعروف بالطمث.
إقرأ أيضا:أعراض التبويض القوي
الأعراض المصاحبة للطمث
يُرافق الطمث ظهور مجموعة أعراضٍ تشعر بها الأنثى، وقد تختلف من شهر لآخر، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
- ظهور حب الشباب (بالإنجليزية: Acne).
- ألم في الظهر والمنطقة السفلية من البطن.
- الشعور بالجوع أكثر من المُعتاد.
- مشاكل النوم.
- تقلبات في المزاج.
- ألم في الصدر.
- انتفاخ البطن.
- المتلازمة السابقة للحيض أو التناذر السابق للطمث أو متلازمة ماقبل الدورة الشهرية (بالإنجليزية: Premenstrual syndrome)، حيث تعدّ من الحالات الشائعة التي تحدث قبل الحيض في العادة، وتضمّ مجموعة من الأعراض التي تختلف في شدّتها، ونُبيّنها فيما يأتي:
- تقلبات المزاج السريعة.
- الأرق (بالإنجليزية: Insomnia).
- الدوخة.
- الانتفاخ.
- العزلة وعدم الرغبة في الاختلاط مع الآخرين.
- صعوبة التركيز.
- ألم في الصدر.
- التعب.
- أعراض أخرى مثل آلام المفاصل والعضلات، والصداع، وانحباس السوائل في الجسم، والإمساك، والإسهال.
حالات تستدعي مُراجعة الطبيب
بالرغم من اعتبار الكثير من الحالات المرتبطة بالدورة الشهرية طبيعية، إلا أنّه توجد مجموعة من الحالات المتعلقة بالدورة الشهرية أو أعراض دورة الحيض التي تتطلب التواصل مع الطبيب أو مقدّم الرعاية الصحية، ومنها:
إقرأ أيضا:ما هي أعراض نزول البويضة- عدم بدء دورة الحيض على الرغم من بلوغ 16 عامًا من العمر.
- توقّف الطمث أو الحيض بشكل مُفاجىء.
- استمرار حدوث نزيف الطمث لأيام أكثر من المُعتاد.
- زيادة شدّة نزيف الحيض مُقارنة بالحالة المُعتادة.
- الشعور بألم شديد يصعب احتماله أثناء الطمث.
- مُلاحظة النزيف في فترة ما بين الحيضتين.
- الشعور بالتعب المُفاجئ أو المرض بعد استخدام السدادة القطنية (بالإنجليزية: Tampons).
- الشك بحدوث الحمل، حيث يُنصح بمُراجعة الطبيب في حال حدوث الجماع ومن ثمّ ملاحظة تأخر الطمث لفترة لا تقلّ عن 5 أيام عن موعدها المُعتاد.
- عدم عودة الطمث خلال فترة تصل إلى ثلاثة أشهر بعد توقّف استخدام حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Oral Contraceptive) على الرغم من التأكد من عدم وجود حمل.
- في حال وجود أي تساؤلات تتعلق بالدورة الشهرية أو حملٍ مُحتمل.
المشاكل المرتبطة بالطمث
قد تمرّ بعض الإناث بمجموعة من المشاكل المُتعلّقة بالدورة الشهرية، أو قد يعانينَ من عدم انتظامها، نُبيّن فيما يأتي بعض هذه المشاكل:
عسر الطمث
يُعرّف عسر الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea) بأنّه شعور بألم أو تشنج في المنطقة السفلية من البطن، وتعاني منه العديد من الإناث قبل فترة الطمث وأثناءها، وتختلف شدته من أنثى إلى أخرى، فقد لا يتسبّب إلا بانزعاجٍ بسيطٍ للبعض، ويكون شديدًا للبعض الآخر إلى درجة تأثيره في قدرة المرأة على ممارسة أنشطتها اليومية لعدّة أيام شهريًا، وقد تظهر آلام عسر الطمث بسبب مجموعة من المشاكل الصحية، مثل: الأورام الليفية الرحمية (بالإنجليزية: Uterine fibroids) والانتباذ البطاني الرحمي أو بطانة الرحم المهاجرة (بالإنجليزية: Endometriosis)، ويُمكن هنا مُعالجة المشكلة الأساسية في سبيل تقليل آلام عسر الطمث، أمّا في حال عدم وجود أي أسباب صحية وراءه، فيُمكن القول إنّ عسر الطمث تقلّ شدته مع التقدم في العمر، وعادة ما يتحسّن بشكل ملحوظ بعد الولادة، ويمكن وصف عسر الطمث كما يأتي:
- ألم أو تشنجات أسفل البطن قد تكون شديدة.
- بدء الشعور بالألم قبل أول أيام الطمث بمدة تتراوح بين 1-3 أيام، حيث تصل شدة الألم أعلى درجاتها بعد بدء الطمث ب 24 ساعة، ثمّ تهدأ خلال يومين أو ثلاثة أيام.
- ألم ينتشر إلى منطقة أسفل الظهر والفخذين.
- احتمالية الشعور بالغثيان، والصداع، والدوخة، وتليّن البراز.
عدم انتظام الدورة الشهرية
يُمكن اعتبار عدم انتظام الدورة الشهرية أمرًا طبيعيًّا في مرحلتين: الأولى هي مرحلة المراهقة، فقد تُعاني الفتيات في سنّ المراهقة من عدم انتظام الدورة الشهرية في السنين القليلة الأولى، ولكنّها تُصبح أكثر انتظامًا فيما بعد، والثانية هي المرحلة التي تسبق سنَّ اليأس، حيث تُعدّ هذه المرحلة مرحلةً انتقالية تسبق انقطاع الطمث، فتصبح خلالها الدورة الشهرية غير منتظمة مع الوقت، فيما عدا ذلك يجب مراجعة الطبيب في حال عدم انتظام الدورة الشهرية، ومن أكثر أشكال عدم انتظام الدورة الشهرية شيوعًا ما يأتي:
- اختلاف طول الدورة الشهرية زيادة أو نقصانًا مقارنة بالمُعدّل الطبيعي، بحيث تكون الفترة الزمنية الواقعة بين أول يوم من آخر حيض مرّت به الأنثى وأول يوم من الحيض التالي أقلّ من 24 يومًا، أو أكثر من 38 يومًا.
- اختلاف طول الدورة الشهرية بين شهر وآخر بفرق يصل إلى أكثر من 20 يومًا.
- اختلاف كمية النزيف، أو مُلاحظة ظهور تجلّطات دموية مع النزيف المهبلي بحيث يكون قطرها أكثر من 2.5 سنتيمتر.
غزارة الطمث
يعبّر مصطلح غزارة الطمث (بالإنجليزية: Menorrhagia) عن دورة الحيض التي يُصاحبها نزيف شديد أو نزيف لفترة أطول من المعتاد، وعادة لا تستطيع المُصابة به القيام بالنشاطات المُعتادة أثناء أيام دورة الحيض بسبب الفقدان الشديد للدم والمُعاناة من التشنجات، وعلى الرغم من أنً غزارة الحيض قد تُسبب القلق، إلا أنّ أغلب النساء اللاتي يعتقدن أنّهنّ يُعانين منها لا تنطبق عليهن شروط التشخيص، وعلى أية حال يُنصح بمراجعة الطبيب عند المُعاناة من نزيف الحيض الشديد، حيث توجد العديد من العلاجات الفعالة لهذه الحالة، وهنا تجدر الإشارة إلى وجود عدة علامات تدلّ على الإصابة بغزارة الطمث، نذكرها فيما يأتي:
- تدفق دم الحيض بغزارة بحيث تُبلّل الفوط الصحية أو السدادت القطنية المُستخدمة بشكل كامل كل ساعة لعدة ساعات متواصلة.
- الحاجة إلى مُضاعفة عدد الفوط الصحية المُستخدمة للسيطرة على تدفق الحيض.
- الحاجة إلى تغيير الفوط الصحية أو السدادات القطنية المُستخدمة أثناء الليل.
- استمرار الطمث لمدة تصل إلى أكثر من سبعة أيام، إلا إذا كانت طبيعة الطمث للمرأة أطول من ذلك.
- تدفق دم الحيض مع وجود تخثّرات في الدم بحجم كبير.
- شدة غزارة الحيض لدرجة تمنع المُصابة بالقيام بأعمالها وأنشطتها المُعتادة.
- المُعاناة من ألم مُستمر في الجزء السفلي من البطن خلال الطمث.
- الشعور بالتعب، أو نقصان الطاقة، أو ضيق النفس.
غياب الحيض
يُطلق مصطلح غياب الحيض (بالإنجليزية: Amenorrhea) على إحدى حالتين؛ إمّا غياب الطمث لثلاث مرات متتاليات على الأقل، وإمّا عدم بلوغ الحيض على الرغم من بلوغ 15 سنة من العمر، أمّا فيما يتعلّق بالأسباب المؤدّية لحدوثه، فيُعدّ الحمل السبب الأكثر شيوعًا، كما تُعتبر المشاكل الصحية للأعضاء التناسلية أو الغدد المسؤولة عن تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم أسبابًا تؤدي لانقطاع الحيض أيضًا، لذلك يلجأ الأطباء لعلاج السبب المؤدي لغياب الحيض لحلّ المشكلة، وتوجد مجموعة من الأعراض الأخرى التي قد تظهر على المُصابة بانقطاع الحيض اعتمادًا على السبب المؤدّي للإصابة، منها ما يأتي:
- ظهور إفرازات حليبية من الحلمة.
- تساقط الشعر.
- الصداع.
- تغيّرات في الرؤية.
- زيادة شعر الوجه.
- آلام الحوض.
- ظهور حب الشباب.