كوكب الأرض
ظهرت الأرض منذ ملايين السنين كرةً زرقاءَ صغيرة معلّقة في فراغ الفضاء الأسود، ولها مجموعة من الخصائص التي تُميّزها عن غيرها من الكواكب، وتجعلها مكاناً صالحاً لعيش البشر. ومن أهمّ ما يميّز الأرض هو غلافها المائيّ الذي يستمرّ بالتجدد عبرَ دورة مائيّة كبيرة، ويتشارك معه الغلاف الجويّ المغلّف للأرض، ويعدّ ميزةً أخرى للأرض، فهو يتكوّن من 78% من النيتروجين، و21% من الأكسجين، و1% من عناصر أخرى، وهو الذي يحمينا من الإشعاعات الشمسيّة الضارة ومن النيازك وغيرها. وبسبب الغلافين المائيّ والجويّ تمثّل الأرض مكاناً مناسباً لتشكيل الحياة الحيويّة على سطحها. والأرض كوكبٌ مختلفٌ عن الكواكب الأخرى لكونه متشكلاً من مجموعةٍ من الطبقات التي تفصل المواد عن بعضها، وهذه الطبقات هي: القشرة، والوشاح، واللّب. ويعدّ موقعُ الأرضِ نسبةً للشمسِ ميّزة كبيرة وعاملاً مهمّاً للحياة، فهي في موقعٍ يسمح بوجود الأشكال الثلاثة للمواد الصلبة، والسائلة، والغازيّة، ولو كانت أقربَ للشمسِ لتبخرت مياه المحيطات، ولو كانت أبعدَ لتجمّدت. وكلّ هذه الصفات جعلت من الأرضِ كوكباً مميّزاً، لكنّ العلماء أثناء بحثهم في الفضاءِ وجدوا مجموعةً من الكواكبِ تشبه الأرض في بعضِ صفاتها، فما هي هذه الكواكب؟
كواكب تشبه الأرض
يعرف الكوكب بأنّه جرم سماويّ، موجود في مدار حولَ الشمس، ولديه كتلة تعطيه التوازن من خلال الشكل الدائريّ. وفيما يأتي مجموعة من الكواكب التي تشبه الأرض.
إقرأ أيضا:تأثير القمر على الإنسانكواكب كيبلر
اكتشف العلماء العديد من الكواكب بواسطة التلسكوب الفضائيّ كيبلر، وبعضها تشابه مع الأرض فأطلقوا عليهم اسم كيبلر، وهذه الكواكب هي:
- كيبلر452ب: (بالإنجليزيّة: Kepler-452b) الذي اكتُشف عام 2015م، ومن صفاته أنّه صخريّ كالأرض، وقطره أكبر من قطر الأرض بمرة ونصف فقط، كما أنّ له نظاماً شمسيّاً يشبه النظام الشمسيّ للأرض، وله نجم يشبه الشمس، وهو داخل منطقة درجة حرارتها مناسبة للحياة.
- كيبلر 186ف: (بالإنجليزيّة: Kepler-186f) الذي اكتُشف عام 2014م، ويبعد 500 سنة ضوئيّة عن الأرض، كما أنه أكثر تشابهاً مع كوكب الأرض إذ يزيد عن حجم الأرض 10% فقط. ويعدّ سطح هذا الكوكب مائيّاً. ويصل للكوكب ثُلث الطاقة الشمسيّة التي تصل للأرض، فهو يضمّ في مداره نجماً قزماً أحمرَ أبرد من الشمس وحجمه نصف حجم الشمس.
- كيبلر 62ف: (بالإنجليزيّة: Kepler-62f) تمّ اكتشافه عام 2013م، وأُطلقَ عليه لقب الأرض الفائقة، وهو أكبر من الأرض بمقدار 40%، كما أنّه أكثر برودة نظراً لمداره الواسع الذي يحمل نجماً أكثر برودة من الشمس وأصغر منها حجماً.
- كيبلر 69س: (بالإنجليزيّة: Kepler-69c) الذي اكتشف مع كوكب كليبر 62ف عام 2013م، وهو أكبر من الأرض بمقدار 70%، وبالرغم من ذلك فقد لُقّب بالأرض الفائقة أيضاً، نظراً لتشابه نجمه مع الشمس إذ يبلغ لمعانه 80% من لمعان الشمس.
- كيبلر 22ب: (بالإنجليزيّة: Kepler-22b ) وهو أوّل كوكب اكتشفَ في منطقة حرارتها صالحة للعيش عام 2009م، لكنّه كوكب ضخم حجمه يساوي 2.4 مرة من حجم الأرض، وما يميّزه هو نجمه الذي يشبه الشمس كثيراً، ومداره لا يتعدّى 290 يوماً وهو بذلك يتشابه كثيراً مع مدار الأرض الذي يبلغ 360 يوماً.
كوكب بروكسيما ب
اكشف العلماء كوكباً في المنطقة الصالحة للسكن، وهي المنطقة التي تتمتع بدرجات حرارة تمكّن الماء من أن يتخذ شكله السائل، وسميّ هذا الكوكب بروكسيما ب. ويدور هذا الكوكب حولَ نجمه بروكسيما سنتوري (بالإنجليزيّة: Proxima Centauri b) بمسافة تبلغ 5% من المسافة بين الأرض والشمس، وهو بذلك يعدّ قريباً جدّاً من نجمه لكنّه غير ساخن؛ وذلك لأنّ نجمه يتصف بأنّه أصغر حجماً من الشمس وأقلّ توهجاً. ولبروكسيما ب كتلة أكبر من كتلة الأرض بمقدار 1.5 مرّة، ويعتقد العلماء بأنّه كوكب صخريّ وله غلاف جويّ، ويبعد عن الأرض ترليون كم.
إقرأ أيضا:ما هي كتلة الارضكوكب روس
على بُعد 11 سنة ضوئيّة من نظامنا الشمسيّ اكتشف العلماء كوكباً بحجم الأرض أطلقَ عليه اسم روس 128ب (بالإنجليزيّة: Ross-128b)، وهو بدرجة حرارة مشابهة للأرض تأتيه من نجمه التابع له والمسمّى بروس 128، وهو نجمٌ باردٌ وصغير، ورغمَ قربه من كوكب روس 128ب بمقدار 20 مرة من البعد بين الأرض والشمس، إلّا أنّ الكوكب يقع ضمن المنطقة القابلة للسكن.
البحث عن الكواكب
يسعى العلماء باستمرار لاكتشاف الفضاء الواسع، ومن أشهر وكالات الفضاء التي تقوم بالبحث عن كواكب ونجوم خارج مجرتنا الشمسيّة وكالة ناسا الأمريكيّة، ووكالة إيسا الأوروبيّة. وقد كان أوّل كوكب وجده العلماء خارج نظامنا الشمسيّ عام 1995، وبعد هذا التاريخ توالت الاكتشافات حتى وصلت ألفي كوكب عام 2015، ليصل عدد المجموع الكليّ للكواكب المكتشفة ما يقارب 3600 كوكب. وكانت العديد من هذه الكواكب غازيّة وعملاقة تشبه كوكب المشتري، حتى استطاع العلماء الكشف عن بعض الكواكب التي تشبه الأرض في صفاتها، والتي يمكن لبعضها أن تصبح صالحة للحياة، لكنّ المشكلة الوحيدة تبقى ببعد هذه الكواكب عن الأرض بمسافاتٍ كبيرةٍ جدّاً، وبالرّغم من ذلك فإنّ الفضولَ العلميّ لدراسة الكواكب ووضعِ نمطٍ موحّد لطبيعة الكونِ يُبقي الاكتشافاتِ والبحث عن الكواكبِ مستمرّاً.
صفات الكوكب المحتضن للحياة
إنّ فكرة وجودِ حياةٍ أخرى في كوكبٍ آخرَ في هذا الكون غيرَ الحياة التي نعرفها على الأرض لا تزالُ تثير فضولَ العلماء للبحث والاكتشاف، كما أنّ فكرة إيجاد كوكبٍ يستطيع البشر أن ينتقلوا إليه هي أيضاً فكرة خياليّة لا تزال تمثّل شغفاً لدى العلماء وروّاد الفضاء. وحتى يكونَ الكوكب قابلاً للعيشِ عليه لا بدّ أن يتصف بمجموعةٍ من الصفات، وأن يمتلك مجموعةً من العناصرِ المهمّة التي لا يمكن أن تنشأ حياة بدون وجودها.
إقرأ أيضا:معلومات عن كوكب زحل- خصائص الكوكب: يجبُ أن يتصفَ الكوكب بمجموعةٍ من الخصائصِ حتى يكونَ بديلاً للأرضِ أو محتضناً لحياة أخرى، ومن هذه الخصائص:
- درجة حرارة معتدلة: لأنّ الحياة غير ممكنةٍ دونَ وجودِ الماء السائل الذي يتأثر بدرجات الحرارة على سطح الكوكب، فإذا كانَ بارداً تجمّد الماء، وإن كانت الحرارة عاليةً تبخّر الماء.
- المجال المغناطيسيّ: فالشمسُ تطلقُ أشعةً قد تكونُ قاتلةً؛ وذلك نظراً لكونها تخلقُ رياحاً محمّلة بالجسيمات عالية السرعة والطاقة، فيقوم المجال المغناطيسيّ بتوجيه هذه الرياح بطريقةٍ تمنع اصطدامها بالأرض.
- الغلاف الجويّ: الذي يوفّر الحماية من الأشعة فوق البنفسجيّة، والإشعاعات الصادرة من النجوم، وغيرها من الأشياء التي يقوم بحجبها. كما أنّ الغلاف الجوي وما يحتويه من عناصر هو الذي دعمَ وجود الحياة على الأرض.
- عناصر الحياة في الكوكب: حدّد العلماء خمسة عناصر لا بدّ من وجودها حتى تكونَ هناكَ حياةٌ على الكوكب، وهي:
- الماء: فهو أساس التفاعلات الكيميائيّة كونه مذيباً للعناصر التي تحتاجها الكائنات لتحدث تفاعلاتها.
- الكربون: فهو العنصر الذي يعتبر أساس تشكيل المركبات العضويّة مثل البروتينات والكربوهيدرات والدهون.
- النيتروجين: فهو أيضاً أساس لتشكيل المركبات العضويّة، كما أنّه مهمّ لجعل الحمض النووي ناقلاً للشيفرة الوراثيّة.
- الفسفور: فهو عنصر حيويّ في أغشية الخلايا، وهو ضروريّ لإنشاء الحمض النووي.
- الكبريت: الذي يعدّ عنصراً مهمّاً في التفاعلات البيوكيميائيّة، كما أنّ الإنزيمات لا تعمل بدونه، وهو مكوّن للعديد من الفيتامينات والإنزيمات. ويمكن أن يكون الكبريت مولّداً للطاقة في غياب الأكسجين والضوء.