انحراف النظر
يُطلق مصطلح انحراف النظر أو الإستغماتزم أو اللانقطية أو اللابؤرية (بالإنجليزية: Astigmatism) على إحدى مشاكل العين التي تُسبب ضبابية الرؤية أو زغللة العين، وتحدث هذه الحالة نتيجة حدوث اختلال قرنية العين (باللاتينية: Cornea) أو عدستها، ويُشار إلى أنّ القرنية تُمثل الطبقة الشفافة الأمامية للعين، وأمّا العدسة فهي الجزء الداخلي من العين الذي يمنحُها القدرة على التركيز في الأشياء، ومن الجدير بالتوضيح أنّ انحراف النظر لا يُصنّف على أنّه مرض قائم بذاته، وإنّما مشكلة تُسبب اضطرابًا في طبيعة النّظر، وحقيقةً يُصنف انحراف النظر على أنّه أحد مشاكل العين الانكسارية، ويُقصد بها تلك الاضطرابات التي تُسبب فقدان العين قدرتها على تحقيق انكسار الضوء على الوجه المطلوب، ولأنّ انحراف النظر يُسبب هذه المشكلة فقد تمّ تصنيفه ضمن المشاكل الانكسارية كما بيّنّا، وفي سياق الحديث عن عيوب الانكسار، يُعدّ قصر النظر وطول النظر من هذه المشاكل أيضًا.
وبالاستناد إلى الإحصائيات التي نشرتها مجلة علم العيون الحالي (بالإنجليزية: Journal of Current Ophthalmology) أنّ انحراف النظر يُعدّ أكثر مشاكل النظر الانكسارية شيوعًا بين الأطفال، والبالغين كذلك، وإنّ أكثر الأفراد الذين تمّ تسجيل إصابتهم بهذه الحالة هم من سكان جنوب شرق آسيا.
أسباب انحراف النظر
لفهم السّبب الكامن وراء حدوث انحراف النظر لا بُدّ من التطرق لبعض أجزاء العين بشكلٍ تفصيليّ أكبر، إذ يجدر توضيح أنّ الشبكية (بالإنجليزية: Retina) هي الجزء من العين المسؤولة عن إنشاء الصور التي يراها الإنسان، وحتى تقوم الشبكية بعملها، لا بُدّ من وصول ضوء منكسر إليها، وإنّ الأجزاء التي تقوم بحرف أو كسر الضوء في العين هما عضوان لهما سطح منحني، وهما: القرنية والعدسة سالفتي الذكر، وفي حالات العين الطبيعيّة يكون تقعر أو انحناء هذه الأجزاء في العين مناسب تمامًا بما يُمكّن من إنشاء صور بتراكيز عالية للغاية في شبكية العين، وبالتالي تكون الرؤية واضحة دون وجود أيّ مشاكل، ولكن في حال كان انحناء أو تقعر العدسة أو القرنية مختلفًا عن الوضع الطبيعيّ فإنّ ذلك يُسبب انكسار الضوء بطريقتين مختلفتين، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين صورتين مختلفتين في الشبكية، وعندئذٍ تتداخل الصورتان مع بعضهما البعض لتظهر في نهاية المطاف على شكل صورة مصحوبة بالضبابية أو الزغللة، بمعنى أنّها تكون غير واضحة، وعليه يمكن القول إنّ انحراف النظر يكون أحد نوعين اثنين؛ إمّا الانحراف العدسي (بالإنجليزية: Lenticular astigmatism) الذي تكون فيه إحدى حافتي العدسة غير منحنية بالطريقة الصحيحة، وإمّا الانحراف القرني (بالإنجليزية: Corneal astigmatism) الذي تكون فيه إحدى حافّتي القرنية غير منحنية بالطريقة الصحيحة، والجدير بالبيان أنّ انحراف النظر قد يظهر منذ الولادة، أو قد يظهر في مراحل الحياة اللاحقة؛ بعد التعرض لعامل معيّن، أو قد يكون مجهول السّبب في حالات أخرى، وعلى أيّة حال فإنّ انحراف النظر لا يزداد سوءًا مع القراءة في ضوءٍ خافت ولا مع الجلوس القريب من الشاشات، وكذلك فهو لا ينجم عن مثل هذه التصرفات.
إقرأ أيضا:ظهور بقع دم في العينسبق وبيّنا أنّه توجد مجموعة من العوامل التي قد يكون لها الدور في ظهور مشكلة انحراف النظر، ومن هذه العوامل ما يأتي:
- العوامل الجينية، فقد يكون للجينات دور في الإصابة بمشكلة انحراف النظر.
- الخضوع لبعض أنواع الجراحة.
- تعرض العين لإصابة مُعينة.
- المعاناة من الحالة الصحية المُسمّاة بالقرنية المخروطية (بالإنجليزية: Keratoconus)، وهي الحالة التي تكون فيها القرنية رقيقة جدًا مقارنةً بالوضع الطبيعيّ وتتخذ الشكل المخروطيّ.
أعراض انحراف النظر
حقيقة لا يُرافق الحالات البسيطة من انحراف النظر ظهور أي أعراض أو علامات، حتى أنّ المشكلة ذاتها قد لا تكون ملحوظة، ولكن في الحالات المتقدمة قد تظهر بعض الأعراض والعلامات، والجدير بالبيان أنّ هذه الأعراض لا تقتصر على مشكلة انحراف النظر، بمعنى أنّ ظهورها لا يؤكد الإصابة بمشكلة انحراف النظر، وإنّما يتطلب الأمر إجراء مجموعة من الفحوصات لتشخيص الحالات وسنأتي على بيانها لاحقًا، وعلى أية حال يُمكن بيان أهمّ الأعراض والعلامات التي قد تُرافق انحراف النظر أدناه:
- زغللة العين.
- حساسية العين للضوء.
- الشعور بتعب في العين وإجهاد فيها، ولا سيّما بعد التركيز لفترةٍ طويلة من الزمن في شيءٍ ما؛ مثل النظر في شاشات الحاسوب.
- الصداع.
- مواجهة صعوبة في التفريق بين بعض الألوان وتُعرف هذه الحالة بمشكلة في التباين.
إقرأ أيضا:أسباب رفة العين اليسرى
تشخيص انحراف النظر
يمكن للطبيب المختص إجراء أحد الفحوصات الطبية لتشخيص الإصابة بانحراف النظر وتحديد مدى شدّة الحالة، من هذه الفحوصات الطبية ما يأتي:
- فحص النظر: (بالإنجليزية: Vision test)، يتمّ إجراء هذا الفحص باستخدام مخطط للعين يحتوي على مجموعة من الحروف، ثمّ يتم تحديد درجة النظر عند الشخص المعنيّ، علمًا بأنّ الشخص يجلس على بعد عشرين قدمًا عن اللوحة المحتوية على الحروف، وفي حال كان نظر الشخص 20/20 فإنّ ذلك يدل على أنّ نظره صحيح وهو قادر على رؤية الأشياء التي تبعد 20 قدمًا على بعد عشرين قدمًا بالفعل، وأمّا إذا كانت النتيجة 20/80 فذلك يعني أنّ الشخص يستطيع أن يرى الأشياء التي تبعد ثمانين قدمًا عندما يكون على بعد عشرين قدمًا فقط.
- فحص الانكسار: (بالإنجليزية: Refraction Test)، يعتمد هذا الفحص على استخدام جهاز يُعرف بمُحرّك الإبصار (بالإنجليزية: Phoropter)، إذ يعمد الطبيب إلى وضع هذا الجهاز أمام عيني الشخص، وذلك لفحص سلامة عدسة العين، ثمّ يسأل الطبيب الشخص المعنيّ عن العدسة الأفضل التي كان مجال الرؤية فيها أوضح ما يكون، ويجدر بالعلم أنّ هذا الفحص يُجرى على كلتا العينين، ثمّ يُجري الطبيب المختص التشخيص المناسب ويُحدّد فيما إن كانت هناك حاجة لاتخاذ أيّ إجراء طبي؛ كارتداء نظارات طبية أو غير ذلك.
- فحص قوة انكسار القرنية: (بالإنجليزية: Keratometry)، يهدف استخدام هذا الفحص لمعرفة مدى انحناء الجزء المركزي من القرنية، وهذا ما يُعطي الطبيب انطباعاً كافيًا عن شكل القرنية ومدى قدرتها على تركيز الضوء، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الفحص يُستخدم أيضًا في الحالات التي يخضع فيها المُصاب لعملية في العين من أجل التأكد من سلامة القرنية بعدها، بالإضافة إلى استخدامه عند تركيب العدسات اللاصقة للعين.
- فحص طوبوغرافية القرنية: (بالإنجليزية: Corneal topography)، يُعدّ هذا الفحص من أكثر الفحوصات تطورًا، ويُعطي الصورة الأوضح والأكثر تفصيلًا عن شكل القرنية، وفي هذا الفحص يطلب الطبيب من الشخص المعنيّ النظر في شيءٍ محدد بإمعان، وفي الوقت ذاته يتم أخذ مجموعة كبيرة من القياسات الدقيقة الخاصة بالقرنية، ثمّ يجمع جهاز حاسوب خاص هذه البيانات والقياسات من أجل إعطاء صورة مفصلة لقرنية العين، والجدير بالعلم أنّ هذا الفحص قادر على تشخيص حالة القرنية المخروطية سالفة الذكر، إضافة إلى أهميته قبل اللجوء لبعض الخيارات العلاجية لتصحيح النظر.
وفي سياق الحديث عن تشخيص الإصابة بانحراف النظر يجدر التذكير بأنّ الكثير من الأطفال الذين يُولدون بمشكلة انحراف النظر لا يتم اكتشاف المشكلة إلا عند إجراء فحوصات العين، ولذلك فإنّ الجمعية الأمريكية للبصريات (بالإنجليزية: American Optometric Association) تُوصي بإجراء الفحص على عمر ستة أشهر، ثمّ على عمر ثلاث سنوات، ثمّ قبل دخول المرحلة الابتدائية، ثمّ كل سنتين بعد ذلك، ولكن في حال كان الطفل من الفئات المعرضة جدًا لخطر الإصابة بانحراف النظر فإنّه يُوصى بإعادة إجراء الفحص مرة كل سنة، وأمّا بالنسبة للبالغين فإنّه يُوصى بإجراء الفحص مرة كل عامين.
إقرأ أيضا:فوائد الشاي للعين
تصحيح انحراف النظر
حقيقةً إنّ أغلب حالات انحراف النظر يمكن تصحيحها، وتختلف الوسيلة التي يمكن استخدامها لتصحيح النظر، ومنها: النظارات الطبية، والعدسات اللاصقة، والليزر، والجراحات الأخرى التي تُعنى بتصحيح أخطاء الانكسار، بالإضافة إلى الخيار العلاجي الذي يُسمّى إعادة تشكيل قرنية العين (بالإنجليزية: Orthokeratology)، والتي تُستخدم أكثر في حالات قصر النظر، وفيما يأتي بيان هذه الخيارات العلاجية بشيء من التفصيل.
النظارات الطبية
عادة ما يلجأ المصابون بانحراف النظر إلى استخدام النظارات الطبية كخيار أوليّ للسيطرة على المشكلة لديهم، وحقيقةً يقوم مبدأ النظارات الطبية على استخدام عدسات أسطوانية تُعوض ما يُعاني منه المصاب بانحراف النظر، وهذا ما يزيد قوة العدسة في بعض مواطنها، وعادة ما يتم وصف عدسة أحادية الرؤية للمصابين بانحراف النظر بحيث تكون كفيلة بجعل الرؤية واضحة على المسافات المختلفة، ولكنّ المصابين بقصر أو طول البصر المُصاحب للتقدّم في العمر قد يحتاجون إلى عدسة إضافية أخرى.
العدسات اللاصقة
تُعدّ العدسات اللاصقة الخيار الأفضل في بعض حالات انحراف النظر، وهي تقوم بنفس عمل النظارات الطبية، فهي قادرة على توفير رؤية واضحة ومجال واسع للرؤية، ولكنّها أبهظ ثمنًا، وتتطلب رعاية واهتمامًا خاصّين، وهي لا تناسب الأفراد من جميع الفئات العمرية؛ إذ إنّها غير ملائمة للأطفال الصغار مثلًا، وسُمّيت باللاصقة لأنّها تلتصق بسطح العين مباشرة، ومن الجدير بالعلم أنّه يوجد العديد من أنواع العدسات اللاصقة، منها ما يُستخدم ليوم واحد، ومنها لشهر، ومنها ما يُستخدم طوال المدة، ويتم الاختيار فيما بينها بحسب حالة المصاب وظروفه الأخرى، وفي هذا السّياق يُشار إلى الحاجة إلى تنظيف العدسات بشكلٍ مُنتظم وتوفير الرعاية لحماية صحّة العيون.
إعادة تشكيل قرنية العين
من الممكن إعادة تشكيل القرنية باستخدام الليزر، وبذلك يتم تغيير الطريقة التي يتركز فيها الضوء في العين، وبشكلٍ مماثل لليزر ولكن دون استخدام الجراحة مطلقًا من الممكن تشكيل القرنية بالطريقة المُسمّاة Orthokeratology؛ إذ يقوم مبدؤها على ارتداء عدسات لاصقة مخصصة لهذا الغرض لمدة ليلة كاملة؛ وإنّ هذه العدسات قادرة على تغيير السطح الأمامي للقرنية بلطف ويُسر، ممّا يؤدي إلى وضوح الرؤية في صباح اليوم التالي، والجدير بالعلم أنّ هذه العدسات لا تُرتدى أثناء النهار، كما أنّها أكثر ما تُناسب أولئك الذين يُعانون من انحراف نظر بدرجات بسيطة.
الجراحة بالليزر
من الممكن أن يلجأ الطبيب المختص للخيار الجراحيّ باستخدام الليزر لتصحيح النظر في حالات انحرافه، ومن هذه الخيارات الجراحية ما يأتي:
- الليزك: (بالإنجليزية: LASIK)، وهي أكثر الأنواع استخدامًا، ويقوم مبدؤها على إحداث قطع مستدير رفيع في القرنية وذلك باستخدام أداة تُعرف بمبضع القرنية (بالإنجليزية: Keratome)، ثم يتم استخدام ليزر إكسيمير (بالإنجليزية: Excimer laser) لإتمام الإجراء على الوجه المطلوب، ومن الجدير ذكره أنّ المصاب يستعيد قدرته على النظر خلال بضعة أيام من إجراء هذه العملية وهي أقل إيلامًا مقارنة بالجراحات الأخرى.
- اقتطاع القرنية بالانكسار الضوئي: (بالإنجليزية: Photorefractive keratectomy)، واختصارًا PRK، ويقوم مبدأ عمل هذا الخيار العلاجي على إزالة جزء من الطبقات الخارجية الخاصة بالقرنية، ويُستخدم ليزر إكسيمير أيضًا من أجل تغيير شكل القرنية من خلال إزالة جزء من نسيجها، ومن الممكن أن يُرافق هذه الجراحة الشعور بألم متوسط أو ربما شديد في بعض الحالات.
- كيراتوميرات الليزر الظهارية: (بالإنجليزية: Laser epithelial keratomileusis)، تُعرف اختصارًا بLASEK، ويتم فيها إزالة جزء رفيع من القرنية من قبل الجراح المختص، ثمّ يُستخدم الليزر لتصحيح شكل القرنية، وفي العادة يكون نسيج القرنية المتأثر بالعملية أرفع من المُستخدم في حالات اقتطاع القرنية بالانكسار الضوئي، وفي بعض الحالات يُفضل استخدامها عندما تكون القرنية رقيقة ولا يمكن للمصاب الخضوع لعملية الليزك، وعلى أية حال فهي أكثر إيلامًا من عملية الليزك.
محاذير استخدام الليزر
على الرغم من تعدد الفوائد التي قد تترتّب على استخدام الليزر لتصحيح النظر في حال المعاناة من انحرافه، إلا أنه توجد مجموعة من الحالات التي قد يحذر فيها إجراء هذه الجراحة أو على الأقل يجدر بالطبيب المختص أخذها بعين الاعتبار قبل إخضاع المصاب لهذه الجراحة، ومن هذه الأمور يُذكر الآتي:
- صغر السنّ: يُعدّ هذا الخيار الجراحيّ غير ملائم للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عامًا في العديد من الحالات، وذلك لأنّ التغيرات على مستوى الرؤية تستمر حتى هذا العمر، وبذلك لا يمكن التنبؤ بمدى نجاح العملية، ولا يمكن كذلك معرفة فيما إن كانت النتائج -في حال نجاحها- ستظل على ما هي عليه.
- الحمل والرضاعة: لا يُنصح بإجراء هذه العملية قبل الحمل مباشرة، أو أثناء الحمل، أو خلال الرضاعة الطبيعية، وذلك لأنّ التغيرات الهرمونية التي قد تطرأ على الجسم في هذه المراحل قد تؤثر سلبًا في نتائج العملية، ومن هذه التغيرات ما هو قادر على التسبب بجفاف العين، أو حتى المعاناة من انحراف النظر بدرجة بسيطة، أو ربما عدم وضوح الرؤية كما في السابق، وقد تتسبب هذه التغيرات بتأخير الشفاء من العملية، ومن جهة أخرى يجدر التنبيه إلى أنّ عمليات الليزر قد تتطلب إعطاء الشخص المعنيّ أدوية تُوسّع حدقة العين، ومثل هذه الأدوية قد تُلحق الضرر بصحة الجنين.
- أخذ بعض الأدوية: إنّ تناول بعض الأدوية قد يُعيق إمكانية إجراء عمليات الليزر الخاصة بالعيون، ولذلك يجدر بالطبيب المختص مراجعة التاريخ الصحيّ الخاص بالمصاب وطبيعة الأدوية التي يتناولها قبل إجراء العملية، فمثًلًا تُعرف الأدوية الستيرويدية (بالإنجليزية: Steroids) بتأثيرها في تأخير عملية الشفاء من هذه الجراحات، في حين أنّ بعض الأدوية المستخدمة في علاج حب الشباب قد تُسبب جفافًا في العينين، وهذا الجفاف قد يزيد فرصة حدوث الندب في القرنية بعد الخضوع للعملية.
- عدم ثبات الرؤية: لا يُعدّ الشخص المصاب بانحراف النظر مؤهلًا للخضوع لعمليات تصحيح النظر باستخدام الليزر في حال كان نظره غير ثابت، إذ لا بُدّ من ثبات النظر لسنة واحدة على الأقل حتى يتمكن الطبيب من إجراء العملية، والجدير بالذكر أنّ ثبات النظر يُعرف بملائمة النظارة الطبية المُستخدمة وعدم الحاجة إلى تبديلها، ومن العوامل التي قد تؤدي إلى تغير درجة انحراف النظر: ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة.
- الإصابة ببعض المشاكل الصحية: كحالات المعاناة من أمراض المناعة الذاتية، فمثل هؤلاء الأشخاص قد يُعاون من جفاف العين، وهذا ما يؤثر في نتيجة عمليات الليزر ويزيد من خطر المعاناة من العدوى بعدها، ومن الأمراض الأخرى التي قد تُشكّل عائقًا أمام إجراء عمليات الليزر: السكري، والذئبة (بالإنجليزية: Lupus)، والجلوكوما، بالإضافة إلى السّاد (بالإنجليزية: Cataracts)، وفي سياق الحديث عن الأمراض التي قد تحول دون القدرة على إجراء عمليات الليزر لتصحيح النظر يجدر بالذكر أنّ العين لا بُدّ أن تكون سليمة ولم تتعرض لأيّ عدوى أو إصابة خلال السنة الأخيرة التي تسبق إجراء العملية.
- متلازمة العين الجافة: قد تُشكل متلازمة العين الجافة (بالإنجليزية: Dry Eye Syndrome) عائقًا أمام إجراء عملية الليزر، ولكن هذا لا يعني أنّ المصابين بهذه المتلازمة غير مؤهلين للخضوع لها، فقد يُعطي الطبيب أدوية مناسبة أو حتى يُجري جراحة ما بهدف تمكين المصاب من الخضوع للعملية، والرأي العلمي في تأثير جفاف العين في جراحة الليزر هو أنّه يُبطّئ عملية الشفاء فضلًا عن احتمالية زيادة مشكلة الجفاف سوءًا.
- عدم توقع الكثير: على الرغم من أنّ معظم الأشخاص الذين يخضعون لعمليات الليزر يملكون القدرة على النظر بشكل ممتاز ودون مواجهة أي مشاكل بعد انتهاء مرحلة الشفاء، إلا أنّ بعضهم قد يحتاج لاستخدام العدسات اللاصقة أو النظارات الطبية عند ممارسة أنشطة معينة كالقراءة أو بعض الأنشطة الاخرى في الليل خاصة، وهذا ما يجدر توقعه قبل الخضوع للعملية.
- مشاكل العين الشديدة: قد لا يكون بالإمكان إخضاع المصاب لجراحة الليزر في حال معاناته من قصر النظر الشديد أو مشكلة القرنية المخروطية الشديدة، فمثل هذه الحالات قد تكون المخاطر التي يُحتمل أن تترتب على العملية أكثر من الفوائد التي قد تُجنى.
- المشاركة في الفنون القتالية: في حال كان الشخص مشاركًا بفتون القتال أو الملاكمة أو غير ذلك من الرياضات التي يُحتمل أن يتلقى فيها الشخص المعنيّ ضربات على الوجه أو العينين؛ فإنّ عملية الليزك لا تُعدّ ملائمة له.
مخاطر جراحة الليزر
من المخاطر التي قد ترتتب على الخضوع لعمليات الليزر للعينين ما يأتي:
- ظهور أخطاء انكسارية في العين جديدة بسبب انتزاع الطبيب لكمية من نسيج العين تزيد عن الحد المطلوب.
- الاستمرار في المعاناة من مشكلة انحراف النظر بعد انتهاء فترة الشفاء.
- زيادة مشاكل العين سوءًا.
- جفاف العين.
مضاعفات انحراف النظر
من الممكن أن تتطور حالة انحراف النظر المختلف أو المتفاوت بين العينين للإصابة بالعين الكسولة أو الغمش (بالإنجليزية: ) في حال عدم محاولة تصحيح الانحراف، وتحديداً لدى الأطفال، وتتمثل هذه الحالة باستخدام الدماغ لعين واحد بصورة أكبر من الأخرى، مما يتسبب بإضعاف العين الأقل استخداماً، ويجدر بالذكر أنّ الغمش هو المشكلة الأكثر خطوة التي يمكن أن نتنج عن انحراف النظر المتقدم وغير المعالج.