السمنة
تحدُثُ السُمنةُ بسببِ زيادة حجم، وعدد الخلايا الدهنيّة في الجسم، وهي حالة طبيَّة خطيرة يُمكن أن تتسبَّبُ في الإصابة بالعديد من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسُكري، بالإضافة إلى الجلطات الدماغيّة، وبعض أنواع السرطان، واضطرابات النوم، وتُقيَّمُ السُمنة عادةً بحساب مُؤشّر كُتلة الجسم (بالإنجليزيَّة: BMI)، ويُحسب بقسمةِ الوزن بالكيلوغرام على الطول بالمتر، ويكون مؤشر كتلة الجسم الذي يدُّلُ على الوزن الصحيّ بين الرقمين 18.5-24.9، وتبدأ السمنة عند وصول مُؤشر كتلة الجسم إلى 30، وقد أطلقت بعض مُنظّمات الصحة على مؤشر الكتلة الذي يصل إلى 40 بالسمنة المُميتة، وهي زيادة الوزن لأكثر من 45 كيلوغراماً فوق وزن الجسم المثالي، ومن الجدير بالذكر أنَّه وِفقاً لمُنظمة الصحة العالميّة زاد انتشار السُمنة لأكثرِ من الضعف خلال الأعوام بينَ 1980-2014.
علاج السمنة
يُمكن لزيادة الوزن أن تزيد من خطر حدوث العديد من المشاكل الصحيّة، ويُمكن تجنُّبَها وعلاج السُمنة باتّباع ما يأتي:
- تعديل النظام الغذائي: إذ يُعتبرُ استهلاك السُعرات الحراريّة أكثر من صرفها، أحد الأسباب التي تُسبِّبُ تراكم الدهون، وبالتالي زيادة الوزن، وتتسبَّبُ بعض الأطعمة في زيادة الوزن أكثر من غيرها، مثل: الأطعمة المُصنَّعة التي تحتوي على مواد مُضافة كشراب الذرة، الذي يحتوي على كميَّةٍ كبيرةٍ من الفركتوز، ومن الجدير بالذكر أنّ التقليل من الأطعمة المُصنَّعة، والمُكرَّرة، والجاهزة، والتي تحتوي على نسبٍ مُرتفعة من السكر، والدهون، وزيادة استهلاك الحُبوب الكاملة، والأطعمة الغنيَّة بالألياف، مثل الفاكهة، والخضراوات، قد يُساعد على فُقدان الوزن، حيث يتميَّزُ النظام الغذائي الغنيُّ بالألياف بقُدرته على إعطاء الجسم الشعور بالشبع، وبالتالي يُقلِّلُ من الإفراط في تناول الطعام، بالإضافة إلى أنَّ الحُبوب الكاملة تُحرِّرُ الطاقة بشكلٍ بطيءٍ ممّا يجعل الشخص يشعرُ بالشبع لفترةٍ أطول، كما يُمكن للألياف، والحُبوب الكاملة أن تُقلِّلَ من خطر الإصابة بالحالات المرضيَّة المُرتبطة بمُتلازمة الأيض (بالإنجليزيَّة: Metabolic syndrome) مثل: مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والأوعية الدمويّة، ويُنصَحُ بعدم اتباع النظام الغذائي الذي يهدف إلى إنقاصِ الوزن بصورةٍ سريعةٍ، لما لهُ من مخاطر عديدة، كحدوث نقص في الفيتامينات، وصعوبة تحقيق هدف فُقدان الوزن بشكلٍ صحيٍّ، وظهور مشاكل صحيّة جديدة.
- أدوية فُقدان الوزن: حيثُ يُمكن للطبيب أن يَصِفَ بعض أنواع الأدوية لمُساعدة بعض الأشخاص على تخفيف الوزن، ويحدث ذلك في حالِ عدم الاستفادة من التغييرات في النظام الغذائي، ومن مُمارسة الرياضة في خسارة في الوزن، أو في حال كان وزن الشخص يُؤثر بشكلٍ كبيرٍ على صحته، ويُشير المعهد الوطني للصحّة بضرورة اتّباع نظام غذائي مُنخفض السُعرات الحراريّة، إلى جانب استخدام الدواء، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية قد تُسبِّبُ بعضَ الأعراضِ الجانبيَّة عند استخدامها كالإسهال الدُّهني، وتأثيراتٍ على الجهاز التنفسي، والمفاصل، وآلام في الرأس، وغيرها.
- الجراحة: حيثُ يتِّمُ إزالة، أو تغيير جزء من المعدة، أو الأمعاء الدقيقة، وذلك لتقليل استهلاك الطعام، أو التقليل من امتصاص السُعرات الحراريّة، كما أنَّ هذه العملية تُقلِّلُ من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكّري من النوع الثاني، وغيرها من الأمراض، وقد تُقلِّلُ الجراحة من حجم المعدة، أو تحوّل مسار أجزاء من الجهاز الهضمي.
- النشاط البدني: إذ يحرقُ الجسمُ بعضاً من السُعرات الحراريّة في فترات السُكون، والنوم، إلا أنَّه كلما زاد النشاط البدني زاد مُعدّل حرق السُعرات الحراريّة في الجسم، ومن الجدير بالذكر أنَّ ذلك قد يستغرقُ وقتاً طويلاً، حيث يَلزم حرق 3500 سعرةِ حراريَّةٍ لفقدان نصف كيلو من الدهون، ومن الأنشطة البدنيَّة التي يُمكن أن تزيد من حرق الدهون المشي النشيط، والسباحة، واستخدام الدرج بدل المصعد الكهربائي، وركوب الدراجات، والرقص، بالإضافة إلى القيام بالأعمال المنزليّة، حيثُ ينصحُ مركز السيطرة على الأمراض بمُمارسة أيّ نشاطٍ مُتوسط الشدَّة لمدّة 60-90 دقيقةٍ في مُعظم أيام الأسبوع.
مخاطر السمنة
تُعدُّ السُمنة أحد عوامل الخطر للعديد من الأمراض؛ مثل:
إقرأ أيضا:أسرع طريقة لتخفيف الوزن- مُقاومة الإنسولين: حيثُ يُعدُّ الأنسولين ضروريَّاً لنقل سكر الجلوكوز عن طريق الدم إلى خلايا الجسم بما فيها خلايا العضلات، وخلايا الدُهون، وبهذا يُحافِظُ الأنسولين على مُعدّلات طبيعيّة للسكر في الدم، وتحدُثُ حالةُ مُقاومة الإنسولين عند انخفاض فعاليّته في نقل سكر الجلوكوز إلى الخلايا، ومن الجدير بالذكر أنَّ الخلايا الدهنيّة تُقاوم الإنسولين أكثر من الخلايا العضليّة، ولذلك تُعتبر مُقاومة الإنسولين أحد المُسبّبات الرئيسيّة للسُمنة، وطالما استطاعَ البنكرياس إنتاج هذا الهرمون بشكلٍ كافٍ للتغلُّبِ على هذه الحالة تبقى مُعدلات السكر في الدم ضمن مُستواها الطبيعي، ويُمكن لهذا الوضع أن يستمرَّ لسنواتٍ، وبمجرد عدم تمكُّن البنكرياس من الاستمرار في إنتاجِ كميَّاتٍ كبيرةٍ منه تبدأُ مستويات سكر الدم بالارتفاع مُسبِّبَةً الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم: حيث يعتبرُ هذا المرض شائعاً بين الأشخاص الذين يُعانون من السُمنة المُفرطة، ووَجدت دراسة نرويجيّة أنّ اكتساب الوزن يزيد من ضغط الدم لدى النساء أكثر منه لدى الرجال.
- مرض السكري: حيث يَزداد خطر الإصابة بمرض السكريّ من النوع الثاني مع زيادة درجة السُمنة، ومُدَّتها، حيث يرتبط هذا المرض بالسُمنة المركزيّة أو ما يُسمّى بالسُمنة البطنيّة، والتي ترتكز فيها الدهون حول الخصر.
- أمراض المرارة: والتي يزداد خطر الإصابة بها بزيادة الوزن، ومن جهةٍ أخرى فإنّ الفُقدان السريع والكبير للوزن يَزيد من احتماليّة الإصابة بحصوات المرارة، أمّا في حال فُقدان حوالي نصف كيلو أُسبوعيَّاً تكون عُرضةً الإصابة بهذه الحصوات أقلّ.
- مرض السرطان: حيثُ تُعتبرُ السمنة أحد العوامل المُسبِّبَة للإصابة بسرطان القولون، وسرطان الثدي خاصَّةً بعد سن اليأس إذ تُعتبرُ الأنسجة الدُهنيّة مُهمَّةً لتصنيع الإستروجين، والذي يزيدُ التعرُّض له لفتراتٍ طويلةٍ من خطر الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى أنَّ السُمنة تزيدُ من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم، وسرطان الكلى، والمريء، كما أظهرت بعض الدراسات وجود رابط بين السُمنة، وسرطان المرارة، والمبيض، والبنكرياس.
- آلام العظام: حيث يُسبِّبُ الوزن الزائد زيادة الضغط على العظام، والمفاصل مما يُسبِّبُ هشاشة العظام، وهو مرض ينتجُ عنه تصلُّب، وألم في المفاصل.