مرض السكري

ما هي أنواع مرض السكري

أنواع مرض السكري

توجد عدّة أنواع لمرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes mellitus) أو ارتفاع السكر في الدم، أو سكر الدم المرتفع، أو فرط سكر الدم، أو داء السكر، وفي ما يأتي بيانٌ لأنواع مرض السكري الرئيسيّة:

 

النوع الأول

التعريف

يُعتبر مرض السكري من النوع الأول (بالإنجليزية: Type 1 diabetes) أحد أمراض المناعة الذاتيّة، والتي تتمثل بإنتاج الجهاز المناعي للأجسام المضادة التي تُهاجم الجسم عن طريق الخطأ، وفي حال الإصابة بمرض السكري فإنّ الأجسام المضادة تُهاجم خلايا البنكرياس المُنتجة لهرمون الإنسولين فتُثبّط قدرتها على إنتاجه، ممّا يؤدي إلى ارتفاع السكّر في الدم، ويشكل هذا النوع من السكري ما نسبته 5-10% من جميع أنواع السكري طبقاً لما نُشر في مجلة رعاية مرضى السكري (بالإنجليزية: Diabetes Care) عام 2009 م، الصادرة عن جمعية السكري الأمريكية، وفي معظم الحالات تظهر أعراض هذا النوع من مرض السكري قبل بلوغ الشخص الثلاثين من العُمُر، وكان يُعرف هذا النوع سابقاً باسم السكري المعتمد على الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin-dependent diabetes) أو سكري اليافعين (بالإنجليزية: Juvenile-onset diabetes)، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال عدم قدرة خلايا الجسم على استخدام سكّر الجلوكوز لإنتاج الطاقة بسبب غياب الإنسولين فإنّ الجسم يعتمد على حرق الدهون لإنتاج الطاقة، الأمر الذي يتسبب بتراكم مركبات كيميائيّة ضارة في الجسم، وتُعرف هذه المركبات بالكيتونات، ولذلك فإنّ الالتزام بالعلاج الذي يصفه الطبيب أمر مهم للغاية للوقاية من هذه المضاعفات الخطيرة.

إقرأ أيضا:نسبة السكر الطبيعي للحامل

 

الأسباب وعوامل الخطورة

لم يتمكّن العلماء من تحديد المسبّب الرئيسيّ الذي يؤدي إلى مهاجمة الخلايا المناعيّة في الجسم للخلايا المنتجة للإنسولين، ويُعتقَد أنّه توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض مثل:

  • التاريخ العائلي: إذ إنّ وجود أحد الأبوين أو الإخوة مصاباً بمرض السكري يزيد فرصة المعاناة من هذا المرض.
  • الجينات: إذ يُعتقد أنّ هناك جينات مرتبطة بمرض السكري من النوع الأول، وإنّ حمل الشخص لها يزيد فرصة الإصابة بالمرض.
  • العمر: فعلى الرغم من احتمالية ظهور مرض السكري في أي مرحلة عمرية، إلا أنّ أغلب الحالات تظهر في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين أربع إلى سبع سنوات، وكذلك بين 10-14 سنة.

 

العلاج

يعتمد علاج مرض السكري من النوع الأول على إعطاء الإنسولين للمصاب عدّة مرات في اليوم للمساعدة على تنظيم مستوى السكّر في الدم، ومن الممكن إعطاء الإنسولين على شكل حقن أو مضخة، ووتوجد أنواع مختلفة من الإنسولين تختلف في الوقت الذي تحتاجه ليظهر تأثيرها وكذلك تختلف في وقت استمرارية مفعولها، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب المختص حول جرعة الإنسولين وكيفية إعطائه، ومراجعته بشكل مستمر ولا سيما بعد التشخيص، فقد وُجد أنّ هناك بعض الحالات التي تستعيد فيها خلايا البنكرياس قدرتها على إنتاج الإنسولين بكميات بسيطة بعد تشخيص الإصابة بالسكري، وقد يُدرك المصاب ذلك بتحسن الأعراض التي كانت تظهر عليه، ومثل هذه الحالات تتطلب تعديلاً على جرعة الإنسولين المُعطاة تجنباً للآثار الجانبية المُحتملة.

إقرأ أيضا:ما هي أعراض هبوط السكر

 

النوع الثاني

التعريف

يمكن تعريف مرض السكري من النوع الثاني (بالإنجليزية: Type 2 diabetes) بمقاومة الانسولين (بالإنجليزية: Insulin resistance) من قِبَل خلايا الجسم المختلفة أو عدم استجابتها للإنسولين، الأمر الذي يُسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم لعدم قدرته على الدخول إلى الخلايا، وهذا ما يُنبّه البنكرياس إلى إنتاج المزيد من الإنسولين، وفي بعض الحالات قد يؤدي إجهاد البنكرياس الناجم عن هذه الحالة إلى انخفاض قدرته على إنتاج الإنسولين بشكلٍ تدريجيّ، والذي بدوره يؤدي إلى زيادة مشكلة ارتفاع سكّر الدم سوءاً، ويُعدّ مرض السكري من النوع الثاني أكثر أنواع مرض السكري شيوعاً، حيثُ يشكّل ما نسبته 90–95% تقريباً من حالات مرض السكري المختلفة طبقاً لما نُشر في مجلة رعاية مرضى السكري، عام 2009، الصادرة عن جمعية السكري الأمريكية، ومن الجدير بالذكر أنّ نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني تكون أكثر شيوعاً مع التقدّم بالعُمُر إلّا أنّ نسبة إصابة الأشخاص الأصغر سنّاً تسجّل ارتفاعاً متزايداً نتيجة اتّباع النظام الغذائيّ غير الصحيّ، وانخفاض النشاط البدنيّ، والمعاناة من السُمنة.

 

الأسباب وعوامل الخطورة

لم يتمّ إلى الآن تحديد المسبّب الرئيسيّ الذي يؤدي إلى مقاومة الخلايا للإنسولين أو ضعف إنتاج البنكرياس للإنسولين ولكن توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وفي ما يأتي بيان لبعض منها:

إقرأ أيضا:ارتفاع الكيتون في البول
  • التقدّم في العُمُر: يرتفع خطر الإصابة بمرض السكري مع تقدم العمر، خصوصاً بعد تجاوز الخامسة والأربعين من العمر، وقد يُعزى ذلك إلى انخفاض النشاط البدنيّ للشخص، وزيادة الوزن، وتراجع الكتلة العضليّة.
  • العوامل الوراثيّة: تعد أحد أهم عوامل الخطر المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني، حيثُ يرتفع خطر الإصابة بالمرض في حال وجود تاريخ عائليّ للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • السُمنة: تُعدّ السُمنة والوزن الزائد أحد أكثر عوامل الخطورة التي تزيد من فرصة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والمتمثلة بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body mass index) ليصل 30 أو أكثر، خصوصاً في حال زيادة الدهون في منطقة البطن، لأنّ هذه الدهون تتسبب بإنتاج بعض العناصر الكيميائيّة التي تؤدي إلى اضطراب العمليّات الاستقلابيّة، وجهاز الدوران في الجسم.
  • قلة النشاط البدنيّ: حيثُ تساعد ممارسة التمارين الرياضيّة على استخدام سكّر الجلوكوز لإنتاج الطاقة، وخسارة الوزن الزائد، وزيادة حساسيّة الخلايا للإنسولين.
  • العوامل الأخرى: توجد مجموعة من العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مثل الانتماء لبعض الأصول العِرقيّة، والإصابة بمقدمات السكري، والإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)، والإصابة بسكري الحمل (بالإنجليزية: Gestational diabetes).

 

العلاج

يعتمد علاج مرض السكري من النوع الثاني على اتّباع نظام حياة صحيّ بشكلٍ رئيسيّ، والمتمثل بخسارة الوزن الزائد، والمراقبة الدوريّة لنسبة السكّر في الدم، وممارسة التمارين الرياضيّة، واتّباع نظام غذائيّ صحيّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ خسارة ما يتراوح بين 5-10% من الوزن قد يساعد على تنظيم مستوى السكّر، وفي بعض الحالات التي يعاني فيها الشخص المصاب من السُمنة الشديدة قد يحتاج إلى إجراء أحد أنواع عمليّات البدانة الجراحيّة (بالإنجليزية: Bariatric surgery) للمساعدة على خسارة الوزن، كما يجب الحرص على ممارسة التمارين الرياضيّة بشكلٍ يوميّ تقريباً بما يتراوح بين 30-60 دقيقة للمساعدة على السيطرة على مستوى سكّر الدم، وفي الحقيقة يمكن السيطرة على مرض السكري من خلال إجراء هذه التعديلات على نمط الحياة فقط، بينما توجد حالات يحتاج فيها المصاب للعلاج بالإنسولين أو الأدوية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه العلاجات:

  • دواء ميتفورمين: يزيد دواء ميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin) حساسيّة الخلايا للإنسولين، ويقلل إنتاج سكّر الجلوكوز من الكبد، وغالباً ما يكون الخيار العلاجيّ الأول للأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.
  • مجموعة سلفونيليوريا: (بالإنجليزية: Sulfonylureas) تُحفّز الأدوية التابعة لهذه المجموعة إنتاج الإنسولين من البنكرياس، ومنها دواء غليمبريد (بالإنجليزية: Glimepiride)، ودواء غليبيزيد (بالإنجليزية: Glipizide).
  • مجموعة ثيازوليدينديون: (بالإنجليزية: Thiazolidinediones) تزيد هذه الأدوية حساسيّة الخلايا للإنسولين، ومنها دواء بيوغليتازون (بالإنجليزية: Pioglitazone)، ودواء روسيغليتازون (بالإنجليزية: Rosiglitazone).
  • مجموعة الميجليتينايدز: (بالإنجليزية: Meglitinides) تزيد هذه الأدوية إنتاج الإنسولين من البنكرياس، ومنها دواء ريباغلينيد (بالإنجليزية: Repaglinide)، ودواء ناتيغلينيد (بالإنجليزية: Nateglinide).
  • الإنسولين: قد يصف الطبيب الإنسولين لبعض الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني أيضاً للمساعدة على السيطرة على نسبة السكّر في الدم.
  • الأدوية الأخرى: توجد العديد من العلاجات الدوائيّة الأخرى التي قد يصفها الطبيب للشخص المصاب بمرض السكري من النوع الثاني، مثل مثبطات ثنائي ببتيديل ببتيداز-4 (بالإنجليزية: Dipeptidyl peptidase-4 inhibitors)، وناهضات مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (بالإنجليزية: Glucagon-like peptide-1 receptor agonists)، ومثبطات ناقل مشارك صوديوم/جلوكوز 2 (بالإنجليزية: SGLT2 inhibitors).

 

سكري الحمل

التعريف

يمكن تعريف سكري الحمل بأنّه أحد أنواع مرض السكري التي تتمثل بارتفاع سكّر الدم عن المعدّل الطبيعيّ أثناء الحمل لدى بعض النساء، بسبب زيادة مقاومة الخلايا للإنسولين أو إنخفاض إنتاج الإنسولين، وغالباً ما يتمّ إجراء اختبار الكشف عن الإصابة بسكري الحمل خلال الفترة بين الأسبوع 24-28 من الحمل، وتجدر الإشارة إلى إمكانيّة السيطرة على هذا النوع من مرض السكري في معظم الحالات؛ حيث يمكن للنساء المصابات به إكمال حملهن بشكل طبيعي وإنجاب أطفال أصحاء، أمّا في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب فقد يؤدي ذلك إلى بعض المضاعفات الصحيّة على المرأة الحامل والجنين، وعادةً ما يختفي سكري الحمل بعد الولادة عند معظم النساء؛ ولكنّه بشكل عامّ يزيد من فرصة الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري في المستقبل.

 

الأسباب وعوامل الخطورة

تحدث الإصابة بسكري الحمل نتيجة إنتاج المشيمة (بالإنجليزية: Placenta) لبعض الهرمونات التي تساهم في زيادة نسبة سكّر الدم، وفي الحالات الطبيعية يكون البنكرياس قادراً على إنتاج المزيد من الإنسولين للمحافظة على النسبة الطبيعيّة من سكّر الدم، بينما في حالات أخرى لا يكون البنكرياس قادراً على زيادة إنتاج الإنسولين لبشكل يتناسب مع كمية السكر المُنتجة، وعندئذ تعاني المرأة الحامل من سكري الحمل، ومن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من مرض السكري الإصابة بأيّ ممّا يأتي:

  • السُمنة أو الوزن الزائد قبل الحمل.
  • ارتفاع في ضغط الدم أو بعض الأمراض الأخرى.
  • وجود تاريخ عائليّ للإصابة بأحد أنواع مرض السكري.
  • المعاناة من سكري الحمل في السابق، أو إنجاب طفل يزيد وزنه عن أربع كيلوغرامات في حمل سابق.
  • ولادة طفل بعيوب خلقية في حمل سابق، أو ولادة جنين ميت في أيّ من أحمالها.
  • الإصابة بمقدمات السكري.
  • زيادة عُمُر المرأة الحامل عن 25 سنة.
  • الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovarian syndrome).

 

العلاج

يعتمد علاج سكري الحمل على نسبة ارتفاع السكّر عن المعدّل الطبيعيّ، ويمكن السيطرة عليه من خلال إجراء بعض التغييرات على نمط حياة الحامل فقط؛ مثل ممارسة التمارين الرياضيّة المناسبة، واتّباع نظام غذائيّ صحيّ، أمّا في بعض الحالات الأخرى فقد تحتاج الحامل أيضاً لاستخدام بعض العلاجات الدوائيّة مثل دواء الميتفورمين، ودواء غليبنكلاميد (بالإنجليزية: Glibenclamide)، أو استخدام الإنسولين، وذلك بحسب ما يراه الطبيب المختص مناسباً.

 

معلومات حول مرض السكري

يُعرف مرض السكري على أنه مجموعة من الاضطرابات الأيضيّة الناجمة عن خلل مرتبط بهرمون الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin)، وقد يتمثل هذا الخلل بكيفية عمله أو إفرازه، أو كلا الأمرين في آن واحد، ممّا يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكّر في الدم بشكل كبير يفوق الحدود المقبولة، ويصاحب هذا الارتفاع ظهور عدد من الأعراض على الشخص المصاب، مثل العطش الشديد، وكثرة التبوّل، وكثرة الشعور بالجوع، وزغللة العين (بالإنجليزية: Blurred vision)، وتجدر الإشارة إلى أنّ الالتزام بالعلاج الذي يصفه الطبيب واتباع نمط الحياة الصحي يُحقق حياة طبيعية للمصاب، ويحميه من الإصابة بالعديد من المضاعفات التي قد تترتب على مرض السكري.

السابق
انخفاض السكر بعد الأكل
التالي
ما هي مضاعفات مرض السكري