الاختراعات
حسب المُعجم الوسيط، فإنَّ كلمة اختراع تعني الابتداع، أو الابتكار، أو خلق الشيء. يلجأ الإنسان إلى الاختراعات لعدّة أسباب أبرزها الحاجة، ومن هنا برزت مقولة الحاجة أُمّ الاختراع، فقد يمر الإنسان أو المُجتمع ككُلّ بصعوبات وتحدّيات تضطرّه في النهاية إلى الاختراع من أجل تخطّي هذه التحدّيات.
إنَّ طُرُق الوصول إلى الاختراعات كثيرة ومُتعدّدة، فقد يتم الوصول إلى الاختراع بعد تقدُّم العِلم والوصول لمُكتشفات جديدة، وتُعدّ بصمة الحمض النووي (بالإنجليزيّة: DNA) من أبرز المُخترعات التي تمَّ الوصول إليها بهذه الطريقة، فلم يكن بإمكان العلماء ذلك لولا اكتشاف الحمض النووي وفهمه، ومن الطرق الأخرى للوصول للاختراعات هو عن طريق التجربة والخطأ، وتطوير المُخترعات السابقة، كما أنَّ بعض المُخترعات قد يتم التوصُّل إليها عن طريق الحوادث أو الأخطاء.
تأثير الاختراعات على حياة الإنسان
لا يستطيع أي عاقل إنكار حقيقة أنَّ الاختراعات قد غيّرت حياة الإنسان بشكلٍ كبير في شتّى المجالات، ومن أبرز المُخترعات تأثيراً في حياة الإنسان ما يلي:
- البوصلة (بالإنجليزيّة: Compass): سهّلت البوصلة مُنذ اختراعها من قِبَل الصينيين في الفترة ما بين القرن التاسع والقرن الحادي عشر على البحّارين عمليّة الملاحة، حيثُ كانوا في القِدَم يتتبّعون النجوم عند ترحالهم، وقد كانوا يواجهون صعوبات أثناء ذلك، حيثُ أنَّ تلك الطريقة لم تكن فعّالة في النّهار أو عند تواجُد الغيوم في السماء ليلاً.
- آلة الطباعة (بالإنجليزيّة: Printing press): جعل هذا الاختراع الألمانيّ الذي تمَّ ابتكاره في القرن الخامس عشر من عمليّة كتابة الكُتب ونسخها عمليّة سهلة، فقد انتَشَر ما يُقارب النصف مليون كِتاب حول العالم خلال 60 عام من اختراع هذه الآلة.
- الهاتف (بالإنجليزيّة: Telephone): لهذا الاختراع أثر كبير في مجال الاتّصالات، فبفضله أصبحت عمليّة التواصُل عمليّة سريعة وسهلة، وهي تُعدّ وسيلة للتسلية بالإضافة لكونها مُهمّة جدّاً في مجالات عديدة. إنَّ هذا الاختراع يُعد البذرة التي نبتت منها اختراعات أخرى كالهاتف الخلوي (بالإنجليزيّة: Cell phone) وحتّى الشبكة العنكبوتيّة (بالإنجليزيّة: Internet).
- المِصباح (بالإنجليزيّة: Light bulb): غيَّر المِصباح حياة الإنسان بشكل كبير وجعله أكثر إنتاجيّة؛ حيث أصبح لا يقتصر عمله على فترة الصباح، وإنّما أصبح بمقدوره أن يعمل ليلاً أيضاً؛ وذلك لوجود الإنارة التي يحتاجها.
- الشبكة العنكبوتيّة (بالإنجليزيّة: Internet): هي عبارة عن مجموعة من الشبكات الحاسوبيّة الموصولة ببعضها البعض، والتي كان الهدف منها في بدايتها هو اتصال أجهزة الحاسوب الموجودة في الجامعات المُختلفة والمُستخدمة لغرض الأبحاث ببعضها البعض. أصبحت الشبكة العنكبوتيّة الآن تُستخدَم من قِبَل ملايين الناس حول العالم لأغراض مُختلفة.
- الآلات الحاسبة (بالإنجليزيّة: Calculators): بعد اختراعها من قِبَل اليابانيين، فقد سهَّلت هذه الآلة الصغيرة العديد من العمليّات الحسابيّة على العاملين في مُختلف المجالات؛ فلم يعد الطلاب والمُهندسون مُلزمين بحفظ المُعادلات المُعقّدة.
- الطائرة (بالإنجليزيّة: Airplane): لعلَّ الطائرة قد سهَّلَت السفر والتنقُّل بشكلٍ كبير، والتي كانت تتطلَّب أشهراً فيما سَبَق لقطع مسافات وجيزة، أمّا بوجود الطائرة، فقد اختُصر هذا الوقت ليُصبح بضع ساعات فقط لقطع مسافات كبيرة.
أبرز المُخترعين عبر التاريخ
مرّ عبر التاريخ العديد من المُخترعين الذين ساهموا في تغيير العالم بابتكاراتهم، ومن أبرز هؤلاء المُخترعين:
إقرأ أيضا:أهمية وسائل الاتصال في حياتنا- نيكولا تيسلا (بالإنجليزيّة: Nikola Tesla): ساهم هذا المُخترِع الصربي في القرن التاسع عشر في تطوير التيّار المُتردِّد (بالإنجليزيّة: Alternating current) والمُستخدم حاليّاً في كُلّ دول العالم؛ وذلك من خلال اختراعه لمُحرِّك يعمل بواسطة هذا التيّار، كما أنّه قام باختراع ما يُسمّى بملف تسلا (بالإنجليزيّة: Tesla coil) والذي يُستخدم في نقل الكهرباء بشكل لاسلكي.
- توماس إديسون (بالإنجليزيّة: Thomas Edison): لهذا العالِم فضل كبير في ابتكار العديد من الاختراعات، ومن أبرز مُخترعاته المِصباح الكُهربائي والفونوغراف.
- الأخوان رايت (بالإنجليزيّة: The Wright Brothers): استطاع هذان الأخوان إثبات أنَّ الإنسان بإمكانه الطيران؛ وذلك باختراعهما أوّل طائرة قادرة على التحليق في الجو.
- بنجامين فرانكلين (بالإنجليزيّة: Benjamin Franklin): قام باكتشاف أبرز مُكتشفات العالم وهي الكهرباء؛ وذلك عن طريق ربط مفتاح بطائرة ورقيّة ومن ثمَّ تطييرها في الهواء أثناء عاصفة رعديّة، بالإضافة لذلك، فقد قام بنجامين فرانكلين باختراع موقد فرانكلين (بالإنجليزيّة: Franklin stove).
- أليكسندر بيل (بالإنجليزيّة: Alexander Bell): اشتُهر أليكسندر بيل لاختراعه أوّل هاتِف عملي.
- غاليليو (بالإنجليزيّة: Galileo): استطاع هذا العالم الفلكي في عام 1609م اختراع مِقراب يصل مدى رؤيته لمسافات بعيدة جدّاً.
- تيم بيرنرز لي (بالإنجليزيّة: Tim Berners Lee): وهو من مُخترعي العصر الحديث؛ حيث قام بتطوير بروتوكول نقل النص الفائق (بالإنجليزيّة: HTTP) والمُستخدم لنقل الملفّات المُختلفة عبر الشبكة العنكبوتيّة العالميّة (بالإنجليزيّة: World Wide Web).
مُخترعات أضرّت بحياة الإنسان
العديد من المُخترعات قد غيّرت حياة الإنسان بشكل إيجابي؛ إلّا أنَّ مُخترعات أُخرى قد أضرَّت بحياة الإنسان وبشكلٍ كبير، حتّى أنَّ عدد لا بأس منها قد أودى بحياة العديد من الناس. من المُخترعات التي أثَّرت على حياة الإنسان بشكلٍ سلبي ما يلي:
إقرأ أيضا:أسهل طريقة لتحميل فيديو من اليوتيوب- السجائر (بالإنجليزيّة: Cigarettes): لا تخفى المضار المُتعدّدة للسجائر عن مُعظم الناس؛ حيثُ تمَّ اختراعها في القرن التاسع كطقوس دينيّة، وقد باتت الآن تُعرِّض مُستخدميها لإدمان شديد، فضلاً عن احتوائها على موادّ كيميائيّة ضارّة بالمُدخِّن ومن حوله.
- الفائدة البنكية (بالإنجليزيّة: Interest): تُعد فائدة البنوك من الرِّبا الصريح الذي حرّمه الله تعالى في الكتاب والسنّة، فقد قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ”.
- الانشطار النووي (بالإنجليزيّة: Nuclear Fission): يُستخدَم الانشطار النووي في توليد الطاقة؛ حيثُ تُعد هذه العمليّة مصدراً جيّداً لإنتاج كميّات كبيرة من الطاقة، ولكن تمَّ استغلالها بشكل خاطئ في صناعة الأسلحة النووية، والتي أودت وقد تودي بحياة الكثير من الناس.
- المشروبات الكحوليّة: تُعد هذه المشروبات مُضرّةً للجسد، مُذهبةً للعقل، فهي تؤدّي إلى ارتكاب الجرائم؛ حيثُ أثبتت دائرة المعارف البريطانيّة أنَّ معظم حالات الاعتداء الجنسي على المحارم (كالأخت، أو الأم، أو البنت) وقعت تحت تأثير هذه المشروبات، كما أنَّ لها مضارّ مُتعدّدة أخرى، ولهذا حرّمها الله تعالى في الكتاب والسنّة، ولو بكميّات قليلة.
- رباعي إيثيل الرصاص (بالإنجليزيّة: Tetraethyl lead): فقد كان يُضاف الرصاص للوقود لتحسين أداء المُحرِّكات فضلاً عن كونه رخيص الثمن، إلّا أنَّ هذا المُركَّب يُعدّ سامّاً جدّاً للكائنات الحيّة والبيئة؛ حيثُ يتسبَّب في حدوث تسمُّم الرصاص (بالإنجليزيّة: Lead poisoning) لدى الإنسان؛ ممّا يؤثِّر بشكل كبير على دماغ الإنسان وجهازه العصبي.