زراعة

ما هي الزراعة

الزراعة

انتشرت قديماً زراعة الأرز في آسيا، والقمح في أوروبا، أما في أمريكا فكانت تربية الماشية سائدة فيها، حيث اقتصر مفهوم الزراعة على القيام بهذه الأنشطة فقط، ثم حاول الإنسان زيادة إنتاجية النباتات والحيوانات من أجل الحصول على الغذاء، فقام بإدخال أنشطة بيئية جديدة زادت من كمية الضوء الواصلة إلى الأرض، كما خفّضت المنافسة بين الحيوانات، ودرس العلوم الزراعية، وهي عملية جعل النباتات والحيوانات صالحة للاستهلاك البشري، بالإضافة إلى دراسة تقنيات إنتاج الغذاء والألياف وطُرق معالجتها.[

أصبحت بعض الحيوانات والنباتات بعد ذلك تعتمد على الإنسان في نموها، وتطورها، وبقائها، حيث ساعدت هذه الحيوانات في عملية الزراعة، فاستُخدمت في النقل، ومكافحة الآفات، بالإضافة إلى الاستفادة من لحومها، وصوفها، وحليبها، كما قام الإنسان بإدخال الصفات المرغوبة في النباتات وتحسينها ضمن عملية انتقائية تُعرف بالتدجين.

تاريخ الزراعة

اقتصر مفهوم الزراعة على إلقاء البذور في التربة فقط، حيث اكتُشفت هذه الطريقة قبل خمسة عشر ألف سنة، فقد كان المتجولون يبحثون عن طعامهم بأنفسهم، ثم يتخلّصون من بقايا الطعام برميها في أكوام، فوجدوا فيما بعد أن هذه البقايا قد نمت مرة أخرى إلى نباتات من نفس نوعها.

بدأت زراعة الأرز في منطقة النهر الأصفر في الصين، وذلك قبل خمسة عشر ألف سنة تقريباً، وبعد نهاية العصر الجليدي عندما أصبح الجو حاراً، بدأت زراعة الشعير، والقمح، والعدس، والحمص، وغيرها، وذلك في منطقة الهلال الخصيب، وهي منطقة تضم عِدّة دول وهي: إيران، وسوريا، وتركيا، والعراق، وفلسطين، ولبنان، ومن أوائل المناطق الزراعية هي منطقة أريحا في وادي الأردن، حيث تُشير الأدلة إلى ازدهار الزراعة في هذه المنطقة.

إقرأ أيضا:تقرير عن الزراعة

بَدأت تربية الماشية، والماعز، والأغنام، والخنازير، وغيرها، وكذلك زراعة القمح، والشعير، والبقوليات في أوروبا والشرق الأوسط، وذلك قبل ثمانية آلاف عام. ثم انتشرت الزراعة قبل أربعة آلاف عام في مُعظم القارت، ففي مصر انتشر نظام غذائي بين الطبقة الغنية، وشمل: التين، والتمر، والعنب، والزيتون، والرمان. وفي جبال الأنديز انتشرت البطاطا، وفي الأمريكيتين عُرف الكاكاو، والأفوكادو، والقرع، وغيرها، أما في أفريقيا فانتشرت زراعة الكسافا، والبطاطا، والقهوة، والقطن، وغيرها.

أنواع الزراعة

يَعتمد العديد من الأفراد على الزراعة في المعيشة، حيثُ يعمل 45% من سكان العالم بالزراعة، وأغلبيتهم من آسيا وأفريقيا، حيث يشكلون 80% من المزارعين في العالم، و2% فقط من الولايات المتحدة الأمريكية، ويُمكن تقسيم الزراعة إلى نوعين، هما:

  • مزارع الكفاف: المزارعون في هذا النوع لا يعرفون الكثير عن طُرق الري، والتسميد، والتربة، فهُم يُنتجون كمية من المحاصيل تكفي لإعالة أُسرهم، ويَعتمد المزارعون على عملية الحرق، وذلك بحرق جزء من الأرض كل مرة للحصول على محصول جيد، وتنتشر هذه الطريقة في أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية.
  • المزارع التجارية: وذلك مثل مزارع الفاكهة في أمريكا الوسطى، والقمح في غرب وسط الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم إنتاج نوع واحد من المحاصيل، وبيعه لجميع أنحاء العالم.

الزراعة العضوية

بدأت العديد من البلدان في تشجيع الزراعة العضوية، وذلك لتحسين الأمن الغذائي، وتخفيض التكاليف، فهذا النوع من الزراعة يعتمد استخدام الطرق الزراعية، والبيولوجية، والميكانيكية، بَدل استخدام المواد الصناعية، مثل: الأسمدة، والمبيدات الحشرية، والأدوية البيطرية، والسلالات المُعدّلة وراثياً، والمواد الحافظة، والإشعاع، حيث يتم إدارة النظام البيئي، وذلك لزيادة خصوبة التربة، والقضاء على الآفات، والمرض. ويتم تمييز المنتجات العضوية، عن طريق وضع علامات على هذه المنتجات، حيث يتم إصدار شهادات للتأكد من أنها منتجات عضوية.

إقرأ أيضا:ماذا يزرع في الشتاء

تطبيقات الهندسة الوراثية في الزراعة

عام 1994م تم إدخال حمض نووي ذو صفات مرغوبة على الطماطم، فأصبح العمر الافتراضي لها أطول، وتحسّنت نكهتها، وبعد ذلك بدأ استخدام الهندسة الوراثية لإنتاج محاصيل مُعدّلة وراثياً، وتزيد هذه التقنية من إنتاج المحاصيل مع استهلاك وقت قليل لرعايتها، بالإضافة إلى توفير المال، عن طريق تقليل كمية المبيدات المُستخدمة، فقد أصبحت هذه النباتات مقاومة لمبيدات الأعشاب، والأمراض الناتجة عن الفيروسات.

السابق
طريقة زراعة النعناع
التالي
كيف يزرع الفول السوداني