مضاعفات مرض السكري
توجد عدد من المضاعفات أو الأضرار الصحية التي تزيد احتمالية حدوثها لدى مرضى السكري (بالإنجليزية: Diabetes) أو داء السكري أو مرض السكر أو البوال السكري، ولابدّ من التأكيد على أنّ حدوث هذه المضاعفات ليس أمراً حتمياً، ويمكن للمصاب أن يحمي نفسه ويتبع بعض الإجراءات الوقايئة لتقليل خطر حدوث هذه المضاعفات، وفي الحقيقة تُقسم مضاعفات السكري إلى نوعين:
- مضاعفات على المدى البعيد: يتطلب تطورها مرور عدة سنوات من الإصابة بالمرض وارتفاع سكر الدم.
- مضاعفات على المدى القصير: بمعنى أنّها تتطور بشكل مفاجئ أو خلال فترة لا تتجاوز بضعة أيام أو أسابيع، وتمثل حالات حدوث فرط شديد أو انخفاض في قراءات السكر في الدم، وتُعالج هذه الحالات بشكل سريع نسبياً لإعادة السكر للمستوى المعتاد.
المضاعفات قصيرة الأمد
من المضاعفات التي قد تظهر بعد الإصابة بمرض السكري بفترة قصيرة في حال عدم الالتزام بالخطة العلاجية التي يصفها الطبيب ما يأتي:
- أزمات فرط السكر في الدم: يتطور هذا النوع من المضاعفات لدى بعض مرضى السكري خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز بضعة أيام أو أسابيع كما أسلفنا، ويتمثل هذا النوع من المضاعفات بتعرض مريض السكري لعوامل تتسبب بفرط مستويات السكر في الدم دون التحكم بها بشكل فعال، كما في حال إصابة مريض السكري بالعدوى (بالإنجليزية: Infection) وعدم السيطرة عليها، أو عدم الالتزام باستخدام علاجات السكري الدوائية، ويجدر بالذكر أنّه وعلى الرغم من أنّ هذا النوع من المضاعفات طارئ ويتطلب علاجاً طبياً فورياً إلّا أنّ العلاج الطبي يشفي منه ويزيل أعراضه بعد إعادة الانتظام لقراءات السكر، وتُقسم أزمات فرط السكر في الدم إلى النوعين التاليين:
- الحماض الكيتوني السكري: يحدث هذا النوع من أزمات فرط السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الأول في الغالب عند انخفاض مستوى الإنسولين في الدم بشكل كبير جداً أو مُطلق، ونظراً لعدم قدرة الخلايا على الاستفادة من السكر في الدم كمصدر للطاقة، يتم تكسير الدهون للحصول منها على الطاقة، وينتج عن ذلك مواد كيميائية تُسمى الكيتونات التي تظهر في الدم والبول، ويسبب ارتفاع مستوى الكيتونات زيادة حمضية الدم؛ وهو ما يعرف باسم الحماض الكيتوني، وتتضمن أعراض الحماض الكيتوني (بالإنجليزية: Ketoacidosis) رائحة الفم التي تشبه رائحة الفاكهة، وآلام البطن، والغثيان، والتقيؤ، والتنفس السريع، وفقدان الوعي في الحالات الشديدة، فهي حالة صحية طارئة تتطلب المتابعة الطبية والعلاج الفوري.
- متلازمة فرط الأسمولية السكري: تؤثر متلازمة فرط الأسمولية السكري (بالإنجليزية: Hyperglycaemic hyperosmolar syndrome) غالباً في مرضى السكري من النوع الثاني، وما يحدث في هذه الحالة أنّ كمية الإنسولين في الجسم تنخفض بشكل كبير أيضاً، ولكن لا تنخفض لدرجة كافية لبدء استخدام الدهون كمصدر بديل للطاقة كما هو الحال في حالة الحماض الكيتوني، ويؤدي هذا الانخفاض الحاصل في الإنسولين إلى ارتفاع مستوى السكر بشكل مفرط، فيحاول الجسم التخلص من هذا السكر الزائد عن طريق التبول المتكرر، مما يؤدي إلى جفاف الجسم، والشعور الشديد بالعطش، إضافة إلى التشوش الذهني الذي يُعتبر علامة مميزة لمتلازمة فرط الأسمولية السكري، وتتميز متلازمة فرط الأسمولية السكري بارتفاع مستوى السكر المفرط في الدم حيث تزيد مستويات السكر في الدم عن 600 ملغ/ديسيلتر، إضافة إلى وصول أسمولالية الدم إلى 320 ميلي أسمول/كجم فأكثر، وفقدان كبير جداً للسوائل من الجسم مع عدم زيادة حموضة الدم كما هو الحال في الحماض الكيتوني.
- انخفاض سكر الدم: في الحقيقة لا يُعدّ هبوط السكر من المضاعفات الناتجة عن الإصابة بمرض السكري بحد ذاته، إنّما من المشاكل التي قد تنجم عن علاج السكري وخاصة الإنسولين؛ كما في حال استخدام جرعات مرتفعة من الإنسولين، أو عدم تناول وجبات الطعام، ومن أعراضه: التعرق، والجوع الشديد، والرجفان، وزغللة العينين، وتسارع دقات القلب، ويُنصح المصاب في حال الشعور بهذه الأعراض والشك باحتمالية هبوط سكر الدم لديه بتناول نوع من الأطعمة أو المشروبات السكرية سريعة الامتصاص مثل: عصير محلى، أو قطعة من الحلوى، أو العسل، أو السكر، وبعد عودة قراءة السكر للوضع الطبيعي يُنصح بتناول وجبة من الطعام للحفاظ على ثبات مستوى السكر في الدم.
إقرأ أيضا:كيف أعرف أنه عندي سكر
المضاعفات على المدى الطويل
تزيد الإصابة بمرض السكري المزمن من احتمالية تطور بعض المضاعفات والمشاكل الصحية على المدى الطويل، حيث إنّ هذه المضاعفات قد تتطور بعد الإصابة بمرض السكري على مدى سنوات عديدة، وتتعلق جميعها بالطريقة التي يؤثر فيها ارتفاع مستوى السكر في الدم في الأوعية الدموية، ويمكن القول أنّ ارتفاع نسبة السكر في الدم يزيد من خطورة تلف الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة في الجسم، ولكنّ المتابعة الطبية، والسيطرة الفعالة على قراءات السكري، والوعي الشمولي بأهم مضاعفاته وكيفية تقليل فرصة حدوثها، ساهم بشكل كبير في الحد منها، وفيما يلي سنتطرق لأبرز هذه المضاعفات:
اعتلال الكلى
يُعدّ اعتلال الكلية السكري (بالإنجليزية: Diabetic nephropathy) أحد أنواع مرض الكلى المزمن، ويُعدّ أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الكلى لدى المرضى الذين يغسلون الكلى، وينتج اعتلال الكلية السكري عن ارتفاع مستويات السكر في الدم على مدى فترة طويلة، والذي يسبب خللاً في وظائف الكليتين حيث يبدأ الجسم في فقدان البروتين عن طريق البول، ولا تستطيع الكليتان إزالة الفضلات من الدم، كما أنّ الكلية لا تتمكن من الحفاظ على مستويات السوائل في الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّ التدخين، والتقدم في العمر، والسمنة، والالتهابات المزمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الدهون في الدم تُعدّ من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باعتلال الكلية السكري، ويمكن القول أنّ المصاب قد لا يلاحظ أي أعراض في المراحل المبكرة من اعتلال الكلية السكري، وبمرور الوقت، يمكن أن يتسبب تراكم المواد السامة في الجسم نتيجة التقدم في اعتلال الكلية السكري وفقدان وظيفة الكليتين بظهور الأعراض، وتضم أعراض اعتلال الكلية السكري انتفاخ الكاحلين والقدمين والساقين، أو اليدين بسبب احتباس الماء، وقتامة لون البول، وضيق التنفس، والتعب بسبب نقص الأكسجين في الدم، والغثيان أو التقيؤ، والشعور بطعم معدني في الفم.
إقرأ أيضا:متى يكون السكر منخفض
الاعتلال العصبي
يُعدّ اعتلال الأعصاب السكري (بالإنجليزية: Diabetic Neuropathy) اضطراباً عصبياً يتطور عادةً مع مرور فترة طويلة من الإصابة بالسكري، وقد يتسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم بتعرض الألياف العصبية في أنحاء الجسم للضرر، مما يؤثر في قدرة الأعصاب على نقل الإشارات العصبية، إضافة إلى تقليل كمية الأكسجين التي يتم توفيرها للأعصاب، مما يضعف من قدرتها على العمل بشكل صحيح، ويُقسم الاعتلال العصبي إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي كما يلي:
- اعتلال الأعصاب السكري اللاإرادي: (بالإنجليزية: Autonomic diabetic neuropathy) ويؤثر بشكل رئيسي في الجهاز الهضمي ويعاني المصاب بهذا النوع من الاعتلال من مجموعة متنوعة من الأعراض المعوية مثل: الانتفاخ، والغثيان، والإمساك أو الإسهال، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الاعتلال العصبي قد يؤثر في الجهاز البولي، والأعضاء التناسلية فيتسبب بضعف الانتصاب، كما قد يؤثر في الأوعية الدموية فيتسبب بالدوخة عند النهوض بشكل سريع، إضافة إلى تسارع نبضات القلب.
- الاعتلال العصبي البؤري: (بالإنجليزية: Focal neuropathy) يؤثر هذا النوع بشكل رئيسي في الرأس، والجذع، والساقين، وقد يسبب رؤية مزدوجة، والشعور بالألم خلف عين واحدة، والشعور بألم في جزء محدد وموضعي من الجسم.
- الاعتلال العصبي المحيطي: (بالإنجليزية: Peripheral neuropathy) يؤثر هذا النوع من الاعتلال العصبي بشكل رئيسي في القدمين والساقين، ويعاني المرضى من أعراض مثل: الوخز، والخدر، والألم، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى فقدان كامل للشعور بالذراعين واليدين والرجلين، والألم في العظام والمفاصل.
- الاعتلال العصبي القريب: (بالإنجليزية: Proximal neuropathy) يؤثر هذا النوع في الفخذين، والوركين، والأرداف، والساقين وعادة ما تظهر أعراضه على جانب واحد من الجسم، حيث يسبب صعوبة في الوقوف بعد الجلوس لفترات طويلة، وقد يتطلب الأمر من الفرد الحصول على المساعدة أثناء القيام بأنشطة يومية بسيطة.
إقرأ أيضا:كثرة شرب الماء للأطفال
القدم السكري
تُعدّ قدم السكري أكثر التهابات العظام والأنسجة الرخوة شيوعاً لدى مرضى السكري، ووفقا للإحصاءات المتعلقة بمرض السكري فإن معدل الإصابة بقدم السكري يبلغ حوالي 6.3% وفقاً لدراسة من نوع مراجعة بحثية نُشرت في مجلة Annals of Medicine عام 2019، ويمكن أن تتراوح مضاعفات قدم السكري من التهاب النسيج الخلوي إلى التهاب العظم والنقي المزمن، وتجدر الإشارة وجود العديد من الإرشادات والنصائح الطبية التي تساعد على الوقاية من الإصابة بالقدم السكرية والتي سنأتي على ذكرها لاحقاً خلال المقال.
ارتفاع ضغط الدم
يُعدّ ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني جزءاً من متلازمة التمثيل الغذائي، وهي حالة تشمل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويجدر القول أنّ كلاً من ارتفاع ضغط الدم والسكري قد يكون لهما بعض الأسباب الأساسية المشتركة فهما يشتركان في بعض عوامل الخطر. كما أن كل منهما يسهم في تفاقم أعراض المرض الآخر. ونظراً لأن ارتفاع مستوى السكر في الدم يسبب تلف الأوعية الدموية والكلى التي تلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على ضغط الدم مما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم. ومن الجدير بالذكر أن مرض ارتفاع ضغط الدم يعد مرضاً صامتاً مما يعني أنه قد لا يسبب ظهور أعراض واضحة ومحددة تساعد في الكشف عنه.
أمراض القلب
يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة، مثل: الذبحة الصدرية، إضافة إلى النوبات القلبية، وتصلب الشرايين.
السكتة الدماغية
ينبغي القول أنّ مرض السكري يزيد من فرصة الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار 1.5 مرة مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري، ويجدر بالذكر أنّ السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke) تتسبب بانقطاع إمداد الدم إلى جزء من الدماغ بشكل مفاجئ، مما قد يؤدي إلى تلف في ذلك الجزء المتأثر، وتضم الأعراض المحتملة للسكتة الدماغية الشعور بالضعف أو التنميل على جانب واحد من الجسم، والشعور بالارتباك المفاجئ أو مشاكل في الفهم، وصعوبة الكلام، والدوخة، وفقدان التوازن، وصعوبة المشي، ومشاكل في الرؤية بعين واحدة أو كلتا العينين، والرؤية المزدوجة، والصداع الشديد.
مشاكل العيون
يزيد مرض السكري من خطر اعتلال الشبكية، حيث ينتج اعتلال الشبكية السكري (بالإنجليزية: Diabetic retinopathy) عن تأثير المرض في الأوعية الدموية الصغيرة لشبكية العين، مما قد يؤدي لترشيح السوائل من هذه الأوعية الدموية أو نزفها، ومن مضاعفات العيون الأخرى التي يزيد خطر الإصابة بها لدى مرضى السكري: وذمة البقعة الصفراء (بالإنجليزية: Diabetic retinopathy) التي تنتج عن انتفاخ منطقة في شبكية العين تُعرف بالبقعة، والجلوكوما أو المياه الزرقاء (بالإنجليزية: Glaucoma) التي ترتبط بحدوث تلف في العصب البصري، إضافة إلى الساد أو المياه البيضاء (بالإنجليزية: Cataract) الذي يتمثل باعتمام عدسة العين.
اعتلال الشرايين المحيطية
يزيد مرض السكري من احتمالية الإصابة باعتلال الشرايين المحيطية (بالإنجليزية: Peripheral arterial disease) كأحد المضاعفات على المدى البعيد، ويسبب اعتلال الشرايين المحيطية تقيد تدفق الدم في الأوعية الدموية، وتحديداً الشرايين في الذراعين، أو الساقين، أو أجزاء أخرى من الجسم، وتظهر علامات وأعراض اعتلال الشرايين المحيطية بشكل تدريجي، وتحدث بشكل شائع في الساقين أكثر من الذراعين نظراً لبعد الأوعية الدموية في الساقين عن القلب، وتضم أعراض اعتلال الشرايين المحيطية الشعور بالآلام أو التشنجات أثناء المشي، وقد يشعر بها المريض في منطقة الأرداف، وبطة الساق، والفخذ، والورك، وتتطور هذه الأوجاع عندما يمشي المريض بسرعة أو لمسافات طويلة وتختفي عادة مع الراحة، ومع تقدم المرض قد يستمر الألم والتعب في الساق حتى أثناء الراحة، وتتضمن الأعراض الأخرى شحوب لون الساقين أو تحول لونهما إلى الأزرق أو الاحمر، وتساقط شعر الساقين، وبرودة الجلد، وترقق جلد الساقين والقدمين أو لمعانه، وبطء التئام الجروح والقروح، والشعور بحرقة أو خدر في أصابع القدم، وزيادة سمك الأظافر، وبطء النبض أو غيابه في القدمين، وضمور العضلات وخدرها.
المضاعفات الجلدية
يُعدّ مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وتحديداً عدوى القدم، والعدوى الفطرية، وعدوى المسالك البولية، نظراً لأنّ ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يضعف دفاعات الجهاز المناعي للمريض، وتضم المضاعفات الجلدية لدى مرضى السكري ما يلي:
- عدوى الجلد: يزيد مرض السكري من فرصة الإصابة بعدوى الجلد، الذي يسبب ظهور العلامات والأعراض التالية: سخونة الجلد والشعور بالألم، والطفح الجلدي، والحكة، والبثور الصغيرة في بعض الأحيان، أو ظهور إفرازات بيضاء تشبه الجبن، ويمكن أن تحدث العدوى الجلدية في أي منطقة من الجسم بما في ذلك بين أصابع القدمين، وحول واحد أو أكثر من الأظافر وفروة الرأس.
- تصلب الجلد: تسبب هذه الحالة زيادة سمك الجلد على ظهر اليدين وصعوبة تحريك الأصابع، كما قد تمتد مشكلة البشرة القاسية والسميكة والمنتفخة لتظهر على الذراعين والساعدين، والجزء العلوي من الظهر والكتفين والعنق، وفي بعض الأحيان قد ينتشر الجلد السميك على الوجه والكتفين والصدر، وفي حالات نادرة يمكن أن يظهر الجلد السميك فوق الركبتين أو الكاحلين أو المرفقين، مما يجعل من الصعب مد الأطراف وتحريكها أو ثنيها.
- بقع شين: تسبب هذه الحالة ظهور بقع وأحياناً خطوط على الجلد، وخاصة الساقين، وتُعرف هذه الحالة أيضاً باعتلال الجلد السكري (بالإنجليزية: Diabetic dermopathy)، وفي حالات نادرة قد تظهر هذه البقع على الذراعين أو الفخذين أو الجذع أو أي مناطق أخرى من الجسم، وفي الغالب تكون البقع بنية ولا تسبب أي أعراض وتبدأ هذه البقع والخطوط في التلاشي بعد 18-24 شهراً في العادة، إلا أنّها في بعض الحالات قد تستمر مدى الحياة.
مشاكل السمع
ينبغي القول أنّ الدراسات العلمية حول العلاقة بين مرض السكري وتأثيره في حاسة السمع لا تزال محدودة، إلا أنّ الاذن لديها شبكة غنية من الأوعية الدموية التي قد تتاثر سلباً بارتفاع مستوى السكر في الدم لفترة طويلة، ومن الجدير بالذكر أنّ الأوعية الدموية للقوقعة في الأذن تتشابه بشكل كبير من حيث البنية التشريحية والفسيولوجية مع تلك الموجودة في الكلية، مما يشير إلى إمكانية تأثر حاسة السمع وضعفها بنفس الطريقة التي يسبب فيها ارتفاع مستوى السكر في الدم الإصابة بالفشل الكلوي المزمن نتيجة اعتلال الأوعية الدموية في الكلى.
مشاكل الفم واللثة
يزيد مرض السكري غير المسيطر عليه من خطر الإصابة بالتهاب اللثة، الذي يُعدّ سبباً رئيسياً لفقدان الأسنان، ويرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
مرض ألزهايمر
لا يعرف الأطباء حتى الآن أسباب مرض ألزهايمر، أو الكيفية التي يزيد من خلالها مرض السكري من فرصة الإصابة بالزهايمر، إلا أنّ الأبحاث تشير إلى أنّ نسبة السكر العالية في الدم تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر بعدة طرق منها أنّ مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، مما يؤذي القلب والأوعية الدموية في الدماغ ويسبب تلفها، كما أنّ الدماغ يعتمد على العديد من المواد الكيميائية، والتي قد يختل توازنها بسبب زيادة الإنسولين، مما يحفز الإصابة بمرض ألزهايمر، وأخيراً فإنّ ارتفاع نسبة السكر في الدم يسبب الالتهابات، مما قد يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ، ويزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
خطر الإصابة بالاكتئاب
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة أرشيفات الطب الباطني رفيعة المستوى (بالإنجليزية: Archives of Internal Medicine) عام 2010 أنّ الاكتئاب يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، كما أنّ السكري يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، وقد قام الباحثون بتفسير النتائج بالنظر إلى أنّ التوتر يُعدّ عاملا يزيد من خطر الإصابة بالسكري والاكتئاب، كما أنّ الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم مستويات مرتفعة من هرمونات التوتر مثل: الكورتيزول مما يؤدي إلى مشاكل في استقلاب السكر في الدم، وزيادة مقاومة الإنسولين، وتراكم دهون البطن، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري، أما عن زيادة خطر الاصابة بالاكتئاب لدى مرضى السكري فإن التوتّر طويل الأمد، والضغط المرتبط بعلاج مرض السكري مثل: السيطرة على نسبة السكر في الدم وعلاج المضاعفات، قد يؤدي إلى انخفاض جودة الحياة وزيادة احتمال الإصابة بالاكتئاب، كما أنّ التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، والحاجة إلى أخذ الحقن يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والاكتئاب لدى مرضى السكري.
الحد من تطور مضاعفات السكري
بعد التطرق للمضاعفات الصحية التي يزيد مرض السكري من احتمالية حدوثها لابدّ من بيان الطرق الوقائية التي تحمي المصاب وتساعد على الحد من تطور هذه المضاعفات، وفيما يلي بيان لذلك:
- السيطرة على مستوى السكر في الدم: ويتم ذلك باتباع خطة الأكل الصحي، وممارسة النشاط البدني لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع أي بمعدل 30 دقيقة لمدة خمسة أيام في الأسبوع، والسيطرة على ضغط الدم بحيث يكون أقل من 140/90 مم زئبقي أو حسبما يرى الطبيب مناسباً، والسيطرة على مستويات الكوليسترول في الدم، والامتناع عن التدخين.
- تقليل خطر الإصابة بالقدم السكرية من خلال تفقد القدمين بشكل يومي، والانتباه إلى ظهور علامات تحذيرية مثل: الاحمرار، أو الألم، أو البثور، أو الجروح، أو القروح الأخرى، وارتداء أحذية مريحة، وغسل القدمين بانتظام وتجفيفها بعناية، وخاصة بين أصابع القدم، واستخدام الكريمات المرطبة لمنع جفاف الجلد وتشققه، وقص الأظافر بشكل مستقيم، وتجنب القطع في زوايا الأظافر، وتجنب درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة، واختبار درجة حرارة الماء قبل الاستحمام، وزيارة الطبيب أو أخصائي علاج الأرجل بشكل عاجل عند ظهور علامات غير طبيعية على القدمين، ومن الممارسات التي ينبغي تجنبها للحفاظ على القدمين تجنب المشي بقدمين حافيتين سواء داخل البيت أو خارجه، وعدم محاولة علاج مسامير اللحم والجلد السميك بأداة حادة أو مواد كيميائية بشكل ذاتي ودون زيارة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، وتجنب ارتداء الجوارب الضيقة لأنّها يمكن أن تقلل من تدفق الدم إلى القدمين.
- الحرص على الخضوع للفحوصات والاختبارات الطبية المخصصة لمتابعة تطور السكري ومضاعفاته وأهمها:
- فحص العيون: يجب فحص العيون بشكل دوري ومنتظم حسب ما يراه الطبيب مناسباً، ويتم خلال فحص العيون توسيع البؤبؤ لفحص شبكية العين.
- فحوصات القدم: ينبغي فحص القدم بشكل سنوي منذ بداية التشخيص لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وبشكل سنوي بعد مضي خمس سنوات لدى مرضى السكري من النوع الأول، وأثناء فحص القدم يبحث الطبيب عن تغيرات مثل: القروح، وبرودة القدمين، والجلد الرقيق، ولون البشرة المزرقّ، كما يقوم الطبيب باختبار الإحساس في القدمين لتحديد ما إذا كان طبيعياً أو متناقصاً.
- فحص الكلى: يُنصح بالخضوع لاختبارات فحص البول لدى مرضى السكري من النوع الأول بعد مرور خمس سنوات على التشخيص، ومنذ بداية التشخيص لدى المرضى المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، وأن يتم إجراء هذه الاختبارات مرة سنوياً على الأقل.
- فحص الفم والأسنان: ينبغي مراجعة طبيب الأسنان لتنظيفها وفحصها بشكل دوري كل 6 أشهر.
- فحص الكوليسترول: ينبغي فحص مستوى الكوليسترول في الدم بشكل سنوي لدى مرضى السكري، أو بشكل متكرر أكثر إذا كانت المستويات غير طبيعية.
- فحص ضغط الدم: ينبغي قياس ضغط الدم بشكل دوري عند مراجعة الطبيب.
- فحص السكر التراكمي: ينبغي فحص مستوى السكر التراكمي في الدم كل 3 شهور إذا لم تكن القراءات تحت السيطرة، أو كل 6 شهور إذا كانت القراءات تحت السيطرة.
- الحد من خطر الإصابة بالاكتئاب: يمكن الحد من خطر الإصابة بالاكتئاب لدى مرضى السكري من خلال تحديد المحفزات الشائعة لمرض السكري والاكتئاب، ومحاولة معالجتها، والسيطرة على التوتر والاستجابات الالتهابية أو منعها، وإجراء بعض التغييرات على نمط الحياة، مثل: زيادة النشاط البدني أو التمارين الرياضية، والتعديل على النظام الغذائي، والاسترخاء والنوم لفترة كافية، والتفاعل الاجتماعي، واستخدام أساليب التأمل الذهني.