الدومنيكا
الدومنيكا عبارة عن جزيرة تقع في البحر الكاريبي، حيث تعتبر الأصغر من بين جزر الأنتيل الصغرى، وتبلغ مساحتها 754 كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 72.500 نسمة، ويبلغ ارتفاع أعلى نقطة 1.447 متر وهي مورن ديابلوتان، وعاصمة الدومنيكا هي روسو، تُلقب دومنيكا بالجزيرة الطبيعية لشدة جمالها، وما زالت هذه الجزيرة تتشكل بفعل البراكين، والدليل على ذلك وجود ثاني أكبر بحيرة ساخنة وتصل إلى درجة الغليان، تتميز الجزيرة بالغابات المطيرة، وتعتبر مسكناً للعديد من الحيوانات والنباتات النادرة، حيث يعتبر ببغاء سيسيرو طير الجزيرة الوطني ويظهر في العلم الوطني لدومنيكا وفي الشعار الخاص بالدولة، ويعتمد اقتصاد دومنيكا بالأساس على الزراعة لخصوبة أرضها وعلى السياحة لجمال طبيعتها، وسبب تسميتها يعود إلى كريستوفو كولومبس الذي اكتشفها وأطلق عليها دومنيكا وهي كلمة إيطالية.
تاريخ دومنيكا
سيطرت فرنسا على جزيرة دومنيكا في عام 1635م حتى قام المبشرون الفرنسيون باستيطانها، وفي عام 1660م اتفق الفرنسيون والبريطانيون على ترك دومنيكا وسانت فنسنت وهجرتهما، وبسبب تأييد دومنيكا بين المارتينيك وغواديلوب قامت فرنسا بإنشاء مستعمرة في دومنيكا، وبعد حرب السبع سنوات كان جزءاً من معاهدة باريس عام 1763م أن تصبح جزيرة دومنيكا ملكاً بريطانياً، وفي عام 1778م شن الفرنسيون حملة وذلك خلال حرب الاستقلال الأمريكية لإعادة دومنيكا ولكن معاهدة باريس وضعت حداً للحرب، وباءت محاولات فرنسا للغزو بالفشل وبقيت الجزيرة تحت سيطرة بريطانيا. حاولت مجموعة من المرتزقة اليمينيين في عام 1981م والتي يقودها مايك بيردو قلب نظام حكم يوجينيا تشارلز، إلّا ان خطة الانقلاب فشلت بالكامل بسبب تدخل مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي، وما كان المرتزقة على خبرة أو تدريب عسكري، ولم تتحرك السفينة المستأجرة لنقل المرتزقة من الميناء مما أدى إلى فشل الانقلاب. كان اقتصاد جزيرة الدومنيكا يعاني من تدهور كبير، إلّا أنه في نهاية الثمانينات بدأ يتعافى، ولكنه عاد وضعف بسبب تدني أسعار الموز في تلك الفترة، فاز حزب العمال الدومنيكي في انتخابات يناير 2000م، وخسر حزب العمال المتحد، وتولي دوغلاس الحكم، إلّا أنّه توفي بعد عدة أشعر من توليه منصبه وحل بيير تشارلز محله الذي توفي في يناير عام 2004م، وتولي روزفلت سكيريت رئاسة الوزراء وفاز حزب العمال الذي كان يقوده في مايو 2005م.
إقرأ أيضا:ما نوع العملة لجمهورية لاوس الديمقراطيةعملة دولة الدومنيكا
دولار شرق الكاريبي والذي يحمل رمز xcd هي العملة في دولة الدومنيكا، وهي العملة التي تستخدمها ثماني دول من الدول الأعضاء في منظمة دول شرق البحر الكاريبي، وهذه العملة مستخدمة منذ عام 1965م، وكي يتميز عن باقي العلامات تم اختيار علام $EC لعملة الدومنيكا، ويساوي سعر صرف الواحد دولار أمريكي بالعملة الدومنيكية 2.7 $EC وهي متدنية جداً وبسبب وجود تشابه شكلي قام بعض المحتالين في كندا باستخدام عملة 25 سنت بديلاً عن الربع دولار. يوجد 6 دول تستخدم دولار شرق الكاريبي وهي دول مستقلة وهم جرينادا، دومنيكا، أنتيغا وبربودا، سانت كيتس، ونيفيس سانت لوسيا، الجرينادينز، وأقاليم ما وراء البحار البريطانية ما يطلق عليهم الاثنين الأختين وهما انغيلا ومونتسيرات، ويوجد دولة عضو في منظمة دول شرق الكاريبي ولكنها لا تستخدم الدولار شرق الكاريبي بل تستخدم الدولار الأمريكي وهي عملتها الرسمية والدولة هي جزر فيرجن البريطانية، وبذلك فإن العدد الإجمالي للسكان الذين يستخدمون دولار شرق الكاريبي ما يقارب 600.000 نسمة وهذه الإحصائية خاصة بعام 2006م، وتظهر صورة الملكة إليزابيث الثانية على الأوراق النقدية والمعدنية، باعتبارها رئيس الدولة في جميع الأقاليم والولايات التي تستخدم دولار شرق الكاريبي ما عدا دومنيكا.
اقتصاد الدومنيكا
امتلكت دومنيكا أدنى معدلاتها من نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي عام 2008م، وكانت البلاد تقترب من حافة الأزمة المالية في العامين 2003م و2004م، ولكن في عام 2005م نما اقتصاد الدومنيكا بنسبة 3.5% وبنسبة 4.0% في العام التالي، وكان سبب هذا النمو خدمات السياحة وخدمات البناء في الخارج وبعض الصناعات المتعمدة على الموز، ونجحت حكومة الدومنيكا في الإصلاحات التي شملت الاقتصاد.
إقرأ أيضا:مفهوم الأوراق الماليةتهيمن زراعة الموز على اقتصاد دومنيكا، حيث تبلغ الأيدي العاملة ما يقارب الثلث من إجمالي القوة العاملة، ولكن قطاع الموز شديد الحساسية بالأحوال الجوية والأحداث التي يكون لها تأثير على أسعار السلع الأساسية وخاصة الموز، وفي عام 2007م ضرب إعصار شديد الدولة وتسبب في أضرار وخراب كبير طال القطاع الزراعي، والبنية التحتية ودمر الطرق، وقام الاتحاد الأوروبي بخفض الأفضلية التجارية للموز مما جعل الحكومة في دومنيكا تشجع زراعة البن والبتشول والفواكه الاستوائية وزهور الزينة وأدى ذلك إلى زياد الصادرات وكان في المقام الأول الصابون، وكان هذا نجاحاً كبيراً للبلاد.
تعتبر دومنيكا أرضاً بركانية، وقليلة الشواطئ، لذلك تكون السياحة قليلة بالمقارنة مع الجزر المجاورة لها، إلّا أن وجود الغابات المطيرة والينابيع الساخنة والشلالات والجبال ومراكز الغوص تجعلها وجهة للكثير من السياح الذين ينجذبون لطبيعتها الجميلة والمميزة، ولتوقف السفن السياحية في البلاد دفع الحكومة لتطوير الموانئ وإنشاء مرافق خاصة بها على الطراز الحديث وخاصة في العاصمة روسو، وفي إحصاء شمل 22 جزيرة كاريبية كانت دومنيكا أقل عدد من الزوار لها في العام 2008م، فكانت هايتي نسبتها 0.3% أي ما يقارب 55.800 زائر، وهذا العدد هو نصف زوار هايتي.
تستفيد جزيرة دومنيكا من المبادرة التي تعفي دومنيكا من الرسوم الجمركية للكثير من السلع التي تقوم بتصديرها إلى الولايات المتحدة وهي مبادرة حوض البحر الكاريبي للولايات المتحدة، وبما أنها تنتمي إلى مجموعة الكاريبي التي تنطق باللغة الإنجليزية وتنتمي إلى السوق والاقتصاد الخاص بالتجمع وتستفيد من المميزات الكثيرة لهذه المجموعة، وتقوم الحكومة في دومنيكا بإعفاء الشركات الخارجية التي لها مراكز فيها من الضرائب، ولا يتم الإفصاح عن عدد الشركات التي تستفيد من هذه الميزة بسبب وجود سرية تامة من قبل الحكومة، ولكن يُعرف أنه يوجد الكثير من شركات الانترنت قامت بعمل مراكز لها في دومنيك لتستفيد من ميزة الإعفاء من الضرائب.
إقرأ أيضا:ماهي عملة كوباثقافة الدومنيكا
يسكن جزيرة دومنيكا مجموعة من الناس، وسكنها قديماً العديد من القبائل الأصلية وتبقت فيها قبائل الأراواك وكاريب كاليناغو حتى وصل المستوطنين الأوروبيين، ويوجد في جزيرة دومنيكا نهر يُطلق عليه اسم نهر مجزرة وتم تخصيص هذا الاسم لذكرى قتل المستوطنون الفرنسيون والبريطانيون لسكان البلاد الأصليين وذلك لأنّ مياه البحر تلونت باللون الأحمر لعدة أيام بدماء القتلى، وقام المحتلون الفرنسيون والبريطانيون بجلب العبيد من أفريقيا، وبقي منها قبائل يعيشون بمساحة 15 كيلو متر مربع ويقومون بانتخاب زعيم لهم.
يعتبر الموسيقى والرقص جانبان هامان وأصليان في الثقافة الدومنيكية، حيث تُقام الاحتفالات بعيد الاستقلال بشكل سنوي وتكون عبارة عن موجة متواصلة من الأغاني والرقصات التقليدية، واكتسبت دومنيكا شهرة كبيرة في الموسيقى العالمية منذ عام 1973م. تمتلك جزيرة دومنيك جامعة تتبع للدولة، وتمنح الحكومة الكثير من طلابها الدراسة في جامعات كوبا، ويذهب الكثير إلى جامعة جزر الهند الغربية، والرياضة الشعبية في دومنيكا هي الكريكيت وتنافس دومنيكا في لعبة الكريكيت الاختبارية، وفي تاريخ 24 أكتوبر 2007 تم انشاء ملعب الكريكيت وندسور بتبرع من جمهورية الصين الشعبية بسعة 8000 مقعد.