وقت البدء بتربية الطفل
يُشير الخبراء إلى أنّ تربية الطفل تبدأ عندما يكون رضيعاً، فعندما يبلغ الطفل الشهر السادس من عمره يبدأ في فهم المقصود بكلمة لا وإدراكها؛ لذلك يكون الوقت مناسباً للبدء بوضع حدود له حول الصواب والخطأ لينعكس ذلك لاحقاً على أفعاله وأقواله، ويكون ذلك من خلال اتّباع مجموعة من الاستراتيجيات التربوية الفعّالة التي تتلخّص في تجاهل سلوكيات الطفل السلبية وصرف انتباهه عنها ليقوم بالأنشطة والسلوكيات المرغوبة، كما أنّه من المهم تعليم الطفل على الانضباط، فمع نمو الطفل من الطبيعي أن تُلاحظ الأم وجود بعض السلوكيات غير المناسبة الصادرة منه، حينها تستطيع التدخّل بإيجابية وإرشاد الطفل إلى سلوكيات أخرى أفضل، فتعلّم الانضباط سيُعلّم الطفل التمييز بين الصواب والخطأ، كما سيجعله قادراً على اتخاذ قرارات مثمرة في حياته المستقبلية تُساعده على تحقيق النجاح.
عوامل تسهّل عملية تربية الطفل
هناك مجموعة من العوامل تُسهّل عملية تربية الطفل أهمّها ما يأتي:
- الانضباط الفعّال: وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فإنّ الانضباط الفعّال يقوم على تكوين علاقة وديّة وداعمة بين الطفل ووالديه، ومن ناحيةٍ أخرى بيّنت الأكاديمية أنّ الخوف بحدود معينة يُعدّ دافعاً مهمّاً للسلوك الجيد وتحقيق الانضباط الفعّال لدى الطفل، ويُمكن البدء في تكوين تلك العلاقة الودّية بين الطفل ووالديه بإطعامه عندما يكون جائعاً، واحتضانه عندما يكون مستاء، وتبديل ملابسه عند الحاجة، والتفاعل معه بشكلٍ مفيدٍ وفعّال.
- الروتين: يُساعد الروتين الطفل على توقّع ما يُمكن حدوثه ممّا يُساهم في الحدّ من المشكلات السلوكية التي قد تظهر لديه في المستقبل، فاتّباع الطفل لجداول زمنية يزيد من سرعة تعلّمه للعديد من الأشياء المتوقّعة منه في فتراتٍ زمنية محددّة، كما يجعله ذلك أكثر هدوءاً وأقل توتّراً وقلقاً، إذ يُفضّل السماح للطفل بتحديد أوقات القيام بأنشطته الخاصة والالتزام بها؛ كأوقات نومه، وأوقات تناول الوجبات، وأداء الأنشطة الروتينية التي يُفضّل القيام بها، فذلك يُعلّمه أنّ رغباته عامل مهم لتنظيم حياته.
- التفريق بين السلوك الجيد والسيّئ: يُساعد توضيح معنى السلوك الجيد والسيّئ للطفل على تربيته بصورة جيدة، ومن أجل تحقيق ذلك على الوالدين تحقيق ثلاث مهارات أساسية تتمثّل في الحفاظ على التواصل باحترام مع الطفل، والتحدّث معه باستخدام كلمات بسيطة وعبارات قصيرة ومفهومة بالنسبة له، والتعامل بحزم وعدم التهاون في المواقف الجادة.
إرشادات عامة عند بدء تربية الطفل
أمور يجب القيام بها عند تربية الطفل
يوجد العديد من الأمور التي يجب القيام بها عند بدء تربية الطفل، ومن أهمّها ما يأتي:
إقرأ أيضا:كيفية معالجة العصبية عند الاطفال- إظهار الحبّ للطفل: يجب إخبار الطفل بمدى حبّ الوالدين له، كما يجب أن يُمثّل الوالدان نموذجاً للأدب والاحترام في تعاملهم مع الطفل نفسه أو مع الآخرين، وأن يحرصا على تقويم سلوكه باستمرار.
- الحزم بقدرٍ كافٍ: فالوالدان القادران على وضع حدود مقبولة وعادلة يُشعران الطفل بالحب والحماية، فالمبالغة في مسامحة الطفل يُمكن أن تُشعره بعدم اهتمام والديه بسلوكه.
- الاهتمام بالفروقات الشخصية بين الأطفال: من المهم أخذ الفروقات الشخصية بين الأطفال بعين الاعتبار عند تربيتهم، فنبرة الصوت الحازمة قد تكون مفيدةً مع بعض الأطفال بينما قد يستجيب البعض الآخر للنبرة اللطيفة بشكل أفضل.
- الثبات في التعامل مع الطفل: من المهم للوالدين الثبات على موقف معيّن صدر منهما، فمثلاً عند تحذير الطفل من عدم الوقوف على المقعد ثمّ تركه يقف عليه في مرّة لاحقة فإنّ ذلك يُعدّ أمراً محيّراً للطفل؛ لذا يجب على الوالدين متابعة الطفل عند تحذيره من القيام بعملٍ ما وخاصّة إذا تجاهل الطفل التعليمات، حيث يتطلّب تعليم الطفل الامتثال للتعليمات وسماع أوامر الوالدين الكثير من الصبر والتكرار.
- مدح الطفل: من الجيد مدح الطفل عند قيامه بعملٍ جيد كعرض لعبته على صديقه للعب بها؛ فذلك يُشجّعه ويُبرز له الجانب الإيجابي من شخصيته.
أمور يجب تجنّبها عند تربية الطفل
يوجد العديد من الأمور التي يجب تجنّبها عند بدء تربية الطفل، من أهمّها ما يأتي:
إقرأ أيضا:عمل وسائل تعليمية لرياض الأطفال- تجنّب المبالغة في الحزم والتشدُّد: ينبغي على الوالدين وضع معايير مقبولة لسلوك الطفل، فوضع معايير عالية جداً والتشديد على ذلك يُشعر الطفل بعدم قدرته على النجاح أو عجزه عن ضبط نفسه والتصرّف بصورة سليمة عندما يكون بعيداً عن نظر والديه.
- تجنّب إهمال الطفل: من المهم تحذير الطفل من الأشياء الخطِرة كلمس الموقد الساخن مثلاً، حيث لا يُمكن الاعتماد على الطفل في تجنّب تلك الأمور لعدم إدراكه لخطورتها.
- تجنّب انتقاد الطفل أو ضربه: يزيد ضرب الطفل وانتقاده من اكتسابه للسلوك العدوانيّ مستقبلاً، فعلى الوالدين إدراك أنّ كلّ ما يصدر عن الطفل يكون بسبب الفضول وحبّ الاكتشاف لديه وليس لأنّه طفل غير جيد، فمثلاً عند محاولة الطفل إمساك ذيل قطة يكون الفضول هو ما يدفعه لذلك وليس لأنّه طفل شرير أو سيّئ؛ لِذا فإنّ ضربه أو انتقاده لن يُساهم في تعليمه السلوك الصحيح في التعامل مع القطط.
- تجنّب قول كلمة لا دوماً: تفقد كلمة لا قوّة تأثيرها عند المبالغة باستخدامها مع الطفل، ومن الأفضل استخدام البدائل والمُشتِّات من خلال إعادة صياغة الرفض أو النهي، فبدلاً من منع الطفل من استخدام السكين بقول: لا تستخدم السكين، يُمكن القول: تلك السكين حادة، يُمكنك استخدام هذه الملعقة الكبيرة.