تاريخ صناعة الورق
لقد كانت الأوراق في القرون الوسطى مصنوعة من القطن المُخفف وألياف الكتان، أمّا الآن فتُعرف الأوراق على أنها صفائح رقيقة جداً مصنوعة من ألياف مُقَّلبَة حتى أصبح كل خيط من خيوط هذه الألياف لوحده، ولا يتم اعتبار أوراق الأرز أو ورق البُردي المصنوع من أعشاب ونباتات على أنها أوراق حقيقية أبداً. وقد تم اختراع الأوراق لأول مرة في الصين في عام 105 ميلادي من قبل الصيني تساي لون، وقد كانت الأوراق المصنوعة من قبله تتميز برقتها وتبطينها، حيث صُنعت من قوالب مسامية من ألياف نباتية متآكلة، وقد كانت الورقة الأولى قبل القرن الثالث الميلادي مصنوعة من تفكيك قماش الأشجار كالتوت، والقنب وعشب الصين.
تم إنشاء أول مصنع للأوراق في إسبانيا، وبما أن الأوراق لم تكن منتشرة أو مشهورة حينها، قام إمبراطور رومانيا المقدس فريدريك الثاني بإصدار قرار ينُص على عدم صحة أي وثيقة رسمية مكتوبة على الورق.
مراحل صناعة الورق
يتم صناعة الورق باستخدام المادة الخام من الأشجار والتي تُسمى بلب الخشب (بالإنجليزية: wood pulp)، وتتكون بعض أنواع اللب من ألياف الخضراوات (السيليلوز)، مع إضافة أنواع مختلفة من المواد للتحكم في خصائص الأوراق الفيزيائية والجمالية وقابليتها للطباعة، كما يوجد أوراق ذات جودة عالية التي يُمكن صناعتها يدوياً باستخدام ألياف القطن أو الكتان أو القنب، حيث تُعد عملية اختيار جودة الألياف عملية مهمة في صناعة الورق، ويُمكن صناعة أوراق ذات نعومة ومرونة وعتامة جيدة و بكميات كبيرة باستخدام ألياف القش والخيزران وعشب الإسبارتو. أمّا عن الأوراق المصنوعة حالياً، فإن نسبة 90% منها مصنوعة من لب الأخشاب للأشجار الصنوبرية اللينة مثل شجرة التنوب أو الصنوبر. وتتم عملية صناعة الورق باستخدام مرحلتين:
إقرأ أيضا:كيف يصنع الورق- مرحلة معالجة المواد الخام: والتي تشمل ما يلي:
- تحويل رقائق الخشب الطويلة إلى لب الخشب.
- غسيل وتبيض وتكرير وضرب وتحجيم وتلوين الألياف، ومن المهم تبييض الأوراق باستخدام الأكسجين بدلاً من تبيضها باستخدام الكلور، حيث إن الكلور مُضر بالبيئة.
- تحسين جودة اللب عن طريق استخدام آلة تُدعى بالمصفاة المخروطية.
- مرحلة إدخال اللب إلى آلة صناعة الورق: ويطلق على آلة صناعة الورق باسم فوردينير (بالإنجليزية: fourdrinier)، وتتم صناعة الورق باستخدام هذه الآلة عن طريق الخطوات التالية:
- إدخال الأوراق إلى آلة لتقوم بصناعة الأوراق.
- استخدام آلة الشفط لتقليل محتوى الأوراق من الرطوبة.
- التجفيف باستخدام المجفف الاسطواني والذي يقوم بجعل الأورق تمُر على سلسلة براميل مصنوعة من فولاذ مقاوم للصدأ بدرجة حرارة 93 سيليسيوس لضمان احتواء الورقة على ما يقارب 4-5% من الرطوبة فقط.
فوائد إعادة تدوير الورق
يُمكن شمل أهم فوائد عملية إعادة تدوير الأوراق بما يلي:
- الحفاظ على الموارد الطبيعية.
- توفير الطاقة.
- التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة.
- إبقاء مساحة فارغة في مكبات النفايات للمواد الأخرى التي لا يُمكن إعادة تدويرها.
يُمكن تلخيص النقاط السابقة بإحصائيَّة أن إعادة تدوير طن واحد من الورق يُمكن أن يُنقذ ما يُقارب 17 شجرة، و26,498 جالون من المياه، و1,438 جالون من النفط، و2.5 متر مكعب من مساحة مكب النفايات، و4000 كيلو واط من الطاقة التي قد تكفي لتوفير طاقة لمنزل لمدة ستة أشهر، ويُمكن أن يُقلل إعادة تدوير طن من الورق انبعاثات غازات الدفيئة بمقدار واحد طن متري من مكافئ الكربون (MTCE).
إقرأ أيضا:كيفية صنع المغناطيسمن الجدير بالذكر أن إعادة تدوير الورق له حدود، على عكس الاعتقادات الشائعة، أي أنَّه يوجد عدد مُعين من المرات التي يُمكن فيها إعادة تدوير الأوراق ذاتها للحفاظ على البيئة، حيث إنه في كل مرة يتم فيها إعادة تدوير الورق، فإنَّ جودتها ستقل حيث تُصبح الألياف أقصر من السابق وأكثر ضُعفاً وتزداد هشاشتها عمَّا سَبق، لكن وبشكل عام يُمكن إعادة تدوير الورق حتى سبع مرات قبل التخلص منه نهائياً وعدم القدرة على استخدامه مرة أخرى.