تعريف تصمغ الشجر
تصمغ الأشجار هو عبارة عن حالة غير محددة يتسرب فيها الصمغ من جرح في الشجرة، ويحدث عادةً عندما يكون لدى الشجرة جرح قديم أو إصابة بالفطريات الممرضة، أو عندما يهاجمها حفار شجرة الخوخ، كما يمكن أيضًا أن يكون سبب الصمغ هو أي جرح في أشجار الفاكهة ذات النواة، بما في ذلك الأضرار الناتجة عن فصل الشتاء، أو الإصابة بالأمراض، أو التلف الناتج عن استخدام أدوات البستنة في خدمة الأشجار، وفي حال تم مشاهدة عصارة صمغية تتسرب من شجرة الخوخ أو البرقوق أو الكرز أو المشمش فمن المحتمل أنها مصابة.
أسباب مرض تصمغ الأشجار
تتعد أسباب مرض تصمغ الأشجار وفيما يأتي ذكر لبعض منها:
الآفات الحشرية
تقوم بعض الأشجار الضعيفة التي لا تقدم لها الخدمات الزراعية بشكل كافٍ بإفراز المادة الصمغية لمقاومة الحشرات التي تهاجمها، حيث يخرج الصمغ في الأنفاق المحفورة، والتي تسببها الحشرات مما يؤدي إلى جفاف الأشجار وتدهورها.
الظروف البيئية
مثل التأثيرات المناخية كالبرودة مما يؤدي إلى تشقق اللحاء وخروج الصمغ.
التربة الثقيلة
إن التربة الثقيلة التي توجد بها طبقة صماء قد تؤثر على تصريف المياه، بمعنى عندما يكون تصريف مياه الري الزائدة سيئاً فإن مستوى الماء يرتفع عن الحد المسموح به مما ينتج عنه ظهور إفرازات صمغية على الأفرع والسيقان، ومع مرور الوقت فإن الأوراق تصفر وتجف السيقان.
إقرأ أيضا:مكونات التربة وأنواعها
الجروح الناتجة عن تساقط البرد
عند تساقط حبات البرد متوسطة الحجم وبغزارة يسبب ذلك إحداث جروح في لحاء الساق والأفرع مما يجعلها عرضة للإصابة بالفطريات.
إصابة الأشجار بالفطريات الممرضة
السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتصمغ هو إصابة الأشجار بفطريات تسمى في الأصل سايتوسبورا (بالإنجليزية: Cytospora) والتي تسمى الآن باسم ليوكوستوما (بالإنجليزية: Leucostoma)، حيث تصيب هذه الفطريات الأشجار من أماكن قطع الأغصان أثناء عملية التقليم، كما يمكن أن تكون عند أماكن إصابات حروق الشمس والبرد.
وهناك نوعان من فطرالليوكوستوما Leucostoma يسببان الإصابة بالتصمغ وهما:
- النوع الأول يسمى فطر ليوكوستوما بيرسوني (بالإنجليزية: L. persoonii)؛ ويصيب عادة أشجار المشمش، والدراق، والخوخ، والنكتارين، والكرز المزروع على ارتفاعات منخفضة، إذ تنتشر مثل هذه الإصابات المناخات الأكثر دفئًا.
- النوع الثاني هو فطر الليوكوستوما كينكتا (بالإنجليزية: L. cincta)؛ والذي غالباً يصيب أشجار التفاح والكرز في المناطق الأكثر برودة، مثل البساتين في المرتفعات العالية.
أعراض الإصابة بتصمغ الأشجار
يصيب هذا المرض الجذور وجذوع الأشجار والفروع الرئيسية والثمار، وتبدأ الإصابة عادة عند قاعدة جذع الشجرة، أي في منطقة التاج أو الجذور القريبة من سطح الأرض، وتمتد الإصابة في الجذع إلى أعلى وقد تصل في الأحوال الشديدة إلى الفروع الرئيسية، وأول أعراض الإصابة هو تعفن لحاء الشجرة قرب سطح التربة مصحوباً بإفرازات صمغية في منطقة الإصابة تحت اللحاء وتظهر على السطح خلال الشقوق التي تحدث فيها وتتجمد هذه الإفرازات الصمغية ويجف اللحاء في الأجزاء التي فوق سطح التربة لتعرضها للجو.
إقرأ أيضا:ما هي ثمرة الكمأة
أما اللحاء المصاب تحت سطح التربة فغالباً يتعفن بسبب رطوبة التربة، وقد يمتد العفن إلى الخشب فتظهر له رائحة مميزة كريهة تشبه رائحة البرتقال المتعفن، وأحيانًا تصاب الجذور قبل أن تظهر أعراض المرض فوق سطح التربة، وفي هذه الحالة تظهر أعراض المرض على هيئة اصفرار في العروق الوسطى ثم لا تلبث الأوراق أن تصفر وتسقط وقد تموت كذلك الفروع الطرفية الصغيرة الموجودة في قمة الشجرة المصابة وفي حالة إصابة الثمار يمتد فيها عفن لونه بني وتصبح الثمرة طرية ولها رائحة غير مقبولة تميزها عن بقية أنواع العفن الأخرى، كما تتلوث الثمار في الغالب أثناء الجمع عندما تسقط على التربة نتيجة لإهمال القائمين بعملية الجمع.
الوقاية من الإصابة بمرض تصمغ الأشجار
لوقاية الأشجار من الإصابة بمرض التصمغ يجب مراعاة ما يأتي:
- التسميد والرعاية المثالية؛ نظرًا لأن المسبب الرئيسي في إصابة أشجار المشمش والخوخ والبرقوق بالتصمغ هو أن تكون الأشجار ضعيفة، لذلك لا بد من تقديم الرعاية المُثلى للأشجار من خلال التسميد والري، إذ يفضل استخدام أسمدة النيتروجين في أواخر فصل الشتاء أو أوائل فصل الربيع مما يساعد على تقليل الضرر الذي قد يلحق بالشجرة بسبب البرد في حال تم تسميدها في فصل الخريف.
- تقليم الأشجار بدقة وإزالة الأنسجة التالفة؛ يجب الحذر عند إجراء عملية التقليم إذ يجب عمل تقليمات مناسبة كما يجب عدم التقليم عندما يكون الجو رطبًا كما يجب عدم ترك جروح مسطحة أو جروح عميقة، حيث يتم إزالة أطراف الأغصان والأغصان المصابة من خلال عملية التقليم مع الحرص بعدم إلحاق الضرر بالأغصان السليمة، ويفضل إجراء التقليم عندما يكون الطقس جافًا في فصل الصيف إذ يساعد ذلك على التئام الجرح بأسرع ما يمكن، كما يجب تعقيم أدوات التقليم قبل البدء بالتقليم.
- حماية الأشجار من الشمس؛ تتم عملية حماية لحاء الأشجار من أشعة الشمس خلال فصل الشتاء من خلال طلاء جذوع الأشجار بمحلول نصفه ماء والنصف الآخر الجير الأبيض حيث يتم دهانها يدويًا لعمل طبقة رقيقة من الجير الأبيض على جذوع الأشجار.
- الحماية من القوارض والحشرات؛ يجب معالجة القوارض والحشرات حتى لا تسبب جروحًا في الأشجار، إذ يقوم بعض المزارعين برش المبيدات الحشرية لمنع القوارض من إحداث ثقوب في الأشجار.
- يجب إجراء عمليات تنقيب للتربة قبل الزراعة والتأكد من المصارف الرئيسية والفرعية حتى لا يرتفع الماء عن حد معين في التربة، وعدم الزراعة في أرض ثقيلة.
- يجب اتباع طريقة ري تتناسب مع طبيعة التربة وتمنع ملامسة المياه لساق الشجيرات أو النباتات.
- تجنب الإفراط في التسميد.
- يجب زراعة أصناف مقاومة تستطيع تحمل المرض بصورة كبيرة، وفيما يتعلق بالحمضيات يفضل استعمال أصول مقاومة كالنارنج.
- الرش مباشرة بمبيد فطري بعد تساقط البرد لتعقيم الجروح.
- عند تطعيم الأشجار، يجب أن تكون منطقة الطعم مرتفعة عن سطح التربة بمسافة لا تقل عن ٣٠ سنتيمترًا.
- الزراعة على مسافات واسعة حتى لا تزيد الرطوبة حول النباتات.
- تجنب إحداث جروح أو خدوش في قاعدة الشجرة أثناء العمليات الزراعية المختلفة لأن ذلك يسهل دخول الفطر.
- يجب أن لا يلمس ماء الري قاعدة الأشجار لأن الرطوبة تشجع نمو الفطر وتساعد على الإصابة، ولذلك يجب اتباع طريقة ري المصاطب أو الحلقات أو البواكي وفيها يجمع التراب إما في شكل خطوط طولية تنمو وسطها الأشجار أو تكوين حلقة من التراب حول كل شجرة وبذلك لا تكون مياه الري ملامسة لجذع الشجرة بل تصلها بالرشح.
إقرأ أيضا:القوة النووية
معالجة مرض تصمغ الشجر
كلما تم اكتشاف مشكلة تصمغ الأشجار مبكرًا، كانت فرصة إنقاذ الشجرة أفضل، لذلك أول ما يجب فعله إذا ظهرت على شجرة الفاكهة علامات التصمغ هو معالجة أي مشاكل في تصريف مياه الري الزائدة، الخطوة التالية في علاج التصمغ تتضمن إزالة اللحاء المصاب إذ يجب إزالة المنطقة المظلمة من اللحاء من الشجرة، بالإضافة إلى شريط من اللحاء السليم حتى يحيط الجرح بهامش من اللحاء السليم، بمجرد الانتهاء من ذلك، ثم ترك المنطقة تجف مع الاستمرار في فحص المنطقة وتكرار إزالة اللحاء إذا لزم الأمر، ويمكن لمبيدات الفطريات الجاهزة أن تمنع بعض أنواع الصمغ.
المعالجة الكيميائية
يتم استخدام الكابتان، أو ثيوفانيت ميثيل، أو كبريت الجير (خليط بوردو) في 50% من الجير الأبيض أو طين الكاولين لتعقيم الجروح الناتجة عن تقليم الأشجار، كما يجب عدم استخدام هيدروكسيد النحاس لأنه ثبت أنه سام للأشجار.