أبو نواس
إنّ أبا نواس هو الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي من أشهر الشعراء الذين عاصروا الدولة العباسية، ويلقب بعدة ألقاب منها أبو علي، والنؤاسي، وشاعر الخمر؛ لتنظيمه العديد من الأشعار والقصائد التي تتغنى بالخمر وشاربه، إلا أنّه تاب عن ذلك وتوجه نحو الزهد وتنظيم الشعر حوله، ويعتبر أبو نواس من أول الشعراء الذين عارضوا أساليب ونظم القصيدة الجاهلية، وأول من جدد القصيدة وخرج عن المألوف فيها.
نشأة أبي نواس
ولد أبو نواس في مدينة الأحواز العربستانية عام 145 للميلاد لأم فارسية وأب عربي تعود أصوله إلى مدينة دمشق، ثمّ رحل مع والديه للعيش في البصرة مع بلوغه العام الثاني من عمره، وتوفي والده وهو لا يزال صغيراً فأسلمته والدته للكتاب، كما عمل أجيراً عند أحد العطارين، ثمّ انتقل إلى الكوفة مع بدأ الخلافة العباسية، وهنالك تعرف على والبة بن الحباب الأسدي وهو شاعر لامع في مجال الخلاعة والتهتك، وتعلم منه أصول الشعر، ثمّ رجع إلى البصرة وتثقف على أيدي شعرائها وأدبائها كما درس الفقه والحديث، وأصبح فقيهاً وعالماً بأحكام الدين والشريعة، وتوفي أبو نواس في عام 199 للهجرة، ولم يتمكن المؤرخون من التحديد الدقيق لمكان وسبب وفاته.
مظاهر التجديد في شعر أبي نواس
- البنية: ابتعد عن البنية الثلاثية والرباعية التي تميزت بها القصائد الجاهلية النموذجية، وأحل الوقفات الخمرية مكان الوقفات الطللية.
- الغرض: تمكن من استحداث غرض شعري جديد المتمثل في الخمريات.
- الإيقاع: الاهتمام بالإيقاع الداخلي للقصيدة والمتمثل في التكرار والتجانس.
- الصورة: استحدث صورة جديدة للقصائد واعتمد على الاستعارة بشكل أساسي من أجل بناء الصورة الشعرية، كما وظف الأساليب الشعرية بطرق جديدة لبنائها.
- المعاني: استخدم معانٍ غير مألوفة في القصائد الجاهلية.
الأسلوب الشعري لأبي نواس
- الخمريات: اتخذ من كلّ من الشاعر الوليد بن يزيد مثالاً له، وحاول مضارعته من خلال خمرياته، كما حذا حذو الشاعر الحسين بن الضحاك حيث يصعب العثور عل فوارق روحية فيما بينهما.
- المدائح: يغلبها التصنع كما أنّها قليلة القيمة.
- الرثاء: تتضح فيه عواطفه العميقة وحزنه الشديد، مما يسدل الستار عن ما فيه من نقائص كالتكلف والمبالغة.
- الغزل: يشتمل على كلّ من العواطف الجياشة، والمشاعر الصادقة، والإباحية، والتبذل.
- الشعر الزهدي: ابتعد فيه عن الإباحية والرذيلة.
ديوان أبي نواس
جمع أبو نواس في ديوانه عدداً كبيراً من الشعراء، ومن أهمهم الصولي الذي أورده في عشر فصول، والأصفهاني الذي أورده بشكل أوسع وأقل تحقيقاً، كما أورد في ديوانه المهلهل برسالة تحمل عنوان سرقات أي نواس.
إقرأ أيضا:بماذا لقب نزار قباني