يونس عليه السَّلام
يُونس عليه السَّلام أحد الأنبياء الخمسة والعشرين الذين ورد ذِكرُهم في القرآن الكريم، وهو النَّبي المبعوث من الله تعالى إلى أهل نينوى- اسم مكانٍ في محافظة المُوصل شمال العِراق-؛ فقد حمل إليهم يُونس عليه السَّلام رسالة الله تعالى كغيره من الأنبياء والرُّسل ألا وهي عبادة الله وحده ونبذ ما سواه، وصرّف جميع أشكال العبادة لله وحده، لكن قومه أصرّوا على الكُفر والطُّغيان، فتوعدَهم بالعذاب، وخرج من بلدتهم غضبان أسفاً على ما لاقاه من الكُفر والجحود والعِناد بالباطل.
ترك يُونس عليه السَّلام قومه وذهب إلى الشَّاطئ، وهناك وجد مجموعة تريد الإبحار على متن السَّفينة؛ فركب معهم، وفي وسط البحر تعالى الموج، فقررّ ركّاب السَّفينة تخفيف وزنها بإلقاء أحدهم منها، واختاروا القُرعة لتكون الحكم العادل فيما بينهم؛ فوقعت على يُونس عليه السَّلام؛ فرفض جميهم الإلقاء به، وأعادوا القُرعة مرةً أخرى؛ فوقعت ثانيةً على يُونس عليه السَّلام؛ فأعادوها ثالثةً فوقعت عليه، عندئذٍ ألقى بنفسه عليه السَّلام في البحر.
في عُباب البحر أرسل الله تعالى الحوت العظيم كي يبتلع يُونس عليه السَّلام ابتلاعاً دون هضمٍ أو أذىً، وإنّما ليكون يونس عليه السَّلام سجين بطن الحوت، وهناك أدرك يُونس عليه السَّلام أنْ لا منجأ ولا ملجأ من الله إلا إليه؛ فألهمه الله تعالى الدُّعاء الوارد في سُورة الأنبياء، قال تعالى:{لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}.
إقرأ أيضا:بماذا اهلك الله قوم صالحمعنى لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنتُ من الظَّالمين
دعاء يُونس عليه السَّلام من أفضل الأدعية التي يُتقرّب بها إلى الله تعالى، ومعناه:
- لا إله: أي لا يوجد إلهٌ في هذا الكون ما أدرك الإنسان منه وما لمْ يدركه.
- إلا أنت: يخاطب يُونس عليه السَّلام ربَّه ويقول له: لا يوجد إلهٌ قادرٌ عظيمٌ مدبرٌ لهذا الكون إلا أنت، وأنت المخاطب هو الله جلّ في عُلاه.
- سُبحانك: كلمة سبحانك مأخوذةٌ من التَّسبيح، والتَّسبيح معناه التَّنزيه والتَّقديس والتَّمجيد؛ فالله منزّهٌ عن كلِّ عيبٍ أو نقصٍ في الأقوال والأفعال والإرادة والمشيئة، وله الكمال المُطلق في كافّة الأمور.
- إنّي: أي أنا- يُونس عليه السَّلام- العبد الفقير المناجي لك من بطن الحوت.
- كُنتُ من الظَّالمين: أي فيما مضى كنت من ضِمن الظَّالمين؛ فأوّل شُروط التَّوبة والعودة إلى الله تعالى الاعتراف بالذَّنب والخطأ، كما تدُّل كلمة كُنتُ على الوعد بعدم العودة إلى الظُّلم؛ فالمعترف بذنبه من المُحال أنْ يعود له.